3 حقائق عن أولوياتنا لا أحد يريد الاعتراف بها

يحلم أحد الشباب بمهنة في هندسة البرمجيات منذ أن كان طفلاً؛ فقد اعتاد أن يُخبر مدرِّس برمجة الكمبيوتر في المدرسة الثانوية: "ستعتمد الشركات في جميع أنحاء العالم على برامجي يوماً ما"، والآن، في سنته الأولى، يدرس علوم الكمبيوتر في جامعة مرموقة، وأصبح لديه أخيراً فرصة لتحويل حلمه إلى حقيقة.



تجربة شاب في تحديد الأولويات والتركيز:

يستيقظ كل صباح تغمره الحماسة والنوايا الإيجابية، وأول ما يخطر بباله هو الدراسة، فيقول لنفسه: "يجب أن أقرأ هذا الفصل اليوم"، لكنَّه يحتاج أولاً إلى تناول الفطور وشرب القهوة، بعدها يقول: "حسناً، أنا الآن جاهز".

يجلس ويفتح كتابه، لكن عندها يرن الهاتف، فيجيب صديقه الذي يسأله: "هل سنتناول الغداء اليوم معاً؟" يوافق ويحدِّدان موعداً الظهر ليلتقيا، ثمَّ يجلس مرة أخرى ليقرأ، لكنَّه يتذكَّر أنَّه لم يمارس الرياضة أمس، فيقول لنفسه: "لن يستغرق التمرين السريع سوى خمس وأربعين دقيقة وسوف ينشِّط ذهني وأكون مستعداً بعده لبضع ساعات من الدراسة الدؤوبة"، فيرتدي حذاءه الرياضي ويأخذ سماعاته ويتوجه إلى النادي الرياضي في الحرم الجامعي.

عندما يعود، يستحم ويستعدُّ مرة أخرى للدراسة، فيفتح الكتاب ويقرأ أول جملة، وإذ به يتذكَّر أنَّه نسي أن يرسل الصور التي وعد بها والدته إليها، معتقداً بأنَّ الأمر سيستغرق بضع دقائق فقط، فيسارع بتشغيل حاسوبه وتسجيل الدخول إلى تطبيق البريد الإلكتروني، لكن قبل أن يُتاح له الوقت لإرسال البريد الإلكتروني، يتلقى إشعار دردشة من زميله القديم في المدرسة الثانوية الذي لم يتحدث معه منذ ستة أشهر، وبعد محادثة تستمر 45 دقيقة، يرسل البريد الإلكتروني إلى والدته ويعود إلى كتابه.

يُلقي نظرة على ساعة الحائط ويدرك أنَّه يجب أن يغادر في غضون 30 دقيقة لمقابلة صديقه لتناول الغداء، عندها يفكِّر في نفسه أنَّه من غير المجدي البدء بجلسة دراسة مركزة ليقاطعها بعد 30 دقيقة فقط، ويُقنع نفسه أنَّه من الأفضل تأجيل الدراسة إلى بعد الغداء؛ لذلك يسجِّل الدخول إلى منتدى مناقشة عبر الإنترنت يشارك فيه، ويرد على بعض الرسائل من أصدقائه ثمَّ يتوجَّه لمقابلة صديقه، وبمجرد عودته من الغداء بعد ساعة ونصف، يشعر بالإرهاق، فينهض لتحضير فنجان قهوة آخر.

في حين يجلس مع كتابه وفنجان قهوة طازج، يكرِّر عبارة "ركِّز على أولوياتك" مراراً وتكراراً في ذهنه، ويفتح الكتاب ويقرأ أول فقرة، وإذ بجاره يقرع بابه، وعندما يجيب يخبره جاره: "افتح القناة الإخبارية المحلية، فمجمع الشقق في نهاية الشارع يحترق"، يفكِّر في الأمر لثانية، ثمَّ يضع الكتاب جانباً ويشغل التلفزيون، ليخاطب نفسه قائلاً: "لن يستغرق هذا سوى ثانية"، وهكذا ينقضي يوم آخر.

إقرأ أيضاً: مبدأ "آيزنهاور" للهام والعاجل

تجربة شابة في تحديد الأولويات والتركيز:

تستيقظ مبكراً كل صباح، وتحمل كرة القدم وتتَّجه إلى الخارج قبل أن تنظِّف أسنانها أو تغسل وجهها أو تأكل، تمرِّر الكرة بين قدميها دون توقف حتى تصل إلى رقم 50؛ لأنَّ كوتشاً قديماً في المدرسة الثانوية أخبرها أنَّ أعظم لاعبة كرة قدم "ميا هام" (Mia Hamm) اعتادت القيام بذلك، وعندما تنتهي تستحمُّ وتشرب كوباً من الحليب مع البروتين، وتتَّجه إلى ملعب كرة القدم.

إيجابيتها مُعدية؛ إذ تشعُّ عيناها دائماً بالرضى والحيوية، فبرأيها يتعلَّق الأمر برمَّته بالتوازن، وبالعثور على طريقة للموازنة بين طموحاتنا طويلة الأمد ومتعتنا اللحظية.

تبقى خلال المحاضرات الجامعية صامتة، وتركِّز بالكامل على الأستاذ، وتدوِّن الملاحظات باجتهاد أكثر من معظم الطلاب، ومع أنَّها نادراً ما ترفع يدها للمشاركة، لكن عندما تفعل ذلك، فإنَّ سؤالها أو تعليقها عادةً ما يزيد من احترام الأستاذ لها.

تقضي وقتها خارج الفصل الدراسي في غرفتها في السكن الجامعي أو في المكتبة أو في ملعب كرة القدم، للتركيز على أولوياتها؛ إذ تقرأ وتكتب وتتعلَّم وتتدرَّب، فهي تعدِّل عقلها وجسدها بقوة دائمة.

تأخذ استراحات وقت الغداء، وحينها قد تلتقي برفاقها، وبعدها تعود إلى العمل، تقلِّب الصفحات وتدوِّن الملاحظات، تنقر مفاتيح جهاز الكمبيوتر المحمول وتستمر بالعمل حتى تتعب عيناها، حينها تنهض وتدحرج الكرة 25 مرة ثمَّ تعود إلى عملها، ومجدداً تمضي ساعتين أُخْرَيَين حتى تجد صعوبة في التركيز أو تؤلمها معدتها من الجوع، فتنهض وتقرع على باب صديقتها في غرفة السكن المجاورة ليتحادثا لبعض الوقت.

تحدِّثها عن يومها وعن الأشياء التي تثير اهتمامها بحماسة، فقد يكون ذلك عن شيء جديد تعلَّمته، أو فكرة ريادية، أو عن كرة القدم، أو شخص التقت به في الحرم الجامعي، أو أغنية سمعتها، وعندما تنتهيان من الدردشة تعود إلى غرفة سكنها؛ إذ تفكِّر، أو تقرأ كتاباً ملهماً، أو تستمع إلى الموسيقى، أو تعزف على الجيتار، أو تعمل على الأغنية التي كانت تكتبها على مهل خلال الأسابيع القليلة الماضية، وعندما يغلبها النعاس تخلد إلى سريرها وتنام بسعادة في لحظة راضية عن اليوم متحمسة للغد.

شاهد بالفديو: 5 أسئلة تساعدُكَ على تحديد الأولويات

بعض الحقائق القاسية عن أولوياتنا:

نحن نملأ وقتنا وصفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي وأيامنا بأساليب مختلفة من الأشياء التي تُلهينا وتشغلنا، ففي كثير من الأحيان نفعل ذلك فقط لتجنُّب القيام بالأشياء التي يجب القيام بها، لتجنُّب الشعور بعدم الارتياح حين نواجه عبء العمل الذي يجب علينا إنجازه، وبمجرد أن نشعر ببعض الانزعاج، نهرب إلى أول شيء يلفت انتباهنا ويشتِّته، لكنَّ هذه العادة تقضي تدريجياً على حسن نوايانا وإمكاناتنا الحقيقية، فنتجاهل أحلامنا وأولوياتنا، وفي النهاية تجدنا نأسف على يوم آخر هدرناه.

يعاني معظمنا من عدم توافق في الأولويات، ففي استطلاع شمل 700 طالباً، طُرح عليهم أسئلة لتحديد مقدار الفرح الذي بعثته الأنشطة اليومية التي يمارسونها بكثرة فيهم، وكما قد تتوقع، فإنَّ الفرح المرتبط بالتزامات العمل كان أقل من أنشطة التسلية، لكنَّ المفاجئ هو أنَّ معظم الطلاب قالوا إنَّ عديداً من أنشطة التسلية لم تشعرهم بالسعادة والرضى.

على سبيل المثال، قال معظمهم إنَّهم يشعرون بمتعة أكبر عند قضاء الوقت مع العائلة أو العمل على مشروع يحبونه أكثر من الوقت الذي يقضونه في مشاهدة التلفزيون وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك اعترف هؤلاء الطلاب أنفسهم بأنَّهم يقضون وقتاً أطول في مشاهدة التلفزيون وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي من المشاركة في الأنشطة التي يقولون إنَّها تمدُّهم بمزيد من السعادة والرضى.

إذ ينتهي بنا الأمر في تضييع وقتنا منشغلين دون هدف، أو نلتهي بأشياء ستدفعنا إلى الشعور بالندم، في حين أنَّنا قد لا نشتِّت أنفسنا بالطرائق نفسها، فإنَّ معظمنا يشعر بالندم عند إضاعة وقتنا بحماقة، ولا بدَّ أنَّك أيضاً شعرت بشيء مشابه، لأنَّك ربما قضيت ساعة في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفزيون دون جدوى.

قد يقول بعض الأشخاص إنَّ ميلنا إلى إضاعة الوقت على الدوام يكشف عن أولوياتنا الحقيقية، وهي أنَّنا نفضِّل التشتيت والترفيه على أي شيء آخر، لكنَّ هذا ليس صحيحاً؛ بل ما يحدث بالفعل هو خطأ في عملية صنع القرار، ولكي نتجنَّب الشعور بالانزعاج في الوقت الحاضر، درَّبنا أنفسنا دون وعي على تجنب اللحظة الحالية؛ لذا نفكِّر في الماضي والمستقبل أكثر بكثير ممَّا نفكر في اليوم، ونفكِّر في الحياة الاجتماعية للآخرين بدلاً من حياتنا، فنكون جسدياً في مكان، ولكنَّ أفكارنا في مكان آخر، فمن دون الحضور الواعي والتركيز، نقضي اللحظة الحالية بلا تفكير في أنشطة لا تعود بقيمة وتفتقر إلى الهدف والفرح.

إقرأ أيضاً: الأهم أولاً: نصائح سريعة من كتاب إدارة الأوليات لستيفن كوفي

إليك 3 حقائق عن أولوياتنا لا أحد يريد الاعتراف بها:

1. عبارة "مشغول جداً" عذر لسوء إدارة الوقت:

يوجد فرق كبير بين الانشغال والإنتاجية، فلا تخلط بين الحركة والتقدم، على سبيل المثال، يستمر الحصان الهزَّاز في التحرك ولكنَّه لا يتقدم إلى الأمام؛ لذا لا تكن حصاناً هزَّازاً؛ إذ إنَّ سبب معظم انشغالك هو سوء إدارة وقتك، ففي بعض الأحيان، يجب عليك رفض الأشياء الجيدة لتتمكَّن لاحقاً من العمل على الأشياء الهامَّة، لأنَّك لا تستطيع أن تفعل كل شيء؛ لذا كن يقظاً واختر ما تعمل عليه بحكمة.

تعلَّم إدارة نفسك، وركِّز على أولوياتك؛ لأنَّ ما تركِّز عليه يبرز في حياتك، فثمَّة في كل لحظة عدة أشياء صغيرة تحاول جذب انتباهك، وتنقسم إلى فئتين: الأشياء التي هي أولويات، والأشياء التي ليست كذلك.

لن تنجز مزيداً من الأشياء أبداً من خلال العمل لوقت أكثر على كل ما تجده أمامك، فوقتنا محدود؛ إذ يجب أن تتَّبع خططاً محددة تقيس وتتبع أهم الأولويات والنتائج؛ لذا إذا كنت تريد أن تكون أقل انشغالاً وأكثر نجاحاً، فقبل أن تسأل نفسك عن كيفية جعل شيء أكثر كفاءة اسأل أولاً إن كنت تحتاج إلى القيام به في المقام الأول.

فإنَّ الشعور بأنَّك تعمل دون نتيجة غالباً ما يكون سبب قبولك كثير من المسؤوليات، فلدينا جميعاً التزامات، لكن لا يمكن العثور على وتيرة مناسبة إلا من خلال إدارة الأمور التي تقبل إنجازها؛ لذا توقف عن القبول عندما تريد أن ترفض، فلا يمكنك دائماً أن تكون لطيفاً وإلَّا سيستغلك الناس، ففي بعض الأحيان عليك أن تضع حدوداً واضحة.

قد تضطر إلى رفض بعض طلبات إسداء المعروف، أو مشاريع العمل، أو الأنشطة المجتمعية، أو الانضمام إلى اللجان أو المجموعات التطوعية، أو بعض الأنشطة الأخرى التي تبدو جديرة بالاهتمام، وقد يصعب عليك أن ترفض عندما تكون هذه الأشياء جديرة بالاهتمام، لكن يجب عليك ذلك؛ وذلك لأنَّ البديل هو أنَّك ستقدِّم أداءً متوسطاً وضعيفاً في كل واحدة منها، وأنَّك ستشعر بالتوتر والإحباط، ولن تحصل على قسط كافٍ من النوم، وسيتراجع تركيزك بسبب الإرهاق، وفي النهاية ستصل إلى نقطة الانهيار.

2. قضاؤنا كثير من الوقت في الحديث عن أولوياتنا، وقليل من الوقت في العمل عليها:

إذا كنت ترغب في جذب تغييرات إيجابية إلى حياتك، فعليك التصرف وفقاً لذلك، وإذا كنت تعرف ما تريد أن تبدو عليه حياتك، فيجب عليك القيام بأشياء تساهم في تحقيق ذلك، فمجرد امتلاك تصور، معدوم الفائدة ما لم تفعل شيئاً حياله.

إذا كان هذا التصوُّر العظيم في رأسك، فسيضرُّك أكثر ممَّا ينفعك؛ لأنَّ عقلك الباطن يعرف أنَّك تماطل في شيء هام بالنسبة إليك، وسيسبِّب لك هذا العمل الضروري الذي تستمر في تأجيله التوتر والقلق والخوف، وعادة ما يؤدي إلى مزيد من التسويف، وهكذا تصبح رهين حلقة مفرغة تستمر في التفاقم حتى تكسرها باتخاذ إجراء.

تذكَّر أنَّك لا تستطيع تحقيق نتيجة عظيمة دفعة واحدة، لكن يمكنك تحقيقها عند العمل عليها شيئاً فشيئاً، فعن طريق التكرار ستكون لأفعالك الصغيرة قوة عظيمة، كما أنَّك ستصبح ماهراً جداً في كل ما تفعله مراراً وتكراراً؛ إذ يوفِّر لك كل يوم فرصة لاتباع عادات تساعد على النجاح، بصرف النظر عن أولوياتك أو تعريفك للنجاح شخصياً.

شاهد بالفديو: 10 عادات بسيطة تساعدك على النجاح

3. إعطاؤنا الأولوية، عن طريق الخطأ للراحة في الوقت الحالي عوضاً عن الرضى على الأمد الطويل:

فكِّر في أكثر المشكلات التي نتعامل معها في حياتنا، من الكسل إلى قلة التمرين إلى الحميات غير الصحية إلى التسويف وما إلى ذلك، ففي معظم الحالات، لا تنتج مثل هذه المشكلات عن مرض جسدي؛ بل بسبب ضعف ذهني يدفعنا إلى محاولة تجنُّب الشعور بالانزعاج.

يحلم معظمنا بالنتائج دون التفكير في العمل الذي يجب أن يسبقها، لكن لا يمكننا الوصول إلى وجهة دون خوض رحلة، والرحلة دائماً ما يكون لها ثمن، مثل الوقت والطاقة اللازمين لاتخاذ خطوة إلى الأمام كل يوم؛ لذا بدلاً من أن تحلم بما تريده الآن، اسأل نفسك أولاً: "ما الذي أنا على استعداد للتخلي عنه للحصول على ما أريده؟"، أو بالنسبة إلى تلك الأيام الصعبة التي لا مفرَّ منها: "ما الذي يستحق المعاناة لأجله؟".

فكِّر في الأمر، إذا كنت تريد عضلات قوية، يجب أن تتحمَّل ألم التمرين والتعرق وقضاء فترات طويلة في النادي الرياضي وتناول الوجبات الصحية، وإذا كنت تريد إنشاء شركة ناجحة، فيجب أيضاً أن تكون مستعداً لسهر الليالي والتعامل مع الصفقات والقرارات التجارية المجهدة، وإمكانية الفشل لعدة مرات قبل أن تتعلَّم ما تحتاج إلى معرفته كي تنجح على الأمد الطويل.

إذا كنت تريد شيئاً في الحياة، يجب أن تكون مستعداً أيضاً لتحمُّل ثمن الحصول عليه، ويجب أن تكون على استعداد لبذل الجهد والعمل حتى تحقق هدفك، وبخلاف ذلك، لا فائدة من الحلم.

قد يعني هذا فقدان الاستقرار والراحة لفترة، وقد يعني عدم تناول ما تريد أو النوم كما تحتاج لأسابيع متتالية، والخروج من منطقة راحتك كثيراً، كما قد يعني التضحية بعلاقات معيَّنة، وأن تتمتَّع بالشجاعة لتكوين علاقات جديدة، وقبول سخرية الناس، وقضاء الوقت وحدك في عزلة، لكنَّ العزلة هي نعمة تمكِّننا من تحقيق الأشياء العظيمة، فهي تمنحك المجال الذي تحتاج إليه، وكل شيء آخر هو اختبار لمدى رغبتك في تحقيق حلمك.

إذا كنت تريد شيئاً ما حقاً، فستفعله، على الرَّغم من الانزعاج والرفض والصعوبات التي ستواجهها، وستشعر بأنَّ كل خطوة تُحرزها من التقدم أفضل من أي شيء آخر يمكنك تخيُّله.

ستدرك أنَّ العقبات غير موجودة على الطريق، بل هي الطريق بذاته، وأنَّ النتيجة تستحق العناء؛ لذا مرة أخرى، إذا كنت تريد شيئاً حقاً، فاستمر في التقدم، فلا يوجد شعور أجمل في العالم من التقدُّم.

في الختام:

لا أحد معصوم عن الأشياء المذكورة أعلاه، فكل إنسان في بعض الأحيان يسمح للانشغال بتضييع وقته ولعوامل تشتيت الانتباه أن تقف في طريق أولوياته، لكن يتطلَّب الأمر تدريباً فقط لإدراك ذلك، ثمَّ مزيداً من التدريب للعودة إلى المسار الصحيح.

تعلَّم أن تعيش حياة أبسط دون حالات الانشغال بلا هدف التي يملأ الناس حياتهم بها، وهذا سيفتح لك المجال للتركيز على ما هو مفيد حقاً، وعيش حياة لا تتَّسم بالعجلة المستمرة والقلق والتوتر؛ بل بالتفكير والإبداع والتواصل مع الأشخاص والمشاريع التي تهمك أكثر من غيرها.

إذ نستطيع من خلال إعادة تحديد أولوياتنا وبناء عادات صحية لدعمها تغيير حياتنا، وإذا كنت تشعر بالإرهاق والتوتر كثيراً، حاول أن تعيد التفكير في كيفية قضاء وقتك، واستبدال ما لا فائدة منه بنشاط هادف.




مقالات مرتبطة