3 نصائح لتجنُّب الإرهاق بسبب برنامج زوم (Zoom)

لقد غيَّرَت هذه الجائحة التي حلَّت على العالم برمَّته الطريقة التي نمارس بها حياتنا، حيث شاع استخدام تطبيق زوم (Zoom) لتبادُل الأخبار وإجراء مكالمات العمل، فضلاً عن التعلم الافتراضي وإدارة العمل من المنزل، فتلاشت الحدود بين حياتنا الشخصية والعملية، وأضحَت غير واضحة، ورغم ذلك كله ما زلنا نتعلم كيفية التعامل مع جميع هذه التغيرات.



لقد اعتدنا أن تكون هناك أماكن منفصلة للدراسة والعمل ومقابلة الأصدقاء وقضاء الوقت مع الأسرة؛ إلا أنَّه في الوقت الحالي، تداخلَت جميع هذه الأمور ببعضها، وباتت تتزاحم لجذب انتباهنا لها.

ولا مفرَّ من هذا الواقع الجديد حالياً، حيث تُظهِر الدراسات أنَّ الجلوس الطويل خلف الشاشات مرهق، ويؤثر سلباً في صحتنا.

ولتجنُّب تعرُّضك للإرهاق بعد تبنِّي استخدام تطبيق "زوم" (Zoom) في أعقاب الإغلاق العالمي، إليك ثلاث نصائح قد تستفيد منها:

1. التزِم بساعات معيَّنة لاستخدام هذا التطبيق:

يُعدُّ تطبيق "زوم" (Zoom) مناسباً جداً ومن السهل الوصول إليه، إلا أنَّه سيف ذو حدين؛ حيث ينضم العديد من الناس إلى الاجتماعات في أي وقت من اليوم، وأينما كانوا حتى لو كان ذلك على حساب وقت فراغهم أو وقتهم الشخصي، وتجنُّباً لهذا الأمر ينبغي تحديد ساعات معيَّنة لاستخدام التطبيق.

وينبغي أن يقتصر وجود هذا التطبيق على الحاسوب المحمول فحسب، وليس على الهاتف المحمول، وأن تُقلِّل من عدد مكالمات الفيديو اليومية التي تشارك فيها، ولكن بالنسبة إلى العديد مِمَّن عرفوا هذا التطبيق حديثاً، فلا يزالون في مرحلة الاستمتاع وعدم الرغبة في تفويت أي اجتماع.

وقبل ظهور هذا التطبيق، اعتاد الكثيرون إلغاء مواعيد مع أصدقائهم، إما بسبب ضغط العمل أو زحمة المرور، ولكن اختلف الأمر في الوقت الراهن؛ حيث يستطيعون الاجتماع معهم بضغطة زر فقط، دون أن يقلقوا بشأن عملهم، أو ارتداء الكمامة، أو اتخاذ إجراءات السلامة، ولن يكونوا مضطرين إلى تفويت أي لقاء معهم.

قد يعني تحديد ساعات عملك على تطبيق "زوم" (Zoom) أن تُفوِّت بعض الأمور، ولكن ستجني فوائد ذلك على الأمد الطويل؛ حيث لن تكون مستعداً في الأيام العادية للذهاب إلى اجتماع عمل في الساعة الثالثة صباحاً، لكنَّك قد تقوم بذلك حالياً باستخدام التطبيق.

إقرأ أيضاً: سكايب مقابل زوم: أي تطبيق لمكالمات الفيديو هو الأفضل للعمل من المنزل؟

2. خُذ استراحات في أثناء استخدامك للتطبيق:

قد نرغب جميعاً في تناول فنجان من القهوة أو تناول الغداء؛ ولذلك نأخذ استراحةً للحصول على مُتَنَفَّس، إلا أنَّ استخدام برنامج "زوم" (Zoom) مهَّدَ الطريق لإلغاء هذا الأمر، وألغى حاجة الناس للاستراحة ضمن الاجتماعات.

اعتدنا أن نمشي بضع خطوات في بيئة العمل التقليدية قبل التوجه إلى قاعة الاجتماعات، ولكن مع استخدام تطبيق "زوم" أصبح الأمر أكثر سهولةً، ولم تَعُد بحاجة إلى قطع عملك للتوجه إلى مكان الاجتماع، إنَّما تضغط على رابط لتجد نفسك في الاجتماع المنشود، ولكنَّ نتيجة ذلك قد تكون سلبيةً على الصحة الجسدية والعقلية والعاطفية؛ فقد تنسى أن تأكل، أو قد تعاني من القلق والأرق والاكتئاب، أو تشعر بألم حاد في عينيك وألم شديد في الظهر.

إنَّ تداعيات هذا البرنامج على أسلوب الحياة أصبح واسعاً ومتنوعاً؛ ولذا احرص على جدولة الوقت بين الاجتماعات لتقوم بأنشطة غير التحديق في شاشة حاسوبك المحمول؛ كأن تُعِدَّ وجبة طعام شهية، أو تخرج في نزهة، أو تمارس اليوغا، أو حتى تقرأ كتاباً.

إقرأ أيضاً: 6 أسباب تدفعك لأخذ استراحة من العمل وتحقيق إنتاجية

3. استخدِم برنامج "زوم" كأداة منفصلة:

تُظهِر رواية الكاتبة الأمريكية ذات الأصول اليونانية "آريانا هوفنتغون" (Arianna Huffington) "ثورة النوم" (The Sleep Revolution)، بالإضافة إلى مصادر مختلفة، أنَّ الإفراط في التحديق في الشاشات قد يسبب الكثير من الإجهاد.

ومع سهولة استخدام تطبيق "زوم" (Zoom) والوصول إليه، أصبح يتسلل إلى أي مكان يمكِنك أن تحمل إليه حاسوبك المحمول أو هاتفك، مثل: غرفة نومك، أو مطبخك، أو حتى سيارتك، أما إذا كان البرنامج موجوداً على حاسوبك فحسب، ستتخلص من قلقك حول تفويت أي اجتماع والالتزام بالساعات التي حدَّدتَها لاستخدامه، فلن تُدردش مع أحد على سريرك آخر الليل، ولن تستخدم البرنامج في محل البقالة، ولن تضطر إلى كتم المكالمات أو إنهاء مكالمة الفيديو بسرعة في أثناء وجودك في الحمام؛ إنَّما تكون الأمور في نصابها المعتاد وتشارك في اجتماعات محدودة في موقع واحد معيَّن.

وعبر تحديد استخدامك للبرنامج، قد تُقلِّل من عوامل التشتيت في أثناء وجودك مع شريكك أو أطفالك، لأنَّ من الأمور الإيجابية التي جلبها الحجر الصحي هي قدرتنا على قضاء وقت إضافي مع العائلة؛ فبدلاً من أن تهرع إلى الرد على مكالمة فيديو، يمكِنك أن تستثمر هذا الوقت في إنشاء ذكريات شخصية.

في الختام:

إذا اتَّبعتَ هذه النصائح الثلاثة، فقد تتجنب إرهاق نفسك في العمل، وتتخلص من سيطرة التطبيق على حياتك، وسيكون لديك جدولٌ زمنيٌّ مُنظَّمٌ؛ كما ستحصل على القسط الكافي من النوم، وبذلك تخف الاضطرابات، وستشعر أنَّك أكثر مسؤوليةً تجاه حياتك اليومية ككل.

ولسوء الحظ، أنَّه لا يمكِننا فعل الكثير في ظل الظروف الراهنة والوضع الجديد والحاجة إلى وقت إضافي للجلوس خلف شاشة الحاسوب، إنَّما نستطيع أن نضمن المشاركة فيها بطريقة منظمة وصحية.

ومع جهلنا بما ستؤول إليه الأمور، فمن الهام أن نخلق لأنفسنا جواً من الفرح، والنشاط، وعدم قضاء كل الوقت، وإرهاق أنفسنا خلف الشاشة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة