10 دروس تعلمك إياها أفلام الأنيميشن

تعلِّم أفلام الأنيميشن القيَم، وتقدِّم أيضاً دروساً هامة لروَّاد الأعمال، ولطالما تميَّزت كلٌّ من أفلام شركتي الرسوم المتحركة ديزني (Disney) وبيكسار (Pixar) بعرضهما شخصيات محبَّبة تحارب الشر باستمرار، ناهيك عن تقديمهما العديد من الدروس التي يمكن لأيِّ رائد أعمال تعلُّمها ليكون النجاح حليفه.



سنستعرض لكم في مقالنا هذا 10 دروس مستقاة من أفلام الأنيميشن الكلاسيكية والحديثة أيضاً:

1. مخيِّلة "بيتر بان" (Peter Pan):

صدر هذا الفيلم عام 1953 لمؤلفه الكاتب الاسكتلندي جيمس ماثيو باري (James Matthew Barrie)، وتدور القصة حول شاب يُدعى "بيتر بان" (Peter Pan) يرفض أن يكبر في العمر ويدل الأطفال الضائعين على الطريق في مكان رائع يسمى نيفرلاند (Neverland).

يتعرف بان (Pan) إلى فتاة صغيرة تُدعى ويندي (Wendy) يرافقها إخوتها الصبية، ويقنعهم أنَّهم إن أرادوا التحليق فما عليهم سوى تخيُّل الأمر، وبفضل قوة أفكارهم، يتمكنون من العيش في نيفرلاند (Neverland) حيث يخوضون مغامرات رائعة.

وهكذا أطلق الفيلم عبارة "إذا كان في إمكانك تخيُّل الأمر، سيكون في إمكانك فِعله"، ليصبح شعار العديد من روَّاد الأعمال ورجال الأعمال المعروفين مثل الشريك المؤسِّس لشركة آبل (Apple) ستيف جوبز (Steve Jobs).

الخيال هو الركيزة التي يستند إليها الشخص المبتكِر، فيتحول من شخص يأتي بفكرة جيدة ويعرف كيف يحولها إلى صاحب شركة ناجحة، وتعاليم "بيتر بان" (Peter Pan) هي بالضبط ما يلي: الثقة بالقدرة على تحقيق الأحلام هي التي تحققها؛ لذا لا تخف من التفكير بصورة مختلفة.

2. "روبن هود" (Robin Hood) وتحمُّل المسؤولية الاجتماعية:

ظهر هذا الفيلم عام 1973 ويحكي قصة بطل من العصور الوسطى، وفي نسخة ديزني يكون "روبن هود" ثعلباً يسرق الأثرياء ليعطي الفقراء، الشاب الإنجليزي خبير في استخدام القوس والنشاب ويستخدم مهارته لنشر الخير.

على الرغم من أنَّ "روبن هود" (Robin Hood) هو في الواقع شخص خارج عن القانون ومخالف للقواعد، إلا أنَّ هذه الشخصية تجسد بطلاً لا يسرق لنفسه؛ ولكن للأشخاص الذين يرزحون تحت نير الظلم والاستغلال، وفي مجتمعنا الحالي، لا يزال التفاوت الاقتصادي أحد أكبر المشكلات؛ لذا يمكن لرجل الأعمال الذي يتمتع بمهارات وصفات محدَّدة أن يوفر الرفاهية للمجتمع والعالم بأكمله، وهذا هو جوهر المسؤولية الاجتماعية والبيئية: توظيف الطاقات لجعل هذا العالم أفضل.

شاهد بالفيديو: كيف تصبح رائد أعمال؟

3. "توي ستوري" (Toy Story) والعمل الجماعي:

يُعدُّ هذا الفيلم الرائد الذي استُخدمت فيه التكنولوجيا الرقمية بأكمله؛ أول فيلم روائي طويل لشركة "بيكسار" (Pixar)، وأهم شيء في حكايته التي تمتد إلى ثلاثة أجزاء، الصداقة بين الألعاب وآندي (Andy) الطفل صاحب هذه الألعاب، وتجتمع الشخصيات ولا تستسلم أبداً.

في الجزء الثالث - الحائز على جائزة أوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة - تتعزز هذه الصلة عندما تحاول جميع الألعاب الهروب من الحضانة الرهيبة؛ حيث تتطلب خطة الهروب التي يقودها وودي (woody) الذي يلعب دور الدمية البطل الاستفادة من مهارات أعضاء الفريق لتنجح، وفي النهاية، بفضل موهبة كل لعبة، يهربون بعيداً ويلتقون بـ "آندي" (Andy).

في أية شركة، يُعدُّ العمل الجماعي أمراً ضرورياً لتحقيق الأهداف؛ حيث يتمتع كل موظف لديك ببعض القدرات أو المواهب الضرورية للشركة، وليس الدرس المستقى من (Toy Story) أنَّ القوة البشرية هي سر النجاح وحسب؛ بل أهمية أن تضع هدفاً مشتركاً مع أعضاء الفريق بصفتك قائدهم وتوضحه توضيحاً فعالاً أيضاً؛ حيث يمكن أن يجلب لك الإصغاء إلى المتعاونين معك فوائد وحلولاً رائعة للمشكلات، وهذا أيضاً جزء من دورك كقائد.

4. "ليون كينغ" (The Lion King) والقيادة:

صدر هذا الفيلم المقتبَس من مسرحية هاملت والذي يُعدُّ أحد نجاحات ديزني (Disney) العظيمة في عام 1994، ويحكي قصة مواجهة الشبل الصغير سيمبا (Simba) مصيره كخليفة لأبيه موفاسا (Mufasa) ملك الغابة العظيم بعد وفاته؛ لكنَّه لا يكون مستعداً لهذا المنصب؛ لذا يختفي لبعض الوقت في الغابة حيث يلتقي تيمون (Timon) وبومبا (Pumbaa)، بينما يستحوذ عمه والضباع الخبيثة على السلطة، وعندما يكتشف أنَّ شعب المملكة يتضور جوعاً، يعود سيمبا (Simba) للقيادة ويعيد الرفاهية إلى رعاياه.

القيادة صفةٌ مكتسبةٌ وليست موروثة، وهذا أحد تعاليم الأسد الملك، ويركز الفيلم على فكرة المهارات التي يجب أن يتمتع بها كل شخص أو يطورِّها ليكون قائداً حقيقياً وهي: اتخاذ القرار ومعرفة شعبيته وسلطته، وفَهم هذه الصفة على أنَّها احترام لإنجازاته والتحلي بالثقة، فلا يولد الجميع قادة؛ لكنَّ الحياة والتجارب وحتى الأزمات هي أفضل المعلمين؛ لذا عليك فقط الإيمان بنفسك وبقدرتك على قيادة الآخرين على درب النجاح.

5. "علاء الدين" (Aladdin) والصورة الصادقة عن النفس:

هذا الفيلم الذي عُرض في عام 1992 مقتَبس من إحدى أشهر القصص في كتاب "ألف ليلة وليلة"؛ حيث يروي الفيلم قصة لص صغير يجد مصباحاً سحرياً يخرج منه جني يمنحه ثلاث أمنيات، فيطلب "علاء الدين" أولاً أن يصبح أميراً ثرياً للظفر بالأميرة ياسمين، وعلى الرغم من استقبال أهل مدينة "أغربة" ل"علاء الدين" عندما يدخلها في موكب مهيب كما لو أنَّه من المشاهير، لم تبدِ ياسمين اهتماماً به وفضَّلت عليه المتسول.

نتعلم في هذا الفيلم درساً مفيداً وهو تأثير الصورة، والأهم من ذلك أن نتصرف دائماً على سجيتنا، وفي عالم الأعمال، تُعدُّ الانطباعات الأولى هامة، خاصة عندما يتعلق الأمر بإيجاد شركاء ومستثمرين؛ لذا من الهام حقاً أن نمتلك صورة احترافية، بدءاً من اختيار الملابس المناسبة إلى أمور مثل اللغة والسلوكات غير اللفظية كالالتزام بالمواعيد.

ومع ذلك، فإنَّ الصورة ليست الأهم؛ وإنَّما الشخصية الفريدة والقدرات الجبارة هما من يلعبان دوراً في تفوُّق الشخص في أيِّ مجال، والرمزية في قصة "علاء الدين" أنَّ تقمُّص شخصية مختلفة عن شخصيتك يعرِّضك للإخفاق والرفض.

إقرأ أيضاً: 31 درساً ثميناً يقدمها رواد أعمال ناجحون للشركات الناشئة

6. "هرقل" (Hercules) والتضحية:

يروي هذا الفيلم الذي هو من إنتاج ديزني الثامن والثلاثين قصة الأسطورة اليونانية "هرقل" (Hercules)، و"هرقل" (Hercules) ابن كبير الآلهة زيوس (Zeus) الذي وُلد بقوى خارقة، ولكونه مجرد طفل، اختطفه شقيق زيوس (Zeus) ملك العالم السفلي هاديس (Hades)، الذي لطالما حاول اغتيال شقيقه، وعلى الرغم من عدم قدرته على قتله، يصبح "هرقل" (Hercules) فانياً ويُطرَد من أوليمبوس، وللعودة إلى الوطن، يجب أن يثبت أنَّه بطل مقدام.

يمتلك "هرقل" قوة خارقة تسمح له بهزيمة كل مخلوق أسطوري ويَعدُّه الناس بطلاً؛ لكن يعرف والده أنَّه يفتقر إلى أهم شيء وهو التضحية؛ لذا لا يرحَّب ب"هرقل" (Hercules) في أوليمبوس إلا عندما يقرر بذل حياته من أجل زوجته الأميرة ميج (Meg)؛ يعطينا هذا الفيلم درساً بأنَّ نجاح رائد الأعمال لا يكمن في الإنجازات أو الأرباح التي يحققها؛ ولكن في مقدار استعداده للتضحية لتحقيق حلمه، أي ما يستطيع أن يفعله لموظفيه حتى يعدُّوه قائداً.

7. "السيف العجيب" (The Sword in the Stone) والتعلُّم:

كان هذا آخر فيلم روائي طويل أنتجه والت ديزني (Walt Disney) عام 1963، وتدور الحبكة حول أسطورة فتى يافع يُدعى غريلو (Grillo)، يصبح ملكاً على إنكلترا بعد أن يسحب السيف من الحجر، وبمساعدة الساحر ميرلين (Merlin)، يتعلَّم جميع الأمور التي تتمحور حولها قيادة الدولة حتى لو لجأ إلى التحول إلى حيوانات مثل السناجب والأسماك، وينتهي بتتويجه ملكاً باسمِ آرثر (Arthur).

يعطينا هذا الفيلم درساً في تعلُّم القيادة؛ حيث يحصل غريلو (Grillo) على المينتورينيغ من أكثر الشخصيات الحكيمة آنذاك وهو الساحر ميرلين (Merlin) الذي يدلُّه على أساسيات الحكم وصعوباته، ويعلِّمه أنَّ فَهم قواعد القيادة يتطلب منه معرفة حدسه واتِّباعه، وتنمية أفضل المواهب والعمل بنصائح المنتورز الحكيمين، والمواظبة على التعلُّم، والتدرب على تعزيز عمله والارتقاء به؛ لذا عليك كرائد أعمال وقائد معرفة كيفية تعزيز مهاراتك وتفويض المسؤوليات للآخرين.

8. "البحث عن نيمو" (Finding Nemo) والمثابرة:

يُعدُّ فيلم الرسوم المتحركة هذا أحد أشهر أفلام شركة "بيكسار" (Pixar) للأنيميشن، وتحكي أحداثه قصة سمكة صغيرة ذات زعنفة قصيرة يُدعى نيمو (Nemo)، فيجوب والده المهيب الذي يُدعى مارلين (Marlin) المحيط بحثاً عنه، ويتعرض في أثناء رحلة بحثه لمخاطر جمة ويتعرف إلى أصدقاء أوفياء ويضمر له الأعداء الشر، وفي النهاية يتمكن مارلين (Marlin) من العثور على نيمو (Marlin) الذي كان حبيس حوض للأسماك في عيادة للأسنان.

نتعلم من هذا الفيلم عبرة واضحة مفادها أنَّ من جدَّ وجد، ومن يسعى إلى تحقيق أهدافه دون كلل، متجاوزاً كل الإخفاقات أو خيبات الأمل التي تصادفه على طول الطريق، هو الوحيد الذي سيُكتب له النجاح؛ لذا لا تستسلم أبداً، واعلم أنَّ ما بعد الضيق إلا الفرج، فمثلاً إن حلمت بإنشاء مشروعك الخاص فيستحقق هذا الحلم بمثابرتك حتى ولو طال انتظارك.

9. "أليس في بلاد العجائب" (Alice in Wonderland) والإبداع:

يستند هذا الفيلم إلى الرواية الشهيرة للكاتبة لويس كارول (Lewis Carroll)، يجمع هذا الفيلم الذي صدر عام 1951 مزيجاً من الشخصيات الغريبة والمواقف غير العادية والأفكار الرائعة، فعندما تسقط أليس (Alice) في الحفرة، تتعرف إلى عالم مختلف تماماً وغريب كما الأحلام.

الإبداع والأصالة في هذا الفيلم هما العنصران اللذان جعلاه يستحق المتابعة، فلم يساعد الإبداع أليس (Alice) على الابتكار فحسب؛ إنَّما ساعدها على حل المشكلات التي صادفتها أيضاً، وهذا هو الدرس الذي تعلمَته أليس (Alice) خلال رحلتها في أرض العجائب؛ ولهذا السبب عليك أن تجعل الإبداع عنصراً أساسياً لتقوم عليه شركتك، مما يعزز من قدرتك التنافسية؛ لذا انسَ المخططات السابقة وتجرأ على استكشاف طرائق جديدة للتفكير ورؤية الأشياء، وعندها فقط ستصل إلى مبتغاك.

إقرأ أيضاً: صفات رائد الأعمال الناجح، وأهم النصائح لرواد الأعمال المُبتدئين

10. "شركة الوحوش" (Monsters Inc) والتكيف مع التغيير:

يدور هذا الفيلم الذي أنتجته شركة "بيكسار" (Pixar) في عام 2001 حول وحشين يعملان في مصنع مخصص لإخافة الأطفال ويحصلان من خلال صراخهم على الطاقة لإضاءة مدينتهما، لكن تتأثر طريقة عملهما عندما يقابلان بوو (Boo) الفتاة الصغيرة التي تسللت إلى عالمهما، فيكون عليهما الاعتناء بها، وبوو (Boo) -مثل غيرها من الأطفال- لم تَعُد تخيفها الوحوش.

عندما اكتشف الوحشان سولي (Sully) ومايك (Mike) أنَّهما لم يعودا قادرين على إخافة الأطفال بصراخهما، تتعرض الشركة والمدينة بأكملها للتهديد، ليكتشفا لاحقاً أنَّ هناك شيئاً أقوى من الصراخ وهو الضحك.

لا شك أنَّ مهارات الابتكار والمرونة هي اللَّبِنات التي تُبنى عليها الأعمال التجارية؛ حيث يواجهون في "شركة الوحوش" سوقاً قد تغيرت متطلباتها فيُحتَّم عليهما إيجاد صيغة أخرى لجذب انتباهها، وعندما يفعلون ذلك، يجدون حلاً للمشكلة، ويجدون ممارسة أكثر فاعلية وأقل كلفة أيضاً، فنستنتج من ذلك أنَّ على القائد أن يتكيف مع التغييرات، وأن يفهم أنَّه يمكن إنجاز كل شيء على أتم وجه.

 

المصدر




مقالات مرتبطة