3 تقنيات يمكنك استخدامها لإعادة المهارة للموظفين

تتطور التكنولوجيا بسرعة الضوء في أيامنا هذه، ومن أجل مواكبة هذا التطور تعلَّم إعادة المهارة للموظفين باتباع هذه العمليات الثلاث.



نقدِّم في هذا المقال ثلاث تقنيات تساعد القادة على اكتشاف المواهب وتعزيز تطور فِرقهم لتجنُّب متلازمة الديناصور (dinosaur syndrome)؛ أي التخلف عن ركب تطور المهارة والفاعلية للفِرق، وسنتكلم بإيجازٍ عن كلٍّ منها:

التقصِّي عن المواهب وتجنُّب التحيز:

الأداة الأولى هي سكويربغ (SquarePeg)، وهي خدمة تتيح لكلٍّ من الباحثين عن عمل وأرباب العمل التقصي عن الطرف الآخر، تستخدم التقييمات عبر الإنترنت لقياس كفاءة المرشح وخياراته المفضلة وسماته الشخصية، وتحديد المنظمة التي ستكون الأنسب له.

تحدَّثتْ رائدة الأعمال كلير مكتاغارت (Claire McTaggart) عن الوقت الذي قضته في قيادة فريق التوظيف كمديرة توظيف لشركة استشارات استراتيجية، وقالت إنَّها وجدت أنَّ فريقها يطرح أسئلة خاطئة على المرشحين، فبدلاً من أن يسألوا: "إلى أيَّة مدرسةٍ ذهبت؟ ما هو معدلك؟ في أي شركة تعمل الآن؟"، كان يجب أن يسألوا: "هل تستمتع بحل المشكلات التحليلية؟ هل تعمل جيداً ضمن فريق؟ هل أنت مهتم بالعمل مع مؤسسة كبيرة؟".

تأخذ منصة سكويربغ (SquarePeg) هذه المقاييس النفسية والخيارات المفضلة في الحسبان، ويحدث ذلك عندما يخضع المرشح للتقييم الذي يدلُّه على الوظائف التي تناسبه بشدة، كما ويأخذ كل صاحب عمل التقييم أيضاً، ثمَّ يتلقى المرشح تقريراً في نهاية التقييم، يخبره عن مدى ملاءمته للوظيفة في شركة ما، والسبب الذي أدى إلى هذه النسبة، ويمكنه بعد ذلك اختيار التواصل مع الشركات التي يلائمها.

من جانب رب العمل، يصبح لدى مدير التوظيف الآن مجموعة منتقاة من الأشخاص المناسبين للمؤسسة والمهتمين بالعمل هناك، ويتخطى الموظِّف العمل الشاق المتمثل في تصفح السِّيَر الذاتية ويتمكن من التركيز على التواصل ذي القيمة العالية بين البشر، ومن إطلاع المرشح على وظيفته وإخباره بالمهام التي قد يواجه فيها النجاح وكذلك بالمهام التي قد تكون صعبة.

إقرأ أيضاً: 5 أفكار للشركات لاستقطاب المواهب

التعلم الآلي التنبؤي يتطور بسرعة تطور المنظمة:

تستخدم منصة بايمتركس (Pymetrics) علم الأعصاب والتعلُّم الآلي لمساعدة الشركات على التوظيف بطريقة تنبؤية وداعمة للتنوع؛ حيث يواجه المرشح اختبار (Pymetrics) كخطوة أولى في عملية التقدم للوظيفة في الشركة، ويستخدم هذا الاختبار ألعاب علم الأعصاب والتعلُّم الآلي للتنبؤ بما إذا كان المرشح مناسباً لمكان العمل.

وإليكم كيف يعمل: يخضع المرشح لتقييمٍ مدته 20 دقيقة في شكل ألعاب كمبيوتر تحلل أشياء مثل الذاكرة والتخطيط والانتباه وتحمُّل المخاطر ونسبة المجازفة إلى المكاسب وأسلوب التعلُّم، وقبل ذلك، يخضع الجميع في الشركة للتقييم أيضاً، ثم يقارِن الاختبار البيانات من التقييمات لتحديد ما إذا كان المرشح مناسباً أم لا.

تحتوي هذه التقنية على ثلاث ميزات رائعة:

1. التعلُّم الذاتي وقابلية التكيف:

مع تطور احتياجات مؤسستك، يمكن أن تتطور التكنولوجيا معها، ويمكن أن يتوقع الاختبار "الشخص المستقبلي" الذي ستحتاج إليه للمضي قدماً بشركتك وأن يختبر المرشحين لمعرفة ما إذا كانوا مناسبين لهذا الدور المستقبلي.

إقرأ أيضاً: ما هي مهارات التكيف؟ وكيف تطورها؟

2. الخُلو من التحيُّز:

يعاني كل البشر من تحيزهم، سواء أردنا الاعتراف بذلك أم لا، فعندما يتصفح الموظِّف السِّيَر الذاتية، تقل احتمالية حصول المرشح على مقابلة إذا كان المرشح المذكور امرأة، أو أكبر سناً، وما إلى ذلك؛ بينما يختار اختبار بايميتريكس (Pymetrics) المرشحين عبر خوارزمية غير متحيزة؛ يمكن للمُوظِّف بعد ذلك التركيز على جوانب العمل التي تتمحور حول الإنسان.

3. توجيه المرشحين غير المناسبين إلى شركات أخرى قد يكونون مناسبين أكثر لها:

يُعَدُّ هذا الجانب الأخير مثيراً للإعجاب على وجه الخصوص؛ حيث إنَّه إذا خضع المرشحون لعملية التقديم ولم ينتهِ بهم الأمر بالعمل مع الشركة، فيغادرون سعيدين مع ذلك؛ حيث يصبح لديهم كل هذه الخيارات الأخرى.

تطوير الموظفين الحاليين لديك:

يجب تقييم عملياتك الداخلية الحالية وتطويرها والاستثمار فيها، وهذا ما تمتلك تقنية ريف ليرنينغ (Riff Learning) إمكانية القيام به؛ إذ تقيس ديناميكيات المحادثة وتوفر ملاحظات في أثناء تفاعلات الفيديو وبعدها.

من المرجح أنَّك تدير جزءاً كبيراً من عملك عبر مؤتمرات الفيديو؛ حيث تعمل تقنية ريف ليرنينغ (Riff Learning) على تعزيز رضا المشاركين في هذه المؤتمرات، ففي الاجتماعات - سواء الاجتماعات الشخصية أو تلك التي تُجرى عبر مؤتمرات الفيديو - يكون الهدف هو التعاون الديناميكي؛ حيث يُفضَّل وجود بيئة يتبادل فيها المشاركون الأفكار والآراء بحُرية للتوصل إلى حلول حقيقية، وبصفتك قائداً للموظفين، يجب عليك أن تعرف ما إذا كان هذا التعاون يحدث أم لا، أو ما إذا كان هناك شخص ما يحاول لفت الأنظار له وحده ويثبط مشاركة الآخرين، سواء بوعي منه أم بغير وعي.

تحتوي منصة ريف (Riff) على ثلاث ميزات أساسية لجعل مؤتمرات الفيديو مثمرة قدر الإمكان؛ حيث تستخدم النشاط الصوتي وأنماط إيماءات الوجه للمشاركين لقياس الوقت الذي يتحدث فيه الأشخاص، وما إذا كانوا يتفقون مع بعضهم بعضاً، ومستويات تفاعل المشاركين؛ حيث تقوم بذلك دون تسجيل محتوى المحادثات، كما تقدِّم أيضاً تعليقاتٍ فورية من خلال ميزة تسمى "وسيط الاجتماع"، والتي تراقب "الأدوار" في الحوارات وتلاحظ ما إذا كان هنالك شخص واحد يسيطر على المحادثة، وأخيراً، بعد انتهاء الاجتماع، تقدِّم المنصة تحليلاً لتفاعلك وتمنحك لمحةً عن تفاعلاتك في مؤتمرات الفيديو السابقة.

تعدُّ منصة ريف (Riff) مفيدة للغاية للشركات التي تقوم بجزء كبير من أعمالها عن بعد، فقد لا يدرك المشاركون في المؤتمر الذين يميلون إلى التحدث طوال الوقت خلال المحادثة ما يفعلونه، وفي المقابل، قد يشعر المشاركون الأقل تحدثاً أنَّه لا توجد فرصة لهم لمشاركة أفكارهم، فيغادرون مثل هذه الاجتماعات وهم يشعرون بالإحباط وبأنَّهم لم يشاركوا فيها.

تقيس منصة ريف (Riff) هذه الديناميكيات مباشرةً وتوفر البيانات للموظف حتى يكون على دراية بالسلوكات التي تؤثر في التعاون وديناميكيات الفريق الأخرى التي تسير سيراً غير مثالي، كما تقدِّر هذه المنصة مساهمة جميع أعضاء فريقك، وليس فقط أصحاب الأصوات العالية، وتُشجِّع - من خلال قياس المشاركة والاندماج - أعضاء الفريق على إعادة التفكير في ديناميكيات المحادثة الخاصة بهم والسعي إلى المزيد من التعاون الحقيقي.

مهما كان الوضع الحالي لمؤسستك، يمكن أن تكون التكنولوجيا أداة قوية لجذب الموظفين عند استخدامها استخداماً صحيحاً؛ لذا اختر التقنية التي تناسب حاجاتك، واستخدمها لإعادة المهارة للموظفين.

المصدر




مقالات مرتبطة