يجبرنا التفكير بهذه الطريقة السيئة على قمع الأفكار ورميها في زاوية "الأفكار التي لا تستحق النشر"، ويقتل روح الإبداع الموجودة لدينا، وبسببها نستمر في التحديق بشاشة الكمبيوتر طويلاً ونحن نعلم أنَّه يجب علينا أن ننشر شيئاً ما لكنَّنا نكون غير قادرين على تحديد ذلك الشيء بشكلٍ دقيق.
من أجل التخلّص من التفكير بهذه الطريقة سنلقي نظرةً على بعض التقنيات المجربة التي تُستخدَم للوصول إلى أفكار يمكن الاستفادة منها في كتابة المقالات، أو المدونات حتى حينما تشعر أنَّك تفتقر إلى الإبداع.
1- احتفظ بملف لحفظ الأفكار:
الشيء المميز في الإلهام أنَّك لا تستطيع أن تتوقع متى يأتيك، لذلك حينما تهبُّ رياحه لا بُدَّ من أن تغتنمها، فعندما تبحث عن افكار للكتابة أنشِئ ملفَّاً احتفظ فيه بكل الأفكار المرتبطة بالمقالات أو المدونات واحفظه في مكانٍ تستطيع الوصول إليه في جميع الأوقات.
حينما تخطر في بالك فكرة يمكن الاستفادة منها في كتابة مقالة مثيرة دوِّن هذه الفكرة وافعل ذلك بشكلٍ مستمر. لن يمضي وقتٌ طويل قبل أن يصبح لديك مستودع غني بالأفكار يمكنك الاستفادة منه في العمل حتى حينما لا يكون مزاجك مناسباً أبداً.
2- اسرق أفكار الآخرين:
إحدى أفضل الطرائق للحصول على أفكار لكتابة محتوى الاطلاع بشكلٍ مستمر على مقالاتٍ تثير الإعجاب. استخدم برامج "التزويد بالأخبار" (feed reader) كبرنامج (Feedly) للتسجيل في المدونات والمواقع المفضلة والاطلاع عليها مرةً في اليوم على الأقل ورؤية ما يُنشَر فيها.
لا تخشَ من سرقة الأفكار التي يبدو بوضوحٍ أنَّ الآخرين يحققون النجاح من خلالها، إذ ثمَّة الكثير من الأمور التي يمكنك تعلمها من النجاحات التي يحققها الآخرون عبر المقالات التي ينشرونها، والمواضيع التي يتطرقون إليها، والصور التي يستخدمونها، لكنَّ سرقة أفكار الآخرين لا تعني سرقة المحتوى الذي ينشرونه لأنَّ هذا الأخير يُعَدُّ تصرفاً غير مقبولاً.
أتقرأ المقالات المميزة التي يكتبها منافسوك؟ دوِّن الأفكار التي تتطرق إليها تلك المقالات في "ملف الأفكار" فقد تكون في يومٍ تحس فيه بالاكتئاب مصدر الإلهام الذي تحتاج إليه لكتابة مقالة جديدة.
3- اسأل الجمهور:
المدوِّنون الحمقى هم الذين يذهبون للبحث عن الأفكار أمَّا المدونون الذين يتحلّون بالكفاءة يَدَعُون الأفكار تأتي إليهم، إذ يمكنك جمع أفكار ملهمة للكتابة تساعدك في كتابة المحتوى من خلال قراءة تعليقات القُرَّاء، وإلقاء نظرة على الردود التي يرسلها المغردون في تويتر، والإنصات إلى الناس حينما يتحدثون.
ما الأسئلة التي تُطرَح؟ ما الأشياء التي يبدو أنَّها فاجأت الناس (أو أثارت حماستهم)؟ ما القصص التي يروونها؟ إذا كنت غير متأكدٍ من إجابة أيٍّ من هذه الأسئلة اسأل القُرَّاء عن نوع المحتوى الذي يرغبون في قراءة مزيدٍ من المقالات التي تتحدث عنه ثمَّ امنحهم ما يرغبون. قد تبدو العملية بسيطة لكن من المُلْفِت للنظر أنَّ قليلاً من الناس يمارسونها فعلاً.
شاهد بالفيديو: 7 نصائح لكتابة محتوى ناجح
4- ابحث في شبكة الإنترنت:
سَبق أن واجه العديد من المدوِّنين المرموقين مشكلةً في العثور على أفكار لكتابة المحتوى، وبما أنَّه يوجد من تمكَّن من تخطي هذه العقبة التي كان يبدو أنَّ تخطيها يُعَدُّ أمراً مستحيلاً فلا بد أنك ستتمكن أنت أيضاً من ذلك. استخدم شبكة الإنترنت للبحث عن النصائح التي يقدمها المدونون بخصوص العثور على أفكار للمدونات واستفد من تجاربهم.
5- انشر مزيداً من المحتوى المميز:
ألقِ نظرةً على سجل الإحصاءات وحدد أكثر المنشورات التي حظيَتْ بالتفاعل، هذه المنشورات هي المحتوى المميز، إذ يستمر بعد أسابيع، وشهور، وسنين من نشره في جذب عدد ثابت من الزوار الجديدين الذين يكتشفون موقعك أول مرة.
والآن بعد أن علمْتَ ما المحتوى الذي حقق النجاح، عليك طرح الأسئلة التالية:
- كيف تستطيع الاستفادة منه بشكلٍ أكبر؟
- أيمكنك تقسيم أيٍّ من مقالاتك الحالية إلى مقالاتٍ تتضمن خطواتٍ أكثر تفصيلاً؟
- أيمكنك نشر سلسلة من المقالات التي تتحدث عن الموضوع نفسه؟
- أيمكنك تحديث محتوى مقالةٍ ما من خلال إضافة معلومات جديدة إليها ونشر نسخة معدَّلة منها؟
6- استثمر المواضيع التي تلقى رواجاً:
ثمَّة الكثير من الطرائق لاكتشاف المواضيع "الساخنة" التي يَكْثُر الحديث عنها عبر الإنترنت وأروع طريقةٍ لكتابة محتوى يجد طريقه إلى العديد من القُرَّاء أن تعرف مسبقاً ما الذي يبحث عنه هؤلاء الناس وماذا يقرؤون. ثمَّة العديد من الأدوات المُستخدَمة للقيام بذلك من بينها:
- (Google Trends): تستطيع من خلاله أن تعرف أبرز المواضيع التي استخدم الناس مؤخراً الإنترنت للبحث عنها.
- (Twitter Trends): يعطيك التوجه السائد في التغريدات التي ينشرها الناس حول العالم.
تبيِّن لك مثل هذه الأدوات نوع المحتوى الذي يحظى بالشعبية في الوقت الراهن فاستفد من هذه المعلومات بشكلٍ مناسب.
7- اروِ قصّتك:
أفضل المقالات تكون في بعض الأحيان تلك التي تلخص قصة جميع المقالات الأخرى. وبغض النظر عن نوع المقالات التي تنشرها لا بد أنَّك لا زلت تواظب على ذلك منذ مدّةٍ من الزمن:
- ما الذي تعلمته خلال هذه المدة؟
- ما الذي تغير منذ بدأت؟
- إذا كنت تستطيع العودة بالزمن إلى بداية عملك وإسداء نصيحة واحدة لنفسك ماذا ستكون هذه النصيحة؟
كتابة هذا النوع من المقالات لا يعكس التكبُّر بل يعكس رغبتك في نشر معلومات مفيدة للغاية يستطيع الأشخاص الآخرون الذين يعملون في المجال نفسه الاستفادة منها. لا بدَّ لكلِّ شخصٍ أن يبدأ عمله من نقطةٍ ما لكن إذا تعلَّم الجيل الحالي من الأخطاء التي ارتكبتها الأجيال الماضية سيكون التقدم الذي يحرزونه أسرع.
8- قم بربط بعض المقالات ببعضها الآخر:
ما أفضل نوعٍ من المقالات؟ الإجابة بسيطة: أفضل المقالات هي التي تجعل الناس يقرؤون 12 مقالةً أخرى من مقالاتك، لكن للأسف قليلون هم الذين يفكرون بربط بعض مقالاتهم ببعضها الآخر ربطاً مناسباً والاستفادة من ذلك.
وللحصول على مواضيع ملهمة للكتابة اجلس وتصفَّح مقالاتك القديمة وقم بتجميع بعض المقالات المتشابهة مع بعضها الآخر وتأكَّد إذا ما كنت تستطيع ترتيبها بطريقةٍ منطقية على شكل دليل مصغَّر، بحيث يكون من المفيد قراءة المقالة تلوَ الأخرى بشكلٍ متسلسل، وهذا أيضاً يساعدك في الحصول على أفكار للكتابة عنها.
شاهد بالفيديو: 7 طرق لنشر محتواك الإلكتروني
قم بإضافة مقدمة لهذا الدليل وخاتمة وبعض الوصف المقتضب وضع رابط كل مقالة وبذلك ستحصل على مقالة بشكل دليل تدفع قراءة الجزء الأول منه القارئ إلى متابعته حتى النهاية، والانتقال إلى تصفح باقي أجزاء المدونة أو الموقع.
9- استعِن بالآخرين:
هل أرهق عقلك التفكير؟ استعن بعقول الآخرين. مَن هو الشخص الذي يثير إعجابك في المجال الذي تعمل فيه ويثير اهتمام القُرَّاء؟ أرسل له رسالةً إلكترونية واسأله إذا كنت تستطيع إجراء مقابلةٍ معه، التحدي الوحيد هنا يكمن في اختيار بعض الأسئلة المثيرة التي تلفت انتباه القرَّاء. بعد أن تتمكَّن من العثور على مثل هذه الأسئلة سيتولى ذلك الشخص الجزء الأكبر من المهمة المتمثلة في تقديم محتوى مثير عوضاً عنك.
لكن تذكر أنَّ أهم شيءٍ هو أن تكون المقابلة مميزة فالإنترنت مليءٌ بالمقابلات المملة التي تتكرر فيها الأسئلة نفسها فلا تكرر أنت ذلك الهراء نفسه. اكتب مقدمةً تناسب موضوع المقابلة ولا تطلب من الضيف أن يفعل ذلك، وقم ببعض عمليات البحث، واطرح بعض الأسئلة المهمة فهذه الأمور هي التي تعطي المقابلة أهميتها.
10- قم بإجراء بعض عمليات التحليل للروابط:
ما ينجح فيه أقرانك قد تنجح فيه أنت، أتَعْلَم أنَّك تستطيع أن تعرف بسهولةٍ أكثر أنواع المحتوى التي تحظى بالشعبية في أي موقعٍ في العالم؟ يستطيع أي شخصٍ الحصول على بياناتٍ تظهر شعبية أي موقع أو شعبية المحتوى الذي ينشره وعدد زوَّاره وغيرها من المعلومات المشابهة.
أيمكنك أن تقدم شيئاً يشبه ما تقدمه تلك المواقع المعروفة؟ أيمكنك تقديم مزيد من الإضافات للمحتوى الموجود سابقاً وتحسينه؟ كلما توصَّلْتَ إلى فكرةٍ جديدة قم بإضافتها إلى "ملف الأفكار" واحتفظ بها حتى يأتي الوقت الذي تحتاج إليها فيه.
11- درِّب دماغك:
الوصول إلى أفكار جديدة يشبه عضلةً تحتاج إلى التمرين كلما مرَّنْتَها أكثر أصبحت هذه العضلة أقوى. ابحث يومياً عن أفكارٍ تستطيع استخدامها في كتابة المدونات وستلاحظ أنَّ ذلك سيصبح سريعاً أمراً اعتيادياً، حينئذٍ ستُخرج من كل موقفٍ عشرات الأفكار.
ما الذي يجب عليك أن تفعله الآن:
لدى كل شخص أفكار يمكن الاستفادة منها في كتابة المدونات لكنَّ الجزء الأصعب يكمن في أن تنظمها بطريقةٍ تجعلك قادراً على الاستفادة منها. نأمل أن تكون هذه المقالة أعطتك بعض الأفكار التي يمكن أن ترشدك من أيِّ نقطةٍ تبدأ. أخيراً تذكَّر هذه الخطوات:
- أنشئ ملفّاً للأفكار أضف إليه أفكاراً جديدةً كل يوم وعُد إليه حينما تحس بالعجز عن التفكير.
- حدد أبرز المواضيع التي يكتب الأشخاص الآخرون الذين يعملون في مجالك مقالاتهم عنها. اسرق أفكارهم وأضف إليها أفكاراً جديدة.
- لا تخف من الضغط على زر النشر. بعض المقالات ستكون أفضل من الأخرى لكنَّ وجود بعض المقالات في النهاية أفضل من عدم وجود مقالات إطلاقاً.
أضف تعليقاً