3 خطوات للحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

ربما لاحظت أنَّه عندما تلتقي بصديق أو بأحد أفراد الأسرة أو بزميل، سيسألك هذا الشخص في مرحلة ما من الحديث عمَّا إذا كنت قد رأيت ما نشره شخص آخر على فيسبوك (Facebook) أو إنستغرام (Instagram) أو تويتر (Twitter)؛ وقد تكون إجابتك الدائمة: "لا، لم أرَ ذلك".



قد يعتقد بعضهم أنَّك تفتخر بضعف نشاطك على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يوجد أشخاص يفتخرون بأنَّهم هجروا وسائل التواصل الاجتماعي. وفي الواقع، إنَّ وضع حدود تنظِّم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يساعدك على عيش حياة أكثر سعادة وتركيزاً.

الجانب الإيجابي للحياة بدون وسائل التواصل الاجتماعي:

تُؤثِّر بعض الأمور في الحياة سلباً في شعورنا بالسعادة، كما توجد أمور معينة يمكن أن تُشتِّت انتباهنا لدرجة أنَّها يمكن أن تؤثر تأثيراً سلبيَّاً في حياتنا الشخصية وعملنا. لذا نقدم لك فيما يلي بعض الجوانب الإيجابية للحياة بدون وسائل التواصل الاجتماعي:

1. القليل من التشتيت:

في العمل، ستتوقف عما كنت تفعله بمجرد تلقِّي إشعار على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من أنَّ إحدى الطرائق للتغلب على ذلك تتمثل في إيقاف تشغيل الإشعارات أو استخدام تطبيق يحظر المواقع التي تشتت المرء، أو إيقاف تشغيل الهاتف تماماً؛ فمع ذلك، ستشعر بالحاجة دوماً إلى تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي. 

يعد الخوف من تفويت حدث ما أمراً حقيقياً للغاية؛ إذ وجدت الأبحاث التي أُجرِيَت في مركز الإدراك المتأخر المتطور التابع لجامعة ديوك (Duke University’s Center for Advanced Hindsight) أنَّه حتى إذا أوقفت تشغيل الإشعارات، ستظل تشعر بالقلق؛ وذلك لأنَّك تفوِّت شيئاً ما.

قد تبدو هذه المشتتات غير ضارة، لكنَّها تلعب دوراً في إنتاجيتك أيضاً. تقول جوان كانتور (Joanne Cantor)، الحاصلة على الدكتوراه والأستاذة الجامعية المتقاعدة في مجال الاتصالات في جامعة ويسكونسن ماديسون (University of Wisconsin-Madison)، ومؤلفة كتاب "التغلب على الحمل الزائد للإنترنت" (Conquer Cyber Overload):

"عندما نمنع أنفسنا من التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي مراراً وتكراراً، يصبح الأمر أشبه بشكل آخر من أشكال تعدد المهام، وتعدد المهام يجعل كل ما تقوم به يستغرق وقتاً أطول، بحيث تنجزه بطريقة رديئة".

2. زيادة الإنتاجية:

تشير جمعية علم النفس الأمريكية (The American Psychological Association) إلى أنَّ تعدُّد المهام - مثل التنقل المتكرر بين وسائل التواصل الاجتماعي والمهام المتعلقة بالعمل - يمكن أن يقلل من إنتاجيتك بنسبة تصل إلى 40%.

بعد التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ستجد أنَّك قادر على التركيز على مهمة معينة حتى تنتهي منها، ممَّا سيجعلك أكثر إنتاجية وكفاءة في عملك.

3. الاستمتاع باللحظة الحالية:

بعيداً عن العمل، تلهيك وسائل التواصل الاجتماعي عن الاستمتاع باللحظة الحالية، على سبيل المثال، لنفترض أنَّك تتناول العشاء مع عائلتك؛ بدلاً من قضاء وقت ممتع مع أحبائك، يكون الجميع منشغلين بهواتفهم الذكية بطريقة مزعجة، ولن يعزز هذا الأمر العلاقات التي تربط بعضكم ببعض.

لنذكر مثالاً آخر، على فرض أنَّك تريد الذهاب لحضور حفلة موسيقية أو مباراة بيسبول مع صديقك أو أحد معارفك في العمل، لكنَّك لم تتفاعل تفاعلاً عميقاً مع الحدث، أو الأسوأ من ذلك، أنَّك لم تستمع بالرفقة التي أنت معها؛ لأنَّك مشغول جداً في نشر آخر الأخبار والتحديثات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو التحقق منها لمعرفة ما ينشره الآخرون على حساباتهم.

من دون عوامل التشتيت هذه، فسيكون لديك المزيد من وقت الفراغ ويمكنك الاستفادة منه في القراءة أو الكتابة أو تعلُّم مهارات جديدة تجعلك شخصاً أفضل على الصعيدين الشخصي والمهني.

بدون وسائل التواصل الاجتماعي، ستكون أكثر إنتاجية وقدرة على الاستمتاع بصحبة الأشخاص الذين تهتم لأمرهم، وستشعر بتوتر أقل وتحظى بنوم أفضل.

إقرأ أيضاً: كيف تتغلب على التشتت الذهني الذي تسببه وسائل التواصل الاجتماعي؟

4. النوم بشكل أفضل:

وجدت الأبحاث أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة بقلة النوم والشعور بالقلق والاكتئاب وتدني تقدير الذات.

لا يُعَدُّ هذا أمراً مفاجئاً، فعندما نذهب إلى النوم ونستلقي في السرير فإنَّنا نتصفَّح وسائل التواصل الاجتماعي، ونقارن أنفسنا بالآخرين، وبالإضافة إلى ذلك، يحفِّز الضوء الأزرق المنبعث من شاشات هواتفنا عقولنا؛ كما أنَّنا نتمنى لو أنَّنا مستلقون على الشاطئ بدلاً من الاستعداد للعمل في الصباح.

شاهد بالفديو: 12 حقيقة عن قلة النوم.. هكذا يقودك السهر إلى الهلاك!

طريقة الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:

لا يعد التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أمراً سهلاً؛ حيث يلعب الخوف من تفويت حدث ما دوراً بالطبع؛ وحتى إذا لم تكن مدمناً على وسائل التواصل الاجتماعي، فمن المحتمل أن تعاني من أعراض الانسحاب عند الحد من استخدامها؛ وفي الواقع، إنَّ الخطوة الأولى للنجاح في ذلك هي: إدراك أنَّك ستفوِّت أموراً معينة.

ستدرك في النهاية أنَّك لست معزولاً كما تعتقد، بل في الواقع، قد تمتلك علاقات أقوى؛ وذلك لأنَّ طرائق الاتصال الرئيسة لديك ودية أكثر، مثل الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية.

نقدم لك فيما يلي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها عند الاستعداد للحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:

إقرأ أيضاً: التوتر الذي يسببه التفقد المستمر لهاتفك وكيفية معالجته

1. إزالة الإشعارات المنبثقة:

تُعد هذه الخطوة جيدة ويجب اتخاذها عند التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يمكن أن يؤدي الاستماع المستمر إلى أصوات الإشعارات المشتتة للانتباه إلى الشعور بالقلق والتسبب في العودة إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

سيؤدي التخلص من هذه الإشعارات إلى التعود على فكرة الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك لفترات أطول من الوقت، وقد تجد أنَّك لا تتحقق منها ليوم كامل.

2. إلغاء تثبيت تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي:

يجب عليك إلغاء تثبيت جميع تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي من هاتفك، وتسجيل دخولك إليها من على جهاز الكمبيوتر الخاص بك؛ حيث تعد هذه مجرد طريقة بسيطة للتخلص من رغبة مشاهدة قنواتك الاجتماعية بنقرة واحدة، وعلى الرغم من أنَّها ستكون بداية صعبة، إلا أنَّك ستختبر في النهاية فوائد عدم التفاعل الدائم على شبكات التواصل الاجتماعي.

3. إيجاد مشتتات جديدة:

عند التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ابدأ بإيجاد طرائق أخرى تُلهي بها نفسك، بحيث يمكنك تجنب التفكير في القلق نتيجة الابتعاد عن تصفُّح حساباتك. اختر هواية جديدة أو تأمل أو مارس الرياضة أو تطوع أو اقرأ كتاباً أو قابل صديقك وجهاً لوجه.

لا تمنحك هذه الأنشطة أمراً آخر للتركيز فيه فحسب؛ وإنَّما تتيح لك أيضاً تعزيز علاقاتك الحالية وإنشاء علاقات جديدة أكثر فائدة.

إقرأ أيضاً: 9 تحديات في إدارة منصات التواصل الاجتماعي

أفكار أخيرة:

إذا كنت تشعر أنَّك بحاجة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على اطلاع بكل شيء من حولك، فابحث عن بدائل مثل الرسائل الإخبارية أو موجزات المواقع المفيدة.

وإذا كنت مضطراً للتواجد على منصات التواصل الاجتماعي من أجل العمل، فضع حدوداً لذلك مثل تسجيل الدخول مرة واحدة في الأسبوع للتحقق من الرسائل، وجدولة محتوى الأسبوع التالي، ويمكنك أيضاً تفويض مسؤوليات مواقع التواصل الاجتماعي أو الاستعانة بمصادر خارجية؛ حتى تتمكن من البقاء بعيداً عنها.

يمكنك العيش بدون وسائل التواصل الاجتماعي، وستكون في أفضل حال، ومع ذلك، فهو أمر يصعب التكيف معه؛ فأنت ستفوِّت أموراً معينة، لكنَّك ستكون أيضاً أكثر سعادة وتركيزاً؛ وذلك لأنَّك ستكون أقل تشتتاً وتوتراً، وبالتالي ستكون أكثر إنتاجية ورضا.

لتسهيل هذا الأمر عليك، لا تتوقف عن القيام به بصورة كاملة؛ وإنَّما ضع حدوداً تنظِّم الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي، ثم أوقف حساباتك لمدة أسبوع ثم أسبوعين ثم دائماً، وسترى أنَّ هذه ليست نهاية العالم، فقيامك بذلك سيفيد صحتك العقلية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة