10 أمور يقوم بها الأشخاص الاجتماعيون على نحو مختلف

يوجد أشخاص اجتماعيون بالفطرة، وهذا أمر صحيح تماماً؛ إذ تتحدد شخصياتنا وفقاً للمورثات التي نُولَد بها، ولكن قد نكتسب الكثير من السلوكات الاجتماعية من خلال التعلُّم؛ ويعني هذا أنَّنا نستطيع تعلُّم سلوكات جديدة دوماً، وأنَّ الأوان لم يفت بعد على ذلك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة "كارول مورغان" (Carol Morgan)، والتي تحدِّثنا فيه عن الطرائق والأساليب التي يمكن اتباعها لنكون أشخاصاً اجتماعيين نحظى بحب وتقدير جميع من حولنا.

لذا سنقدم لكم في هذا المقال 10 أمور يفعلها الأشخاص الاجتماعيون على نحو مختلف، سواء كانوا اجتماعيين بالفطرة أم بالتعلم:

1. يصغون جيداً إلى حديث الآخرين:

أُدرِّس مهارات التواصل لأكسب لقمة عيشي، ومن الأمور التي أؤكد عليها باستمرار هي أنَّ السمع (Hearing) والإصغاء (Listening) أمران مختلفان تماماً؛ فالسمع عملية فيزيولوجية تستقبل فيها الأذن الترددات الصوتية وتحوِّلها إلى سيالات عصبية تُمكِّننا من التعرف على الأصوات المختلفة، في حين أنَّ الإصغاء عملية نشطة ندعوها غالباً "الإصغاء الفعال (active listening)"، وهو أمر يتطلَّب انتباهاً كثيراً؛ حيث يجب عليك أن تولي اهتماماً وتركيزاً كبيرين لحديث الشخص الآخر، وأن تعيد صياغة الموضوع وتطرح الأسئلة وتتذكر المعلومات أيضاً.

ومع ذلك، يعني كونك مصغياً جيداً ما هو أكثر بكثير من مجرد تذكُّر ما قاله شخص ما، حيث يعدُّ الإصغاء أداة هامة جداً للتواصل وبناء العلاقات الاجتماعية، ويعرف الأشخاص الاجتماعيون ذلك تمام المعرفة؛ إذ يعطي هذا الشخص الآخر رسالة تخبره إن كنت مهتماً فعلاً بحديثه أم لا.

2. يستخدمون التغذية الراجعة اللفظية:

يعطي الأشخاص الاجتماعيون إشارات لفظية للتعبير عن إصغائهم وتركيزهم على حديث محاورهم، فيصدرون همهمات (للتعبير عن موافقتهم)، أو يقولون عبارات مثل "هذا مثير للاهتمام حقاً" أو "مذهل"؛ حيث تُظهِر مثل هذه الكلمات الإيجابية للآخرين أنَّهم محل اهتمام بالتأكيد، ومن شأن هذا أن يُشعِرهم بأهميتهم.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لتقديم تغذية راجعة بنَّاءة ومؤثرة

3. يظهرون التعاطف:

يخلط الكثيرون بين التعاطف والشفقة؛ فالشفقة هي الشعور بالأسف تجاه شخص آخر، في حين أنَّ التعاطف هو "وضع نفسك مكان شخص آخر" ومحاولة التفكير من وجهة نظر تتماشى مع تجربته؛ فعندما لا يبدي الشخص التعاطف مع الآخرين، لا يُشعِرهم بالرضا؛ بينما يُظهِر الأشخاص المتعاطفون للغاية اهتماماً حقيقياً بجميع من حولهم.

شاهد بالفديو: 8 نصائح لإظهار التعاطف ومراعاة الآخرين

4. يطرحون الأسئلة ويشجعون الآخرين على التفاعل:

يُوجَّه إلينا أحياناً سؤال عن أحوالنا عند عودتنا إلى المنزل من العمل أو الجامعة، وتكون إجابتنا غالباً "على ما يرام"، ليرد الشخص الآخر: "رائع"، ويواصل عمله؛ ممَّا لا يُشعِرنا أنَّه مهتم بما يكفي ليسألنا المزيد؛ ذلك لأنَّ الجميع يحبون أن يسألهم الأشخاص من حولهم عن حياتهم وعملهم وإلى ما هنالك.

5. يستخدمون لغة جسدهم للتعبير عن اهتمامهم بحديث الآخرين:

لن يصدق الأشخاص اهتمام المستمع الحقيقي إذا لم يُظهِر أنَّه مهتم حقاً، حتى وإن استخدم التعليقات اللفظية وطرح العديد من الأسئلة؛ حيث يمثل التواصل غير اللفظي نحو 90٪ من معنى الرسالة التي تصل إلى محاورك؛ لذلك، احرص على أن تكون إيجابياً، وتتواصل بصرياً، وتميل رأسك (علامة على التعاطف)، وتقلل من الانتباه إلى مصادر التشتيت والإلهاء كالهاتف مثلاً.

شاهد بالفديو: 7 نصائح في لغة الجسد تجعلك تمتلك جاذبية لا تقاوم

6. يتذكرون أشياء عن الآخرين من حولهم:

كان والدي طبيب أسنان ناجحاً جداً، ويعود سبب نجاحه إلى أمرين اثنين: الأول: مهارته في طب الأسنان، والثاني: محبة الناس له لكونه قريباً منهم، حيث كان يخصص وقتاً للتحدث معهم عن حياتهم الشخصية، ويسألهم مثلاً: "كيف حال طفلكم الصغير في المدرسة؟" أو "كيف كانت إجازتك؟"؛ أي كان يتذكر تفاصيل حياة مرضاه؛ ولأنَّه فعل ذلك، فقد أحبوه واستمروا في التردد إلى عيادته.

7. يستخدمون اسمك عندما يتحدثون إليك:

إنَّ الاعتراف المباشر بالأشخاص يُشعِرهم بأنَّهم بشر حقيقيون، ويعرف أي شخص عمل نادلاً في مطعم هذا الأمر حق المعرفة؛ إذ يوجد فرق كبير بين مَن يقول "آنسة، هل يمكنني الحصول على فنجان آخر من القهوة؟" و"المعذرة يا كارين (Karen)، هل يمكنك منحي الفاتورة من فضلك؟ شكراً جزيلاً"؛ حيث يمكن لاستخدام أسماء الأشخاص أن يجعلهم يعتقدون أنَّهم مميزون بالنسبة إلى مُحدِّثهم.

8. يستخدمون اللمس للتعبير عن مدى اهتمامهم:

يمكن أن ينقل اللمس أشياء كثيرة، ولعلَّ أهمها الاهتمام والترابط.

قد لا يشعر الجميع بالراحة لهذه الطريقة من التعبير، وهو أمرٌ يجب أن تأخذه في الحسبان؛ ولكنَّ لمسة صغيرة وجيزة على الذراع أو الكتف كافية لتقول "أنا إلى جانبك"؛ ويستخدم الأشخاص الاجتماعيون هذه التقنية، وعادة ما ينجح هذا الأمر.

9. يبتسمون ويضحكون ويتحدثون عن أمور إيجابية:

لا يحب أحد التواجد في المكان نفسه مع شخصٍ لا ينفك ينقل أخباراً سيئة وينشر مشاعر سلبية إلى من هم حوله، ممَّا يؤدي إلى إحباطهم وانخفاض مزاجهم؛ فعندما يشتكي شخص معين بصورة دائمة أو يمنحنا "طاقة سلبية"، غالباً ما نحاول تجنبه والابتعاد عنه؛ في حين يجد الأشخاص الاجتماعيون الفكاهة في الحياة، فيكونون سعيدين على الدوام، أو يعطون انطباعاً بذلك على الأقل؛ كما ويتحدثون عن الأشياء الجيدة التي تحدث في حياتهم، فيحافظون بذلك على السعادة والطاقة الإيجابية ويبثونها إلى من حولهم.

إقرأ أيضاً: 9 فوائد صحية للضحك ستجعلك دائم الابتسامة

10. يُشعِرون جميع من حولهم بالرضا:

يشعر الجميع بالرضا عن الأشخاص الاجتماعيين نظراً إلى أنَّهم سعيدون وينشرون السعادة حولهم؛ فهم ينشرون الطاقة الإيجابية ويجذبون الناس إليهم كالمغناطيس تماماً.

إنَّ هذا النوع من الطاقة جذَّاب للغاية؛ فكلما شعر الناس بالرضا أكثر، ازدادت رغبتهم في أن يكونوا إلى جانب هؤلاء الأشخاص، حتى يتحول الأمر إلى ما يشبه الإدمان عليهم.

الأمر في الواقع بسيط جداً؛ لذلك إذا كنت تعرف شخصاً يحتاج إلى تحسين مهاراته في التواصل مع الآخرين، فحاول مشاركة بعض هذه الاقتراحات معه.

 

المصدر




مقالات مرتبطة