لذا، ولكي نتفادى الإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية وتأثيراتها السلبية في صحتنا وعافيتنا، علينا التحكم بوجباتنا اليومية، وذلك عن طريق تناول وجبات خفيفة وغنية بالفيتامينات والبروتينات المفيدة لأجسامنا كلَّ ثلاث ساعات تقريباً.
وبناءً عليه: أُجرِيت مؤخراً الكثير من الدراسات حول أكثر الأطعمة ملاءمة لذلك، وقد أجمعت معظمها على أنَّ ثمرة الموز كانت الأكثر ملائمة من بين الأطعمة الأخرى التي شملتها الدراسات؛ لذلك جمعنا لكم في هذا المقال أكثر 8 حقائق مدهشة تميز هذه الفاكهة عن غيرها من أنواع الفواكه الأخرى.
1. منشأ الموز:
يعدُّ الموز نباتاً استوائياً، ويعود موطنه الأصلي إلى جنوب شرق آسيا ومنطقة أندونيسيا، حيث ينمو الموز البري هناك في الغابات، وهو يختلف عن الموز الذي نأكله باحتوائه على بذور.
لقد استقر الإسبان قديماً في أمريكا الجنوبية في مطلع القرن السادس عشر، ولاحظوا أنَّ الموز ينمو نمواً غاية في الجودة في ظلِّ الظروف المناخية السائدة هناك؛ إذ إنَّه يتطلَّب مناخاً وفير الأمطار لينمو ويثمر.
يمكن زراعة الموز أيضاً في المناطق ذات المناخ الجاف، لكن ينبغي أن تكون التربة مناسبة، وأن يُعتمَد في ريِّه على المطر الصناعي، وذلك بضخ الماء فوق المزارع عبر أنابيب أفقية على مستوى عالٍ.
شاهد بالفيديو: 8 فوائد صحية وجمالية للموز
2. عشبة الموز وليس شجرة الموز:
الجدير بالذكر أنَّ الموز ليس "شجرة" كما يظنُّ بعضنا، إنَّما هو عشبة عملاقة تقف مثل الأشجار وتشبه النخيل الاستوائي، وتعدُّ أطول عشبة على وجه الأرض، مسجلة بذلك ارتفاعاً يصل إلى عشرين قدماً.
يتميَّز نبات الموز بأنَّ ساقه تقع تحت الأرض، وتمتد أفقياً لتعطي جذوراً إلى الأسفل، وبراعمَ أو أغصاناً إلى الأعلى؛ وتُعرَف هذه السيقان باسم "الريزومات".
لا يُزرَع الموز عن طريق نثر البذور في التربة إطلاقاً، وإنَّما عن طريق زراعة قطع من الريزوم والبراعم الموجودة عليها، والتي تنمو نمواً سريعاً حتى تبلغ 7-10 أمتار تقريباً في الارتفاع؛ وإذا كانت الظروف جيدة، فإنَّها تصل إلى أقصى ارتفاع لها، وتحمل الثمار في أقل من سنة.
3. عشبة الموز تعيش مرة واحدة:
لعلَّ من أغرب ما قد تسمعه عن نبات الموز هو أنَّ العشبة ذاتها تنتج ثماراً مرة واحدة في عمرها، ثمَّ تموت بعدها؛ ولكن لحسن الحظ، فإنَّها تخلّف وراءها عشبة جديدة قبل موتها، ويدوم هذا الحال لمدة عشر سنوات تقريباً قبل أن تتوقف العشبة نفسها عن الانقسام.
4. أوراق الموز:
يتكوَّن نبات الموز من نحو عشر ورقات ضخمة طولها نحو 2 - 2.5 متراً، وعرضها من 33سم إلى 66سم، وتنمو متجهةً نحو الخارج بشكلٍ تاجيٍّ شبيهٍ بشجرة النخيل.
يتوقَّف إنتاج الأوراق خلال مرحلة نضج الثمار، حيث يبدأ تكوين وإنتاج الزهور التي تتوضع على جذعٍ واحد، وتتسم بالتعقيد والتداخل، وتكوِّن تجمعات يُطلَق عليها اسم "الكفوف"، حيث تحتوي كلِّ مجموعة منها على 10-20 ثمرة، وتشكل مجموع الكفوف التي تخرج من ساق النبات عنقوداً واحداً قد يحتوي على 200 ثمرة، ويزن من 80 إلى 90 رطلاً.
5. مكونات ثمرة الموز:
تتكوَّن ثمرة الموز الواحدة بجزئها اللحمي من:
- ماء بنسبة 74%، بالإضافة إلى كمية ضئيلة من الصوديوم والكالسيوم والفوسفور والحديد وفيتامينات (أ، ج، ب1، ب2).
- سكر 20%.
- بروتينات 2%.
- دهون 1.5%.
- سيللوز 1%.
- مواد أخرى 1%.
وتعادل القيمة الغذائية للثمرة الواحدة رغيفي خبز، مشكلة بذلك غذاءً متكاملاً.
إذا ما قُورِن الموز بالتفاح، نجد أنَّ الموز يحتوي على أربعة أضعاف كمية البروتين، وضعفي كمية الكربوهيدرات، وثلاثة أضعاف الفوسفور، وضعفي كمية الفيتامينات والمعادن؛ وعلاوةً على ذلك، يحتوي الموز على ثلاثة سكريات طبيعية، وهي: السكروز والفركتوز والغلوكوز، إضافةً إلى الألياف.
يساهم الموز في منحنا دفعات كبيرة وثابتة وفورية من الطاقة، وذلك وفقاً لما أثبته بحث علمي أفاد بأنَّ ثمرتين من الموز فقط قادرتان على تزويد الجسم بطاقة كافية للقيام بتمرين رياضي لمدة 90 دقيقة؛ لذا ليس غريباً أن يكون الموز هو الفاكهة الأولى التي ترافق الرياضيين في تدريباتهم ومبارياتهم.
6. فوائد الموز:
لا تقتصر فوائد الموز على تزويد الجسم بالطاقة فحسب، بل إنَّ له منافع كثيرة نذكر منها:
- يحتوي على كميات كبيرة من البوتاسيوم؛ ممَّا يساعد على تحفيز القدرة الدماغية والتركيز العالي؛ لذلك يُنصَح الطلاب بتناول ثمرة موز واحدة خلال فترة الاستراحة في المدرسة.
- يشجع نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، ويقلل خطر الإصابة بالسرطان والسكتات الدماغية والأزمات القلبية؛ ووفقاً لبحث نُشِر في "مجلة نيوإنجلاند الطبية" فإنَّ تناول الموز كجزءٍ من حميةٍ منتظمةٍ يمكن أن يقلل من خطر الموت بالسكتة القلبية بنسبة 40%.
- يحتوي مستويات عالية من الحديد، ويحفز إنتاج الهيموغلوبين في الدم، ويُسهم في علاج فقر الدم.
- يساهم في تعديل حموضة المعدة؛ لذا يُنصَح بتناوله للتخلص من الحموضة.
- ينظم مستويات الغلوكوز في الدم، الأمر الذي يحسِّن المزاج؛ كما يمدنا بفيتامين ب، ويهدئ الألم.
- يمكن لتناول ثمرة واحدة من الموز أن تولد إحساساً بالشبع؛ فإذا كنت تسعى إلى التخفيف من الوزن، فعليك بتناول ثمرة موز واحدة عند الإحساس بالجوع.
- يساهم الموز أيضاً في تحسين المزاج، حيث يحتوي على التريبتوفان، وهو نوع من أنواع الحموض الأمينية، والذي يحوله الجسم إلى شكل آخر؛ حيث يمنح هذا الأخير للجسم الراحة والاسترخاء، ويحسِّن المزاج، ويعزز الشعور بالسعادة.
7. فوائد قشرة الموز:
أظهرت إحدى الدراسات أنَّ قشور الموز المقطعة يمكنها تنقية المياه من المعادن السامة الموجودة فيها كالرصاص والنحاس، ويمكن استخدامها أيضاً كسماد عضوي يساعد الشجيرات الصغيرة على النمو سريعاً.
أيضاً، لقشور الموز أغراض تجميلية كثيرة، مثل: تبييض وتقشير البشرة، والتخلص من حب الشباب، وزيادة طول الشعر وكثافته.
كما يمكن استخدام قشور الموز أيضاً لتخفيف الآثار والآلام الناتجة عن لسعات النحل والحشرات الأخرى.
8. فوائد جذوع وأوراق الموز:
لقد استُثمِرت جذوع وأوراق عشبة الموز بفعالية في مجالات عديدة، كصناعة أسقف لبعض الأكواخ في أفريقيا الاستوائية، واستخراج ألياف من الجذوع لصنع الحبال والأقمشة منها، وكذلك صناعة نوع من الدقيق من الموز المجفف.
في الختام:
لنحرص جميعاً على أن نتناول غذاءً صحياً متوازناً وغنياً بالعناصر الغذائية كافة، وأن نتخذ من الفواكه والخضروات وسيلةً وقائيةً وعلاجيةً، مبتعدين قدر الإمكان عن اللجوء إلى استخدام الأدوية والمسكنات.
أضف تعليقاً