ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن "مايك فيشباين" (Mike Fishbein)، وهو مؤسِّس "كلية ستارت أب" (Startup College) التي تعدُّ مدرسة عبر الإنترنت لرواد الأعمال.
سواءٌ أكان الأمر للأفضل أم الأسوأ، فلا يعدُّ ما تعرفه أو ما أنت قادر على القيام به فحسب، بل مَن تعرفه أيضاً؛ الأمرَ الأهم للتقدم الوظيفي، وتطوير الأعمال، وتعلُّم الكثير من الأشخاص ممَّن يملكون الخبرة والمهارة في شبكتك.
كيف تتعلم بناء شبكتك المهنية؟
بعد إدراك الأهمية المذهلة للشبكات المهنية، بدأت البحث في الويب وأمازون ومتاجر بيع الكتب للحصول على الموارد؛ وقد وجدت أنَّ هناك موارد حول مواضيع ذات صلة، مثل التواصل بين الأشخاص؛ ولكن لم يكن هناك الكثير من الخيارات الجيدة المتخصصة في شبكات الأعمال؛ لذا بدأت أسأل كلَّ شخص أعرفه ممَّن حصلوا على مهنةٍ ناجحة، أو قاموا بعمل تجاريٍّ ناجح، أو يعرفون الكثير من الناس؛ للحصولِ على نصائحهم حول كيفية بناء شبكة علاقاتٍ مهنية جيدة.
بعد تجميع أفضل النصائح التي تلقيتها، ودراسة كلِّ كتاب ومرجعٍ ذي صلةٍ أمكنني العثور عليه وتجربته وممارسته؛ تعلَّمت الكثير حول كيفية إجراء اتصالات جديدة وبناء علاقاتٍ قيِّمة. وبعد سنواتٍ قضيتها في ممارسة واختبار تقنيات واستراتيجيات جديدة، وارتكاب الكثير من الأخطاء التي كان يمكنني تجنُّبها، والاجتماع وبناء علاقات مع الكثير من الأشخاص الرائعين؛ تعلَّمت الكثير، وقرَّرت كتابة كتابٍ عنها لمشاركة معرفتي حول ذلك.
فإليكَ 10 نصائح يمكنك استخدامها لتنمية شبكتك المهنية:
1. كُن مفيداً:
عندما يكون الأشخاص في شبكتك أقوى، تصبح أقوى بالتأكيد؛ فمن خلال مساعدة الأشخاص في شبكتك على تحقيق هذا، تجعلهم في وضعٍ أفضل ليتمكَّنوا من مساعدتك في المستقبل؛ وبالإضافة إلى ذلك، ووفقاً لقانون المعاملة بالمثل، سيكون الناس أكثر حماساً لرد الجميل.
يجب أن تشارك خبرتك وأفكارك، فمشاركة المعلومات له دورٌ في تعزيز عمل وإنجازات شبكتك.
كما يمكن أن تكون صلة وصلٍ بين الأشخاص الذين تعرفهم، فدائماً ما تكون المعاملات التجارية مفيدةً للطرفين، كأن تجمعَ بين شخصٍ يريد أن يشتري منتجاً أو خدمة لأنَّها ستُفيده بطريقةٍ ما، وشخصٍ آخرَ يبيعُ منتجاً أو خدمةً لتحقيقِ الربح؛ فإذا تمكَّنت من ربط شخصين تعرف أنَّهما قد يستفيدان من معرفة بعضهما بعضاً، تكون قد تمكَّنت من مساعدة شخصين، بالإضافة إلى تحسين قوة شبكتك.
2. ابنِ سمعةً حسنة:
يفضل الناس في البيئات المهنية بناءَ علاقاتٍ تجاريةٍ مع الأشخاص الذين يرون أنَّهم قيِّمون؛ فمن خلال بناء سمعةٍ كشخص موهوب ومفيد وقيِّم، سيكون الناس أكثر حماسةً لمقابلتك والبقاء على اتصال معك؛ لذا أخبر الأشخاص بما تُنجزه وتتعلَّمه، من خلال التدوين ورسائل البريد الإلكتروني والمحادثات.
3. كُن مرئياً:
إذا لم يكن هناك أحدٌ يعرف ما تفعله، سيبدو الأمر كما لو أنَّه لم يحدث أبداً؛ لذلك، ابقَ على تواصلٍ مُنتظمٍ ومُستمرٍّ عبر البريد الإلكتروني والتدوين والتواصل الاجتماعي -وشخصياً متى ما أمكنَ ذلك- مع من ترغب في البقاء على تواصلٍ معهم.
4. قابِل الكثير من الناس:
إنَّ أفضل طريقةٍ لاقتناص الفرص: الخروجُ لاصطيادها؛ لذا اخرج، واصنع الصدفة.
تشمل طرائق التعرف على أشخاص جدد المؤتمرات والأحداث والمواقع الإلكترونية مثل: "ميت أب" (meetup.com)، و"كورا" (Quora)؛ بالإضافة إلى مجموعات الاهتمامات الشخصية، والفصول الدراسية، وورشات العمل، والحفلات، وساعات المرح، وجمعيات الخريجين، وتويتر (Twitter) ومجموعات "لينكد إن" (LinkedIn)؛ كما يمكن أن تطلب من الأشخاص الذين تعرفهم تقديمك للآخرين للتعرف إليهم.
5. اسعَ إلى ذلك عن قصد:
اذهب إلى المكان الذي يرتاده الأشخاص الذين تريد التعرف عليهم، سواءً من خلال الإنترنت، أم على أرض الواقع؛ كي تتفاعل وتبني علاقةً معهم.
شارك المحتوى القيِّم، وخُض محادثاتٍ شيقة معهم، وفكِّر في مقابلة الأشخاص القريبين ممَّن ترغب في التعرف إليهم، وحاول توطيد العلاقة معهم.
6. فكِّر على المدى البعيد:
يفتح التواصلُ الأبواب؛ لكنَّ العلاقات تُبرِمُ الصفقات.
لا يقتصر التواصل على تبادل بطاقات العمل والتواصل على "لينكد إن" (LinkedIn) فحسب؛ بل يصبح بناء شبكة مهنية قيِّماً أكثر عند إنشاء علاقاتٍ طويلة الأمد ومُربحةٍ للطرفين.
اعلم أنَّ العلاقات تستغرق وقتاً لبنائها؛ لذا، كُن صبورا، وابقَ على تواصلٍ مع الأشخاص الذين ترغب في إقامة علاقة وطيدة معهم.
7. واجِه الرفض:
"إذا لم تُرفَض يومياً، فإنَّ أهدافك ليست طموحةً بما يكفي" - كريس ديكسون (Chris Dixon).
عندما تمضي قدماً في أيِّ مجال من مجالات الحياة، ستواجه حتماً بعض الانتكاسات؛ وقد تواجه الكثير من الرفض في أثناء محاولة بناء شبكتك المهنية، فقد يتجاهل الناس مكالماتكَ وبريدك الإلكتروني، ويرفضون دعوات الاجتماع التي ترسلُها لهم؛ لكنَّ المحاولة والفشل أفضلُ بكثير من عدم المحاولة على الإطلاق؛ وعندما تحاول، يكون لديك -على الأقل- فرصة للنجاح.
لذا، تعلَّم من رفضك، وتحلَّ بالقوة للمتابعةِ عندما يحدث ذلك مرةً أخرى.
8. أصغِ:
إنَّ الإصغاء أحدُ أكثر المهارات قيمةً، ولكن كثيراً ما يتغاضى الناس عنه في الشبكات المهنية والأعمال التجارية، حيث يحبُّ الناس التحدث عن أنفسهم، ويشعرون بأنَّهم يُقدَّرون عندما تولي اهتماماً حقيقياً بما يقولون.
سيساعدك الإصغاء على التعرُّف على الأشخاص وتحدياتهم بشكل أفضل؛ ممَّا قد يؤدِّي في النهاية إلى علاقاتٍ مهنيةٍ أكثر إنتاجية.
لذا اطرح أسئلةً مفتوحة، وعبِّر عن اهتمامك وفضولك في حديثك مع الآخرين.
9. اسأل:
لن تعرف أبداً حتَّى تسأل، وستحصل في أغلبِ الأحيان على أكثرَ من الإجابة التي تريدها؛ لذا قدم نفسكَ للآخرين، واطلب موعداً من الأشخاص الذين تريدُ مقابلتهم، والتمس منهم النصيحة.
10. تابِع:
ابنِ سمعتكَ كشخصٍ يفي بوعوده باستمرار، ويتابعُ عملهُ عن كثب؛ لذا تابع من أجل ذلك الأشخاص الذين وعدوا بالقيام بشيءٍ من أجلك، مثل: متابعة رسائل البريد الإلكتروني التي ترسلها، والتي يجري تجاهلها؛ وافعل ما وعدت الآخرين به.
أضف تعليقاً