10 سلوكات خفيَّة عادة ما تكشف عن مشاعر الناس الحقيقية تجاهك
1. تجنُّب التواصل البصري
التواصل البصري هو نوع أساسي من التواصل بين البشر، وهو طريقة غير لفظية لإظهار التقدير للآخرين والانفتاح على التواصل، فحين يتجنَّب شخص ما النظر إلى عينيك عمداً، يشير ذلك إلى عدم شعوره بالارتياح معك وعدم اهتمامه بك، ولا يعني هذا أنَّ كل شخص يتجنَّب التواصل البصري يكرهك، فبعض الأشخاص خجولون أو انطوائيون بطبيعتهم، ولكن، إذا أظهر شخص اجتماعي هذا السلوك باستمرار معك، فربَّما يدلُّ ذلك على أنَّه لا يحب صحبتك، وهذه سلوكات خفية، ولا يسهُل اكتشافها دوماً، ولكن إذا بقيت منتبهاً لها، فستبدأ في ملاحظتها.
2. التذرُّع بالانشغال دوماً
لربما حاولت اللقاء بأحدهم أو تجاذب أطراف الحديث معه، ولكنَّه بدا دائم الانشغال ولديه عذراً دوماً، مثل أنَّه غارق في العمل، أو لديه أمر هام، أو ببساطة "مزاجه ليس جيِّداً"، فقد تكون هذه إشارة على أنَّه لا يحبِّذ صحبتك، وقد يكون من الصعب اكتشاف هذه العلامة، لأنَّك قد تعتقد أنَّ هذا الشخص مشغول حقاً طوال الوقت، ولكن، إذا استمرَّ هذا السلوك، فقد يكون الأمر مجرد عذر لتجنُّب اللقاء بك.
3. تقليدُ لغة الجسد
لغة الجسد هي شكل قوي من أشكال التواصل غير اللفظي، ومقياس فعَّال لمشاعر الناس تجاهك، فغالباً ما تعكس أجسادنا مشاعرنا دون أن ندرك ذلك، فمثلاً إذا عقدت ذراعيك في المحادثة، وقام الشخص الذي تتحدث معه بالشيء نفسه، فربما يعكس بذلك موقفك الدفاعي، ومن جهة أخرى، إذا اتخذت وضعية منفتحة ومريحة، ولكنَّ الآخر ظلَّ منغلقاً عليك، فقد يكون ذلك مؤشراً على كراهيته.
أظهرت الأبحاث في مجال علم الأعصاب أنَّ هذا التقليد للغة الجسد غالباً ما يكون دون وعي، نتيجة لما يُعرَف بـ "الخلايا العصبية المرآتية" (mirror neurons) في أدمغتنا والتي تستجيب لتصرفات الآخرين وتعكسها، فقد يشمل هذا الانعكاس تعابير الوجه ونبرة الصوت وحتى أنماط التنفس، وعندما تتواصل مع شخص ربَّما لا يحبك، انتبه إلى لغة جسده، وستتكشَّف أمامك مشاعره الحقيقية.
شاهد بالفديو: 8 أسباب قوية كي تحب أعداءك
4. الردُّ باقتضاب
يتطلب التواصل تفاعل الطرفين، والتحدُّث والإصغاء والمشاركة والتلقِّي، ولكن حين يكرهك شخص ما، فإنَّه لا يهتم بالمشاركة في محادثة هادفة معك، وغالباً ما يتجلَّى غياب الاهتمام هذا في ردود هؤلاء الأشخاص المقتضبة والقصيرة، فقد يجيبون بـ "نعم" أو "لا" بدلاً من الاستمرار في التكلم، أو قد يختصرون جُمَلهم متجنِّبين أية فرصة للتعمُّق في الحديث، وهذا السلوك هو طريقتهم الخفية للحفاظ على مسافة بينك وبينهم، ولا يُعدُّ سلوكاً وقحاً؛ بل هو أسلوبهم للحد من التفاعل معك، لذلك، إذا لاحظت أنَّ شخصاً يجيب عن أسئلتك باقتضاب باستمرار، فقد يكون ذلك مؤشراً على أنَّه لا يحبِّذ قضاء الوقت معك.
5. إعطاء مجاملات تحتوي على إهانات مبطَّنة
المجاملات لطيفة عادة، ولكنَّها قد لا تكون كذلك حين تصدر من شخص لا يحبك، فهذا النوع من المجاملات غير المباشرة هو علامة على العداء الخفي، وهي التعليقات التي تبدو إيجابية عند أول وهلة، ولكنَّها تحمل في طياتها إهانات مبطَّنة، مثل: "لم يكن عرضك التقديمي مملَّاً كالمعتاد" أو "أنت تبدو جميلاً اليوم على غير العادة"، فقد تفاجئك هذه التعليقات، لأنَّها تأتي على شكل مديح، ولكن إذا كان شخص يجاملك بهذه الطريقة باستمرار، فقد تكون هذه علامة على أنَّه لا يُكن لك الود، وهي طريقته للتعبير عن كراهيته دون أن يكون فظاً.
6. استبعادك من خططهم
إذا كان شخص ما يكرهك حقاً، فقد يستبعدك عمداً من الخطط أو التجمُّعات أو المحادثات، فتراه يتناسى إخبارك بهذه الخطط أو دعوتك إليها، أو يغيِّر الحديث حين تحاول الانضمام إليه، وهذا السلوك قاسٍ، وقد يجعلك تشكُّ في قيمتك، ولكن تذكَّر أنَّه لا يعكس قيمتك أبداً؛ بل هو انعكاس لمشاعره الشخصية، وإذا كان شخص ما يتجاهلك باستمرار، فقد يكون ذلك علامة على أنَّه يحمل مشاعر سلبية تجاهك، ولكن، اعلم أنَّ كراهيته لا تحدِّد قيمتك.
7. كثرة الانتقاد
لا شكَّ أنَّ النقد البنَّاء مفيد جداً، لأنَّه يساعدنا على النمو والتعلم وتحسين أنفسنا، ولكن ثمة فرق كبير بين التغذية الراجعة المفيدة وتصيُّد الأخطاء، فعندما يسارع شخص ما إلى انتقادك، لا سيَّما في أمور تافهة مثل ذوقك في الملابس أو الموسيقى، فقد تكون هذه طريقته في التعبير عن مشاعره العدائية تجاهك، وليست لديه نيَّة في مساعدتك.
8. الودُّ المفرط
بخلاف ما قد تتوقَّعه، فإنَّ الشخص الذي لا يحبك قد يفرط في إظهار الود تجاهك بوصفه نوعاً من التمويه، فهو يحاول إخفاء مشاعره الحقيقية خلف الود المبالغ به، فقد يضحك ضحكاً هستيرياً على نكاتك، أو يمدحك مدحاً مفرطاً، أو يوافق على كل ما تقوله، فعلى الرغم من أنَّ هذا السلوك قد يسعدك في البداية، إلَّا أنَّه غالباً لا يبدو صادقاً، فإذا كان شخص ما يبالغ في إظهار الود باستمرار، فقد تكون هذه علامة على أنَّه يخفي كراهيته الحقيقية تجاهك، وإنَّها مفارقة، ولكنَّها تحدث كثيراً.
9. عدم المبادرة بالتواصل
في أية علاقة، سواء أكانت صداقة أم علاقة مهنية، يجب أن يبادر الطرفان بالتواصل لاقتراح الخطط أو مجرد الاطمئنان على بعضهما، ولكن، إذا كان شخص ما لا يحبك، فمن النادر أن يبادر بالتحدث معك، هذا إن تحدَّث أصلاً، ودائماً ما تبادر أنت بترتيب المواعيد أو بدء المحادثات أو إرسال الرسائل، وقد يكون ذلك علامة خفيَّة على مشاعره الحقيقية، فلا يعني ذلك أنَّه يتجنَّبك بالضرورة؛ بل لا يشعر بالحاجة إلى صحبتك، وإذا لاحظت غياب اهتمام أحدهم بالتواصل معك، فقد يكون ذلك إشارة إلى أنَّه لا يكنُّ لك الاحترام.
10. عدم الاهتمام بحياتك
إنَّ أساس أي تواصل هادف بين البشر هو الاهتمام بحياة بعضنا، فنطرح الأسئلة ونصغي ونشارك أفكارنا مع الذين نحبهم، ولكن، حين يكرهك شخص ما، فقد لا يُظهر أي اهتمام بحياتك، ولا يسألك عن أي شيء يتعلق بك، ولا يهتم بإنجازاتك والأحداث التي تطرأ معك، ولعلَّ غياب الاهتمام هذا هو أكثر علامة تدلُّ على أنَّ هذا الشخص لا يكنُّ الحب لك، لأنَّ الشخص الذي يهتم بك تهمُّه تفاصيل حياتك أيضاً.
في الختام
السلوك البشري هو شبكة معقَّدة من الإشارات والرسائل الخفية، وهذه السلوكات التي تحدَّثنا عنها هي علامات ضمن تلك الشبكة، ترشدنا إلى فهم مشاعر الآخرين الحقيقية تجاهنا، ومن الهام أن تتذكَّر أنَّ هذه السلوكات ليست دليلاً قاطعاً على كره شخص لك، فقد يتأثر سلوك الناس في عدد كبير من العوامل كالتوتر أو المشكلات الشخصية أو مجرد سوء المزاج، ولكن قد يشير استمرار هذه السلوكات مع مرور الوقت إلى الكراهية.
إذا لاحظت هذه العلامات في سلوك شخص ما تجاهك، فقد يكون من المفيد إجراء محادثة صادقة معه، ومن الضروري أيضاً أن تتذكَّر أنَّ كراهية شخص ما لك لا تحدِّد قيمتك، فلا يمكننا إرضاء الجميع، ولا بأس بذلك، لأنَّه جزء من إنسانيتنا، وفكِّر في هذه الإشارات، لكن لا تدعها تؤثر في تصورك الذاتي؛ بل استخدِمْها لفهم الآخرين ومشاعرهم، فلا تُقاس قيمتك بمدى حب الآخرين لك؛ بل بمدى حبك لنفسك.
أضف تعليقاً