قصَّة نجاح اليوم هي عن "براين تريسي". تابعوا معنا المقال التالي لنتعرَّف أكثر على رحلة حياته.
من هو براين تريسي؟
وُلِدَ براين تريسي في عام 1944م، وينحدر من أصلٍ كندي، ويحمل الجنسية الأمريكية، وهو كاتبٌ ومؤلِّفٌ ومُحاضِرٌ أَلْهَمَ الملايين من الأشخاص حول العالم، وله الكثير من المُحاضَرَات في مجال النجاح في عالم الأعمال، وعشرات الكتب والصوتيات الأكثر شهرةً ومبيعاً على مستوى العالم في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، بالإضافة إلى كونه رجل أعمالٍ ناجح.
نشأة براين تريسي:
وُلِدَ تريسي في أربعينيات القرن الماضي في كندا في كنف أُسرَةٍ متواضعةٍ إلى حدٍّ ما، حيث لم تكن على هذا القدر من الثراء، ولم يُتابع تريسي تعليمه الأساسي لظروف عديدةٍ أغلبها ظروفٌ ماديَّة، فتوقَّف عند المرحلة الثانوية.
حياته العملية:
عِمَلَ تريسي في العديد من الوظائف البسيطة بعد أن تَرَك الدراسة، وعندما بَلَغَ العشرين من عمره قرَّر تغيير مسار حياته والانطلاق في رحلةٍ طويلةٍ حول العالم. وفعلاً سافر إلى العديد من البلدان حول العالم، حيث كانت أميركا هي وجهته الأولى، ثمَّ ما لبث أن تركها متَّجهاً إلى بريطانيا.
واتجه تريسي فيما بعد إلى فرنسا، حيث قضى فيها فترةً قصيرةً لمزاولة بعض الأعمال البسيطة، ثمَّ ذهب إلى أسبانيا وجزيرة جبل طارق، وهناك قرَّر أن يُسافر مع أصدقائه، واشترك معهم في شراء سيارة لاند روفر ليعبروا الصحراء الكبرى إلى جوهانسبرج في جنوب أفريقيا، والتي استقرَّ وعمل فيها لمدَّة سنتين.
عاد بعدها تريسي إلى لندن للعمل فيها أيضاً لبعض الوقت، ثمَّ اتجه إلى ألمانيا ليبدأ بعدها رحلته البريَّة التي عبرها خلال أوروبا وتركيا وإيران وباكستان والهند وماليزيا للوصول إلى سنغافورة، وبعدها اتجه إلى تايلاند وعمل هناك لمدَّة سنتين.
وقد استطاع تريسي خلال ثماني سنواتٍ أن يعمل في قرابة 80 دولة في أثناء فترة ترحاله وتنقُّلاته التي اكتسب من خلالها خبراتٍ واسعة، قرَّر بعدها أن يعود إلى بلاده مرَّةً أُخرى وقد بلغ الثلاثين من عمره.
نال تريسي من رحلاته الكثيرة مردوداً كبيراً من الخبرات، والتي أدَّت إلى تغيُّر شخصيَّته بشكلٍ كبير، حيث أصبحت معرفته واسعةً في العديد من المجالات، بما فيها: الاقتصاد والتجارة والفلسفة والتاريخ وطباع الشعوب، كما أصبح يُجيد التحدُّث بأربع لغات.
قرَّر ترايسي بعد ذلك أن يَدرُس في مجال إدارة الأعمال، حيث حصل على درجةٍ أكاديميَّةٍ في إدارة الأعمال، والتي استطاع من خلالها بالإضافة إلى ما يمتلكه من خبراتٍ أن يَحصل على وظيفةٍ تَرَقَّى من خلالها بشكلٍ سريعٍ ليصل إلى منصب إدارة العمليَّات، وقد أتاح له هذا المنصب الفرصة ليُلقِي على الموظَّفين في مُختَلَف الأقسام مُحاضراتٍ تحفيزية.
ومع الوقت، استطاع تريسي أن يَلفِت نظر العاملين معه وينال إعجابهم بسبب قدراته الخطابيَّة المتميِّزة وخبراته الواسعة في مجالات الإدارة والتخطيط والتنظيم، ممَّا مهَّد لهُ الطريق فيما بعد ليُقدِم على افتتاح شركته الخاصَّة في مجال التنمية البشريَّة.
شاهد بالفيديو: غيِّر حياتك للأفضل الجزء الأول "Brian Tracy" "براين تريسي"
تجربة براين تريسي مع الفشل:
لم يصل تريسي إلى ما هو عليه دون أن يتعرَّض إلى العديد من الصعوبات والعقبات في حياته، حيث فشل في الدراسة، وفشل في عبور الصحراء الكبرى لثلاث مرات، كما فشل في العديد من الوظائف الأولى التي عمل فيها. فقد عمل تريسي بدايةً في البيع وفشل في ذلك، وحين انتقل إلى الإدارة وقع في أخطاءٍ عديدة، وعندما كان يعمل في المبيعات كان يتساءل عن سبب إخفاقه في ذلك، بينما يُحقِّق غيره بالمُقابل نجاحاً على الرغم من أنَّ ظروف العمل واحدة.
قرَّر تريسي بعد ذلك أن يُغيِّر طريقة تفكيره، حيث بدأ بمقابلة الزملاء من البائعين الناجحين، ودراسة أساسيات البيع، فكان يضع كلَّ ما يكتشفه من أفكارٍ جديدةٍ موضع التنفيذ فوراً، وكان هذا هو سرّ نجاحه.
يقول برايان: "لقد كرَّرت الطريقة نفسها عندما أصبحت مدير مبيعات، فتتبعت ما يفعله مدراء المبيعات الناجحون، وفعلت مثلهم تماماً". ويُضيف: "إنَّ عملية التعلُّم هذه وتطبيق ما تعلَّمته غيَّرت مجرى حياتي، فقط تعلَّم ما يفعله الناجحون وافعل الأشياء نفسها إلى أن تحصل على النتائج نفسها".
وهكذا وصل تريسي إلى ما هو عليه الآن بعد أن تعلَّم من جميع إخفاقاته، وحوَّل تجربته مع الفشل إلى نجاحٍ على مستوى العالم.
بداية نجاح براين تريسي وإنجازاته:
بدأ براين تريسي في عام 1981 بتسجيل مجموعة مُحاضراتٍ صوتية، تتضمَّن نصائح تحفيزيَّةً في مُختَلَف نواحي الحياة، والتي كانت مختلفةً تماماً عمَّا كان سائداً في تلك المرحلة. وقد حقَّقت تلك الأشرطة نجاحاً منقطع النظير، وأُنتِجَت العشرات من المواد الصوتيَّة والمصوَّرة في مجال التحفيز الذاتي، ليُصبح تريسي بعدها واحداً من أشهر محاضري العالم في التنمية البشريَّة، والمُحاضِر التحفيزيَّ الأوَّل في مُعظم شركات الولايات المتَّحدة الأمريكيّة.
وخلال 30 عاماً من الخبرة كانت حصيلة تريسي:
- تأليف ما يزيد على 70 كتاباً تحفيزيَّاً، تُرجِمَ الكثير منها إلى عشرات اللغات ومنها اللغة العربيَّة، والتي حقَّقت جميعها نجاحاً هائلاً، وبيعت ملايين النُسَخ منها.
- أصبح تريسي رجل أعمالٍ ناجح، فمن ضمن خبراته العمليَّة: استيراد سيارات الدفع الرباعي ماركة "سوزوكي" من اليابان إلى كندا لتسويقها هناك، من خلال تأسيس 65 نقطة صيانةٍ لها في أنحاء كندا، محقِّقاً بذلك مبيعات تخطَّت الـ 25 مليون دولارٍ خلال عامين.
- يمتلك تريسي أكثر من 300 برنامجٍ مرئيٍّ ومسموعٍ للتدريب والتنمية من مُحاضراتٍ وكتبٍ ومقالاتٍ ونصائح، مع برامج تليفزيونيَّة وراديو، تُرجِمت إلى أكثر من 28 لغة، والتي تُعدُّ من أكبر سلاسل المُحاضرات التنمويَّة مبيعاً في العالم.
- حَصَلَ على لَقَب أفضل كاتبٍ حقَّق مبيعاتٍ من بيع كتبه.
- أصبح تريسي مُستشاراً لـ 1000 شركةٍ من أكبر شركات العالم.
- سجَّل أكثر من 5000 محاضرة حول العالم.
أفضل كتب براين تريسي:
أصدر بريان تريسي العديد من الكتب التي لاقت نجاحاً واسعاً، وإليكم أشهر هذه الكتب:
- كتاب "ابدأ بالأهمِّ ولو كان صعباً (التهم هذا الضفدع)".
- كتاب "ارسم مستقبلك بنفسك".
- كتاب "علِّم نفسك النجاح".
- كتاب "قوَّة السحر والتأثير في الآخرين".
- كتاب "الانضباط الذاتي".
- كتاب "اللحظة الفاصلة".
- كتاب "100 قانونٍ حصين لنجاح الأعمال".
- كتاب "غيِّر تفكيرك، غيِّر حياتك".
- كتاب "21 سراً لمليونيرات صنعوا أنفسهم".
- كتاب "نقطة التركيز".
- كتاب "التفويض والإشراف".
- كتاب "كيف تصبح ثريَّاً بطريقتك الخاصَّة".
- كتاب "المفاتيح العشرة للنجاح في المبيعات".
- كتاب "سيكولوجية البيع".
أشهر أقوال براين تريسي:
- إنَّ الجنون هو الاستمرار في فعل الأشياء نفسها مع توقُّع نتائج مُختلفة، وهذا ببساطةٍ مستحيلٌ فعلاً.
- عندما تزداد ثقتك بنفسك سوف تتعامل بشكلٍ أكثر كفاءةً مع المُشكلات والصِعاب الحتميَّة التي تَحدُث في الحياة اليوميَّة، وسوف تُفكِّر باستمرارٍ مستهدفاً الوصول إلى حلول.
- الحقيقة هي أنَّك إذا نمَّيت صفة الثقة بالنفس، فإنَّ عالمك كلَّه سوف يُصبح مُختلفاً.
- عليك تحديد الأهداف، ووضع الخُطَط، وتنظيم حياتك بصورةٍ تتناسب مع الأشياء التي تُريد القيام بها بالفعل، وامتلاك أعظم أدواتٍ لإدارة الوقت.
- إنَّ مهارتك الأهمَّ والتي تتقاضى مُقابلها أعلى أجرٍ هي قُدرتك على التفكير.
- سوف تَمُرُّ بشعورٍ عميقٍ من القوَّة الشخصيَّة يؤهِّلك لتتعامل بصدقٍ وبحريَّةٍ وبثقةٍ كاملةٍ بالنفس في كلِّ موقفٍ تتعرَّض إليه تقريباً.
- عندما تزداد ثقتك بنفسك تُصبح أكثر شجاعةً وإبداعاً، واستعداداً لتجربة أفكار وطرائق جديدةٍ ومُختلفةٍ لفعل الأشياء، وستُصبح أكثر قُدرةً على تجربة بدائل تنطوي على مزيدٍ من المُجازفة غير المُعتادة.
- الشيء الوحيد الذي يَحُوْل بينك وبين حياتك الرائعة المُمكنة هو الخوف بكلِّ أنواعه.
- أكبر مَضْيَعَةٍ للوقت هو البدء بالعمل بدون أهداف محدَّدةٍ وواضحة.
- تأتي السعادة والنجاح الحقيقي من عيش الحياة في انسجامٍ مع القوانين التي تحكم وجودك.
- استعد لتُكرِّس نفسك قلباً وقالباً من أجل تحقيق المشروعات التي تكتفي الآن بالتفكير فيها.
- تبيَّنَ أنَّ كلَّ رجلٍ أو امرأةٍ من الذين حقَّقوا شيئاً استثنائياً يمتلكون ثقةً كبيرةً بالنفس، مُقارنةً بالأفراد العاديين.
- إنَّ مسؤوليتك الكبيرة تجاه نفسك وتجاه الآخرين هي أن تَعثُر على تلك المهمَّة الخاصَّة التي خُلِقتَ على هذه الأرض لكي تُنجِزَهَا.
- إنَّ قانون السبب والنتيجة يُخبرنا بأنَّنا إذا كنا نُريد أن نستمتع بتأثير الثقة العالية بالنفس، فكلُّ ما ينبغي لنا فعله هو أن نأخُذ بالأسباب التي تؤدِّي إلى زيادة الثقة بالنفس.
- قَبلَ أن تتأهَّب لمُغامرة الحياة الكبيرة، عليك أن تُقرِّر إلى أين تودُّ الوصول.
- إنَّ الثقة بالنفس عَادَةٌ يُمكنك أن تُنمِّيها عبر التصرُّف كما لو كنت تملك بالفعل الثقة التي ترغب بالحصول عليها.
- مثل السيارة ذات العجلات المتوازية بدقَّة، والتي تسير بسهولةٍ وسُرعة؛ ستُبلي في الحياة بشكلٍ أفضل إذا وازنت بين أفكارك ومشاعرك وعواطفك وأهدافك وقيمك.
أضف تعليقاً