10 نصائح لتنظيم حياتك من أجل زيادة الإنتاجية وبلوغ النجاح - الجزء (2)

تناولنا في الجزء السابق قسماً مِن النصائح الضرورية لوضع خطة لحياتك وتنظيمها كي تزيد مِن إنتاجية عملك وتُحقِّق النجاح الباهر، فتعيش الحياة المثالية التي لطالما حلمتَ بها، ولمعرفة باقي النصائح، تابِع معنا القراءة.



1. باشِر عملك في الصباح الباكر:

إليك بعض الأمثلة عن مواعيد استيقاظ أهم الشخصيات في العالَم:

  • يستيقظ تيم أرمسترونج (Tim Armstrong)، المدير التنفيذي لمزوِّد الخدمة أيه أو إل (AOL)، في حوالي الساعة الخامسة أو الخامسة والربع صباحاً للتمرن، والمطالعة، وتفحُّص منتجات شركته، بالإضافة إلى الرد على رسائل البريد الإلكتروني.
  • تستيقظ أورسولا بيرنز (Ursula Burns)، المديرة التنفيذية لشركة زيروكس (Xerox) لخدمات المستندات المطبوعة والرقمية، في الساعة الخامسة والربع صباحاً، مع أنَّها تعمل في بعض الأحيان حتى منتصف الليل، وبمجرد أن تنهضَ، تتفقد رسائل البريد الإلكتروني، كما أنَّها تُخصِّص حصة للتمرينات الرياضية في الساعة السادسة صباحاً مرتين في الشهر.
  • عادةً ما يستيقظ ريتشارد برانسون (Richard Branson)، مؤسِّس ورئيس مجموعة فيرجن (Virgin) في تمام الساعة الرابعة والنصف صباحاً، مع أنَّه يقضي عطلته في جزيرته الخاصة، حيث يترك الستائر مفتوحة دائماً ليدع خيوط الشمس توقظه، وعادةً ما يمارس الرياضة قبل الإفطار ثمَّ يباشر العمل بَعدها.
  • يستيقظ جاك دورسي (Jack Dorsey) - الرئيس التنفيذي لشركة سكوير (Square) للخدمات المالية والمدفوعات الرقمية، الذي شارك أيضاً في تأسيس منصة تويتر (Twitter) - في الساعة الخامسة والنصف صباحاً ويمارس التأمل قَبل ممارسة الجري لمسافة تقارب عشرة كيلومترات.
  • يستيقظ بوب إيغر (Bob Iger)، المدير التنفيذي لشركة ديزني (Disney) للإنتاج السينمائي، في الساعة الرابعة والنصف صباحاً، ويطالع الصحف في أثناء ممارسة الرياضة، والاستماع إلى الموسيقى، ومشاهدة التلفاز، والتحقق مِن رسائل البريد الإلكتروني، كلُّ ذلك في الوقت نفسه، حيث يقضي بوب وقته هذا بهدوء؛ لكنَّه يحرص فيه على أداء مهام عدَّة.

والقائمة تطول وتطول، وبذلك نستنتج أنَّ الأشخاص الناجحين والاستثنائيين يستيقظون مبكراً؛ لذا إن أردتَ عيش حياة منظَّمة؛ فلا بُدَّ لك مِن الاستيقاظ باكراً.

قد يكون لك رأي مختلف، وتقول إنَّه ليس عليك الاستيقاظ باكراً لتصبح منظَّماً، ربما هذا صحيح؛ لكن إن استيقظتَ في وقت أبكر ستكسب الوقت، مما يعزز مِن إنتاجيتك، أما إن لم يكن لديك شيء مثمر لتفعله؛ فمن الأفضل لك أن تُتابِع نومك صباحاً، فالغاية مِن الاستيقاظ باكراً هي استثمار هذه الساعات الخالية من تشتيت الانتباه.

يمكِنك كتابة أهدافك وتكرار عبارات التشجيع، ثمَّ الشروع في التخطيط وتدوين ما تحتاج إلى تحقيقه على مدار اليوم، وتأكَّد مِن أن يكون لديك التزام واحد على الأقل في العمل من شأنه أن يوصلك نحو مهمتك الرئيسة، وبمجرد الانتهاء من التخطيط، جرِّب المطالعة لمدة 30 - 45 دقيقة قبل أن تغتسل وتتناول الإفطار.

يُتيح لك الاستيقاظ باكراً بدء يومك برؤية واضحة، مما يعزز عيش حياة منظَّمة، حيث يمنحك ذلك وقتاً إضافياً للتخطيط والاستعداد لما سيَحدُث لاحقاً.

إقرأ أيضاً: 8 عادات تساعدك على اكتساب عادة الاستيقاظ مبكراً

2. احرص على أن تحظى بنوم كافٍ:

قد يبدو الأمر غير منطقي ولا علاقة له بعيش حياة منظَّمة؛ لكنَّ قلة النوم تُعكِّر مزاجك، مما يؤدي في النهاية إلى إحداث فوضى في حياتك.

فمثلاً: عندما تريد تنظيم أموالك مثل: ادخار واستثمار جزء من دخلك، فقد تجعلك قلة النوم تماطل في اتخاذ هذا القرار، حيث يؤثِّر شعورك بالتعب والإرهاق في قُدرتك على اتخاذ قرارات أفضل، فترغب في إنفاق الأموال على أشياء لا تحتاجها بدلاً من توفير هذا المال واستثماره.

يقول الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون (Bill Clinton): "كلُّ خطأ فادح ارتكبتُه في حياتي، ارتكبتُه لأنَّني كنتُ مرهقاً للغاية".

تؤثِّر قلة النوم في كل جانبٍ آخر من جوانب حياتك، وعندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم لن تستطيع التفكير جيداً، وبالتالي لن تكون منظَّماً أو منتِجاً وسيكون النجاح بعيد المنال.

نُشرِت كثيرٌ من الأبحاث والدراسات حول أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم على الإنترنت، اطَّلِع عليها وستتعلم حقائق مذهلة عن النوم.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح عملية لتحظى بنوم أفضل وتستيقظ نشيطاً

3. نظِّم مكتبك وتخلَّص مِن الأشياء التي لا تستخدمها:

إن رغبتَ في تنظيم حياتك؛ فعليك تنظيم مكان عملك والتخلص مِن الأغراض غير النافعة، فكيف لأحد أن يعمل في مكان غارق في فوضى مِن أكوام الأوراق والدفاتر والمجلدات على الطاولة، وليس هناك مساحة كافية حتى لوضع الحاسوب المحمول؟ طبعاً مِن المستحيل أن يُركِّز على عمله أو يُفلح فيه.

خذ متجر آبل (Apple) الإلكتروني كأحد الأمثلة، حيث يسعى القائمون عليه على تنظيمه وترتيبه للتطبيقات، وقد وَجدَت تجربةٌ عُرِفت باسم "تجربة المُربى" (Jam Experiment) أنَّ منح المستهلكين خياراتٍ أكثر ليس أفضل دائماً؛ فعندما قُدِّم للناس 24 نوعاً مِن أنواع المربى الشهية لتذوُّقها، اجتذبَ ذلك حشداً كبيراً، لكنَّ المبيعات كانت أقل؛ ولكن عندما خفَّض الباحثون عيِّنات المربى إلى 6 أصناف فقط، جذبَت اهتماماً أقل، لكنَّ المبيعات شهدت ارتفاعاً كبيراً، وبناءً على هذه التجربة، عليك تنظيم مكتبك، ومنزلك، وحياتك، لتصبح أكثر إنتاجية وفاعلية، وذلك باتباع النصائح الآتية:

  • اقضِ مِن 5 إلى 10 دقائق في ترتيب مكان عملك وتنظيفه قبل مغادرة مكتبك كلَّ يوم.
  • تعوَّد على ترتيب سريرك بمجرد أن تستيقظ.
  • اهتمَّ بنظافتك، واغتسل كلَّ صباح، وارتدِ ملابس مريحة للعمل.
  • خطِّط لوجباتك مسبقاً.
  • تَخلَّص من الأشياء غير المرغوب فيها بصورة صحيحة.
إقرأ أيضاً: 8 خطوات لترتيب غرفة مكتبك بشكل أنيق

4. احتفِظ بالذكريات والتجارب وليس الأشياء:

إن رغبتَ في عيش حياة منظمة؛ فيجب أن تتعلم الاحتفاظ بالذكريات والخبرات، وليس الأشياء، فلقد زرعَت فينا وسائل الإعلام وزرعَ فينا المجتمع الثقافة الاستهلاكية؛ فأصبحَت لدينا رغبة ملحة في شراء مزيدٍ مِن الأشياء في حياتنا.

ينطبق الأمر نفسه على آلية وضعِ أهدافنا وتحقيقها، حيث يضع معظم الناس أهدافاً لتحقيق الأشياء التي يريدونها مثل: مزيدٌ مِن المال، والسيارات الفارهة، والمجوهرات، والمنازل الكبيرة، والهواتف، والأدوات، والكاميرات، وغيرها مِن الأشياء؛ لكن لا يعي غالبية هؤلاء أنَّ الأشياء هي مجرد وسائل لتحقيق غاية.

الغرض مِن السيارة هو القدرة على الانتقال من مكان إلى آخر، والمال ضروري لشراء الأطعمة والمستلزمات الضرورية؛ ولكن بسبب تأثُّرنا في العالم من حولنا، فقد بُرمِجت عقولنا على الرغبة في جمع مزيدٍ من الأشياء.

عندما تشتري سيارةً جديدة، تعتقد أنَّك تملك تلك السيارة؛ لكنَّ العكس هو الصحيح، السيارة هي التي تملكك؛ لأنَّك تهتم بها كثيراً وتشغل جُلَّ تفكيرك فيها طوال الوقت، فترغب في قيادتها، وتغسلها، وتحافظ على نظافتها لكي تشعر بالرضا، وسيكون عليك تكريس مزيدٍ من الوقت، والطاقة، والمال للعناية بالسيارة، لذلك تسيطر السيارة على جزء مِن حياتك.

هذا هو السبب في رغبتك في جمعِ الذكريات مثل: قضاء سهرة لطيفة مع زوجتك، أو خوض تجارب معنوية في حياتك مثل: الاحتفال بعيد ميلاد طفلك، أو مرافقة والديك في رحلة حول العالم، وكما قال الكاتب والمتحدث التحفيزي أنتوني جيه دانجيلو (Anthony J. D’Angelo): "أهم الأشياء في الحياة ليست أشياء".

5. لا تخشَ مِن التفويض والاستعانة بالآخرين:

يُعدُّ تفويض المهام الصعبة والاستعانة بالآخرين نصيحةً رائعة أخرى لمساعدتك على تنظيم حياتك، على سبيل المثال: إذا وجدتَ صعوبةً في الاعتناء بحديقتك وكنتَ دائم المماطلة في القيام بذلك، فاطلب مِن أحدهم فِعلَ ذلك.

إن كانت لديك القدرة المالية، فيمكِنك توكيل أشخاص لإنجاز مهامك؛ أما إن لم تمتلك ما يكفي مِن المال؛ فعليك إيجاد طريقة أفضل لتفويض هذه المهام.

يتألف اليوم مِن 24 ساعة فقط؛ لكن توجد كثيرٌ من الأشياء التي نريد القيام بها كلَّ يوم، وببساطة لا يمكِننا إنجاز المهام جميعها في يوم واحد أو محاولة فِعل كلِّ شيء بأنفسنا.

بالنظر إلى رواد الأعمال الناجحين ستجد أنَّهم لا يفعلون كلَّ شيء بمفردهم؛ بل يُنشئون فريقاً ويوظفون أشخاصاً مذهلين لمساعدتهم في مسيرتهم المهنية؛ لذا عليك الاحتذاء بهم، فليس هناك مِن طريقة تمكِّنك مِن القيام بكلِّ شيء بمفردك، وفكِّر في الوقت اللازم للعمل كلَّ يوم، ثمَّ ممارسة الرياضة، والقراءة، والتخلص من الفوضى، وتنظيف منزلك، وإمضاء وقت ممتع مع عائلتك، وممارسة هواياتك، وتصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه قائمة لا تنتهي من الأشياء التي يجب القيام بها، لذلك فإنَّ أفضل طريقة هي الاستعانة بالآخرين وتفويض المهام الخاصة بك إليهم، كما يمكِنك البدء بمهام بسيطة مثل: تنظيف منزلك، وكذلك الأمر بالنسبة إلى عملك، حيث يمكِنك الاستعانة بالآخرين وأن تُوكِلهم بالمهام العادية.

إقرأ أيضاً: فوائد التفويض

6. طوِّر عادات تنظيم مثمرة:

إنَّ كثيراً مما تقوم به يومياً هو عادات، فمثلاً: تتكرر طريقة تنظيف أسنانك، أو طريقة ارتداء ملابسك وأحذيتك كلَّ يوم حتى تتحول السلوكات إلى عادات، وبالتالي إذا رغبتَ في تنظيم حياتك؛ فعليك التركيز على تطوير عادات تساعدك على عيش حياة أفضل وأكثر تنظيماً.

إن كنتَ دائم التأخير في دفع فواتيرك وتماطل في تنظيم مكان عملك وتُراكم الملفات والمستندات على طاولتك؛ فعليك التخلص مِن هذه العادات السيئة والتركيز على بناء عادات جيدة، فمثلاً: إن رغبتَ في أن يكون مكان عملك نظيفاً ومنظَّماً، فواظِب على تنظيف مكتبك لمدة 5 دقائق يومياً قبل مغادرة مكتبك، وإن رغبتَ في التوقف عن عادة التأخير في دفع الفواتير حتى اللحظة الأخيرة؛ فيمكِنك إما جعل الدفع آلياً عن طريق ضبط إعدادات الدفع التلقائي، أو دفع الفاتورة مباشرة عند استلامها.

إليك بعض العادات الجيدة التي يجب عليك تطويرها لجعل حياتك أكثر تنظيماً:

  • تخصيص وقت للتخطيط.
  • إعادة الأشياء دائماً إلى مكانها الصحيح بعد استخدامها.
  • ترتيب سريرك كلَّ صباح.
  • التخلص من الأشياء غير المرغوب فيها أو التبرع بها.
  • الاستفادة مِن رسائل التذكير وقوائم المهام.
  • التنظيم الدائم لرسائل البريد الإلكتروني الخاصة بك في مجلدات.
  • التركيز وفعلُ كلِّ شيء على حِدَة.

طوِّر عادات مثمرة جيدة كي تطوِّر لك هذه العادات حياةً منظَّمة، وكما قال رائد الأعمال والكاتب جيم رون (Jim Rohn):

"إذا سعيتَ إلى تحقيق أهدافك؛ فستعمل أهدافك لمصلحتك، وإذا سعيتَ إلى تنفيذ خطتك؛ فستعمل خطتك لمصلحتك، فالأشياء الجيدة التي نبنيها - أياً كانت - هي ما يبنينا في نهاية المطاف".

7. خذ وقت استراحة وأعِد شحن طاقتك:

يعتقد كثيرٌ من الناس أنَّ الحياة المنظَّمة هي بتنظيم الأماكن وترتيبها فقط؛ لكنَّهم بذلك يرتكبون خطأ فادحاً؛ لأنَّهم يغفلون حاجتهم إلى أخذِ إجازة وإعادة شحنِ طاقاتهم.

ليس عليك تنظيم الأماكن التي تعمل وتعيش فيها فحسب؛ بل عليك ترتيب ذهنك أيضاً، ولا طريقة أفضل لتنظيم ذهنك مِن أخذِ إجازة للاسترخاء وإعادة شحنِ طاقتك، وعندما تكون في حالة استرخاء، سيكون تفكيرك أكثر صفاء؛ مما يسمح لك باتخاذ قرارات أفضل.

وكذلك الأمر عندما تكون طاقتك مشحونةً بالكامل، فيمكِنك متابعة السير في تنفيذ خطتك والالتزام بها، وبغضِّ النظر عما إذا كنتَ تُخطِّط لتنظيف حياتك وتنظيمها أم متابعة مشروع كنتَ تعمل عليه لسنوات، فالمفتاح هو الحفاظ على التوازن كيلا تعاني الاحتراق المهني.

الخلاصة:

الآن، بعد أن عرفتَ النصائح العشر حول كيفية تنظيم حياتك، هناك شيء واحد يجب أن تتذكره؛ وهو أنَّ عيش حياة منظمة لا يتعلق بالاستيقاظ باكراً، أو تنظيم مكان عملك؛ بل أنَّ التنظيم مبدأ وبالأحرى أسلوب حياة.

لا تنجرَّ وراء الخوض في تفاصيل تنظيم حياتك فتقعَ في فوضى أخرى، كما لن تكون جميع النصائح المذكورة أعلاه مفيدة في حالتك؛ لذا اختر منها ما يلائمك، وغيِّر ما لا يصلح، وحسِّن نمط حياتك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة