11 طريقة تساعدك على استعادة الدافع

لقد شعرنا جميعاً في مرحلة ما من حياتنا بأنَّ دوافعنا أصبحَت ضعيفةً ومهزوزة، وبأنَّنا فقدنا الدافع لتحقيق الأهداف التي وضعناها، وهذه المشكلة يمكن أن تمنعنا من حل المشكلات واستكشاف الفرص الجديدة والتخلص من العادات غير الصحية، وإذا وجدتَ نفسك في هذا المأزق، فلا تفقد الأمل، فلا يزال بإمكانك العودة إلى المسار الصحيح حتى إذا كنتَ تشعر أنَّك مسؤول عن كل شيء، فكل ما عليك فعله هو اتباع الاستراتيجيات التالية:



1. تحديد هدف واحد:

كتب المؤلف "ليو بابوتا" (Leo Babauta) "كلما شعرتُ أنَّني في حالة ركود، اكتشفتُ أنَّ هذا يحدث في كثير من الأحيان؛ ذلك لأنَّه لدي الكثير مما يحدث في حياتي؛ إذ أحاول أن أفعل الكثير، ونتيجةً لذلك، تُستنزَف طاقتي وحافزي، وربما يكون هذا هو الخطأ الأكثر شيوعاً الذي يرتكبه الناس؛ حيث يحاولون تحمُّل الكثير، ويحاولون تحقيق الكثير من الأهداف في وقت واحد، فمن المستحيل الحفاظ على الطاقة والتركيز (أهم شيئين في تحقيق هدف ما)، وإذا كنتَ تحاول تحقيق هدفين أو أكثر في وقت واحد، فعليك اختيار هدف واحد، في الوقت الحالي، والتركيز عليه بالكامل، وأعلم أنَّ هذا صعب، ولكنَّني أتحدث بناءً على الخبرة؛ إذ يمكنك دائماً تحقيق أهدافك الأخرى عندما تُحقق هدفك الأول".

2. البدء من الصفر:

أردنا جميعاً الاستسلام في مرحلة ما، ولكن عندما تصبح الأمور لا تُطاق، فمن الأفضل أن تمنح نفسك وقتاً مستقطعاً وتتذكر الأسباب التي تحفزك، فيمكنك قضاء بعض الوقت وحدك مثلاً، أو تأخذ كلبك في نزهة دون هاتفك، وخلال هذا الوقت، اطرح الأسئلة التالية على نفسك:

  • لماذا اخترتُ هذا العمل في المقام الأول؟
  • ما هي الأهداف الأولية؟
  • هل ما أفعله يساعدني على الاقتراب من تحقيق أهدافي طويلة الأمد؟
  • هل أستمتع بالعمل مع فريقي الحالي؟
  • ما سبب نهوضي من السرير كل صباح؟

لا داعي لأن تطرح هذه الأسئلة كلها بالتحديد؛ إذ تكمن الفكرة في تخصيص بعض الوقت بمفردك لتذكر سبب انطلاقك في عملك.

3. منح نفسك بداية جديدة:

في الوقت نفسه، قد تحتاج فقط إلى فتح صفحة جديدة، صحيحٌ أنَّ هذا يمكن أن يكون صعباً، ولكن في بعض الأحيان، عليك فقط أن تبادر وتنتقل إلى شيء آخر، ويمكنك القيام بذلك في أي وقت، فهذا ما اكتشفَته دراسة من كلية وارتون لإدارة الأعمال (Wharton School of Business)؛ إذ وجد الباحثون أنَّ استخدام علامات تفصل الفترات الزمنية عن بعضها يشجعنا من خلال إجبار الناس على الانفصال عن إخفاقاتهم الماضية، وتشجيع النظر إلى الحياة من منظورٍ أوسع، باختصار، هدِّئ نفسك وابتكِر بدايةً جديدة عندما تحتاج إلى القليل للتحفيز.

4. وضع هدفك من خلال ميثاق "يوليسيس":

يوضح عالم النفس "نيك ويغنال" (Nick Wignall) "سُمي هذا الميثاق على اسم البطل الذكي في حرب طروادة، وهو أسلوب يجعلك تُحمِّل نفسك مسؤولية الالتزام بهدف ما حتى عندما يكون صعباً، فالمكون الرئيس في ميثاق "يوليسيس" هو أن نتخذ قراراً في الوقت الحاضر (عندما تكون الأمور سهلةً نسبياً) يلزمنا بالقيام بعمل ما في المستقبل (عندما تكون الأمور صعبةً)، على سبيل المثال: لنفترض أنَّك تريد الالتزام بخطة الجري مرتين في الأسبوع في الصباح مع صديق، فيمكنك أن تكتب لصديقك سلسلةً من الشيكات المالية، كل منها بقيمة 20 دولار، وتطلب منه صرف الشيكات واستخدام المال في أي شيء يريده إذا فاتك تمرين معه.

باختصار، يساعدك ميثاق "يوليسيس" على الحفاظ على الحافز العالي عندما تصبح الأمور صعبةً عن طريق الحفاظ على سلوك مستقبلي في وقت مبكر"، وتوضح الخبيرة الاقتصادية "جودي بيجز" (Jodi Beggs) أنَّ آليات الالتزام تنجح لأنَّها "طريقة للتغلب على التناقض بين تفضيلات الفرد قصيرة الأمد والتفضيلات طويلة الأمد، بعبارة أخرى، إنَّها وسيلة تساعد الأشخاص المدركين لذواتهم على تعديل حوافزهم أو مجموعة الخيارات الممكنة للتغلب على نفاد الصبر أو أي سلوك غير عقلاني آخر".

إقرأ أيضاً: 35 قول وحكمة عن أهمية الصبر في حياة الإنسان

5. تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر:

توضح الكوتش "شيفالي راينا" (Shefali Raina) "أدمغتنا مصممة للتركيز على الأمد القصير بدلاً من الأمد الطويل؛ لذا فإنَّ المهام السريعة الصغيرة تساعدنا على التركيز وزيادة الحيوية والدافع لإكمال المهام قصيرة الأمد والشعور بالرضا بعد ذلك"، فضع ذلك في الحسبان عندما ترى أنَّ المهمة كبيرة جداً وتحتاج فترةً طويلة جداً أو مرهقة أو مملة، وبدلاً من إجبار نفسك على إتمامها، قسِّمها إلى مهام سريعة أو فترات زمنية أقصر.

كيفية القيام بهذا الأمر متروك لك في النهاية؛ إذ يُفضَّل أداء المهام الصغيرة واحدةً تلو الأخرى، على سبيل المثال: عند كتابة مقال، يجب أن نركز على نقطة واحدة في كل مرة بدلاً من التركيز على فكرة أنَّنا يجب أن نكتب مقالاً بـ 1000 كلمة، ويمكنك أيضاً الاستفادة من إيقاعك فوق اليومي (ultradian rhythms)، ويعني هذا بالنسبة إلى معظمنا أنَّه يمكننا العمل لمدة ساعة تقريباً قبل أخذ استراحة، كما وجدَت إحدى الدراسات أنَّ الصيغة المثالية هي أن نعمل لمدة 52 دقيقة تليها استراحة لمدة 17 دقيقة.

6. الانتباه من خطورة الأمنيات المُقيِّدة:

"تبدأ بالتحليق في الأحلام عندما تتخلى عن المعتقدات الذاتية وتسمح لعقلك وتطلعاتك بالارتقاء إلى مستويات أعلى" - براين تريسي (Brian Tracy)، وهذا صحيح، تأخذنا المعتقدات التي تحد من قدراتنا كرهائن؛ مما يمنعنا من السعي وراء أهدافنا ورغباتنا، على سبيل المثال: قد تمنعنا من طلب موعد من شخص ما أو بدء عمل تجاري جديد.

وما نفعل بعد ذلك هو أن نضع رغبات مقيِّدة مثل: "لو كنتُ أنحف، سأكون جذابةً للآخرين" أو "إذا كان لدي مليون دولار، فيمكنني إطلاق شركتي الناشئة"، في حين أنَّ هناك أوقاتاً يمكن أن تكون هذه الرغبات مفيدةً، مثل حمايتنا من خرق القانون، إلا أنَّها غالباً ما تكوِّن حواجز في طريقنا، فتغلَّب على هذا عن طريق تحدي المعتقدات المقيِّدة، ويمكنك أن تسأل نفسك مثلاً "ماذا لو كنتُ مخطئاً؟" أو "كيف يخدمني هذا الاعتقاد؟".

7. وضع أهدافٍ مجزية في جوهرها:

تقول "كايتلين وولي" (Kaitlin Woolley)، أستاذة مساعدة في كلية "جونسون" (Johnson College) لإدارة الأعمال: "في بحثي، وجدتُ أنَّ المكافآت الفورية عند متابعة الأهداف طويلة الأمد تزيد من المثابرة على تحقيق الهدف وهذا يحدث من خلال زيادة الحافز الداخلي؛ أي الرغبة في متابعة النشاط بسبب فائدته، على سبيل المثال: التركيز على المذاق الطيب للطعام الصحي، أو الاستمتاع بالتمرينات الرياضية، يمكن أن يزيد من استهلاك الطعام الصحي والمثابرة على ممارسة الرياضة".

المكافآت الفورية هي أيضاً حافز فعال عند تطوير عادات جديدة أيضاً؛ حيث تضيف "وولي": "ينبع جزء كبير من المشكلة من حقيقة أنَّ الناس يركزون كثيراً على تأخر المكاسب، نتيجة تمرينهم أو تناول الطعام الصحي، ولكن عندما يكون الناس في منتصف شيء ما، فإنَّهم يهتمون كثيراً بالتجربة والاستمتاع، أكثر من النتيجة المتأخرة"، كما وجدَت أبحاث "وولي" أيضاً أنَّ المتعة هي المفتاح عند السعي وراء أهداف طويلة الأمد، تقول: "غالباً ما ينشغل الناس بنتائج أفعالهم، فلا يعني هذا أنَّ النتيجة ليست هامةً، ولكنَّ الاستمتاع على طول الطريق هو مفتاح الاستمرار في الأهداف".

8. تغيير البيئة الخاصة بك:

إذا قمتَ بإعداد مساحة العمل الخاصة بك بشكل صحيح، فقد تكون ملهمةً ومحفزة، ويجب أن تستمتع بوجودك فيها بالفعل، ويمكن أن تُقلل الراحة والروتين اللذين أنشأتَهما من القلق وعدد القرارات التي يجب اتخاذها، ومع ذلك، يمكن أن تصبح مملةً، ويبدو الأمر كما لو كانت وجبتك المفضلة هي المعكرونة وكرات اللحم، فإذا كنتَ تتناول هذا العشاء كل ليلة، فسوف تمل منه، ولتجنب ذلك، يجب أن يكون لديك مجموعة متنوعة من الوجبات، وإذا شعرتَ أنَّك قد سئمتَ من روتينك، فغيِّر الأمور، وبدلاً من الذهاب إلى العمل في مكتبك، اعمل من مقهى أو مساحة عمل مشتركة أو مكتبة محلية، والأفضل من ذلك، اعمل في الهواء الطلق؛ حيث ثبت أنَّ اللون الأخضر يعزز الطاقة والتحفيز.

شاهد بالفديو: نصائح النَّاجحين لتغيير روتينك اليومي للأفضل

9. الابتعاد عن السلبيات:

يقول الكاتب "كريس ديلاني" (Chris Delaney): "الدماغ عبارة عن عضلة معقدة تعمل على حل المشكلات الرياضية المعقدة، وتخلق أفكاراً مبتكرة أوصلَت البشر إلى سطح القمر، وأدت إلى اختراع الإنترنت الذي غيَّر الطريقة التي نعيش بها، كما أعطانا العقل الذكاء لإيجاد علاجات للأمراض الخطيرة؛ مما أنقذ أرواحاً لا تُعَدُّ ولا تُحصى"، وعلى الرغم من كل ذلك، لا يزال من الممكن خداعه.

يقترح "ديلاني" أن تقول: "أحب "لندن" في في الصيف" بصوت عالٍ. هل لاحظتَ استخدام كلمة "في" مرتين؟ لا تقلق، فمعظم الناس لم يفعلوا.

فما القصد من هذا؟ يقول "ديلاني": "يمكن استخدام علم النفس لخداع العقل في التحفيز، فأولاً، فكِّر في مهمة تحتاج إلى إكمالها ولكنَّ التأجيل أوقفك عن مسارك، وعند التفكير في هذا الهدف، هل تتخيل مدى صعوبة هذه المهمة، وعدد الخطوات التي يتعين عليك اتخاذها وهل تخمن مرة أخرى كيف ستفشل؟ مع التركيز على مشكلات الهدف والألم الذي سيسببه، فإنَّ عقلك يحذف بطريقة سحرية الإيجابيات والمتعة المحتملة ونتائجك الموعودة، وبدلاً من ذلك، ركِّز على الإيجابيات"، وإحدى الاستراتيجيات التي يمكنك تجربتها هي تخيُّل أنَّك تشاهد تلفزيوناً صغيراً بالأبيض والأسود، فتخيَّل أي أفكار سلبية أو ذكريات سيئة تتضاءل وتصبح باهتةً، وبعد ذلك، استبدِل هذه الصورة بتخيُّل فيلم ملون كبير مليء بالمرح والضحك.

10. مرافقة الأشخاص المناسبين:

هناك قول مأثور شائع "الإيجابية تولِّد الإيجابية"، صدِّق أو لا تصدق، هذه نصيحة جيدة جداً، فالسبب هو أنَّ هذا النوع من الطاقة معدٍ، وفكِّر بهذا قليلاً، فعندما تكون محاطاً بأشخاص ذوي تفكير إيجابي ممن يتسمون بالعقلية الإيجابية، فسوف يكون الأمر أكثر تحفيزاً من مصاحبة الأشخاص المتشائمين الذين ليس لديهم طموح.

إقرأ أيضاً: كيف تتواصل مع الناجحين دون أن تتطفل عليهم؟

11. تشجيع نفسك:

أخيراً، أنشِئ إجراءات روتينية وطقوس تجعلك متشوقاً، على سبيل المثال: قبل الشروع في مهمتك الأكثر أهميةً في اليوم، شجِّع نفسك من خلال الاستماع لقائمة الموسيقا المفضلة، أو الارتقاء بمستوى اللعب، أو الاستفادة من قوة الحنين إلى الماضي.

المصدر




مقالات مرتبطة