الأنشطة المدرسية:
تأتي المدرسة في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد الأسرة، في تنشئة الجيل علمياً وتربوياً، وزرع القيم والأخلاق فيه، وصقل شخصيته، وتنمية المهارات والمواهب لديه، لذا لا بد من احتواء المدارس على كافة الأنشطة والوسائل التي تدعم نمو الطفل العقلي والنفسي والجسدي.
سنتناول فيما يلي دور كل من النشاط المدرسي والمكتبة المدرسية والرحلات المدرسية في العملية التعليمية والتربوية.
مفهوم النشاط المدرسي:
يُعد النشاط المدرسي عنصراً هاماً من عناصر العملية التربوية، وهو مجموعة البرامج والأنشطة التفاعلية والممارسات والمشروعات، التي تُنفذ بإشراف وتوجيه المدرسة، وقد تتعلق هذه الأنشطة بالمواد الدراسية، أو بجوانب اجتماعية، أو بنواحي عملية كالرياضة، أو فنية كالمسرح والموسيقى. يُمارس الطلاب النشاط المدرسي بمحبة ومتعة وميل تلقائي، وقد يكون النشاط المدرسي داخل المدرسة أو خارجها.
ما هي أهداف النشاط المدرسي؟
يهدف النشاط المدرسي إلى:
- اكتشاف مواهب الطلاب وتنميتها، وتوجيهها بالشكل السليم.
- معالجة بعض السلوكيات الخاطئة لدى الطالب.
- مساعدة الطالب في التخلص من الخجل والانطواء والتردد.
- تدريب الطالب على الثقة بالنفس، واكتساب مهارات التعبير عن النفس، ومهارات التواصل والتكلم أمام الجمهور، وتعزيز صفة القيادة لديه.
- تنمية روح الفريق لدى الطلاب، وتعزيز التعاون والمشاركة لديهم.
- غرس القيم والمبادئ السليمة من احترام الآخر، وحب الوطن، والصدق، والأمانة.
- تحقيق المتعة للطالب والخروج من روتين المدرسة، وبالتالي تحبيبه في الدراسة والمدرسة، مما ينعكس إيجاباً على تحصيله العلمي.
- ترسيخ المعلومات الدراسية في ذهن الطالب.
- للأنشطة المدرسية دور إيجابي في بناء البنية الجسدية السليمة للطالب.
- تفريغ طاقات الطالب، وتعبئة أوقات فراغه، وتعليمه استثمار وقته بالشكل السليم.
- تُقوي الأنشطة المدرسية العلاقة بين المعلم والطالب، وبين الطالب وزملائه، وعائلته، ومجتمعه.
الأنشطة المدرسية ودورها في تنمية الشخصية:
تلعب الأنشطة المدرسية دوراً هاماً في بناء شخصية الطالب، وتنميتها وصقلها بالشكل الصحيح، من خلال تنمية ثقته في نفسه والتعبير عن رأيه وتمتعه بروح المبادرة، والتخلص من الخوف والرهاب الاجتماعي، وتدريبه على التفاعل والتعاون والمشاركة مع غيره، واكتشاف مواهبه وميوله التي يُبدع فيها، وتدريبه على مواجهة المواقف الحياتية الصعبة والتعامل معها، وتنمية سمات القيادة لديه.
أنواع الأنشطة المدرسية:
للأنشطة المدرسية عدة أنواع، وهي:
- أنشطة فنية: مثل أنشطة المسرح والتمثيل والغناء والموسيقا والشعر والإذاعة المدرسية.
- أنشطة رياضية: مثل المسابقات الرياضية والمباريات.
- أنشطة ثقافية واجتماعية: كقراءة الكتب من مكتبة المدرسة، والمشاركة في المسابقات والاحتفالات، والندوات والمحاضرات والمناظرات، وحضور المسرحيات والسينما.
- أنشطة علمية: إجراء التجارب العلمية والمسابقات ذات المواضيع العلمية.
- أنشطة ترفيهية: الرحلات المدرسية، والكشافة.
- أنشطة تطوعية: تنظيف المدرسة، والشارع، والحديقة، وغرس الأشجار.
دور المعلم في تنمية الأنشطة المدرسية:
للمعلم دور رئيس في تنمية الأنشطة المدرسية:
- المسؤول عن خلق البيئة المناسبة لمشاركة الطلاب في الأنشطة.
- تشجيع الطلاب على المشاركة في الأنشطة، وتوعيتهم بأهميتها، وأهدافها وأنواعها، وكيفية اختيار ما يُلائم ميولهم ورغباتهم.
- يُركز المعلم على الطالب الموهوب، ومحاولة إيصاله لجهات عليا تتبنى موهبته.
- التنويع في الأنشطة لتتلاءم مع ميول واهتمامات أكبر عدد من الطلاب.
- تأمين احتياجات الأنشطة ولوازمها، والاستفادة القصوى من إمكانيات المدرسة.
- اكتشاف نقاط الضعف في تنفيذ الأنشطة وتلافيها.
- وضع برنامج زمني للأنشطة بحيث لا تتعارض أوقاتها.
- رفع التقارير عن الأنشطة المدرسية للإدارة.
أمثلة عن الأنشطة التعليمية في رياض الأطفال:
تُعد رياض الأطفال مؤسسات تعليمية مصغرة، يذهب إليها الطفل في سن 3 إلى 5 سنوات، من أجل تهيئته لدخول المدارس، ويتميز الطفل في هذه المرحلة العمرية؛ بالنشاط الكبير والاستعداد للاستيعاب وتعلم أي شيء، إذ يتوجب تعليمه مهارات معينة استعداداً لدخول المدرسة، كتعلم الحروف وتعلم الأرقام، وتعلم الكلام والإصغاء، واكتساب العادات الصحية، والتعرف على أضرار العادات السيئة.
من أبرز الأنشطة التعليمية للطفل في مرحلة رياض الأطفال:
- نشاط شجرة الحروف والكلمات: الهدف من نشاط شجرة الحروف والكلمات، هو تعليم الطفل التمييز بين الحروف وأشكالها، والقدرة على إخراج بعض الكلمات، ولو بشكل مبسط.
- لعبة المكعبات المكتوب عليها حروف: تعليم الطفل تكوين الكلمات من خلال تجميع المكعبات، وأول ما يتم تعليمه للطفل هو تجميع اسمه واسم والده ووالدته.
- نشاط تمييز الحروف بالألوان: يتم منح كل حرف لون، بحيث يتعرف الطفل على الحروف من خلال الألوان.
- نشاط تخمين الحرف الأول: توضع ملصقات حروف جاهزة أمام الطفل، ويُطلب منه البحث عن أشياء تبدأ بهذه الحروف، وأن يضع الملصقات عليها، كأن يضع حرف الميم على المسطرة وهكذا.
- نشاط زراعة نبات: يهدف نشاط الزراعة تعليم الطفل تحمل المسؤولية من خلال الاهتمام بالنبات ومتابعته.
أهمية الأنشطة المدرسية:
الأنشطة المدرسية هي مجموعة من الممارسات التي تنظمها المدرسة يقبل عليه الطالب بشكل اختياري، وبرغبة منه ما يساعد على تحقيق أهدافًا تربوية، وتعليمية معينة فيكتسب الطالب من خلال هذه الأنشطة المزيد من العلوم والخبرات والمهارات، فيما يلي سنتعرف بشكل أوضح على أهمية الأنشطة المدرسية:
1. الأنشطة المدرسية فعّلت دور المنهاج الدراسي:
يعاني الطلاب من صعوبة دراسة المناهج الدراسية، كما أنّ الكثير منهم يحفظون المواد المطلوبة دون أن يفهموا المعلومات الواردة بها، وهنا جاءت الأنشطة المدرسية كرديف تعليمي إلى جانب المنهاج ما ساعد الطلاب على استيعاب المعلومات الواردة في الكتب، وحفظ أكثر المواد صعوبة وتعقيد.
2. الأنشطة المدرسية حقّقت التعليم الذاتي:
المنهاج الدراسي يُقدّم كل ما يحتاجه الطالب من معارف وعلوم لكن الأنشطة المدرسية سمحت له أن يتعلّم بشكل ذاتي، أي وفّرت له المجال ليكتشف العالم المحيط به ما ساعده على اكتساب قدر كبير من المعارف الجديدة، والمهارات، والمفاهيم، والاتجاهات، والقيم، والتجارب.
3. الأنشطة المدرسية تشبع رغبات الطالب:
في الحقيقة إنّ ممارسة الأنشطة أعطى الطالب الفرصة الكافية لاختيار نوع النشاط الذي يفضله، ويحبّ أن يكتشفه، ويجد فيه متنفسًا لطاقاته بغض النظر عمّا إذا كان هذا النشاط ذهني أو بدني، وبذلك ساعدت الأنشطة المدرسية على إشباع رغبات الطالب ودفعه إلى تحقيق المزيد من النجاح والتفوق.
4. الأنشطة المدرسية شجّعت على التجريب:
لسنين طويلة كانت تعتمد العملية التعليمية على الحفظ فقط دون الاهتمام بالجانب العملي، ما تسبّب في تراجع مستويات الطالب الذهنية والإبداعية إلى أن أتت الأنشطة المدرسية التي مثّلت الجانب العملي في التعليم فشجّعت على القيام بالتجارب بغية التوصل إلى الحلول ما أسهم بشكل كبير في تنمية حسّ الإبداع عند الطلاب.
5. الأنشطة المدرسية نمّت المهارات الأساسية للتعلم:
لعبت الأنشطة المدرسية دورًا هامًا وربّما أساسيًا في تنمية المهارات الأساسية للتعليم من قراءة، وكتابة، واستماع، وحوار، وتفكير، ومشاهدة، وتحليل، ومقارنة، وغيرها ما سهّل عملية التعليم وفهم المنهاج الدراسي، كما أنّ الأنشطة المدرسية جعلت الطالب يعتمد على نفسه بشكل كبير ما ساعد على تنمية ثقته بنفسه.
6. الأنشطة المدرسية أسهمت في القضاء على وقت الفراغ:
تعمل الأنشطة المدرسية على تنظيم وقت الطالب، فبدلًا من قضاء أوقات الفراغ في اللعب واللهو فقط أسهمت في استغلاله بما يعود عليه بالنفع والفائدة، فمن خلال الأنشطة تمكن من فهم واستيعاب المعلومات الغامضة واكتشاف العالم المحيط به واكتساب الخبرات وتنمية المهارات.
شاهد بالفيديو: فوائد التعلم باللعب للأطفال
مكتبة المدرسة:
تعريف المكتبة المدرسية:
مكتبة المدرسة هي مكان يحتوي على مجموعة مُنظّمة من الكتب ومصادر المعرفة المتاحة لجميع الطالب من أجل البحث، والاطلاع، والاستعارة. وهي أيضاً مكان مخصص للقراءة والاطلاع، يوجد فيه العديد من الكتب والمراجع والمجلات والمجلدات، التي تكون مرتبة ترتيباً يُسهل عملية البحث، ومنها ما يتصل بالمنهج الدراسي، ومنها ما يتصل بموضوعات مختلفة كالأدب واللغات والشعر والفن والطب والروايات وغيرها.
تتواجد المكتبة في كل مدرسة، وتُقدم خدماتها للطلاب وللمعلمين على حدٍّ سواء، ويتم إدارة المكتبات من قبل أمناء مكتبات متفرغين لهذا العمل، ومؤهلين ومختصين في مجال المكتبات.
أهمية المدرسة المكتبية:
- سهّلت المكتبة المدرسية على الطالب الوصول إلى مصادر المعلومات اللازمة لإجراء الدراسات، والبحوث المطلوبة.
- أسهمت المكتبة المدرسية بما تحتويه من معلومات مهمة على توسيع مدارك الطالب، وزيادة ثقافته بمختلف أنواع العلوم من أدب وفن وغيرها.
- أتاحت المكتبة المدرسية الفرصة لفهم المنهاج الدراسي بشكل أفضل، وذلك لما تحتوي رفوفها من كتب ومصادر علمية هامة.
- سمحت المكتبة المدرسية لعشاق القراءة أن يمارسوا هوايتهم في قراءة الكتب المتنوعة، حيث تضم المكتب مجموعة ضخمة من القصص والروايات.
- وجود المكتبة في المدرسة يغرس عادة قراءة الكتب في نفوس الطلاب، وتعلمهم كيف يتعاملون مع تصنيفات الكتب والمخطوطات بسهولة.
ما هي خدمات المكتبة المدرسية؟
توفر المكتبة المدرسية العديد من الخدمات لكلٍّ من الطالب والمعلم، مثل:
- الاطلاع الداخلي على الكتب.
- استعارة الكتب.
- توفير الكتب التي تدعم المنهاج الدراسي.
- تنظيم المسابقات والندوات والمعارض الثقافية.
- تكوين جماعات أصدقاء المكتبة.
- إعداد أدلة إرشادية وإعلامية عن المكتبة.
- مساعدة أمين المكتبة للطلاب في البحث وإيجاد ما يريدون.
وظائف وأهداف المكتبة المدرسية:
تتحدد وظائف المكتبة المدرسية بما يلي:
- توفير المصادر التعليمية ودعم المناهج الدراسية.
- تنمية عادة القراءة والاطلاع لدى الطلاب، وتشجيعهم على البحث وعدم الاكتفاء بالمقرر الدراسي.
- الارتقاء بالمستوى الثقافي للطلاب.
- تنمية مهارات ومعلومات المعلمين.
كيف يمكن لمكتبة المدرسة ان تساهم في تطوير العملية التربوية؟
تُساهم المكتبة المدرسية في تطوير العملية التربوية من خلال:
- إكساب الطالب -من خلال ارتياده المكتبة المدرسية- مهارة التعلم الذاتي الذي هو أحد أهداف العملية التربوية.
- غرس عادة البحث والمطالعة الحرة لدى الطالب، وجعلها جزءاً من حياته.
- تنمية شخصية الطالب وتوسيع مداركه، وإكسابه عادات وقيم اجتماعية وثقافية.
- تعليم الطالب مواقف حياتية من الاطلاع على تجارب وخبرات العلماء والأدباء.
- دعم الأنشطة التربوية المتعلقة بالتأليف والاختبارات والرسم والخط.
- إنشاء جيل قارئ قادر على الإبداع والابتكار في المستقبل.
محتويات المكتبة المدرسية:
تحتوي مكتبة المدرسة على ما يلي:
- الكتب والمجلدات والمراجع والمصادر والروايات.
- التجهيزات والأثاث، من طاولات وكراسي ومكتبات تحوي رفوفاً توضع الكتب عليها.
- أجهزة حاسب آلي.
أفكار لتطوير المكتبات المدرسية:
يمكن لأمين المكتبة تطوير المكتبة المدرسية من خلال:
- الاهتمام بمظهر المكتبة، بحيث يكون جذاب ومريح وهادئ.
- ترتيب محتويات الكتب وتسجيل وتصنيف الكتب، بشكلٍ يُسهّل عملية البحث عن الكتب.
- أن يتم الإعلان عن محتويات المكتبة، وعن كل جديدٍ يصل إليها، من خلال تصوير أغلفة الكتب مع بعض المعلومات عن مضمونها.
- تنظيم المسابقات الثقافية ضمن المدرسة أو مع المدارس المجاورة.
- تعليق الشعارات التي تحثُّ على القراءة؛ مثل: "الكتب؛ طعام الفكر"، و"خير جليس في الأنام؛ كتاب".
- اختيار أمناء مكتبة مؤهلين وأخصائيين في المكتبات والمعلومات والإعلان والإعلام العلمي.
- أن تمنح إدارة المدرسة صلاحيات قوية لأمناء المكتبة، وتوفر لهم كل ما يطلبون من لوازم للمكتبة.
- تطوير أساليب عمل المكتبة المدرسية، بإستخدام تقنيات الحاسوب وشبكات المعلومات.
- أن يتم تعديل المناهج الدراسية بحيث تكون المكتبة جزءاً أساسياً في العملية التعليمية.
قوانين وإرشادات استخدام المكتبة المدرسية:
- عدم العبث بمرافق المكتبة وأثاثها وكتبها.
- الحرص على إرجاع الكتب التي يتم استعارتها في الموعد المحدّد.
- المكتبة ليست مكانًا للأحاديث لذا التزم الصمت في المكتبة.
- وضع الكتب بعد الانتهاء من قراءته في المكان المُخصّص له.
- عدم رمي الأوساخ على أرض المكتبة.
- عدم الكتابة على الكتب التي تستعيرها من المكتبة.
- القراءة بصمت خلال التواجد في المكتبة حتى لا تزعج الآخرين.
- الطلب من الأمين المسؤول تسجيل اسمك من ضمن رواد المكتبة.
- التزام بالهدوء التام خلال التواجد في المكتبة.
- عدم تناول الطعام والشراب والحفاظ على نظافة المكان.
التعليم عن طريق اللعب:
يقول علماء علم النفس أنّ اللعب هو الطريقة المثالية للتدريس عبر أساليب تعليمية عملية وتفاعلية، لذا يمكننا أن نستغل حب الطلاب للعب واللهو في توصيل المعلومات التي يصعب عليهم فهمها واستيعابها، فيما يلي سنستعرض أهم الألعاب المدرسية التي يمكن الاستعانة بها خلال التعليم.
1. استخدام التطبيقات التعليمية:
تلجأ بعض المدارس إلى استخدام التطبيقات التعليمية مثل عروض الباور بوينت والرسوم التوضيحية المتوفرة على شبكة الإنترنت، حيث تعمل هذه التطبيقات على زيادة قدرة الطالب على التركيز ما يساعده على فهم المواد الدراسية ذات المعلومات الجامدة واكتساب مهارات جديدة، فضلًا عن المتعة التي سيشعر بها الطالب خلال استخدام هذه التطبيقات.
2. التدريس من خلال الطعام:
يستخدم المعلم أصناف الطعام في شرح الدروس بطريقة مبسطة، حيث يعرفهم في البداية على الألوان من خلال ألوان الفاكهة والخضروات، ويعلمهم عدّ الأرقام من خلال عدّ أنواع الفاكهة الموجودة أمامهم، كما ويمكن من خلال الشرح تعريفهم بفوائدها ومواسمها، هذه الطريقة تستخدم بشكل كبير في مرحلة رياض الأطفال نظرًا لسهولتها في توضيح المعلومة.
3. حيلة التمثيل:
الأطفال بفطرتهم يحبّون مشاهدة الأفلام الكرتونية والمسرحيات، لذلك تسعى المدرسة لاستغلال هذا الأمر في العملية التعليمية وتقوم باختيار فيلمًا أو مسرحية للقصة التي يدرسها وتعرضها أمامه، مثلًا يعرضون أمام الأطفال فيلم لرحلة في جسم الإنسان بدلًا من دراستهم له بشكل نظري، وهذا ما يساعد على حفظ ما يتم عرضه وتثبيت المعلومات في أذهانهم بشكل أفضل.
4. التدريس عن طريق التجربة:
من أهم طرق التدريس على الإطلاق حيث يستخدم المدرس التجربة العملية لشرح أي معلومة صعبة ومعقدة، مثلًا يقوم المعلم والطلاب بزراعة أحد البقوليات في المختبر ومراقبة عملية نموها يوميًا، كما يقوم المعلّم بشرح كيف تطفو الأجسام في الماء من خلال التجربة أمام الطلاب ما يساعد على فهم الدرس بشكل أفضل.
شاهد بالفيديو: 12 طريقة لتحفيز الطلاب
الرحلات المدرسية:
تُعد الرحلات المدرسية واحدةً من أهم وسائل الترفيه عند الطالب، وهي خروج الطلاب من المدرسة بشكلٍ جماعيٍّ ومنظّم، وهناك عدة أنواع للرحلات المدرسية حسب الهدف منها، فقد تكون الرحلات المدرسية:
- رحلات ثقافية (زيارة المتاحف الأثرية).
- أو رحلات تعليمية (زيارة المعامل والمصانع الطبية).
- أو رحلات ترفيهية (زيارة حديقة الحيوانات أو مكان طبيعي).
- أو رحلات فنية (زيارة مسارح).
- أو رحلات دينية (زيارة المساجد والكنائس).
- أو رحلات خيرية (زيارة المرضى ودور الأيتام).
ما هي فوائد الرحلات المدرسية؟
يؤكد الخبراء التربويون على أهمية الرحلات المدرسية وضرورة إتاحتها للطالب، لما لها من فوائد إيجابية عليه، مثل:
- التخلص من الضغوط المتراكمة، وكسر الروتين، وتغيير الجو المدرسي للطالب، وإشعاره بالمرح والإثارة وتجديد طاقته وحيويته، مما يؤدي إلى رفع مستوى تحصيله العلمي.
- تنمية وتطوير شخصية الطالب، من خلال تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، والتصرف حيال المواقف التي يتعرض لها أثناء الرحلة بمفرده، دون الاعتماد على أهله.
- تقوية روح المغامرة لديه، وإكسابه الشجاعة والإقدام.
- تحسين الملاحظة لديه والقدرة على الاكتشاف والاستطلاع.
- تنمية مهارات تواصله مع الآخرين، وتحسين علاقاته الاجتماعية.
- توسيع آفاقه ومداركه، من خلال المشاهدات والتجارب الحسية التي تحويها الرحلة.
- يصنع الطلاب من خلال الرحلات ذكريات جميلة مع زملائهم مدى الحياة، مما يُحببهم في المدرسة أكثر.
ما هي سلبيات الرحلات المدرسية؟
ولكن رغم الإيجابيات التي تحققها الرحلات المدرسية، فإنَّها تنطوي على بعض السلبيات، مثل:
- تعرض بعض الطلاب للأذى، إذ قد تفتقد بعض الرحلات للتخطيط والتحضير الجيد، وغياب عناصر الأمان والسلامة أو تقصير مشرفي الرحلة في متابعة الطلاب.
- قلق الأهالي على أولادهم طوال فترة الرحلة.
- قد تكون الرحلة مُكلفة من الناحية المادية بالنسبة لبعض الطلاب.
دور الاخصائي الاجتماعي في الرحلات المدرسية:
يتمثل دور الأخصائي الاجتماعي في الرحلات المدرسية بما يلي:
- إعداد الرحلة: إنَّ قيام الأخصائي الاجتماعي بالإعداد للرحلة قبل موعدها بوقتٍ كافٍ، من الأمور الهامة في نجاح الرحلة وعدم حدوث الأخطاء، ففي هذه المرحلة:
- يُراعي الأخصائي الاجتماعي أعمار الطلاب وثقافتهم وجنسهم لاختيار مكان الرحلة المناسب لهم، وأن يُحدد الغرض من الرحلة، وأن يأخذ بعين الاعتبار رغبتهم وقدرتهم المالية.
- يُحدد الأخصائي مكان وموعد الرحلة، ويُعلم الطلاب به.
- يأخذ الأخصائي موافقة أولياء الأمور على إرسال ابنهم إلى الرحلة، خاصة إذا كان الطالب صغير السن، وذلك من خلال "نموذج موافقة" يُرسل للأهالي يتضمن معلومات الرحلة بالتفصيل، ويطلب فيه توضيح الموافقة بشكلٍ واضحٍ وصريح.
- تنفيذ الرحلة: يقوم الأخصائي في مرحلة تنفيذ الرحلة، بإلقاء نظرة فاحصة أخيرة قبل الانطلاق؛ (هل هناك أحد مريض؟، هل اللباس مناسب؟، هل التموين والمواد كافية؟)، ويُوضح للطلاب الإرشادات والتعليمات وقواعد الأمان التي يجب اتباعها لسلامتهم. وخلال الرحلة يقوم الأخصائي بمتابعة شؤون الطلاب، وتسيير الجماعة مع بعضها أثناء الرحلة، وتفقد الطلاب بعد كل محطة يتوقفون فيها، وفي حال توقع الأخصائي تأخر الرحلة عن موعد العودة لسبب ما، يقوم بإخبار المدرسة بأسرع ما يمكن، وذلك لإخبار أولياء الأمور وطمأنتهم.
- تقييم الرحلة: يقوم الأخصائي بعد انتهاء الرحلة بتقييمها، ورفع تقرير عنها للإدارة، وما حققته الرحلة من أهداف، وكيفية تعاون الطلاب وتحملهم المسؤولية، وما هي العقبات التي صادفت الرحلة لتلافيها في الرحلات القادمة.
خطة للرحلات المدرسية:
يجب أن يتضمن برنامج أو خطة الرحلة المدرسية كافة تفاصيل الرحلة منذ بدايتها ولغاية تسليم الطلاب لأهاليهم:
- كتحديد وجهة الرحلة حسب عدة عوامل (الهدف من الرحلة، أعمار وثقافات الطلاب، ووضعهم المالي)، وتحديد الحافلات التي ستنقل الطلاب والتأكد من صلاحيتها للرحلة، والتركيز على تعريف الطلاب بأهداف الرحلة، والتعليمات التي يجب التقيد بها لضمان سير مجريات الرحلة كما هو مخطط لها.
- كما تتضمن خطة الرحلة مواعيد ومكان الانطلاق والعودة، ومواعيد تناول الوجبات وأماكن قضائها، وأسماء الأخصائيين والمشرفين المسؤولين عن الرحلة، وإجراءات التنسيق مع جهات معينة في حال كانت الرحلة تخص مواقع تعليمية رسمية.
- وتتضمن الخطة قواعد السلامة والأمان المطلوبة للمحافظة على سلامة الطلاب، وإرسال استمارات موافقة لأولياء الأمور لأخذ موافقتهم خطياً على الرحلة.
فوائد الرحلات المدرسية الترفيهية:
هي الرحلات الميدانية أو الترفيهية التي تُنظّمها المدرسة للطلاب، والجدير بالذكر أنّها جزء لا يتجزأ من العملية التربوية والتعليمية بالمدرسة، أما أهمية هذه الرحلات تتجلّى في النقاط التالية:
- توطيد علاقات الصداقة بين الطلاب: تخلق الرحلات المدرسية الفرصة لكي يتعرّف الطلاب على بعضهم البعض خارج حدود الصف ما يدعم الروابط فيما بينهم، ويحسّن العلاقة بينهم وبين المعلمين، فضلًا على أنّ الرحلات تساعد على التعرّف على أصدقاء جدد من الصفوف الأخرى.
- إكمال العملية التربوية والتعليمية: تساعد الرحلات المدرسية الميدانية على تعزيز مبدأ التعلم الذاتي والتعلم بالملاحظة المباشرة، وإدراك العلاقات بين مكونات البيئة ما يجعل عملية التعلّم أكثر متعة، وفي نفس الوقت تسهل على الطالب فهم المعلومات الواردة في المنهج الدراسي.
- تُخفّف الضغوط النفسية: يعاني الطالب خلال العام الدراسي من ضغوطات نفسية كبيرة بسبب كثرة المواد المطلوب حفظها، وكثرة الامتحانات الدورية، فتأتي الرحلة المدرسية لترفه عنه ولتخرجه من أجواء الدراسة ما يجعله بحالة نفسية أفضل، وكل ذلك ينعكس إيجابيًا على تحصيله العلمي.
- تعرّفه على معالم بلده: كما تحدّثنا مسبقًا أنّ الرحلات المدرسية جزء من العملية التعليمية، ومن خلالها يتعرّف الطالب على معالم بلده التاريخية عند زيارته للمواقع الأثرية والمتاحف، ويتعرّف أيضًا على المعالم الجغرافية من جبال ووديان وبحار ما يعمق هويته الوطنية.
كيفية تنظيم الرحلات المدرسية الترفيهية:
- يجب على الطالب أن يلتزم بالهدوء التام، والانضباط خلال الرحلات التعليمية.
- على الطالب أن يلتزم بتعليمات مشرف الرحلة، وذلك حفاظًا على سلامته وسلامة زملائه.
- الالتزام في ارتداء الملابس المدرسية خلال الرحلات التعليمية.
- عدم الابتعاد عن الأصدقاء خلال الرحلة حتى لا يضل طريق العودة.
- يجب على الطالب كتابة معلوماته الشخصية على ورقة ووضعها في حقيبته.
الصداقة في المدرسة:
تُشكّل علاقات الصداقة في المدرسة محورًا هامًا في حياة الطالب، لكن وللأسف الكثير من الطلاب يواجهون صعوبة التعرّف على أصدقاء جدد ما يجعلهم يعيشون بوحدة وعزلة طوال فترة تواجدهم في المدرسة، ومن أجل ذلك وضع الخبراء جملة من النصائح التي تساعد على تكوين الصداقات في المدرسة.
- حاول أن تتصرّف على طبيعتك في علاقتك مع زملائك، ولا تحاول التصنّع أو التكلّف أو أن تغيّر شخصيتك، فهذا سيساعد على تكوين صداقات قوية.
- الطلاب يُحبّون دومًا الطالب المتفوّق فهم يعتبرونه مثالهم الأعلى ويحاولون التقرّب منه، لذا احرص على تنمية قدراتك ومعارفك حتى تكسب محبة زملائك.
- الجميع يحبّ الشخص المرح الذي ينشر السرور والسعادة أينما حلّ، لذا حاول أن تحافظ على بشاشة وجهك، وعلى روحك المرحة حتى تنجح في تكوين علاقات صداقة.
- لا تنعزل عن محيطك الاجتماعي، واحرص على المشاركة في الأنشطة التي تنظمها المدرسة كالمسابقات، والحفلات فهي ستهيئ لك الفرصة للتعرّف على أصدقاء جدد.
- تعامل مع زملائك في المدرسة بحب واحترام ومودة، واحذر من أن تعاملهم بعنصرية أو بطبقية، التزامك بما سبق سيضمن لك تكوين علاقات صداقة.
- من المهم جدًا أن تحافظ على نظافتك الشخصية ونظافة ملابسك حتى يأخذ عنك الجميع انطباع إيجابي، كما أن المظهر الأنيق يسهل عليك التقرب من زملائك لتكوين علاقة صداقة معهم.
- لا تتعامل بغرور أو تكبر حتى لا تفقد محبّة زملائك، بل تعامل معهم بتواضع وقدّم لهم يد العون والمساعدة، بذلك ستنجح في توطيد علاقة الصداقة معهم.
- احترم خصوصية زملائك بالصف ولا تفشي أسرارهم الخاصة، بل كن الصديق الوفي المخلص حتى تتمكّن من كسب محبة كل من حولك وتكسب صداقتهم.
- لا تنتظر أن يبادروك الطلاب في الحديث بل خذ زمام المبادرة وتعرّف على كل الطلاب الموجودين في صفك، سيخلق هذا نوع من الألفة فيما بينكم ما يسهل عليك الطريق للتعرّف عليهم.
- ابتعد عن الغيبة، والنميمة، والكذب، وتشويه الحقائق فهذه صفات سيئة تضرّ صاحبها، وكن مثال عن الطالب الصادق والوفي والمخلص، بذلك ستتمكّن من كسب محبة وصداقة كل من حولك.
- تجنّب السخرية على الطلاب الفقراء، أو الذين يعانون من تشوّهات خلقية، أو الكسالى، واحرص على مناداة الشخص باسمه، سيعزّز هذا مكانك عنده وستستطيع أن تكوّن علاقة صداقة معه.
في الختام: الأنشطة المدرسية جزء من العملية التعليمية
نتوصل مما سبق أنّ الأنشطة المدرسية جزء من العملية التعليمية وبدونها لا يستطيع المعلّم أن يوصل المعلومة إلى الطالب بالطريقة الصحيحة، وكلما كانت الأنشطة المدرسية فعّالة كلما استطاعت المدرسة أن تخرّج طلاب متفوقين وناجحين.
وبنظرة سريعة للدول التي حققت تقدماً لافتاً (كالسويد مثلاً) رغم عدم امتلاكها الثروات الطبيعية، نجد أنَّ سر نجاحها هو الاستثمار في الإنسان من خلال الاهتمام بالتعليم والتربية، وتحويل العملية التعليمية من التلقين إلى عملية تفاعل وتنقيب وتعلم مهارة التفكير النقدي و إثارة التساؤلات والبحث عن الإجابات، مما يستدعي الاهتمام بالمدرسة وكوادرها وطرق التعليم لأقصى الدرجات.
أضف تعليقاً