فمثلاً نحن نعرف في قرارة أنفسنا أنَّه لا بأس بأن:
- نرفض ما يُطلب منا عندما يتعارض مع مصلحتنا.
- نعبِّر عن رأينا بصراحة.
- نقول الحقيقة.
- نحدد اعتقاداتنا بكامل إرادتنا.
- نغيِّر رأينا.
- نرتب احتياجاتنا وفق أولويات.
- نتعلَّم من أخطائنا.
- نتقبَّل عيوبنا.
- نسامح ونعتذر.
- نحاول من جديد بعزيمة أقوى من قبل.
مع ذلك فإنَّنا نطبِّق نقيض ما نؤمن بصحته عندما نواجه متاعب وصعوبات الحياة؛ أي إنَّنا نقوم بالخطأ على الرغم من معرفتنا بالصواب؛ والسبب هو جوانب القصور في العقل البشري، فننسى الصواب، ونصبح غير عقلانيين عندما نتعرض للتوتر، والطريقة الوحيدة للتخلص من جوانب القصور هذه، هو أن ندرِّب عقلنا على التغلُّب عليها، فالعقل مثل العضلات، أي إنَّه يحتاج إلى التدريب حتى يكتسب القوة، ويحافظ عليها، لذا يجب أن تدرِّب عقلك يومياً حتى يزداد قوةً مع مرور الوقت، وإذا لم تدرِّب عقلك عبر الوقت على بعض التمرينات البسيطة والإيجابية، فسوف يخذلك في المواقف التي تؤدي إلى التوتر، والإجهاد.
10 أفكار للبقاء إيجابياً خلال الأوقات العصيبة:
سنقدِّم في هذا المقال تدريباً بسيطاً يساعدك على الحفاظ على موقف ذهني إيجابي، يتعلق الأمر باستخدام وسائل تساعدك على تذكُّر الأفكار الإيجابية، والتركيز عليها بحيث تتمكن من استحضارها بسهولة وقت الضرورة، وقد تجد أنَّ ممارسات بسيطة مثل التريُّث قليلاً، كلما اقتضت الضرورة، والتمعن فيما تحتاج إلى تذكُّره فعَّال جداً عندما تواجه مواقف تؤدي إلى التوتر أو الإجهاد.
كي تجعل هذه الممارسة سهلة، فيمكنك أن تدوِّن لنفسك تذكيرات على الملاحظات اللاصقة، ومن ثمَّ لصقها في مكان ما من المنزل، بحيث يمكنك رؤيتها وقراءتها متى شئت؛ إذ تساعدك هذه الطريقة على البقاء على المسار الصحيح من خلال تذكيرك بالأفكار الإيجابية، وبشكل استباقي حتى عندما يكون لديك كثير من الأعباء والمسؤوليات.
ستتعلم من خلال هذه الممارسة أنَّ الشعور الداخلي بالسلام لا علاقة له بالابتعاد عن الصخب، أو العيش دون مشكلات؛ بل يعني أن تتمكن على الرغم من وجود كل ما سبق من الحفاظ على هدوء عقلك، ووضوح أفكارك؛ إذ يعرف جميعنا تقريباً هذه الحقيقة، ولكنَّنا ننسى كما قلنا آنفاً، وهذا هو الهدف من وضع ملاحظاتك اللاصقة في مكان يمكنك رؤيتها.
يتطلب منك هذا التدريب البسيط تدوين أهم الرسائل التي تود تذكرها على ورقة ملاحظات لاصقة ووضعها في مكان ما من منزلك، وعندما تشعر بالإرباك، أو تبدأ بالتفكير السلبي، فتريَّث إلى بعض الوقت، واقرأ هذه الرسائل بهدوء، ولاحظ كيف يؤدي ذلك إلى تغيير طريقة تفكيرك تدريجياً على الرغم مما تمر به من تقلبات في حياتك اليومية، وإليك بعض الأمثلة عن هذه الرسائل، ويمكنك إضافة رسائل أخرى وفق ما تفضِّله أو تشعر بأهميته:
1. التدرُّب على تجاوز الماضي:
والتوقف عن محاولة التحكم في كل شيء، وتذكَّر أنَّك لست مضطراً للخوض في أي جدل أو نقاشات مليئة بالانفعالات لمجرد أنَّه طُلب منك ذلك، وامنح نفسك الفرصة لتقدير وقتك، وعلاقاتك الصادقة، والشعور بالسلام الداخلي، ومن ثم ابدأ من اليوم ولا تؤجِّل؛ لأنَّ التحسينات البسيطة حالياً ستؤدي إلى تغييرات مذهلة على الأمد الطويل.
كانت هذه عيِّنة من مجموعة تذكيرات تصلح لأن توضع معاً في ورقة ملاحظات لاصقة واحدة كونها تتحدث عن موضوع واحد وهو ما يجب القيام به من أجل الحفاظ على شعورك الداخلي بالسلام، والآن لننتقل إلى مجموعة تذكيرات أخرى:
شاهد بالفديو: 9 مفاتيح لتجاوز الأوقات الصعبة
2. المقياس الحقيقي لحكمتك وصلابتك هو مدى هدوئك عند مواجهة مختلف المواقف:
فالهدوء هو القوة الحقيقية؛ لأنَّ القدرة على تجنُّب ردود الفعل المبالغ فيها، أو عدم أخذ الأمور على محمل شخصي؛ هو ما يحافظ على صفاء ذهنك وشعورك الداخلي بالسكينة، وهذا يمكِّنك دائماً من السيطرة على نفسك وعواطفك.
3. تحدُث أكثر التغييرات أهميةً وفائدة عندما تقرر أن تتولى المسؤولية عما يقع ضمن نطاق إرادتك:
وذلك بدلاً من السعي إلى التحكم في الأشياء التي لا تملك تغييرها، لذا تذكَّر أنَّك عاجز عن منع مفاجآت الحياة، ولكنَّك قادر على تغيير رد فعلك تجاهها، وستزول الشدة من تلقاء نفسها لا محالة.
4. عدم العودة إلى أنماط السلوك والتفكير القديمة لكونها فقط أسهل وتحقق لك مزيداً من الراحة:
وتذكَّر أنَّك تخليتَ عن عادات وسلوكات معيَّنة من أجل هدف نبيل، وهو تحسين حياتك، ومن غير الممكن أن تتابع تقدمك إذا كنت تعاود تبنِّي هذه العادات والسلوكات.
5. ستحقق حلمك في نهاية المطاف:
وذلك بشرط أن تقوم بما يتطلبه الأمر، وترافق أشخاصاً مناسبين، فالصبر هو السر في تحقيق النجاح، وتذكَّر أنَّ الصبر لا يعني الانتظار، وإنَّما القدرة على الحفاظ على موقف ذهني إيجابي بينما تواظب على العمل الجاد في سعيك إلى تحقيق ما تؤمن به.
6. لا يعني الشعور بالسلام أن تكون في مكان بعيد كل البعد عن الفوضى والصخب والمشكلات التي تكره التعامل معها:
إنَّما يعني أن تحافظ على الرغم من كل ما سبق على اتزانك النفسي والعاطفي والجسدي.
7. كثيراً ما ننسى تقدير قيمة ما لدينا في الوقت الحاضر:
ونقضي معظم حياتنا في انتظار الحصول على الأفضل، لذا لا تكن واحداً من هؤلاء، وقدِّر قيمة ما تملكه في اللحظة الحالية.
8. عدم السعي إلى الشهرة:
فقم بعملك بشغف وتواضع ونزاهة، وليس من أجل الثناء؛ ولكن لأنَّ إتقان العمل هو الفعل الصائب، لذا حاول تحسين أدائك تدريجياً، ولا تلتفت إلى آراء الآخرين، وهكذا يتم تحقيق الأهداف.
9. تذكَّر أنَّك لم تنم جائعاً في الأمس:
وأنَّك تمتلك ما ترتديه هذا الصباح، وتستطيع الحصول على مياه شرب نظيفة، ولديك إنترنت، وأنت قادر على القراءة، وليس من الصعب أن تشعر بالامتنان؛ إذ يجب عليك أن تقرر ذلك فقط، وذلك أن تقرر أن تكون ممتناً للأشياء البسيطة.
10. من الغريب كيف نتمكن من التخلي عن الأشياء التي اعتقدنا سابقاً أنَّه لا يمكن لنا العيش دونه:
وكيف نُغرم بالأشياء التي لم نتخيَّل أبداً أنَّنا نرغب بها حتى؛ إذ تقودنا الحياة دائماً إلى تجارب لم نكن لنُقدم عليها لو كان الأمر متروكاً لنا؛ لذلك لا تخف وتحلَّ بالإيمان، وتعلَّم من التجارب، وثق بنفسك.
في الختام:
تُعدُّ هذه الطريقة فعَّالة جداً للحفاظ على التفكير الإيجابي، ولكن ما قدَّمناه ليس سوى أمثلة على ما يمكنك تدوينه لنفسك من تذكيرات، لذا يمكنك حتى أن تضع هذه الرسائل التي تود تذكرها على هاتفك، أو حاسوبك المحمول، أو جهازك اللوحي، فالفكرة هي أن تستطيع تذكُّر هذه الأفكار الإيجابية في الأوقات العصيبة، والمواقف التي تؤدي إلى الإرهاق، وبهذه الطريقة تُدرِّب عقلك على البقاء إيجابياً، وستجد أنَّ حياتك كلها تتغير نحو الأفضل.
أضف تعليقاً