1- حدّد أسباب الإحساس بالضغط:
حينما نُحِسّ بالضغط نشعر في أغلب الأحيان أنَّ ثمَّة الكثير من عوامل الضغط تملأ كلّ جانبٍ من جوانب حياتنا وأنَّ هذه العوامل مثل كراتٍ نُقذَف بها بشكلٍ عشوائيٍّ فنحاول الانحناء بسرعةٍ وتجنُّبها حتى لا نُصاب بالأذى، ونتحوّل إلى وضع الدفاع الذي لا يُعَدُّ وضعاً جيداً في مثل هذه الحالة.
عوضاً عن البقاء تحت رحمة المعاناة اليومية حدد الأمور التي تُثير فعلاً إحساسك بالضغط، هل هو مشروعٌ معيَّنٌ تنفِّذه في العمل؟ أم امتحانٌ اقترب موعده؟ أم خلافٌ مع مديرك؟ أم أكوام الثياب التي تحتاج إلى غسيل؟ أم خلافٌ مع العائلة؟
من خلال تحديد العوامل المُسببة للضغط بشكلٍ دقيقٍ تقترب خطوةً من إعادة التنظيم إلى حياتك وإمساك زمام المبادرة مجدداً فيها.
2- حدّد عوامل الضغط التي تستطيع السيطرة عليها وحاول التعامل معها:
في حين لا يمكن التحكّم بالتصرّفات التي يقوم بها المدير، أو الكلمات التي يقولها أقرباؤك، أو الحالة الاقتصاديّة البائسة، يمكنك التحكّم بتصرُّفاتك، والطريقة التي تُنجز بها عملك وتقضي بها وقتك، والأشياء التي تنفق عليها أموالك.
أسوأ شيءٍ يمكن أن تفعله حينما تُحِسُّ بالضغط أن تحاول السيطرة على الأشياء التي لا يمكن السيطرة عليها، لأنَّك ستُخفِق حتماً في النهاية -لأنَّ ما تفعله خارجٌ عن سيطرتك- وستشعرُ بضغطٍ أكبر وستُحِسُّ بأنَّك عاجز. لذلك بعد أن فكرت في العوامل التي تسبب لك الإحساس بالضغط عَدّد العوامل التي يمكنك التحكم بها واختر أفضل طريقةٍ للتعامل معها.
إذا كانت المدة الزمنية الممنوحة لإنجاز مشروعٍ ما في العمل تسبب لك الإحساس بالضغط تحدّث حول ذلك مع الشخص المسؤول عن الإشراف عليك أو قَسِّم المشروع إلى مهام مؤلفة من خطوات وضع مواعيداً نهائية.
قد يؤدي الإحساس بالضغط إلى العجز، بينما يؤدي القيام بالأمور التي تستطيع القيام بها إلى التحرر من ذلك الإحساس ويمنحك القوة والانتعاش.
3- مارس أعمالاً تحبُّها:
يصبح التعامل مع مشاعر الضغط أسهل بكثيرٍ حينما تكون باقي جوانب حياتك مليئةً بالأنشطة التي تحبها، إذ حتى لو كان عملك مليئاً بالضغوطات يمكنك العثور على هوايةٍ أو هوايتين يمكنهما أن تُثريا حياتك. ما الأشياء التي تثير الشغف في نفسك؟ إذا لم تكن متأكداً من جواب هذا السؤال جرب مجموعةً متنوعةً من الأنشطة إلى أن تعثر على نشاطٍ يجعل لحياتك معنىً ويثير فيك الإحساس بالرضا.
4- نظِّم وقتك جيداً:
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى إحساس الإنسان بالضغط ضياع الوقت منه، وبينما تتراكم المهام التي يجب عليه أن يؤديها يضيع الوقت من بين يديه. كم مرةً تمنيت الحصول على ساعاتٍ إضافيةٍ خلال النهار أو سمعت آخرين يشتكون من ضياع أوقاتهم؟ لكن الوقت الذي لديك أطول مما تظن. لدى جميع الناس 168 ساعةً أسبوعياً، وثمَّة في الوقت نفسه كثيرٌ من الأشخاص يُربُّون أبنائهم ويعملون في وظائف بدوامٍ كامل وينامون سبع ساعاتٍ على الأقل كلّ ليلةٍ ويعيشون حياةً يملؤها الرضا.
5- إعداد مجموعة استراتيجيات مساعِدة:
إنَّ اتباع استراتيجيةٍ واحدةٍ للتخلّص من الإحساس بالضغط لن يَحُلَّ كلّ مشاكلك، إذ بينما يُعَدّ التنفس العميق على سبيل المثال مفيداً حينما تكون عالقاً في زحمة المرور أو في أثناء التجول في أرجاء المنزل قد لا تكون هذه الاستراتيجية مفيدةً في أثناء اجتماعات العمل.
يُعَدُّ الإحساس بالضغط شعوراً معقداً لذلك نحن في حاجةٍ إلى حقيبة أدوات مليئة بالتقنيات يمكننا أن نختار منها ما يناسب مشاعر الضغط التي نُحِسُّ بها في اللحظة الراهنة.
6- تخلَّص من الأنشطة غير المهمة:
راجع الأنشطة التي تمارسها يومياً أو أسبوعياً لترى الأنشطة التي في إمكانك التخلي عنها. أيحب أطفالك الأنشطة التي يمارسونها بعيداً عن المدرسة أم أنَّهم يمارسونها إرضاءً لك؟ أتتطوَّع في كثيرٍ جدَّاً من المناسبات وتُضيِّع بذلك على نفسك وقتاً كنت تستطيع استثماره في أماكن كان يمكن أن تترك فيها تأثيراً أهم؟ أيحتاج جميع موظفي القسم فعلاً إلى الاجتماع مرةً في الأسبوع أو إلى عقد اجتماع يومياً عبر الفيديو؟
اطرح على نفسك هذه الأسئلة:
- هل تدعم الأنشطة التي أمارسها الأهداف التي أسعى إلى تحقيقها والقيم التي أؤمن بها؟
- هل أقوم بأعمالٍ تجعل حياتي ذات معنى؟
- هل أقوم بالقدر المناسب من الأعمال التي يجب عليَّ أن أقوم بها؟
التخلص من الأنشطة غير المهمة التي تشغل حيزاً من حياتك يمكن أن يخفف الضغط عن كاهلك بشكلٍ كبير.
7- لا تترك نفسك عُرضة للضغط:
يعتمد تعاملك مع أيّ شيءٍ على أنَّه مصدرٌ للضغط بشكلٍ جزئيٍّ على حالتك الذهنية والجسدية في اللحظة التي تتعامل فيها مع ذلك الشيء. هذا يعني أنَّ أيَّة عملية تواصل نشارك فيها تجري في ظرفٍ خاصٍّ جدَّاً يتأثر بصحتنا، ونومنا، والعوامل المؤثرة في نفسياتنا، والفطور الذي تناولناه في ذلك اليوم أو الذي لم نتناوله، ولياقتنا الجسدية.
فإذا كنت لا تحصل على ما يكفي من النوم أو لا تمارس ما يكفي من الأنشطة البدنية خلال الأسبوع ربما تترك بذلك نفسك عُرضةً للإحساس بالضغط. حينما تعاني من الحرمان من النوم، وتقضي عملك طول النهار جالساً، وتحتسي كمياتٍ كبيرةً من القهوة فإنَّ أدنى مصدرٍ من مصادر الضغط يمكن أن يؤثر فيك بشكلٍ خطير.
8- لا تتخطَّ حدود العلاقة الصحيّة:
إذا كنت شخصاً يُحبّ إدخال السرور إلى قلوب الناس فقد تُحِسّ أنَّ قول كلمة "لا" لهم يشبه هجرهم، أو يجعلك شخصاً فظيعاً، أو يجرّدك من كلّ الصفات التي يتميّز بها الإنسان اللطيف، لكنَّ هذا بكلّ تأكيدٍ أبعد ما يكون عن الحقيقة، ناهيك عن أنَّ من الأفضل أن تعيش ثانيتين من عدم الارتياح في مقابل تجنُّب الإحساس بالضغط الذي ستشعر به عندما تؤدي مهمةً لم يكن من الضروري أن تُحمِّل نفسك عبء أدائها أو القيام بعملٍ لا يضيف قيمةً إلى حياتك.
من الأمور المثيرة للانتباه فيما يتعلق بالإنتاجية أنَّ الأشخاص السعيدين حريصون جدَّاً على أوقاتهم وعلى عدم تجاوز أيّ أحدٍ حدود العلاقة الصحيّة معهم. لكن لا تقلق، يُعَدُّ رسم الحدود للعلاقة وعدم السماح للآخرين بتجاوزها من المهارات التي يمكن اكتسابها.
9- تعلَّم الفرق بين القلق والاهتمام:
قد تُضخِّم عقولنا في بعض الأحيان الإحساس بالضغط بحيث تتحوّل المشكلة الصغيرة إلى عددٍ كبيرٍ من المشاكل. نستمر بعد ذلك في الإحساس بالقلق معتقدين بأنَّ هذا الإحساس يُعَدُّ ردَّ فعلٍ إيجابيَّاً -أو حتمياً على الأقل- نتيجة الشعور بالضغط، لكنَّا بذلك نخلط بين الإحساس بالقلق والحاجة إلى اتخاذ خطوات عملية.
يُعَدُّ القلق محاولةً لفرض السيطرة على المستقبل من خلال التفكير فيه بينما يُعَدُّ الاهتمام إمساكاً بزمام المبادرة. حينما نهتمُّ بشخصٍ ما أو شيءٍ ما فإنَّنا نفعل ما يوفّر الدعم لذلك الشخص أو الشيء الذي نهتمّ به أو يَصُبُّ في مصلحته.
إذا خرجت من المنزل مدة أسبوعٍ على سبيل المثال قد تقلق يومياً على النباتات التي تركتها في المنزل وستعود إلى المنزل على الرغم من ذلك لتجدها شاحبةً وذابلة، في هذه الحالة القلق لا يعني أنَّك سقيتها الماء.
كذلك القلق من الأوضاع المادية لا يؤدي إلى إلَّا إلى إثارة الإحباط (ومن المُحتمَل أن يمنعك من اتخاذ خطوات عملية). أما الاهتمام بالشؤون المالية يعني وضع ميزانية، وتسديد الفواتير، والاستفادة من الحسومات، وعدم الإكثار من تناول الطعام خارج المنزل.
يمكن أن يساعدك تغيير طريقة التفكير بهذا الشكل البسيط والانتقال من القلق إلى الاهتمام في التعامل بشكلٍ مختلفٍ مع الإحساس بالضغط. من أجل فهم الفرق بين القلق والاهتمام املأ الفراغات في الجمل التالية:
- القلق على الصحة يعني ………….
- الاهتمام بالصحة يعني ………….
- القلق على العمل يعني ………….
- الاهتمام بالعمل يعني ………….
10- تقبَّل ارتكاب الأخطاء ولا تكن مهووساً بالكمال:
من طُرق التفكير الأخرى التي يمكن أن تُفاقم الإحساس بالضغط الهوس بالكمال. تُعَدُّ محاولة عدم ارتكاب أيّ أخطاء والتصرف بحذرٍ شديدٍ طوال اليوم عملاً مرهقاً ومثيراً للقلق، في المقابل يُعَدُّ السعي إلى بلوغ الكمال أمراً مستحيلاً ولا يمكن للبشر الوصول إليه في جميع الأحوال.
السعي إلى بلوغ الكمال لا يعني أن تسعى إلى الظهور بأفضل صورةٍ ممكنة، ولا أن تنمو وتحقق إنجازاتٍ على المستوى الصحي، ولا أن تطور نفسك. لا يمكن أن ترجو تحقيق أيّ شيءٍ مفيدٍ من خلال السعي إلى الكمال، وقد أظهرت الأبحاث أنَّ السعي إلى بلوغ الكمال يمنع الإنسان من تحقيق النجاح، وهو في الواقع يؤدي إلى الاكتئاب، والقلق، والإدمان، والإحساس بالعجز. إنَّ جميع الفرص التي تضيع من بين أيدينا تضيع لأنَّنا نخشى كثيراً من أن يكون أيّ عملٍ نُقدِم عليه غير مثاليٍّ، بينما يؤدي ارتكاب الأخطاء في الحقيقة إلى النمو.
يُعَدُّ الإحساس بالضغط شعوراً مزعجاً يسبب العديد من الأزمات ويمنع الشخص من تحقيق أهدافه. إذا كنت تعاني من الإحساس بالضغط حاول اتباع الطرق المذكورة في الأعلى وتخلص من العجز واليأس اللذين يسببهما لك هذا الإحساس البغيض.
أضف تعليقاً