10 عادات يومية قد تحول دون شعورك بالرضى
1. تصفُّح الإنترنت بلا هدف
نحن جميعاً مذنبون بذلك، نتصفَّح وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار دون أن يكون لدينا أي هدف حقيقي، فلا تستهلك هذه العادة وقتاً طويلاً فحسب؛ بل يمكن أن تؤدي أيضاً إلى الشعور بعدم الرضى، وذلك لأنَّنا غالباً ما نقارن حياتنا بتلك التي نراها على الإنترنت، تجعلنا هذه المقارنة نشعر بالدونية وعدم الرضى.
إضافةً إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أنَّ قضاء وقت طويل على وسائل التواصل الاجتماعي، يؤدي إلى القلق والاكتئاب، وإنَّها عادة تمنحنا متعة مؤقَّتة ولكن لا فائدة منها على الأمد الطويل، لذلك، علينا تنظيم وقت استخدامنا للإنترنت، فبدلاً من التصفُّح إلى ما لا نهاية، يجب تخصيص أوقات محددة لوسائل التواصل الاجتماعي والتزامها.
استخدِم بقية وقتك للمشاركة في النشاطات التي تحقِّقُ لك الرضى الحقيقي، مثل قراءة كتاب، أو تعلم مهارة جديدة، أو قضاء وقت ممتع مع أحبائك، واعلَمْ أنَّ الوقت الذي تقضيه في التصفح هو وقت يمكنك استثماره في تحسين حياتك، وقرِّر اليوم الإقلاع عن التصفح غير الهادف، هذا ليس بالأمر السهل، لكنَّه يستحق أن تبذل جهدك لأجله.
2. إهمال الرعاية الذاتية
إنَّ إهمال الرعاية الذاتية غالباً ما يؤدي إلى الشعور بعدم الرضى، فالعمل ساعات طويلة دون راحة كافية، وتجاهل الاحتياجات الأساسية للجسم والعقل، قد يبدو كأنَّه طريق إلى النجاح، إلَّا أنَّه في الواقع يؤدي إلى الإرهاق والاستنزاف، فقد يعتقد بعضهم أنَّ الإنجازات الكبيرة هي الحل، لكنَّ الحقيقة هي أنَّ الرعاية الذاتية هي الأساس لتحقيق التوازن والسعادة.
3. العيش في المستقبل
ثمة مقولة تقول: "الأمس ماض، والغد مجهول، واليوم نعمة"، ويلخِّص هذا الاقتباس أهمية العيش في الوقت الحاضر، وقد أشار الباحثون إلى أنَّ الأشخاص الذين يعيشون في الحاضر يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة ورضى، فعندما نركِّز أكثر من اللازم على المستقبل والتخطيط والقلق والتوقع، فإنَّنا غالباً ما نفقد متعة وجمال اللحظة الحالية، والآن، هذا لا يعني أنَّه لا ينبغي لنا أن نخطط للمستقبل، فمن الهام أن تكون لديك أهداف وتطلعات، ولكن من الهام بالقدر نفسه الاستمتاع بالرحلة نحو تلك الأهداف، بدلاً من التركيز على الوجهة فقط.
4. تجنُّب الانزعاج
من الطبيعي أن نتجنب أي شيء يجعلنا نشعر بعدم الارتياح، ولكن هل تعلم أنَّ هذه العادة قد تمنعك من الشعور بالرضى؟ غالباً ما يكون المكان خارج منطقة راحتنا هو المكان الذي يحدث فيه النمو، وإنَّه المكان الذي نتعلم فيه مهارات جديدة، ونكتسب خبرات جديدة، ونكتشف أجزاء من أنفسنا لم نكن نعلم بوجودها، فتجنُّب الانزعاج يعني تجنُّب التحديات ودون تحديات، لا يوجد مجال للنمو أو التحسين، لذا، إذا كنت تشعر بالعجز أو عدم الرضى، فربما حان الوقت لقبول عدم الارتياح، فابدأ بخطوات صغيرة؛ افعل شيئاً كنت تتجنبه لأنَّه يخيفك أو لا يريحك، وسوف تُفاجأ بمدى قوتك.
شاهد بالفيديو: 7 خطوات لبلوغ الرضا عن الذات
5. السلبية المستمرة
مررنا جميعاً بأيام سيئة، لكن إذا وجدت نفسك تفكِّر باستمرار في الجوانب السلبية من حياتك، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة النظر في هذه العادة، فقد تصبح السلبية نبوءة تحقِّق ذاتها، فإذا كنت تخبر نفسك باستمرار أنَّك غير جيِّد بما فيه الكفاية أو أنَّك لن تحقِّق أحلامك أبداً، فسوف تبدأ في تصديق ذلك، وهذا يمكن أن يؤدي إلى حلقة مفرغة من السلبية وعدم الرضى.
بدلاً من ذلك، حاوِلْ أن تكتسب عادة تفكير إيجابي، فهذا لا يعني تجاهُل الأشياء السيئة في الحياة؛ بل اختيار التركيز على الأشياء الجيِّدة، واحتفِ بإنجازاتك مهما كانت صغيرة، وكن ممتنَّاً لما تملكه، وأحِطْ نفسك بالمؤثرات الإيجابية، واعلَمْ أنَّ أفكارك لها تأثير كبير في عواطفك وأفعالك، فمن خلال تبنِّي عقلية أكثر إيجابية، يمكنك تعزيز مشاعر الرضى والسعادة إلى حدٍّ بعيد.
6. تجاهُل شغفك
غالباً ما ننشغل في صَخَب الحياة وضجيجها، حتى إنَّنا ننسى تخصيص الوقت للأشياء التي تُسعدنا، فهل أنت متحمِّسٌ للرسم، ولكنَّك لم تستخدم فرشاة الرسم منذ أشهر؟ هل تحب الكتابة ولكنَّك لا تستطيع تذكُّر آخر مرة جلست فيها لكتابة أفكارك؟
يؤدي تجاهل شغفك إلى حياة مملة وغير مرضية؛ لذا، لا بد لك من أن تمارس شغفك حتى لو بضع دقائق فقط كل يوم، سواء كان ذلك الرقص أم البستنة أم المشي مسافات طويلة أم العزف على آلة موسيقية، عليك أن تمارس شغفك، فالحياة أقصر من أن تقضيها ساخطاً، يفتح لك الإقلاع عن عادة تجاهل شغفك الباب أمام حياة مليئة بمزيد من الفرح والرضى.
7. السعي للكمال
قد يؤدي السعي للكمال إلى عواقب نفسية واجتماعية سلبية، فقد يعاني الأفراد الذين يسعون للكمال من مستويات أعلى من التوتر والقلق، وهذا يحدُّ من قدرتهم على الاستمتاع بحياتهم والتطور الشخصي، كما أنَّ الخوف من الفشل قد يثنيهم عن تجربة أشياء جديدة وبناء علاقات صحية؛ لذا بدلاً من السعي للكمال، يمكننا التركيز على التطور المستمر والتعلم من الأخطاء، فهذا التحول يفتح الباب أمام تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وتعزيز العلاقات، وزيادة الثقة بالنفس والإنتاجية.
8. الموافقة على كل شيء دائماً
قد يبدو أنَّ الموافقة على كل طلب أو دعوة تجعلك شخصاً محبوباً، لكنَّ هذا غالباً ما يؤدي إلى نتائج مناقضة، وذلك لأنَّ التزاماتنا الزائدة قد تسبِّب لنا التوتر والإرهاق، وقد نجبر أنفسنا على القيام بأشياء لا نرغب بها، وهذا يقلِّل من رضانا عن الحياة، لذا، من الهام أن نتعلم فن الرفض وأن نحدد أولوياتنا، وعندما نختار التزاماتنا بعناية، فإنَّنا نحترم أنفسنا ونعطي الأولوية لسلامتنا وعافيتنا، وهذا يؤدي إلى حياة أكثر رضى وسعادة.
9. الإفراط في التفكير
يشكِّل الإفراط في التفكير عائقاً كبيراً أمام الشعور بالرضى، فعندما نفرط في تحليل كل قرار أو موقف، يمكن أن ينتهي بنا الأمر إلى التقاعس بسبب الخوف أو التردد، فقد نقلق بشأن اتخاذ خيار خاطئ، أو إحباط الآخرين، أو عدم الارتقاء إلى مستوى التوقعات، وتستنزف هذه الحالة المستمرة من القلق والتحليل طاقتنا وتمنعنا من اتخاذ الإجراءات اللازمة، والحقيقة هي أنَّه لا أحد لديه كل الحلول، فالأخطاء والعثرات هي جزء من الحياة وغالباً ما تؤدي إلى دروس قيِّمة.
بدلاً من الوقوع في حلقة من الإفراط في التفكير، حاوِلْ تبنِّي عقلية التعلم والنمو، واتَّخِذْ قرارات بناءً على أفضل المعلومات المتاحة لديك في ذلك الوقت، واعلم أنَّه مهما حدث، لديك القدرة على التعلم من أخطائك، فعندما تتخلص من عادة الإفراط في التفكير، فإنَّك تحرر مساحة ذهنية لمزيد من الأفكار والنشاطات المُرضية، كما أنَّك تمكِّن نفسك من اتخاذ إجراءات جيدة، وهذه خطوة أساسية لعيش حياة أكثر إرضاءً.
10. نسيان العيش في الحاضر
اللحظة الحالية هي كل ما نملكه بحق، في حين أنَّه من الهام التخطيط للمستقبل والتعلم من الماضي، إلَّا أنَّ التفكير المستمر في ما كان أو ما قد يكون يسلبنا متعة الحاضر، وغروب الشمس الذي نفوِّته لأنَّنا مشغولون بالتخطيط لليوم التالي، والمرح الذي لا نتشاركه مع الآخرين لأنَّنا نفكِّر في أخطاء الماضي، والحب الذي لا نعبِّر عنه لأنَّنا قلقون جداً بشأن المستقبل، كل ذلك يُسهم في الشعور بعدم الرضى، لذلك، ابذل ما في وسعك لعيش الحاضر، وتلذَّذْ في كوب القهوة الذي تحتسيه، وأصغِ إلى أحبائك عندما يتحدثون، وامشِ واشعر بالنسيم على بشرتك، فهذه اللحظات ثمينة ولا يمكن تعويضها، فالعيش في الحاضر هو أكثر من مجرد عادة، إنَّه أسلوب حياة، وهو خيار يمكن أن يؤدي إلى شعور أعمق بالرضى والفرح في حياتك اليومية.
في الختام
الشعور بالرضى غير محكوم بظروفنا الخارجية؛ بل بمنظورنا الداخلي وعاداتنا اليومية، وإنَّ العادات التي تنميها، والاختيارات التي تتخذها كل يوم، تقرِّبك من الحياة التي ترغب فيها أو تبعدك عنها، فلا يضمن الإقلاع عن هذه العادات العشر التي ناقشناها الحصول على حياة مُرضية فوراً، لكنَّه بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح، واعلم أنَّ الشعور بالرضى لا يعني أن تكون حياتك مثالية؛ بل يعني التصالح مع نفسك ومكانتك والتفاؤل بالمستقبل.
أضف تعليقاً