ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "مولي دونغيا" (Mollie Donghia)، وتُحدِّثنا فيه عن فوضى خزانة الملابس التي نعاني منها جميعاً.
أُجرِيَت دراسة حديثة على ما يقارب 20000 شخص في جميع أنحاء العالم، وطرحَت عليهم سؤالاً سهلاً، "ما هي النسبة المئوية للألبسة في خزانة ملابسك التي لم ترتدِها خلال العام الماضي؟".
بناءً على هذا السؤال، وُجِد أنَّ "البلجيكيين" (Belgians)، و"الأمريكيين" (Americans) لديهم أعلى نسبة من الملابس غير المستعملة في خزائنهم، وكانت النسبة 80% من ملابسهم، وأكثر بكثير مما قدَّمت مجموعة البلدان الأخرى، وهذه كمية لا تُصدَّق من الملابس غير المستعملة.
لقد سألتُ متابعيني مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي عما إذا كانوا يجدون الكثير من الفوضى في خزانة مطبخهم أو خزانة ملابسهم، وكانت النتيجة بالإجماع أنَّ الفوضى في خزانة الملابس أكبر، فلماذا نعاني من الشعور نفسه بأنَّه ليس لدينا ما نرتديه، ومع ذلك غير قادرين على التخلِّي عن الملابس التي لا نستعملها في خزائننا لسنوات؟
سنتحدَّث في هذا المقال عن المشكلات الشائعة في خزانة ملابسنا:
1. امتلاك الكثير من الملابس:
عندما تشعر بالفوضى في منزلك، فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب مشكلة واحدة سهلة الحل؛ هناك الكثير من الأشياء التي لا تحتاج إليها، وهذا هو السبب الجذري لمشكلة الفوضى، ولدينا جميعاً عدداً محدداً من الملابس التي نحبُّها ونرتديها باستمرار، ولكنَّ الخزانة مليئة بالملابس الأخرى التي لم نرتدِها منذ العام الماضي.
سنشعر بقدر أقل من الإرهاق إذا احتفظنا بالملابس التي نرتديها ونستمتع بها بالفعل، وتخلَّصنا من الملابس التي تشغل مساحة في الخزانة، أنا أفضِّل فتح خزانة ملابسي ورؤية ما أحب ارتداءه حالياً فقط؛ هذا سيجعل اختيار ملابسي لليوم التالي أمراً سهلاً، وأشعر بالمزيد من الامتنان لما لدي.
2. التمسُّك بالملابس لأنَّنا أحببناها ذات مرة:
كنت أشعر بالذنب لأنَّني أحتفظ بالعديد من الملابس، والجينز، والقمصان، والأحذية التي أحببتها ذات يوم ولدي ذكريات جميلة عنها، على سبيل المثال: فساتين السهرة التي ارتديتُها في حفلات زفاف أصدقائي وأخواتي في العقد الماضي، لقد كانت ذكريات رائعة، لكن بالطبع لن أرتديها مرة أخرى.
لا مشكلة في أن يكون لديك أشياء كنت تحبها من قبل، ولكن إذا لم تكن تستعملها، فقد حان الوقت للتخلص منها، وترتيب خزانتنا، والتخلُّص من الملابس التي لم نعد نرتديها.
أن تكون قادراً على التخلُّص من شيء كان يجلب لك السعادة ذات مرة ليس بالأمر السهل، ولكنَّ الحرية التي تجدها من خلال تقليل الملابس وتنظيمها، سيُشعرك بالراحة.
3. الشعور بالذنب بسبب الأموال التي أنفقناها على أشياء لم نعد نرتديها:
من المحتمل أنَّنا جميعاً قد أسرفنا مالاً لشراء قطعة ملابس ووضعناها في خزائننا، ربما كانت حذاءً، أو ملابس غالية الثمن، ولكن في الكثير من الأحيان، انتهت موضتها، وانتهى بنا الأمر بعدم ارتدائها كما كنا نعتقد.
لكن ماذا عن المال الذي دفعناه مقابل شرائها؟ علينا على الأقل الاحتفاظ بها في خزائننا لنرتديها يوماً ما؛ ذلك لأنَّه سيكون تبذيراً أن نتخلَّص منها بعد المال الذي أنفقناه لشرائها.
يُعَدُّ التمسك بالأشياء لأنَّك تشعر بالذنب بسبب شرائها مشكلة شائعة؛ لذلك تعلَّم أن تقرر ما ترتديه فعلياً على أساس منتظم، وطبِّق قاعدة 48 ساعة لتجنب عمليات الشراء الاندفاعية المُكلِفة؛ أي انتظر 48 ساعة لشراء شيء، لتقرير ما إذا كنت بحاجة إليه حقاً.
4. نحن في فصل انتقالي وقد نرتدي هذا يوماً ما عندما يحين الوقت:
تتغير أجسامنا مع تقدُّمنا في العمر، خاصة مع إنجاب الأطفال، وما يناسبنا من قبل قد لا يناسبنا فيما بعد، أو قد لا يكون ما كان في السابق أنيقاً مناسباً الآن، لكنَّنا نتمسك بهذه الملابس فقط تحسُّباً لحاجتنا إليها.
يُعَدُّ الاحتفاظ بالملابس لارتدائها في يوم من الأيام طريقة شائعة نضيف بها الفوضى إلى خزائننا، لقد تركتُ أخيراً زوجاً قديماً من أحذية المشي لمسافات طويلة كنت أرتديه في أثناء الدراسة الجامعية، ولم أرتدِه بجميع رحلات التنزه التي قمت بها، لكنَّني تمسَّكت به فقط تحسُّباً لحاجتي إليه فيما إذا عدت إلى رياضة المشي لمسافات طويلة.
إذا كنت متردداً في التخلُّص من الملابس لأنَّك غير متأكد إذا كنت ترغب في ارتدائها في النهاية، فإنَّني أوصي بوضعها في صندوق بعيداً عن الأنظار، وبعد 6 إلى 12 شهراً، إذا لم تكن بحاجة إليها، فمن المحتمل أنَّه يمكنك التخلُّص منها بأمان.
5. نحن نعتقد أنَّ المزيد من الخيارات أفضل:
نعتقد أنَّه كلما زادت الخيارات المتاحة عندما نختار ملابسنا التي نريد ارتداءها، سنكون أفضل حالاً، ولكنَّ العكس هو الصحيح في أغلب الأحيان.
عندما تحتوي خزانة ملابسي على عدد قليل من أزواج الجينز المفضلة لدي، وقليل من البلوزات المريحة وذات الجودة العالية، وبعض القمصان التي أعرف أنَّها مناسبة جيداً، فإنَّ قرار اختيار الملابس يستغرق أقل من دقيقة؛ فأنا لا أواجه بحراً من الخيارات التي تجعلني أحتار؛ أستطيع أن أرى ما أرتديه بانتظام بسهولة دون فوضى إضافية.
6. نحن نشعر بالإسراف إذا تخلَّصنا من الملابس التي لا تزال مناسبة:
لا يعني امتلاكك ملابس غالية الثمن وجوب تركها في خزانتك للأبد، بالنسبة إلى الكثيرين منا، لدينا أكثر من الخيارات الكافية في خزانة ملابسنا مقارنة ببقية العالم؛ ولهذا يجب أن نشعر بالامتنان، لكنَّ المشكلة التي يواجهها بعضنا عند ترتيب خزانة ملابسهم هي الشعور بالتبذير من خلال التخلُّص من الملابس التي لا تزال تخدم غرضاً ما.
بالنسبة إليَّ، لقد وجدت الكثير من الامتنان من خلال التبرع بالملابس التي لم أعد أرتديها، هناك العديد من المنظمات التي تقبل الملابس المستعملة بلطف، ويمكنها استعمال هذه الأرباح لإفادة الآخرين في مجتمعك.
7. نحن نرى ما يرتديه الآخرون ونرغب فيه لأنفسنا، حتى لو لم نكن بحاجة إلى المزيد من الملابس:
نحن نحاول باستمرار تقليد الآخرين، نرى ما يرتديه الآخرون ونرغب في اقتنائه، ويحدث ذلك بسهولة في أثناء تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي، أو زيارة الأصدقاء، أو مشاهدة التلفزيون.
ستكون هناك دائماً ملابس نرغب فيها، ولا مشكلة بذلك، ولكن يمكنك أن تتعلم كيف تكون راضياً عما لديك، وأن تجد المزيد من البهجة عندما تشتري الملابس في المناسبات الخاصة.
شاهد بالفيديو: 14 طريقة لتخلّص دماغك من الفوضى
ابدأ بخطوات صغيرة لترى تحسينات كبيرة:
إذا كان فتح خزانة ملابسك يمثِّل صراعاً دائماً لك، فإنَّني أشجِّعك على اختيار عدد قليل من مشكلات الخزانة الشائعة لتتجاوزها، ابدأ بتقييم ما ترتديه بالفعل، وتعلَّم التخلُّص من الملابس التي لا ترتديها، انظر كيف يمكنك استعمال الملابس غير المرغوب فيها لإفادة الآخرين المحتاجين.
عندما نتعلَّم كيف نتعايش مع القليل من الملابس في خزائننا، فهذا يشجعنا على مواصلة تلك العادات في جوانب أخرى من حياتنا أيضاً، واختيار العيش مع القليل من الأشياء غير الهامة هو اختيار إفساح المجال لما هو هام، إنَّه شعور رائع أن نتخلى عما يشغل حيزاً جسدياً وعقلياً.
أضف تعليقاً