أمامنا خياران إذاً: إمَّا التمرد على واقع نضطر فيه إلى مواجهة الضيق وانعدام اليقين والإحباط أحياناً، أو تقبُّل كل تجارب الحياة بحلوها ومُرِّها من لحظات سعيدة ومؤلمة وكل ما يتخللها من مشاعر، فالحياة لا تقتصر على السعادة والراحة دوماً؛ بل هي تجربة واقعية متكاملة.
يعني تقبُّل تجارب الحياة المختلفة تقبُّل كل لحظة بتركيز تام والرضى والقبول بالواقع، والتعامل بلطف مع أنفسنا في الأوقات العصيبة، والامتنان الصادق لما لدينا كلما أمكن، وتقبُّل الحياة وأنفسنا مثلما هي، ويعني أيضاً ألَّا نتوقع حدوث الأفضل دائماً؛ بل تقبُّل كل ما يحدث وتحقيق أقصى استفادة منه، لن يكون ذلك أمراً هيناً بالطبع، لكنَّه يستحق أن تتذكره وتمارسه دوماً.
نستعرض فيما يأتي 12 رسالة تذكيرية عليك أن تحفظها عن ظهر قلب، وترددها يومياً كي تزرعها في ذهنك، فتساعد هذه الرسائل على البقاء على المسار الصحيح في مختلف مجالات الحياة، وذلك عبر تحقيق أقصى استفادة من واقع يتغير باستمرار؛ لذا حاول أن تحفظ بعض هذه الرسائل على الأقل بحلول نهاية هذا الشهر، ويمكنك أن تضعها خلفية على هاتفك، أو تدونها على ملاحظات لاصقة وتضعها في أماكن تراها فيها طوال الوقت.
12 رسالة تذكيرية يجب أن تحفظها عن ظهر قلب:
1. الرسالة الأولى:
تزداد السعادة حينما نتوقف عن افتراض شكل حياتنا، وتقديرها على حالها كما هي؛ لذا استرخِ فأنت كافٍ كما أنت، وتملك وتفعل ما يكفي، خذ نفساً عميقاً وانسَ الماضي، وعِش اللحظة فحسب.
2. الرسالة الثانية:
إنَّ تجاهل بعض الناس والأمور من أفضل الطرائق للتنعم بالسلام الداخلي؛ فحينما تركز على السلام الداخلي بدلاً من إظهار ردود الفعل والإصرار على رأيك، فإنَّك تحظى بمزيد من السعادة والسلام الداخلي.
3. الرسالة الثالثة:
تخلَّ عن الأشياء التي لا تضيف أي قيمة لحياتك، فالحياة تصبح أكثر بساطة عندما تتخلص من الأمور التي تزيدها تعقيداً؛ لذا ركِّز على ما يهم، وامضِ قدماً في حياتك.
4. الرسالة الرابعة:
خذ أنفاساً عميقة، وتذكر أنَّ أقوى علامة على نموك هي أنَّ توافه الأمور التي كانت تزعجك وتستنزف طاقتك في السابق لم تعُد تؤثر بك.
شاهد بالفيديو: 5 أمور اساسية مسؤولة عن استنزاف الطاقة
5. الرسالة الخامسة:
لا تستطيع أن تتحكم بتصرفات الآخرين، ولا بما يحدث لك أحياناً؛ لكنَّك تستطيع التحكم باستجابتك لتلك الأمور، ففي استجابتك تكمن قوة.
6. الرسالة السادسة:
يكمن سر السعادة في الاستمتاع بالحياة، فلا تُضيع أيامك بانتظار أيام أفضل؛ بل قدِّر حياتك الآن، لا سيما وأنَّك حققت تقدماً كبيراً، وما زلت تتعلم وتنمو، فكن ممتناً للدروس التي اكتسبتها من الحياة، واستفد منها خير استفادة.
7. الرسالة السابعة:
سامح نفسك على القرارات السيئة التي اتخذتها، والأوقات التي افتقرت فيها إلى الفهم، والخيارات التي جرَحَتْ الآخرين وجرحتك، وعلى الفترة التي كنت فيها شاباً طائشاً، فلقد كانت هذه التجارب دروساً ذات قيمة، وما يهم الآن هو رغبتك بالتعلم منها.
8. الرسالة الثامنة:
من الطبيعي أن نشعر بعدم الارتياح والضيق حينما يحين وقت التغيير، فهو جزء من عملية النمو، ولكن ستتحسن الأمور تدريجياً؛ لذا تحلَّ بالصبر، وتذكر أنَّ الحياة لا تصبح أسهل؛ بل أنت من يصبح أقوى.
9. الرسالة التاسعة:
إذا لم تتجاوز ما حدث وما قيل، وإذا لم تتخط المشاعر التي تنتابك، سترى المستقبل من نفس المنظور المشوَّه، ولا شيء سيجعلك تغير وجهة نظرك السلبية ولكن، تذكر أنَّ ما تفعله الآن أهم مما حدث في الماضي.
10. الرسالة العاشرة:
فاجئ نفسك بمدى تقدمك، وأثبت لنفسك أنَّك تستطيع النمو والتحسن؛ إذ لا يتعلق الأمر بمقارنة نفسك بالآخرين؛ بل بمقارنة نفسك بنفسك فقط.
11. الرسالة الحادية عشر:
عليك التعامل مع أمور صعبة لتكون سعيداً في الحياة؛ لأنَّ تلك الأمور الصعبة تنمِّيك في النهاية وتغير حياتك، فهي تجعل لحياتك هدفاً ومعنى، وتجعلك تمضي على المسار الصحيح، لتحيا حياة هادفة يملؤها التقدم.
12. الرسالة الثانية عشر:
إذا انتظرت "الوقت المناسب" لتشعر بأنَّك جاهزٌ تماماً، فسيطول انتظارك، ورغم أهمية هذا الأمر، إلا أنَّ معظمنا يعيش في حالة مزمنة من الانتظار؛ فترانا ننتظر انتهاء عملنا وقدوم يوم العطلة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الإجازة السنوية، وننتظر في نهاية المطاف العمر بأكمله حتى نشعر بالسعادة، فلا تكن واحداً منهم.
في الختام:
على الرغم من أنَّ رسائل التذكير هذه لا تدفعك فوراً إلى فعل شيء مختلف، إلا أنَّها تغير وجهة نظرك، ومن وجهة النظر يبدأ التقدُّم؛ فمثلاً يتغير موقفك من موقف يغلب عليه التوتر إلى آخر يتسم بالتقبل ووفرة الفرص، والهدف من هذه الرسائل ليس التخلص من جميع الأفكار أو المشاعر أو المواقف السلبية في الحياة؛ بل تغيير وجهة نظرك واستجابتك لها تدريجيَّاً.
أضف تعليقاً