10 نصائح لإعادة تكوين شخصيتك بالطريقة التي تساعدك على تحقيق النجاح

يمكن أن تكون الحياة مليئة بالعقبات، وعندما تحيط بك المشكلات من كل الاتجاهات قد تشعر أنَّه من الصعب أن تغيِّر أي شيء في شخصيتك كي تحقق النجاح، لكن باتباعك النصائح العشرة التي سنذكرها في هذا المقال ستتمكَّن من تغيير حياتك إلى الأبد.



إذاً، هل تشعر بأنَّك عالق في المشكلات والأزمات، أو تواجه بعض العقبات، أو أنَّ لديك هذه الفكرة الثابتة بأنَّ حياتك وصلت إلى طريقٍ مسدود؟

في هذا المقال سنوضِّح لك 10 طرائق تساعدك على تغيير نفسك، وهي طرائق ذكرها الكاتب "تود هيرمان" (Todd Herman) في كتابه "تأثير تغيير الأنا: قوة الهويات الخفية في تغيير حياتك" (The Alter Ego Effect: The Power of Secret Identities to Transform Your Life)، وقد عمل "هيرمان" مع نجوم في عالم الرياضة والأعمال لأكثر من عقدين من الزمن وهو بارع جداً في تغيير الناس.

ما هو معنى إعادة تكوين نفسك؟

إعادة تكوين نفسك تعني تغيير الأجزاء التي لا تعجبك في شخصيتك أو التي لم تعد تخدمك، وهذا قد يعني تغيير مهنتك، أو العادات السيئة، أو بعض من صفاتك، أو تنمية مهارات جديدة، وإذا كنت تشعر أنَّك تريد إعادة تكوين شخصيتك فقد يكون ذلك لأحد السببين:

  1. تدرك أنَّك لا تمارس المهنة المناسبة، أو أنَّك في المسار الخاطئ، أو في علاقة خاطئة.
  2. تدرك أنَّك لا تتقدَّم بالسرعة الكافية؛ أي على الرَّغم من وجود هدف إلا أنَّه يبدو بعيد المنال.

خلاصة القول: إنَّك إذا كنت تريد إعادة تكوين شخصيتك، فأنت تبحث عن التغيير وهذا المقال سيساعدك على ذلك.

كم تستغرق من الوقت لإعادة تكوين شخصيتك؟

في المتوسط يستغرق الأمر نحو 66 يوماً لإعادة تكوين شخصيتك، وفي دراسة رائعة أجرتها باحثة علم النفس "فيليبا لالي" (Phillippa Lally) شملت 96 متطوِّعاً قرَّروا تغيير سلوكات تناول الطعام أو الشراب أو ممارسة النشاط البدني - مثل شرب زجاجة من الماء على الغداء، أو الجري لمدة 15 دقيقة قبل العشاء - وذلك لمدة 12 أسبوعاً.

فقد أبلغ المتطوِّعون يومياً عمَّا إذا كانوا مارسوا السلوك الجديد، ومدى شعورهم بأنَّهم فعلوا ذلك تلقائياً، وكانت النتيجة أنَّه في المتوسط يستغرق الأمر نحو 66 يوماً ليصبح السلوك الجديد تلقائياً عادة، وهذا لا يعني أنَّ تجديد شخصيتك بالكامل يحتاج 66 يوماً فقط، فقد يستغرق تغيير ظروفك أو سِمات شخصيتك تغييراً جذرياً أشهر عدة وحتى سنوات.

10 نصائح لإعادة تكوين نفسك:

إذا كنت تتوق بشدة لتغيير نفسك فستساعدك هذه النصائح على تحقيق ذلك:

1. أنشئ نموذجاً لشخصيتك البديلة:

إنَّ تغيير شخصيتك يتطلَّب تخيُّل الشخصية التي تريد أن تصبح عليها، وتشير الدراسات إلى أنَّ محاولة تخيُّل نفسك في المستقبل أمر صعب، فالأشخاص الذين يتخيَّلون شخصيتهم المستقبلية يشعرون في البداية أنَّهم يتصوَّرون شخصاً مختلفاً تماماً عمَّا هم عليه.

وَفقاً للفيلسوف الروماني "شيشرون" (Cicero) فإنَّ الأنا البديلة، هي ذات ثانية، أو صديق موثوق به؛ بمعنى أنَّها شخص آخر يمكنك تخيُّله وإجراء محادثة معه، فعلى سبيل المثال؛ إذا كنت ترغب في أن تصبح رائد أعمال ناجحاً، فقد تستمد الإلهام من خلال تخيُّل "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey)، أو من خلال تخيُّل رجل الأعمال الشهير "وارن بافيت" (Warren Buffett).

إذ يحقِّق تعديل الذات نتائج رائعة من خلال جعلك تتخلَّى عن معتقداتك السابقة وتصوِّرك عن نفسك، فقد تكون مفرطاً في توجيه اللوم والانتقاد لنفسك، لكن إذا تخيَّلت نفسك شخصاً يتمتَّع بقيم الإيثار، مثل: "بيل غيتس" (Bill Gates) فسيكون من السهل عليك الاستلهام من مبادئه.

من أفضل الأمثلة عن كيفية استخدام تغيير الذات في الحياة، هي مغنية البوب الشهيرة "هالسي" (Halsey)، والحقيقة أنَّ اسمها الحقيقي هو "آشلي نيكوليت فرانجيبان" (Ashley Nicolette Frangipane)، وقد ابتكرت الاسم "هالسي" كلقب فني لتعيد تكوين نفسها وتصبح شخصاً مختلفاً تماماً.

تقول "هالسي": "كان عليَّ أن أصبح شخصاً مختلفاً تماماً، وذلك لأنَّني شعرت أنَّ آشلي لم تكن قادرة على تحقيق الشهرة والنجاح، وفكَّرت أنَّني إذا ابتكرت شخصية هالسي فقد أحقِّق ما أطمح له".

الآن فكِّر وحدِّد ما هي السِمة أو المهارة التي تريد تنميتها في شخصيتك؟

تعرَّف إلى الشخصية التي ترغب في الحصول عليها من خلال القيام بجلسة عصف ذهني، تسأل فيها نفسك:

  • هل كنت معجباً بأي من الشخصيات المشهورة التي أثَّرت في طفولتك؟
  • هل هناك أي شخصية حقيقية أو خيالية تمتلك صفات تعجبك؟
  • إذا لم يكن لديك شخصية تُلهمك فهل يمكنك صنع شخصية من وحي خيالك وإعطائها القيم التي ترغب في امتلاكها؟

بمجرد أن تحصل على نموذج الشخصية التي ترغب بامتلاكها، يصبح الوقت مناسباً كي تقوم بتحليل هذه الشخصية والغوص فيها بعمق من خلال هذه الأسئلة:

  • ماذا تفعل هذه الشخصية؟
  • من هم الأشخاص الذين تقضي هذه الشخصية الوقت معهم؟
  • ما هو الروتين اليومي لهذه الشخصية؟
  • كيف يمكنك وصف حياتها؟
  • ما هي القيم التي تشترك فيها معك؟
  • ما هي القيم التي لديك والتي ترغب في مشاركتها مع هذه الشخصية؟

خلال التأمل تخيَّل أنَّك أصبحت الشخصية التي اخترعتها، واستلهم منها في اللحظات التي تشعر فيها بتوتر أو تواجه تحدياً ما أو قراراً صعباً، ويمكنك أيضاً إضافة صورة لها على هاتفك الجوال، أو ارتداء قطعة ملابس تذكِّرك بها، ومع مرور الوقت قد تجد أنَّك أصبحت الشخصية التي ابتكرتها في مخيلتك؛ إذ تعد القدرة على ابتكار شخصية ومن ثمَّ محاكاتها، تقنية قوية جداً ويمكنك استخدامها لمصلحتك.

شاهد بالفديو: 7 طرق لإحداث تغيير مذهل في حياتك بشكلٍ فوري

2. مارس الهوايات التي تمارسها شخصيتك البديلة:

أحياناً يكون من الصعب إعادة تكوين شخصيتك عندما تشعر بالعجز، والطريقة الوحيدة للتخلُّص من هذا الشعور هي من خلال تغيير شغفك وأفكارك وأسلوب حياتك، فبعد أن تذكَّرت الشخصيات التي تُلهمك، أو ابتكرت الشخصية باستخدام مخيِّلتك، يتبقَّى عليك أن تحدِّد الهوايات التي تمارسها هذه الشخصية.

لذلك اسأل نفسك هذه الأسئلة:

  • ما هي الكتب التي تقرأها الشخصية التي تستلهم منها؟
  • ما هي هوايات هذه الشخصية؟
  • مع من تقضي هذه الشخصية وقت فراغها؟

عندما تجيب عن هذه الأسئلة قد ترى أنَّ هناك تطابقاً بين هذه الإجابات وما تفعله أنت في الواقع؛ لذلك يجب ألا تكرِّر نفس الهوايات التي تفعلها، بل اختر هوايات لم تجرِّبها من قبل أبداً، هناك مقولة للكاتبة والروائية الأمريكية "جويس كارول أوتس" (Joyce Carol Oates): "القاعدة الوحيدة التي يجب مراعاتها في العروض الفنية والكتابات الأدبية هي ألا تصيب الجمهور بالملل".

فيمكنك إسقاط هذه المقولة على حياتك؛ بمعنى أن تحاول ابتكار شيء جديد في كل مرة تشعر فيها بالملل، فبدلاً من قضاء وقت الفراغ في مشاهدة التلفاز، لِمَ لا تحاول اكتشاف شيء جديد في شخصيتك؟

3. حدِّد أهم الأهداف لديك:

لديك القدرة لتصبح الشخصية التي طالما حلمت بها، وهذا يعني تحقيق أهم أهدافك؛ لذا ابدأ بكتابة قائمة بأهم 20 هدفاً لديك، ثمَّ ركِّز على ما يتراوح بين 3 إلى 5 أهم أهداف في القائمة.

السرُّ في هذا العدد القليل، هو أنَّه عندما يحاول الشخص تحقيق الكثير فغالباً لن يحقق شيئاً؛ لذلك من الأفضل أن تركِّز على القليل من الأهداف فقط، فهذه الأهداف التي حدَّدتها هي أهدافك الرئيسة، ويجب عليك تحقيقها بصرف النظر عن أي شيء.

إذا كنت تشعر بصعوبة في تذكُّر أهدافك فاكتبها على ورقة والصقها على المرآة واقرأها قبل الذهاب إلى النوم كل يوم، وبعد أن حدَّدت أهم أهدافك يجب أن تجهِّز نفسك لتحقيق النجاح من خلال إعداد نظام حياتك بالطريقة الصحيحة.

4. اقضِ بعض الوقت وحدك:

إذا كنت تشعر بشيء من الوحدة وكان الأمر مزعجاً لك، فيجب أن تعالج هذه المشكلة، لكن إذا لم يكن لديك مشكلة مع الشعور بالوحدة فربما من المفيد أن تعلم أنَّ هناك فوائد عدة مثبتة علمياً للعزلة.

لكن هناك فرق بين الشعور بالوحدة والعزلة، فعندما تشعر بالوحدة فغالباً ما يترافق ذلك مع مشاعر سلبية، مثل: الحزن وفقدان الشغف، وهذا ما يجب أن تتجنَّبه، في حين أنَّ العزلة هي الشعور الإيجابي بأنَّك على ما يرام عندما تكون وحدك.

تشير الدراسات إلى أنَّ العزلة يمكن أن تعزِّز شعورك بالحرية، والقدرة على الإبداع، والشعور بالحميمية، واكتشاف الذات، وليس مطلوباً منك أن تقضي وقتاً طويلاً وحدك، بل مجرد عشر دقائق يومياً كفيلة بجعلك تتعمَّق في نفسك، وتعرف ما تريد بالضبط.

خلال الوقت الذي تقضيه وحدك حاول التركيز على هذه الأسئلة:

  • لماذا تريد إعادة تشكيل شخصيتك؟
  • ما هي الخيارات والعادات التي يجب تجربتها وتبنيها؟
  • ما هي الخيارات والعادات التي يجب رفضها؟
  • هل سأستمر في نفس المسار عندما تصبح الأمور صعبة؟

عندما تقضي بعض الوقت وحدك ستتعجَّب بمقدار ما تشعر به من صفاء ووضوح ذهني؛ لذا حاول زيادة المدة التي تقضيها وحدك، لتحصل على مزيدٍ من الوضوح الفكري، وتبقى بعيداً عن الضوضاء الخارجية.

5. أعِد تكوين نفسك باحترافية:

هل تشعر بأي ممَّا يأتي:

  • لا تشعر بما يكفي من التحدي في حياتك المهنية.
  • لا تتقاضى أجراً مناسباً، أو تعمل فوق طاقتك، أو لا تحظى بما يكفي من التقدير.
  • لا تشعر بالشغف في عملك.

إذاً، ربما حان الوقت للتغيير، سواء كنت تبلغ من العمر 30 أو 40 أو 50 عاماً فإنَّك تستطيع تغيير مهنتك، ووَفقاً لاستطلاع أجراه موقع "إنديد" (Indeed) يبلغ متوسط العمر الذي يقوم فيه الشخص بتغيير وظيفته 39 عاماً.

حتى إذا لم تكن قد بلغت منتصف العمر، فإنَّ تغيير الوظيفة يمكن أن يساعدك على تحقيق الهدف الذي تسعى إليه؛ لذا:

  1. فكِّر بجدية في مسارك المهني، فإذا لم تكن قد قرَّرت فعلاً تغيير حياتك المهنية، فحاول التعرُّف إلى هذا الموضوع من خلال القراءة لتحصل على بعض الإلهام.
  2. أعِدَّ سيرتك الذاتية بطريقة تجعلها تُبهر أي مسؤول توظيف يطَّلع عليها.
  3. أعِدَّ ملفك الشخصي على موقع "لينكد إن" (LinkedIn) بطريقة موضوعية وبعيداً عن الزخرفة في الكلمات التي تعِّرف فيها عن نفسك.
  4. جهِّز نفسك جيداً، ركِّز على لغة جسدك بحيث تُظهر مدى احترافيتك، واسأل أفضل الأسئلة في مقابلات التوظيف، وأجب أفضل الإجابات عندما تتلقَّى سؤالاً.
  5. ابدأ التواصل سواء من خلال الحياة الواقعية أم عبر الإنترنت لتحصل على فرص أكبر في تغيير حياتك المهنية.

خلاصة القول: إنَّه من الطبيعي أن تشعر بالخوف عندما تقرر تغيير وظيفتك، لكن هناك فرص هائلة تنتظرك إذا تغلَّبت على مخاوفك.

6. انتقِ الملابس التي تساعدك على النجاح:

يمكن أن تؤدي الملابس التي ترتديها دوراً كبيراً في تحقيق النجاح؛ إذ يمكنك أن تُبرز نجاحك واحترافيتك من خلال ما ترتديه، ففي دراسة رائعة نُشرت في "مجلة علم النفس التجريبي" (Journal of Experimental Psychology)، درس الباحثون خلالها ذكوراً يرتدون بدلات رسمية أو سراويل لممارسة التمارين الرياضية أو لباسهم الاعتيادي، ثُمَّ طُلب منهم إجراء محادثات مع شخص آخر.

كانت النتيجة أنَّ الذكور الذين يرتدون ملابس تعكس احترافيتهم يستطيعون إجراء محادثات ناجحة أكثر من غيرهم، والذكور الذين يرتدون ملابس عادية تنخفض لديهم معدلات التستوستيرون؛ لذلك نحن لا نبالغ عندما نقول إنَّ ملابسك تنعكس حرفياً على مشاعرك؛ لذلك اختر ملابسك بحيث تلائم الشخص الذي تريد أن تكون عليه.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح لاختيار الملابس يقدمها خبراء الأزياء والموضة

7. حوِّل الظروف الصعبة إلى فرص:

كثيرون يشعرون أنَّهم مجبرون على القيام بأشياء لا يريدونها، سواء في العمل أم الحياة اليومية، فمثلا قد تجد أنَّك مضطر إلى:

  • اصطحاب الأطفال من المدرسة.
  • البقاء في المنزل دون تنقُّل.
  • العمل على مشروع لا ترغب فيه.

فإذا كان لديك نفس هذا الشعور، فأنت تحتاج إلى تطوير بعض مهارات التكيُّف، وهذا يعني تغيير الموقف أو الوضع بحيث يصبح مفيداً لك بما في ذلك أنشطتك الروتينية؛ إذ يمكنك الاستفادة من هذه الأنشطة لإنشاء المزيد من فرص النمو لديك:

  • إذا كان عليك اصطحاب الأطفال من المدرسة، فاغتنم هذه الفرصة لتكوين صداقات مع الآباء الآخرين، وقد يبدأ الأطفال الآخرون بتكوين صداقات مع أطفالك، الأمر الذي قد ينتهي بتشكيل نوادٍ ترفيهية يحضرها الآباء والأطفال.
  • إذا كان عليك البقاء في المنزل دون أن تكون قادراً على التنقُّل، فابدأ عملاً إضافياً عبر الإنترنت، ويمكنك استخدام هذا الدخل الإضافي في ملء صندوق التقاعد الخاص بك.
  • إذا كان عليك العمل على مشروع لا ترغب فيه، فاكتشف المهارات المطلوبة لإتقان هذا العمل، بحيث تصبح الأفضل في هذا المجال من بين كل زملائك، وتصبح شخصاً لا يمكن الاستغناء عنه.

فما نعنيه هو أنَّ إعادة تكوين شخصيتك لا تأتي فقط من إجراء تغييرات جذرية في حياتك، مثل مهنتك أو غير ذلك رغم أهمية ذلك، فبصرف النظر عن ظروفك أو ما تفعله، يمكنك إحداث تغيير كبير في الفرص المُتاحة لك.

إليك نصيحة عملية: ابحث عن شيء لا ترغب في القيام به، وفكِّر ما الذي يمكنك فعله لتغيير الظروف، أم هل هناك أجزاء من أنشطتك الروتينية يمكنك الاستفادة منها لإنشاء فرص؟ فإذا كنت قادراً على تغيير شيء واحد في روتينك، فستجد أنَّك تحقِّق تغييراً كبيراً مع مرور الوقت.

شاهد بالفديو: كيف تساعد نفسك في الظروف العصيبة؟

8. نظِّم هدفك:

نظام الهدف هو مخطَّط أو دفتر يوميات أو سجل من نوع آخر تقوم من خلاله بتتبُّع مقدار التقدُّم الذي تحققه نحو تحقيق هدفك أولاً بأول، ويتضمَّن مساحات للخطوات العملية، سواء كنت قد قمت بهذه الخطوات فعلاً، أم أنَّك تفكِّر فيها فحسب، فتنظيم أهدافك أمر هام، وأمر ضروري أيضاً، وذلك لأنَّ أنظمة الهدف هي بوصلة حياتك.
إليك هذا المثال لتوضيح المقصود: تخيَّل أنَّك قبطان سفينة، وهدفك هو الوصول إلى الجزيرة التالية، ونظام حياتك هو البوصلة التي تساعدك على الوصول إلى هناك، ستواجه عواصف رعدية وأمواج كبيرة ومصاعب أخرى على طول الرحلة، لكن في النهاية ستصل إلى هناك، لأنَّك تعرف الاتجاه الذي ستسلكه.

تخيَّل نفس السيناريو، لكن دون بوصلة، ستكون النتيجة حتماً أنَّك ستتوه، حتى لو ابتعدت بمقدار درجة واحدة عن هدفك، فلن تصل إلى الجزيرة؛ لذا يمكنك استخدام دفتر الملاحظات لإعداد نظام الهدف الخاص بك، أو يمكنك استخدام مخطَّط تفصيلي، وتطبيقات لإدارة المهام مثل، "نوشن" (Notion)، و"إيفرنوت" (Evernote) وغيرها.

يمكن أن تكون أنظمة الهدف معقدة أو يسيرة، فإذا كنت تبدأ لأول مرة بإعدادها فننصح بأن تعدَّ الأساسيات في البداية، ومن ثمَّ الإضافة إليها لاحقاً.

وإليك كيفية البدء باستخدام تطبيق "نوشن":

  1. أنشئ حساباً على الموقع، وهو مجاني.
  2. ابدأ بنموذج ويمكنك البحث في "غوغل" "Google"، عن نموذج نوشن لتنظيم الحياة، أو نموذج نوشن لتنظيم الهدف، ويُفضَّل الخيار الثاني.
  3. انقر فوق زر "إنشاء نسخة" (Duplicate) في أعلى اليمين لإضافة النموذج إلى الواجهة الأساسية لحسابك.
  4. ابدأ بملء الجدول، أضف أهدافك، أهدافك الشهرية والمهام اليومية إلى المخطط الأسبوعي للمساعدة على تحقيق الأهداف.

بعد الانتهاء من إعداد نظام الهدف الخاص بك، تكون جاهزاً لإعادة تكوين شخصيتك، فالتزم بنظام الهدف الخاص بك، وتتبَّع مهامك القابلة للتنفيذ، وتذكَّر أنَّ كل إجراء يجعلك تقترب خطوة إضافية من تحقيق أهدافك الرئيسة.

إقرأ أيضاً: أهمية وضوح الهدف وطرق الوصول إليه

9. لا تتوقف عن تجديد شخصيتك أبداً:

هذه العملية لا تنتهي، وتذكَّر أيَّاً كانت المرحلة التي أنت فيها الآن، فإنَّ الحياة تقتصر على إعادة تشكيل شخصيتك، لأنَّك في كل مرحلة ستواجه صعوبات وعقبات، لكن كلما زادت قدرة تحملك لهذه المصاعب الآن، ستكون قادراً على تحمُّل مصاعب المستقبل.

فكِّر في الفرص التي تجعلك تواجه الصعوبات وتتعلَّم منها، وحاول مواجهة الصعوبات وجهاً لوجه، واختبر قدرتك على التحُّمل، ويمكنك تعزيز مرونتك من خلال عدة تحديات مثل:

  • الصحة: تحدَّى نفسك من خلال الركض لمسافة نصف ماراثون، أو تغيير عادات تناول الطعام لديك لتكون عادات صحية أكثر.
  • المال: تعرَّف إلى كيفية طلب تمويل أو حل المشكلات كرائد أعمال.
  • التفكير: تحكَّم بأفكارك من خلال الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال تعلُّم المزيد عن شخصيتك.

10. حافظ على الصداقات المثمرة وكوِّن المزيد منها:

وجدت دراسة أجرتها "جامعة جورجيا" (University of Georgia) أنَّ الأشخاص الذين يعيدون تشكيل شخصياتهم غالباً ما يصبحون أشخاصاً غير سعداء، السبب هو أنَّه عندما يكتسب الناس شخصيات جديدة، فإنَّهم يميلون إلى إنهاء صداقاتهم الحالية، لكن إذا كان في إمكانك الاحتفاظ بأصدقائك، أو حتى تكوين صداقات جديدة، فإنَّك ستكون على الأرجح شخصاً سعيداً رغم التغيير.

كجزء من خطة إعادة تشكيل شخصيتك، فكِّر في الأشخاص الذين تقضي وقتاً معهم واسأل نفسك:

  • هل يدعمني الأشخاص الذين أقضي معهم وقتي؟
  • هل يحفِّزني الأشخاص الذين أقضي معهم وقتي؟
  • هل يمنحني الأشخاص الذين أقضي معهم وقتي شعوراً بالحرية أم أنَّهم يزيدون من قوة القيود التي أشعر بها؟

الهدف من الإجابة عن هذه الأسئلة أن تتأكَّد من أنَّك تقضي وقتك مع أشخاص يدعمون إعادة تشكيل شخصيتك لتحقيق النجاح.

المصدر




مقالات مرتبطة