ما هو الابتزاز الإلكتروني؟
يُعَدُّ الابتزاز الإلكتروني أحد أخطر مشكلات ثورة التكنولوجيا الرقمية اليوم، ويُعرَف أنَّه:
- عملية مساومة تتم عبر الإنترنت، قائمة على الترهيب والتحذير والتهديد من شخص يُسمى المُبتز، إلى شخص آخر يُسمى الضحية، وتحدث عملية الابتزاز هذه من خلال اختراق جهاز الضحية سواء جهازه المحمول أم حاسوبه الشخصي، وسرقة بياناته الشخصية، إذ يصل الشخص المبتز إلى الصور والبيانات الشخصية من خلال:
- اختراق الحسابات الشخصية كـ "فيسبوك" و"انستغرام" (تهكير).
- أو من خلال الضحية نفسها، عندما تُرسل صوراً غير لائقة لشخص غير موثوق، ويقوم باستغلالها وابتزازها.
- أو قد يصل الشخص المبتز إلى الحسابات الشخصية للضحية من خلال إرسال روابط احتيالية على بريده الإلكتروني، أو رسائل على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي.
- أو من خلال استعادة محتويات الهاتف الجوال، وذلك بعد بيعه من قِبل صاحبه.
- وأحياناً قد يكون وراء الابتزاز عصابة منظمة، يُحاول أفرادها الإيقاع بضحايا من الشباب والفتيات، وإغرائهم للوقوع في محادثات فاضحة.
- ولا تتطلب هذه الجريمة الكثير من الأدوات، أو التخطيط لاصطياد الضحية، فكل ما يحتاج إليه المبتز هو صورة أو مقطع فيديو أو مقطعٍ صوتي، ليبتزهم ويُحيك خيوط جريمته ويصل إلى غايته.
- يُعَدُّ الابتزاز الإلكتروني جريمةً يُعاقب عليها القانون، وهو جريمة مؤلمة لما يُلحقه من أضرار بالضحية وبسمعتها وبعائلتها، ويترك فيها آثاراً نفسية سلبية.
أشهر أنواع الابتزاز الإلكتروني:
للابتزاز الإلكتروني أنواع عدَّة، وهي:
1. الابتزاز الإلكتروني المادي:
يعَدُّ الابتزاز الإلكتروني المادي من أشهر أنواع الابتزاز الإلكتروني، ويتم باختراق جهاز الضحية، وسرقة المعلومات والصور الخاصة به، ومن ثمَّ ابتزازه وتهديده بنشرها، فيدخل الضحية في دائرة الخوف، ويصبح على استعداد تام لتنفيذ طلباته ودفع ما يُريد، مقابل حذف الصور والمعلومات، فعادةً ما يطلب المبتز من الضحية مبلغاً من المال، وتحويله لحساب بنكي غير معروف، أو وضعه في مكان معيَّن دون الالتقاء به، حتى لا يترك احتماليةً لإلقاء القبض عليه، وغالباً ما يتكرر استغلال المبتز للضحية، وطلب المال لأكثر من مرة خلال فترات زمنية متعددة، مثلاً عام 2015، تمَّ سرقة بيانات 40 شركة أمريكية وتهديدها بنشر هذه البيانات ما لم تدفع ملايين الدولارات.
2. ابتزاز منفعة:
تكون الغاية من ابتزاز المنفعة، الحصول على منفعة معيَّنة من الضحية، كالحصول على خدمة منه أو شيء بعينه.
3. الابتزاز الجنسي الإلكتروني:
تُعَدُّ الفتيات غالبية ضحايا الابتزاز الجنسي الإلكتروني، وخاصةً الفتيات الصغيرات، لقلة الوعي وسهولة الإيقاع بهن، فيقعن ضحايا الكلام المعسول، ويثقن بالطرف الآخر الذي غالباً ما يوهمهن بالزواج، وتتهاونَّ في إرسال صورهن، ولكن فجأة تصحو تلك الفتيات على كابوس حقيقي، وهو تهديدهن من هذا الطرف بنشر ما بحوزته، أو بإرسالها إلى عائلتهن.
ويهدف المبتز في هذا النوع من الابتزاز، إلى استغلال الضحية جنسياً، فيطلب منها إرسال صور وتنفيذ طلبات مشبوهة، وللأسف غالباً ما تنصاع الضحية خوفاً منه، وقد يتمادى في الطلبات المؤذية، فيجلب الضحية إلى بيته بالغصب.
أمثلة على الابتزاز الإلكتروني:
هناك عدة أنواع من الابتزاز الإلكتروني، نذكر منها:
- الابتزاز الجنسي: يتضمن هذا النوع من الابتزاز نشر معلومات أو صور حميمة للضحية دون موافقتها.
- الابتزاز المالي: يتضمن هذا النوع من الابتزاج طلب المال أو الخدمات من الضحية مقابل عدم نشر معلومات حساسة أو تشهيرية عنه.
- الابتزاز العاطفي: يتضمن هذا النوع من الابتزاج استخدام التهديدات أو الإكراه لجعل الضحية تفعل شيئًا لا تريده.
ماذا تفعل إذا تعرضت للابتزاز الالكتروني؟ وكيف تثبت جريمة الابتزاز؟
في حال وقعتَ ضحيةً للابتزاز الإلكتروني، اتبع النصائح الآتية:
- أول خطوة يجب القيام بها عند تعرُّضك للابتزاز الإلكتروني، هي ضبط الأعصاب والتروي، وعدم فقدان السيطرة أو الخوف، أو التصرف بشكل هيستيري غير مدروس، فهي مشكلة لها حل، ويتعرض الكثيرون يومياً للتهديد والابتزاز، ويتم حل مشكلاتهم ومعالجتها نهائياً.
- أهم نصيحة يجب أن تفعلها في حال وقعتَ ضحيةً للابتزاز الإلكتروني، هي عدم التواصل مع المبتز نهائياً، وعدم الرد عليه، والدخول في مشادات كلامية، أو إظهار خوفك له، والطلب وترجِّيه ألا ينشر الصور، وحتى في حال رددتَ بلهجة عنيفة، قد تستفزه ويُنفذ تهديده فوراً، فعواقب الرد عليه وخيمة بكل أشكالها.
- إخبار الأهل أو أي شخص مقرب لاستشارته، ليكون عوناً لك وداعماً عندما تخاف أو تضعف.
- التعامل مع الأمر بهدوء وحكمة، وعدم الاستجابة لأي من طلباته، كدفع مبلغ من المال، أو إعطائه معلومات بطاقتك البنكية، فاستجابتك له ولو لمرة واحدة تفتح شهيته وتجعله يطلب المزيد.
- لا تحذف المحتوى الذي يبتزك به، مهما كنتَ قلقاً منه، ولا رسائل تهديده؛ لأنَّك بذلك تحذف دليل إدانته.
- يجب أن تقوم بحظر الشخص المبتز من حساباتك، على مواقع التواصل الاجتماعي، وتغيير كلمات المرور الخاصة ببريدك الإلكتروني وحساباتك.
- من الضروري جداً الاتصال بالجهات المعنية، وهي وحدات "إدارة الجرائم الإلكترونية" الموجودة في كل دولة، والإبلاغ عن الشخص المبتز.
- تذكَّر أنَّ الشخص المبتز هو شخص مريض نفسياً لا محالة، ويُعاني من عقدة ما، ويُريد إثبات القوة والسيطرة على الضحية، وهو شخص جبان، فهو يُهدد فقط، ومن النادر جداً أن يُنفذ تهديده؛ لأنَّه بذلك لن يحصل على مبتغاه المادي أو الجنسي، كما أنَّه يخشى المساءلة القانونية.
- في حال قام المبتز بنشر أي محتوى، من أولى الخطوات التي يتوجب القيام بها هي إبلاغ إدارات مواقع التواصل الاجتماعي، لتقوم بقفل حسابه، وحجب ما تمَّ نشره؛ إذ تجدر الإشارة إلى أنَّ هذه المواقع تتعامل بدرجة عالية من الجدية والاهتمام عند إبلاغها أنَّك تعرَّضتَ للابتزاز.
- احذف حساباتك كافةً على مواقع التواصل الاجتماعي مؤقتاً، ولا تترك له وسيلةً للتواصل معك.
- أهم نصيحة يجب أن تلتزم بها هي إلغاء فكرة الرضوخ أو الاستسلام للمبتز نهائياً، فلا ترسل له أي مال أو صور أو تنفذ له أيَّة رغبة.
شاهد بالفيديو: 10 نصائح تحفظ خصوصيتك على الإنترنت
نصائح لكيفية التعامل مع الابتزاز الإلكتروني:
- لا تدفع للمبتز: سيؤدي ذلك فقط إلى تفاقم المشكلة. سيطلب المبتز المزيد من المال، أو قد ينشر المحتوى الابتزازي على الرغم من حصوله على المال.
- اجمع الأدلة: إذا كان لديك أي أدلة على الابتزاز، مثل رسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية أو صور أو مقاطع فيديو، فاحتفظ بها. يمكن أن تساعدك هذه الأدلة في مقاضاة المبتز.
- ابلغ السلطات: إذا كنت تشعر أنك في خطر، فقم بالإبلاغ عن الابتزاز إلى الشرطة. يمكنهم مساعدتك في حماية نفسك وتقديم المشورة القانونية.
- ابق هادئًا: من المهم أن تبقى هادئًا ولا تستسلم للابتزاز. إذا كنت متوترًا أو خائفًا، فقد يكون من الصعب اتخاذ القرارات الصحيحة.
- لا تقدم أي معلومات شخصية: لا تقدم للمبتز أي معلومات شخصية، مثل عنوانك أو رقم هاتفك أو اسمك الحقيقي. يمكن أن يستخدم هذه المعلومات لإلحاق الضرر بك.
- تحدث إلى شخص تثق به: تحدث إلى شخص تثق به، مثل أحد الوالدين أو صديق أو معلم. يمكنهم تقديم الدعم لك والمساعدة في اتخاذ القرارات الصحيحة.
ما هي طرق الوقاية من الابتزاز الإلكتروني؟ وكيف تتجنب الابتزاز الالكتروني؟
نحن لا نريد للابتزاز أن يحدث أصلاً؛ لذا إليك كيف تحمي نفسك من الابتزاز الالكتروني:
- القيام بحملات توعية من قِبل الأهالي والمدارس والجهات المختصة حول الابتزاز الإلكتروني، خاصةً لجيل الأطفال والمراهقين.
- الحزم بعقوبة المبتز، والإعلان عنها دائماً، للتذكير بمصير من يبتز الآخرين.
- عدم قبول طلبات صداقة من أشخاص غير معروفين.
- عدم الرد على المحادثات من أشخاص مجهولين.
- التقليل من مشاركة المعلومات الشخصية على الإنترنت قدر الإمكان.
- تجنُّب إقامة محادثات الفيديو، إلا مع أشخاص تربطك بهم صلة وثيقة.
- عدم الضغط على أي رابط مجهول يطلب بياناتك الشخصية؛ وذلك لأنَّه وسيلة لتهكير هاتفك، والوصول إلى صورك ومحادثاتك الخاصة.
- عدم الوثوق بمواقع البيع والشراء الوهمي، أو مواقع العمل عبر الإنترنت، أو المواقع المجهولة.
- حصِّن حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات سرية قوية يصعب اختراقها.
- لا يكفي أن تمسح صورك وبياناتك، والخروج من حساباتك على هاتفك الجوال قبل بيعه؛ بل يجب عليك عمل "فورمات" للجهاز، وقم أيضاً بتشغيل كاميرا الفيديو، ثمَّ اترك الجهاز في غرفة مظلمة، حتى تمتلئ ذاكرة الهاتف الداخلية تماماً، ويُغلق الهاتف الكاميرا تلقائياً، ثمَّ قم بحذف الفيديو، وبذلك يكون هذا الفيديو المظلم هو الشيء الوحيد الذي يجده أي شخص يُحاول استعادة محتويات الكاميرا، ولمزيد من التأكد والاطمئنان، يُمكنك استخدام موقع (Drfone) لاستعادة محتوى هاتفك، والتأكد أنَّه بالفعل تمَّ التخلص من الصور والفيديوهات كافةً.
- الاتصال بالخطوط الساخنة التي أنشأَتها وزارات الداخلية في جميع الدول العربية، ووفرَت شرطة متخصصة في الجرائم الإلكترونية.
ما الفرق بين الابتزاز والتهديد؟
يعدُّ الابتزاز والترهيب من الممارسات غير القانونية التي تنطوي على استخدام التهديدات لاكتساب ميزة أو السيطرة على شخص أو كيان آخر، في حين أنَّها قد تبدو متشابهة، لكن توجد عدة اختلافات رئيسة بين الاثنين.
1. التهديد أو القوة:
ذلك للحصول على شيء من شخص ما، مثل المال أو الممتلكات أو الخدمات، إنَّه فعل كسب شيء من شخص ما عن طريق الإكراه أو التهديد بالضرر.
التهديد، من ناحية أخرى، هو فعل استخدام الترهيب لإجبار شخص ما على فعل شيء لا يفعله عادة، وقد لا ينطوي على الحصول على أي شيء ملموس، ولكن بالأحرى السيطرة أو التسلط على الشخص الآخر.
2. وسائل الإجبار:
في حالة الابتزاز، قد يكون التهديد هو بالأذى الجسدي، أو الإضرار بالممتلكات، أو الكشف عن معلومات محرجة أو ضارة تتعلق بالضحية، ويسعى الجاني عادة إلى الحصول على نوع من الكسب المالي أو أي منافع أخرى.
من ناحية أخرى، قد ينطوي التهديد على استخدام القوة الجسدية، ولكنَّه قد يشمل أيضاً استخدام التلاعب العاطفي أو النفسي، مثل جعل شخص ما يشعر بالخوف أو الإحراج أو الإهانة.
3. درجة القوة:
في حالة الابتزاز، يكون استخدام القوة أو التوعد باستخدامها أكبر من التهديد، وقد يستخدم الجاني العنف أو التهديد بالعنف للسيطرة على الضحية.
قد يتضمن التهديد استخدام القوة الجسدية، ولكنَّه قد يتضمن أيضاً استخدام أساليب أكثر دقة، مثل التهديدات اللفظية أو التلاعب العاطفي.
4. العقوبات جنائية:
يعدُّ كل من الابتزاز والتهديد غير قانونيَّين بموجب القانون الجنائي، ومع ذلك، يمكن أن تختلف العقوبات المفروضة على كل حسب شدة الجريمة.
يعدُّ الابتزاز عادة جريمة أكثر خطورة من التهديد وقد يؤدي إلى عقوبات أشد، مثل السجن، وقد يتم عد التهديد جريمة أقل، مثل المضايقة أو المطاردة.
5. العلاقة بين الطرفين:
غالباً ما ينطوي الابتزاز على اختلال توازن القوة بين الجاني والضحية، مثل المدير والموظف أو أحد أفراد العصابة ورئيسها، ويستخدم الجاني موقعه في السلطة لإجبار الضحية على الامتثال لمطالبه.
قد ينطوي التهديد على اختلال في توازن القوى، ولكنَّه قد يحدث أيضاً بين أنداد أو أقران، على سبيل المثال، قد يخيف شخص ما شخصاً يعده تهديداً لسمعته أو وضعه.
هل يسقط الحق العام في قضايا الابتزاز؟
وفقاً للقانون السعودي، فإنَّ الحق العام هو حق للدولة والمجتمع، وليس حقاً خاصاً بالمجني عليه وحده؛ ولذلك، لا يمكن التنازل عنه أو الإطاحة به بأي شكل من الأشكال، إلا في بعض الحالات المحددة بالقانون بشكل صريح، ومن ناحية أخرى، الحق الخاص هو ما يخص المجني عليه فقط، ويمكن للمجني عليه التنازل عن حقه الخاص إن أراد ذلك، ومن هنا، يقول محامو قضايا الابتزاز إنَّ الحق العام في قضايا الابتزاز لا يمكن التنازل عنه بالتنازل عن الحق الخاص.
مكافحة الابتزاز الإلكتروني في السعودية:
تعتبر المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في مكافحة الابتزاز الإلكتروني، حيث أصدرت عام 2018 قانونًا خاصًا لمكافحة الجرائم المعلوماتية يتضمن عقوبات صارمة على مرتكبي الابتزاز الإلكتروني.
تبذل الحكومة السعودية جهودًا كبيرة لمكافحة الابتزاز الإلكتروني، ومن هذه الجهود ما يلي:
- إصدار قانون مكافحة الجرائم المعلوماتية الذي يتضمن عقوبات صارمة على مرتكبي الابتزاز الإلكتروني.
- إنشاء وحدة وطنية لمكافحة الجرائم المعلوماتية تعمل على رصد ومتابعة الجرائم المعلوماتية، بما في ذلك الابتزاز الإلكتروني.
- نشر التوعية حول الابتزاز الإلكتروني وكيفية مواجهته.
عقوبة الابتزاز الإلكتروني في السعودية هي السجن لمدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على سبع سنوات، وغرامة مالية لا تقل عن 500 ألف ريال ولا تزيد على 3 ملايين ريال.
يمكن الإبلاغ عن الابتزاز الإلكتروني في السعودية من خلال التواصل مع وحدة مكافحة الجرائم المعلوماتية عبر الرقم الموحد 1909، أو من خلال الموقع الإلكتروني للوحدة.
في الختام، الوقاية خير من العلاج:
تنتشر اليوم جريمة الابتزاز الإلكتروني انتشاراً كبيراً؛ لذا يجب توخي كامل الحذر مع من نتعامل معهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ويطَّلعون على حياتنا اليومية، لذا تعرفت في هذا المقال كيف تتجنب الابتزاز الالكتروني وكيف تثبت جريمة الابتزاز؟. ويجب أن نُحذر أولادنا من الوقوع في مصيدة المبتزين، وفي النهاية فإنَّ احتمال تعرضك للابتزاز الإلكتروني، يعتمد على درجة حرصك وانتباهك؛ لذا احتفظ بأوقاتك الخاصة والسعيدة لك وحدك.
أضف تعليقاً