أسباب الإصابة بمرض السرطان:
1. العامل الوراثي:
يَرِثُ بعض الأشخاص طفراتٍ جينيةً تزيد من خطر الإصابة بأنواع معيَّنة من السرطان، فمثلاً قد يكون الأفراد أنفسهم الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي أكثرَ عرضةً للإصابة بالمرض، إضافة إلى الطفرات الجينية الموروثة تُحدِث طفرات جسدية أيضاً خلال حياة الشخص، وهذا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
2. العوامل البيئية:
التعرُّض للموادِّ المسرطنة مثل دخان التبغ، والأسبستوس، والأشعَّة فوق البنفسجية من الشمس يزيد من خطر إصابة الشخص بالسرطان، إضافة إلى ذلك يمكن لبعض عوامل نمط الحياة مثل النظام الغذائي السيئ، وعدم ممارسة الرياضة، والإفراط في استهلاك الكحول، أن تساهم في تطوُّر السرطان.
3. الالتهاب المزمن:
الالتهاب هو استجابةٌ طبيعية من قِبل الجهاز المناعي للإصابات والالتهابات، ولكنَّ الالتهابَ المُزمِنَ يؤدِّي إلى تلف الحمض النووي وتعزيز نمو الخلايا السرطانية، ويمكن لحالات مثل مرض التهاب الأمعاء والالتهابات المُزمنة أن تزيد من خطر إصابة الشخص بالسرطان.
4. الهرمونات:
على سبيل المثال، يُحفِّز الإستروجين نموَّ أنواعٍ مُعيَّنة من سرطان الثدي والمبيض، كما رُبِطَ العلاج بالهرمونات البديلة ووسائل منع الحمل الهرمونية، بزيادة خطر الإصابة بالسرطان لدى بعض الأفراد.
5.العمر:
مع التقدُّم في السن، من المُرجَّح أن تُراكِم خلاياهم طفراتٍ جينيةً تؤدِّي إلى الإصابة بالسرطان، إضافة إلى ذلك يَضعَف جهاز المناعة مع تقدُّم العمر، وهذا يجعله أقل فاعلية في محاربة الخلايا السرطانية.
شاهد بالفديو: 5 أطعمة خطيرة تعرضك للإصابة بمرض السرطان
أخطر أنواع السرطان:
1. سرطان البنكرياس:
غالباً ما يُشار إلى سرطان البنكرياس على أنَّه "القاتلُ الصامتُ" لأنَّه يُشخَّص عادةً في مرحلة مُتقدِّمةٍ عندما تكون خيارات العلاج محدودة، فالبنكرياس هو عضو حيوي يُنتِج الأنزيمات للمساعدة على الهضم، والأنسولين لتنظيم مستويات السكر في الدم، فعندما يتطوَّر السرطان في البنكرياس، فإنَّه ينتشر بسرعة إلى الأعضاء والأنسجة المحيطة، ويبلغ مُعدَّل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لسرطان البنكرياس قرابة 10% فقط، وهذا يجعله واحداً من أكثر أنواع السرطان فَتكاً.
2. سرطان الرئة:
هو شكلٌ مُميتٌ آخر من السرطان الذي يودي بحياة الملايين من الناس كل عام، ويحدث سرطان الرئة بشكل شائع بسبب التدخين، ولكن يُمكن لغير المدخِّنين أيضاً أن يُصابوا بالمرض، وغالباً ما يُشخَّص سرطان الرئة في مرحلةٍ مُتأخِّرة، عندما يكون قد انتشر بالفعل إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهذا يجعل علاجه صعباً، ومُعدَّل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لسرطان الرئة أقل من 20٪، وهذا يجعله أحد أكثر أشكال السرطان فتكاً.
3. سرطان الدماغ:
هو شكلٌ آخر من السرطان شديد العدوانية ويصعب علاجه، يمكن للأورام التي تتطوَّر في الدماغ أن تؤثِّر في قدرة الشخص على التفكير والتحدث والحركة، وغالباً ما يتضمَّن علاج سرطان الدماغ الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، ولكنَّ تشخيصَ المرضى الذين يعانون من هذا النوع من السرطان غالباً ما يكون سيِّئاً، ويختلف معدَّل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لسرطان الدماغ حسب نوع الورم وموقعه، لكنَّه عموماً يُعدُّ من أخطر أنواع السرطان.
الكشف المُبكِّر عن سرطان الثدي:
يُعدُّ الكشفُ المُبكِّر عن سرطان الثدي أمراً هاماً جداً؛ لأنَّه يسمح بالتدخُّل والعلاج في الوقت المناسب، وعندما يُكتشف سرطان الثدي في مرحلة مُبكِّرة، فإنَّ فرصَ نجاح العلاج والبقاء على قيد الحياة تكون أعلى بكثير، ففي الواقع يصل معدَّل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات للنساء المصابات بسرطان الثدي في مرحلة مُبكِّرة إلى 99٪، ومن جهةٍ أُخرى ينخفِض مُعدَّل البقاء على قيد الحياة إلى قرابة 27% بالنسبة إلى النساء المصابات بسرطان الثدي في مرحلة مُتقدِّمة.
هل السرطان مرض وراثي؟
من المعروف أنَّ بعض الطفرات الجينية تزيد من خطر إصابة الشخص بأنواع مُعيَّنة من السرطان، فمثلاً من المعروف أنَّ الطفرات في جينات BRCA1 وBRCA2 تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من هذه الطفرات هم أكثرُ عرضةً للإصابة بهذه الأنواع من السرطان، ومن المعروف أنَّ الطفراتِ في حين TP53 تزيد من خطر الإصابة بأنواعٍ مختلفة من السرطان، ومن ذلك سرطان الثدي والدماغ وسرطان القولون والمستقيم،
في هذه الحالات، يمكن عد السرطان مرضاً وراثياً، فإنَّ الطفرةَ الجينيَّة التي تجعل الشخص عرضة للإصابة بالسرطان، تنتقلُ من جيل إلى آخر في العائلات التي لديها تاريخ من هذه الطفرات، يمكن للاختبارات والاستشارة الوراثية أن تساعد على تحديد الأفراد الأكثر عرضةُ لخطر الإصابة بالسرطان، وتوجيههم في اتِّخاذ قرارات حكيمة بشأن الرعاية الصحية الخاصة بهم.
في حين أنَّ الاستعدادَ الوراثي قد يزيد من خطر إصابة الشخص بالسرطان، إلَّا أنَّه لا يضمن إصابته بالمرض، وكثيرٌ من الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من السرطان لا يصابون بالمرض أبداً، في حين أنَّ الآخرين الذين ليس لديهم تاريخ عائلي قد تُشخَّص إصابتهم بالسرطان، وهذا يُسلِّط الضوءَ على الطبيعة المُعقَّدة للسرطان وأهمية النظر في العوامل الوراثية والبيئية في فهم تطوره.
كيف نحارب مرض السرطان؟
من أكثر الطرائق فاعليَّةً لمكافحة السرطان هي من خلال استراتيجيات الوقاية، وترتبط معظم أنواع السرطان ارتباطاً وثيقاً بعوامل نمط الحياة مثل التدخين والإفراط في استهلاك الكحول وسوء التغذية وقِلَّة النشاط البدني والتعرُّض للسموم البيئية، ومن خلال تبنِّي نمط حياة صحي، يمكن للأفراد تقليل خطر الإصابة بالسرطان تقليلاً كبيراً، ويشمل ذلك الحفاظ على نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات، والحدَّ من تناول الكحول، وتجنُّب منتجات التبغ، والحفاظ على النشاط البدني، وممارسة الوقاية من أشعة الشمس لتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد.
تُعدُّ الفحوصات المُنتظَمة والكشف المُبكِّر أمراً هاماً جداً أيضاً في مكافحة السرطان، ويمكن اكتشاف عدد من أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي وعنق الرحم والقولون والمستقيم وسرطان البروستات، في وقتٍ مُبكِّر من خلال فحوصات مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية، واختبارات عنق الرحم، وتنظير القولون.
يتيح الاكتشاف المُبكِّر العلاجَ الفوريَّ ويزيد من فرص تحقيق نتائج ناجحة، ومن الهامِّ للأفراد أن يظلُّوا على اطِّلاعٍ دائم بالفحوصات الموصى بها بناءً على العمر والجنس والتاريخ العائلي للسرطان.
طرائق الوقاية من مرض السرطان:
1. اتِّباع نمط حياة صحي:
يشمل ذلك الحفاظ على نظام غذائي متوازن غنيٍّ بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، وإنَّ تجنُّبَ الأطعمة المُصنَّعة والمشروبات السكرية واللحوم الحمراء والمعالجة المُفرِطة، يساعد أيضاً على تقليل خطر الإصابة بالسرطان.
إضافة إلى ذلك يجب أن يهدف الأفراد إلى الحفاظ على وزن صحي، من خلال ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام والنشاط البدني، ورُبِطت السمنة بزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، لذا فإنَّ الحفاظَ على وزنٍ صحي هو أمرٌ هام جداً للوقاية من السرطان.
2. الحماية من الآثار الضارة للشمس:
يجب على الأفراد تجنُّب التعرُّض لأشعة الشمس لفترات طويلة، خاصةً خلال ساعات الذروة عندما تكون أشعة الشمس في أقوى حالاتها، ويساعد تطبيق واقي الشمس ذي عامل حماية SPF عالٍ وملابس واقية وقبَّعة على حماية الجلد من التأثيرات الضارة للشمس وتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد.
ما هو خطر السرطان على حياتنا؟
1. الأضرار الجسدية:
يؤثِّر السرطان في أيِّ جزء من الجسم، ومن ذلك الرئتين والثدي والبروستات والقولون والجلد وغيرها، ويختلف مُعدَّل البقاء على قيد الحياة من السرطان اعتماداً على نوع المرض ومرحلته، فتكون بعض أشكال السرطان أكثر قابلية للعلاج من غيرها، ويعدُّ الاكتشاف المُبكِّر والعلاج أمراً هاماً جداً في تحسين النتائج لمرضى السرطان، لذا فإنَّ الفحوصات المُنتظَمة ضرورية.
2. أضرار بالصحة العقلية:
يُسبِّبَ الخوف وعدم اليقين المُصاحب لتشخيص السرطان القلقَ والاكتئاب ومشكلات الصحة العقلية الأخرى، وقد يعاني المرضى أيضاً من مشاعر العزلة والوحدة في أثناء مواجهة تحديات التعايش مع السرطان.
باختصارٍ، يُعدُّ السرطان قادراً على الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهذا يجعل العلاج أكثرَ صعوبةً ويُقلَِّل تقليلاً كبيراً من فرص البقاء على قيد الحياة، وتشمل خيارات علاج السرطان الجراحة، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج المناعي، والعلاج الموجه، من بين أمور أخرى، ومع ذلك تكون هذه العلاجات مُرهِقة وغالباً ما تأتي مع آثار جانبية خطيرة.
في الختام:
إنَّ خطرَ السرطان على حياتنا يتطلَّبُ أن ننتبه لأسبابِ هذا المرض وكيفيَّة التعامل معه، إنَّه مرض لا هوادةَ فيه ويسبِّبَ معاناةً ومشقَّةً هائلة جسدياً وعاطفياً، وعلى هذا النحو فمن الضروري أن نواصل الاستثمار في جهود البحث والوقاية والعلاج لمكافحة هذا المرض الفتاك وتحسين حياة المتضرِّرين منه، ومن خلال الكشف المُبكِّر وتحسين العلاجات، والفهم الأكبر للأسباب الكامنة وراء السرطان، يمكننا أن نعمل على الحدِّ من التهديد الذي يُشكِّله السرطان على حياتنا.
أضف تعليقاً