يرغب الجميع بأن يتمتَّعوا بصِحَّة جيِّدة؛ لكنَّ بلوغ هذا الهدف والحفاظ عليه يتطلبان منا اتِّباع سلوكات صحِّية، وقد تظن بأنَّ ذلك أمر بديهي، لكن هنا تكمن المشكلة.
4 دعائم للصحة الجيّدة:
- الحمية الغذائية الصحية الغنيَّة بالعناصر المغذِّية: تمنح تغذية معدتك الطاقة لدماغك.
- نيل قسط كافٍ من النوم: يُؤثِّر الإرهاق في العمل سلباً في جودة القرارات التي تتخذها.
- النشاط الجسدي المنتظم: وذلك من خلال فهم العلاقة بين التمرين والقيادة.
- منع الضغوطات من التحوُّل إلى قلق: تجنَّب اجترار الأفكار، والذي يُعدُّ السبب الأكبر في قلقك.
شاهد بالفيديو: 14 نصيحة للتمتّع بصحة جيدة طول العمر
كلُّ واحدة من تلك الركائز ضرورية بحدِّ ذاتها، لكن عليك أن تعي أيضاً بأنَّها متداخلة وتعمل معاً تجاه تعزيز الصِحَّة والقيادة الناجحة؛ فالاستفادة منها جميعاً أفضل من الاستفادة من كل ركيزة على حِدَة، وإذا تقاعستَ عن الاهتمام بإحداها، ستتداعى بقيَّة الركائز، بينما ستزداد فاعليتها جميعاً إذا اعتنيتَ بها معاً، على سبيل المثال:
- النوم والتَّغذية: أنت على دراية بأنَّ نقص النوم يؤذي الدماغ ويخفِّض من الإنتاجية، لكن ما قد لا تعرفه هو أنَّه يؤثِّر سلباً في شهيَّتك وقدرتك على تأدية التمرينات الرياضية، كما يعرقل نقص النوم آلية الشبع؛ حيث ترتفع معدلات هرمون الغيرلين (Ghrelin) المسؤول عن فتح الشهيَّة، وتنخفض معدلات هرمون اللبتين (Leptin) المسؤول عن كبح الشهيَّة؛ مما يزيد احتمال تناولك الأطعمة غير الصحية مرتفعة السعرات الحرارية، ويضرُّ تناول الأطعمة الفقيرة بالمغذيات ومرتفعة السعرات بدوره بجدول نومك.
- النوم والتمرينات الرياضية: تعرقل اضطرابات النوم المزمنة مساعيك للتمرُّن، على سبيل المثال: يجعلك نقص النوم تتخيل أنَّ كمِّية الجهد التي يتطلبها إنجاز تمرين ما أكبر من الحقيقة، مما يجعله يبدو أصعب، وذلك مصحوباً بانخفاض طاقتك، الذي قد يدفعك لتفويت جلسة التمرين بأكملها، كما وتؤدي قلَّة الحركة إلى تراجع جودة نومك.
يؤدي نقص النوم والعادات الغذائية السيئة وقلَّة التمرُّن مجتمعة معاً إلى تدهور قدرتك على التعامل مع الضغوطات، ويزيد احتمال تحوُّلها إلى قلق، والذي يكمِّل الحلقة فيسبب لك الأرق ويدفعك نحو عادات غذائية غير صحية وإلى الشعور بالخمول.
سيسبب لك البقاء داخل تلك الحلقة لفترة طويلة مشكلات جدِّية، مثل: فقدان اللياقة، وزيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدم، وضعف الجهاز المناعي، وتراجع الأداء المعرفي، وألم المفاصل، والإرهاق وغيرها. وذلك سيعرِّض أداءك المهني للخطر ناهيك عن ارتفاع احتمال إصابتك بداء السكري، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والخرف. بالمختصر، إهمال نفسك سيضر بصحتك وقدراتك القيادية.
نصيحة للتمتع بصِحَّة سليمة وقيادة ناجحة، (اغتنِم نهارك، وستكسب يومك):
سيؤدي التركيز على عامل واحد مثل: النوم، أو الحمية، أو التمرين، إلى تحسُّنات في مجالات أخرى مثل: الصحة والقيادة، على سبيل المثال: سيحفز التمرين الصباحي المنتظم تغيرات إيجابية في عادات نومك؛ إذ أنَّ النهوض مبكراً للقيام بالتمرينات الرياضية سيدفعك نحو الخلود إلى النوم في وقت أبكر أيضاً.
تستفيد عند خلودك إلى النوم مبكراً من هرمون الميلاتونين (Melatonin) الذي يرتفع معدله حوالي الساعة 10 مساءً. يمكِنك تشبيه النوم قبل حلول منتصف الليل بإيداع النقود في المصرف، حيث ستحظى خلال تلك الفترة بأفضل نوعية للنوم من ناحية العمق وتجديد النشاط.
كما للتمرين الصباحي تأثير أفضل في النوم مقارنة بالتمرين خلال فترة الظهر أو المساء، وممارسة التمارين في الهواء الطلق تحثُّك على التعرض لأشعة الشمس الصباحية، وهو عامل آخر يرتبط بتحسُّن اليقظة خلال اليوم والنوم بصورة أفضل.
بناء على كلِّ ما سبق، نحثُّ القادة على اغتنام النهار، ليكسبوا يومهم"؛ كما سيؤثِّر بدء نهارك بممارسة التمارين الرياضية إيجاباً في مجالات حياتك الأخرى من صحتك وحتى في دورك القيادي.
أضف تعليقاً