1. "اضطرابات النَّوم":
يُستخدم مصطلح اضطرابات النَّوم لوصف فترةٍ من الزَّمن تتغيُّر بها أنماط نوم الطِّفل أو الرَّضيع. إذ تلاحَظُ تلك الاضطرابات بشكلٍ عام بين شهري (4-18) من عمر الطفل وغالباً ما تتزامن مع أولى المراحل الرئيسيَّة في حياة الطفل مثل الزَّحف والمشي. ذلك لأنَّ الأطفال يُعالجون المعلومات التي اكتسبوها أثناء النَّوم، ويصبحونَ أكثر ميلاً للاستيقاظ عند الاقتراب من مراحل جديدة.
وبما أنَّ الأطفال يتطوّرون بالفعل، فينبغي لنا أن ننظر لمراحل اضطرابات النَّوم تلك كعلامةٍ على التَّطور الطَّبيعي. إلا أنَّ الآباء غالباً ما ينظرُون إلى تلك الاضطرابات على أنَّها مشكلة. ومع ذلك، فهي مجرَّد تغييرٍ مؤقت. وكل ما يتعيَّن عليهم القيام به هو الاستجابة بلطف، وتهدئة طفلهم لمساعدته على العودة إلى طبيعة نومه المعتاد.
وبالإضافة إلى "اضطرابات النَّوم"، فإنَّ عوامل النُّمو الأخرى ستؤثر على طبيعة نوم طفلك في السَّنة الثانية والثالثة من عمره.
2. طفرات النُّمو العشر:
إنَّ اضطراب النَّوم هو جزء شائع ممَّا يعرَف بالأسابيع العجيبة (Wonder Weeks)، والتي تحدُث فيها 10 قفزاتٍ كبيرة في نمو الطِّفل تستمر حتى السَّنة الثانية وما بعدها. قد تكون تلك الطفرات التي تحدث في الشَّهر الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من أكثر التَّحديات صعوبةً - حيث تحدث فيها طفرات النُّمو الثامنة والتَّاسعة والعاشرة.
ومع وجود فترات طويلة تصل مدتها إلى شهر واحد من تلك الاضطرابات، فقد تبدو الأشهر السِّتة الأولى من السَّنة الثانية وكأنَّها عبارةٌ عن اضطرابٍ كبير في النَّوم!
3. حركة الطفل واضطرابات النوم:
من المنطقي أنَّ تعلُّم المشي من شأنه أن يتسبب باضطرابٍ في نوم الطِّفل، والعلم يثبت الآن حقيقة هذا الأمر. فقد أظهرت دراسة أُجريت عام 2013م، أنَّ الأطفال لا يعانون فقط من اضطرابات النَّوم في الشهر الذي يسبق المرحلة التي يتمكنون فيها من "الزحف"، ولكن بعد مرور ثلاثة أشهرٍ على ذلك أيضاً!
من المحتمل أن تُصعِّب المهارات المكتسبة الأخرى مثل الجلوس والوقوف والمشي والرَّكض، من نوم الأطفال الصغار بالطريقة نفسها.
4. انفجار الكلمات:
في الفترة الممتدة من 18 - 24 شهراً، يمرُّ الأطفال الصِّغار عادةً بما يسمى "بالانفجار اللغوي"، حيث يزداد عدد الكلمات التي يتعلمها الطِّفل بشكلٍ مفاجئ. وبدلاً من تعلم كلماتٍ مفردة على حدى، يصبح الصغار في هذا العمر قادرين على تعلم عدَّة كلمات جديدة في وقت واحد، وإحراز تقدمٍ كبير في عمليَّة التواصل.
وبما أنَّ الأطفال يعالجون خلال نومهم المعلومات التي اكتسبوها، سيتسبب تعلُّم كلماتٍ جديدة باضطراباتٍ في نوعية نومهم أيضاً.
ما من شكٍّ أنَّ استمرار تلك الحالة من النوم المتقطع هو عمل شاق بالنسبة للوالدين، خاصةً إن اقترن ذلك مع عملهم أو دراستهم أو رعايتهم لأطفالَ آخرين. ومع ذلك، من المهم أن نفهم أنَّ الاستيقاظ في الليل هو جزء طبيعي من الطفولة المبكرة، وليس مشكلة يتعيَّن علينا حلَّها.
وعندما تتقبَّل العائلات أنَّه من الطبيعي للأطفال أن يستيقظوا خلال الليل، وأنَّه من الطبيعي أيضاً أن يحتاج الأطفال إلى دعم الوالدين للعودة مجدداً إلى نمط نومه المستقر، سيقلُّ استياء الأهالي من ذلك. وستقلُّ معها بدوره المقاومة والازعاج الذي سيصدر عن الطفل.
أضف تعليقاً