ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "تشارلي جيلكي" (Charlie Gilkey)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته مع "ضغوطات العمل".
كنت أنسِّق مهاماً كثيرة، وسرعان ما أدركت أنَّ عليَّ تقسيمها كي أنجز كلاً منها بالشكل الأفضل، وعلى الرَّغم من أنَّ عملي بصفتي ضابطاً في الجيش له وقت محدد، إلا أنَّني كثيراً ما كنت أتعرض لمواقف طارئة غير متوقعة ذات أهمية كبيرة، ولا يمكن تجاهلها، مما شكَّل عبئاً إضافياً إلى قائمة المهام اليومية.
في نهاية اليوم، كنت أحتاج إلى تقييم ما أتممت إنجازه، وما الذي لم يُنجز بعد وإيجاد أفضل طريقة تسهِّل عليَّ استكمال العمل من حيث توقفت، وبهذه الطريقة يمكنني أن أعود من العمل صافي الذهن وسأحتفظ بالدافع والرغبة ليوم عمل آخر.
اتبعت عادة يومية سهلة وبسيطة، وهي عبارة عن 15 دقيقة من مراجعة المهام، والتي ساعدتني على الحفاظ على عملي وسلامتي الذهنية، إضافة إلى توفير ما يزيد عن ساعة يومياً، واليوم أرى أنَّ هذه الطريقة هي سبب نجاحي إلى جانب أشياء كثيرة لا يسعني ذكرها.
في العمل، لن تستطيع أن تنجز شيئاً جديداً دون إتمام السابق له، والأمر مشابه في الحياة اليومية؛ فلن تستطيع القيام بواجباتك العائلية والاستمتاع ببقية يومك، عندما تكون مشغول الذهن بأمور العمل.
تساعدك المراجعة لـ 15 دقيقة على الاستراحة بعد يوم عملٍ طويل والعودة له في اليوم التالي بنشاط؛ فالممارسة اليومية هذه تساعدك على التخلص من عقلية تدفعك إلى عدِّ كل شيء في العمل أولوية، وتمكنك من العودة إلى المنزل مرتاح البال صافي الذهن؛ لذا في نهاية كل يوم عمل، اجلس وتنفس بعمق وجاوب عن الأسئلة الثلاثة الآتية:
1. ما الذي أُنجز؟
قد ينتابك إحساس بالإحباط إذا كنت بطيئاً في إنجاز المهام اليومية مع عدم قدرتك على إتمام الأشياء الرئيسة على الرَّغم من جهودك الحثيثة وعملك المستمر طيلة اليوم؛ وذلك بسبب المشاغل الصغيرة اليومية الخارجة عن إطار قائمة المهام التي وضعتها.
يتيح لك هذا السؤال التركيز على إنجازاتك والمهام التي أتممتها بدلاً من الانشغال بما لم يُنجَز بعد؛ فالحياة سلسلة من المحطات الصغيرة، واحتفاؤك بالإنجازات الصغيرة يعزز طاقتك ويمكِّنك من تخطي التحديات الأكبر لاحقاً.
شاهد بالفيديو: كيف تتغلب على التعب خلال ساعات العمل؟
2. هل هناك أيُّ شيء يجب أن أفعله الآن لأتمكن من فصل نفسي عن العمل كلياً بعد الانتهاء منه؟
تدفعك هذه العملية إلى التوقف عن التفكير بالعمل في نهاية اليوم وتمنحك شعوراً بالارتياح لتعود صباحاً بكامل الحيوية والتركيز
كما يساعد هذا السؤال على التخلص من الشعور المزعج بأنَّك نسيت القيام بشيء ما؛ لذا تحقق من الأشياء الواجب إنجازها في قائمة المهام وحدد بصدق إمكانية تأجيلها لليوم التالي، وإذا كنت تنجز مهامك بصورة متقطعة، فبإمكانك أن تأخذ 15 دقيقة لتحدد ما الذي ستفعله تالياً، فتجزئة المهام تسهِّل استكمالها لاحقاً وتمنحك شعوراً بالراحة في نهاية اليوم.
3. متى يجب أن أتم المهام التي لم أنجزها اليوم؟
يساعدك هذا السؤال على توضيح الأمور بصورة واقعية عندما لا تتمكن من إتمام قائمة المهام، ناهيك عن الأشياء التي تستجد خلال اليوم، فليس ضرورياً أن يتم ذلك غداً أو حتى في الأيام القليلة التالية.
بدلاً من إضافة المهام إلى القائمة - الأمر الذي سيربكك أكثر - جرب جدولة أوقات لتلك المهام باستخدام أي وسيلة تفضلها، كتطبيق مثلاً؛ ذلك لأنَّ وضع خطة واقعية لإنجاز المهام التي ليس لها موعد محدد يمنح عقلك شعوراً بالراحة والخفة بعيداً عن قائمة المهام التي تزيد من إحساسك بالعجز.
أضف تعليقاً