كيف تحصل على جسم مثالي دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية؟

يتعلَّق الأمر بالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص بنمط الحياة، ففي حين يقضي هواة الصالات الرياضية ساعات في رفع الأثقال والجري على أجهزة المشي، فإنَّ النوع الآخر من الرجال الذين يتمتعون باللياقة البدنية، والعضلات المرنة والقوية يدمجون بعض العادات الذكية في روتينهم اليومي ليحقِّقوا هذه النتائج دون الحاجة للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية.

لنكن واضحين فإنَّ اكتساب العضلات واللياقة البدنية دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية ليس أمراً سهلاً؛ بل يتطلب إجراءات محدَّدة، ونمط حياة معيَّناً، وسنقدم في هذا المقال 10 نصائح تساعدك على اكتساب العضلات واللياقة البدنية دون الحاجة إلى الاشتراك في صالة الألعاب الرياضية، أو إنفاق كثير من المال لشراء آلات رياضية، أو حتى بذل كثير من الجهد الذي يفوق طاقتك. إليك فيما يأتي

10 نصائح لبناء العضلات دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية

1. اتَّبِعْ أسلوب حياة نشط بدنياً

لا يُعدُّ الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية هو الحل الوحيد لاكتساب اللياقة البدنية، وبناء العضلات، فواقع الحال أنَّ الكثيرين ممَّن يتمتَّعون بمستوى جيِّد من اللياقة البدنية، والعضلات لا يذهبون قط إلى صالة الألعاب الرياضية ولم يمارسوا رفع الأثقال أبداً؛ بل يتَّبعون بعض العادات اليومية التي توفِّر لهم الفوائد نفسها، فبدلاً من تخصيص ساعة، أو ساعتين يومياً لممارسة التمرينات الرياضية داخل إحدى الصالات المخصصة لهذا الأمر.

يمارس هؤلاء الأشخاص بعض العادات، أو يتخذون إجراءات مختلفة لممارسة نشاطاتهم اليومية فيضمنون البقاء نشطين من الجهة البدنية، ومن ذلك مثلاً، صعود السلالم بدلاً من استخدام المصعد، أو الذهاب إلى العمل مشياً، أو بواسطة الدراجة الهوائية بدلاً من قيادة السيارة، أو استخدام وسائط النقل العامة، وغير ذلك من العادات اليومية التي تساعدهم على البقاء نشطين بدنياً.

يؤدي نمط الحياة القائم على البقاء نشطاً إلى بناء العضلات وتقويتها، وليس فقط إلى حرق السعرات الحرارية الزائدة، ومن الواضح أنَّك لا تحتاج في حال اتَّبعت نمط الحياة هذا إلى قضاء ساعة في الجري على جهاز المشي كي تحقِّق هذه الفوائد.

الأفضل من كل ما سبق أنَّك لا تحتاج في هذه الحالة إلى أية معدات خاصة، أو اشتراك مُكلف في صالة الألعاب الرياضية، وكل ما يتطلبه الأمر هو البقاء نشطاً بدنياً من خلال اتِّباع بعض العادات التي تدفعك للحركة معظم الوقت، لذلك إذا أردت أن تصبح لائقاً بدنياً دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، فاتَّبع ما أمكن من عادات تساعدك على ممارسة النشاط البدني.

2. التزِمْ بحمية غذائية صحية

يعلم خبراء اللياقة البدنية، وبناء العضلات أنَّ الحمية الغذائية الصحية هي الأساس لامتلاك جسد رشيق، ولائق بدنياً، ويجد بعضهم أنَّ الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أمر مملٌّ، ويرغبون بأسلوب آخر لبناء العضلات، واكتساب اللياقة البدنية، فإذا كنت أحد هؤلاء الذين يبحثون عن حلول بديلة، فيجب أن تدرك أنَّ الحمية الغذائية الصحية لا تقل أهمية عن ممارسة التمرينات الرياضية في بناء العضلات، واكتساب اللياقة البدنية؛ بل قد تكون أكثر أهميةً في بعض الأحيان.

يجب أن تبدأ يومك بتناول وجبة فطور غنية بالبروتين، وخالية تماماً من الدهون، واحرِصْ على تناول كثير من الخضار والفواكه الطازجة والأطعمة الغنية بالبروتين والخالية من الدهون غير الصحية، وقلِّلْ ما أمكن من استهلاك الأطعمة المُصنَّعة، وإذا كنت تتَّبع نظاماً غذائياً غير صحي، فسيستغرق الأمر بعض الوقت والجهد كي تعتاد على نظام غذائي صحي، لكن بعد فترة من اتِّباعه ستتحسن صحتك وتزداد رشاقتك وتبني عضلات قوية، دون أن تذهب أبداً إلى صالة الألعاب الرياضية، لذلك فإنَّ النصيحة الثانية لاكتساب العضلات وبناء اللياقة البدنية هي أن تركِّز على تناول الطعام الصحي والمغذِّي.

3. احصَلْ على قسطٍ وافر من النوم ذي جودة عالية

يتجاهل معظم الأشخاص أهمية النوم عندما يحاولون بناء العضلات واكتساب اللياقة البدنية، وما يجهله هؤلاء هو أنَّ الجسم يرمِّم العضلات ويبنيها في أثناء النوم، ووفقاً لدراسة نُشرت في مجلة "إنترناشونال جورنال أوف إيندوكرينالوجي" (International Journal of Endocrinology)، فإنَّ قلة النوم تؤدي إلى ضمور العضلات، ويدرك الأشخاص اللائقون بدنياً أنَّ بإمكانهم الحصول على أجساد رشيقة وقوية دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بشرط أن يركِّزوا على الحصول على قسط وافر من النوم.

يعطي هؤلاء الأشخاص الأولوية للحصول على نوم كافٍ وذي جودة عالية في كل ليلة، ولا تساعد فترات النوم هذه على نمو العضلات، والتعافي فحسب؛ بل تساعد أيضاً على ضبط الشهية، والحفاظ على وزن صحي، لذلك فإنَّ النصيحة الثالثة للحصول على العضلات واللياقة البدنية دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية هي أن تحصل يومياً على قسط وافر من النوم ذي جودة عالية.

شاهد بالفيديو: فوائد الرياضة على الصحة النفسية

4. حافِظْ على رطوبة جسمك

إحدى العادات التي يحرص الأشخاص ذوي اللياقة البدنية العالية على الالتزام بها هي شرب كميات كافية من الماء، ويؤدي الماء دوراً حاسماً في تحسين صحتنا، فهو يساعد على نقل العناصر الغذائية إلى العضلات، ويحافظ على مرونة المفاصل، ويعزز عملية الهضم والامتصاص، لذلك تجد أنَّ الأشخاص الذين يبنون العضلات، ويمتلكون اللياقة البدنية دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية يحرصون دائماً على شرب الماء حتى لو لم يشعروا بالعطش.

يدرك هؤلاء الأشخاص أنَّ الشعور بالعطش هو علامة على الجفاف الخفيف، وهم يتجنَّبون حتى الوصول إلى هذا المستوى الطفيف من الجفاف، فإذا كنت ترغب بالحصول على اللياقة البدنية وبناء العضلات دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، فيجب أن تحرص على إبقاء جسمك رطباً، ومن السهل دمج عادة شرب الماء دمجاً مستمراً في روتينك اليومي، وستجد نتائج مذهلة على صعيد صحتك ولياقتك البدنية عموماً.

5. ادمُجْ بين عدة أنواع من التمرينات

إحدى الأشياء التي تميِّز الأشخاص الذين يحققون اللياقة البدنية دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية هي أنَّهم لا يعتمدون على نمط واحد من التمرينات الرياضية؛ بل يدمجون بدلاً من ذلك بين عدة أنواع من الرياضات خلال روتينهم، فمثلاً يمارس هؤلاء الأشخاص السباحة في أحد أيام الأسبوع، ويركبون الدراجة الهوائية في اليوم التالي، أو يمشون لمسافات طويلة.

يحافظ هؤلاء الأشخاص بهذه الطريقة على التنوع والمتعة في ممارسة التمرينات الرياضية، وهذا يساعدهم على استعمال مختلف العضلات من خلال تمرينات متنوعة مع الحفاظ في الوقت نفسه على حماستهم، وأضِفْ إلى ذلك أنَّهم يتجنَّبون من خلال هذا النهج الوصول إلى عتبة اللياقة البدنية (مصطلح يشير إلى الحالة التي يتوقَّف فيها جسمك عن التقدُّم بسبب اعتياده على النمط نفسه من التمرينات الرياضية)، وإذا أردت بناء عضلاتك، واكتساب مستوىً متقدم من اللياقة البدنية دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، فاحرص على الدمج بين عدة أنواع من الرياضات.

6. حوِّلْ النشاط البدني إلى نشاط عائلي

لا يُعدُّ اكتساب العضلات واللياقة البدنية مسعىً شخصياً بالنسبة إلى الأشخاص اللائقين بدنياً دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية؛ بل الأمر بالنسبة إليهم أشبه بالنشاط العائلي، ويُدرك هؤلاء الأشخاص أنَّ إشراك أحبَّتهم في نشاطاتهم اليومية التي تهدف إلى اكتساب اللياقة البدنية يعزز حافزهم، ويوفِّر لهم بيئة داعمة تساعدهم على تحقيق أهدافهم المتعلِّقة بالصحة واللياقة البدنية.

سواء كان الأمر يتعلق بركوب دراجة هوائية عائلية (نوع من الدراجات الهوائية التي تتطلب قيادتها أكثر من شخص) أم لعب كرة القدم في الفناء الخلفي للمنزل، أم المشي لمسافات طويلة مع الشريك، فإنَّهم يحوِّلون هذه النشاطات البدنية إلى نشاطات عائلية.

يمكن أن يؤدي إشراك أحبائك، وأفراد عائلتك في نشاطات اللياقة البدنية الخاصة بك إلى تعزيز الشعور بالمتعة، وجعل النشاط هادفاً أكثر، فاسعَ إلى جعل اللياقة البدنية نوعاً من النشاطات التي تشارك فيها مع أفراد عائلتك، لأنَّها في نهاية المطاف أسلوب حياة أكثر من كونها هدفاً بحدِّ ذاته.

7. أصغِ إلى احتياجات جسدك

يعتقد الكثيرون أنَّه كي تكتسب العضلات وتعزز لياقتك البدنية، يجب أن تبذل ما يفوق طاقتك، لكنَّك تعرِّض نفسك في هذه الحالة إلى الإصابات والإرهاق، فتعلَّم أن تصغي إلى احتياجات جسدك، فهو أمر هام جداً، وإذا كنت تشعر بالتعب، أو إذا شعرت بأنَّ تمريناً معيَّناً غير ملائم لقدرات جسمك، فتوقف ولا تجبر نفسك على تحمُّل الألم، واسترِحْ، أو مارِسْ تمريناً مختلفاً في هذه الحالة.

يدرك الأشخاص الذين بنوا عضلاتهم، وحصلوا على اللياقة البدنية دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية العلاقة بين الإنصات إلى احتياجات الجسم، وهذه الأهداف الصحية، بمعنى أنَّهم يدركون أنَّه لا صحة لمقولة: لا بدَّ من الألم إذا أردت بناء عضلاتك، ويؤمنون بدلاً من ذلك بأهمية الاعتدال في ممارسة النشاط البدني، وتعزيز الصحة العامة.

تذكَّر أنَّه لا بأس بالاستراحة وعدم ممارسة التمرينات الرياضية في أحد أيام الأسبوع التي تشعر فيها بالتعب، وتذكَّر أنَّ اللياقة البدنية هي أسلوب حياة، وهدف طويل الأمد يُحقَّقْ تدريجياً، ولن يؤثِّر يوم راحة في الأسبوع في التقدُّم الذي تحرزه، لكنَّ الإصابة قد تجعلك تخسر كثيراً من التقدُّم الذي أحرزته بعد أشهر طويلة من الجهد والمثابرة، فأصغِ إلى جسدك، فهو ما يرشدك إلى ما يجب القيام به.

8. تجنَّبْ الحكم على تقدمك من خلال المقاييس التقليدية

على الرغم من أنَّه قد يبدو منطقياً أن تراقب وزنك باستمرار عندما تسعى للحصول على اللياقة البدنية وبناء العضلات، إلَّا أنَّ الأشخاص الذين نتحدث عنهم في مقالنا لا يفعلون ذلك أبداً، ويدرك هؤلاء الأشخاص أنَّ وزنهم لا يوفِّر مقياساً حقيقياً عن مدى التقدُّم الذي حقَّقوه، فمثلاً العضلات أكثر وزناً من الدهون، كما أنَّ وزننا يتغيَّر يومياً تبعاً للتبدلات التي تطرأ على مقدار ما يحتويه جسمنا من سوائل، لذلك يركِّز الأشخاص الذين يبنون العضلات ويحصلون على اللياقة البدنية دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية على مظهر أجسامهم وصحتهم عموماً أكثر من التركيز على الأرقام التي تظهر عند الوقوف على الميزان.

يخفِّف هؤلاء الأشخاص من عبء مراقبة أنفسهم بصرامة، ويتيحون لأنفسهم رؤية التقدم الذي يحققونه بطريقة أكثر موضوعية وشمولية، فتوقَّف إذا أردت بناء العضلات وتعزيز لياقتك البدنية دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية عن قياس وزنك باستمرار، وركِّزْ بدلاً من ذلك على شكل جسمك وصحتك وحيويتك.

9. حافِظْ على موقف ذهني إيجابي

يتطلب بناء العضلات واكتساب اللياقة البدنية موقفاً ذهنياً إيجابياً، وليس مجرد بذل الجهد البدني، ويدرك الأشخاص في مقالنا أنَّهم سيواجهون أياماً لا يشعرون فيها بالرغبة بممارسة التمرينات الرياضية، وأنَّ لا مفرَّ أحياناً من الاستسلام لرغباتهم في تناول الطعام غير الصحي، ولكنَّ ما يميِّزهم هو أنَّهم لا يوبِّخون أنفسهم على ذلك؛ بل يعدونه مجرد إخفاق بسيط لا يمنعهم من المضي قُدماً، أي إنَّهم لا يسمحون لهذه الأخطاء البسيطة بثني عزيمتهم عن متابعة العمل على تحسين لياقتهم البدنية.

السبب في ذلك هو امتلاكهم لموقف ذهني إيجابي يوفِّر لهم القدرة على المثابرة اللازمة لتحقيق أهدافهم على صعيد اللياقة البدنية والصحة عموماً، لذلك إذا كنت ممن يرغب ببناء عضلاته، وتحسين لياقته البدنية دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، فتذكَّر أن تحافظ على موقف ذهني إيجابي.

10. اجعل اللياقة البدنية أسلوب حياة

يشترك الأشخاص الأكثر نجاحاً في اللياقة البدنية دون الاعتماد على الأسلوب التقليدي المتمثِّل بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بشيء واحد، وهو أنَّهم ينظرون للياقة البدنية على أنَّها أسلوب حياة، وليس نوع من الواجب أو الإلزام، أو النشاط الروتيني، فلا يتعامل هؤلاء الأشخاص مع التمرينات الرياضية بوصفها نوعاً من الواجب أو الالتزام؛ بل يتطلعون لممارسة تمريناتهم، والاستمتاع بها.

ينظر هؤلاء الأشخاص إلى النشاط البدني بوصفه فرصة لتحدي أنفسهم، ووسيلة لتحسين الصحة، وتخفيف التوتر، فلا تتعلق اللياقة البدنية بالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص بالوصول إلى حجم عضلي معيَّن، أو وزن معيَّن؛ بل يتعلق الأمر بالشعور بالقوة، والحيوية، والصحة، وهو ما يتعذَّر تحقيقه عندما نتعامل مع التمرينات الرياضية بوصفها نوعاً من النشاط الروتيني الرتيب.

إذا كنت ترغب باكتساب اللياقة البدنية، وبناء عضلاتك دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، فاجعل من هدفك أسلوب حياة، أي استمتِعْ بما تقوم به، وستكون النتائج المذهلة من نصيبك بلا شك.

في الختام

يُقال: ليس ما تقوم به في صالة الألعاب الرياضية هو ما يجعلك لائقاً بدنياً؛ بل ما تقوم به على مدار يومك بالكامل، ولأنَّ أفضل النتائج لا تأتي من قبيل الصدفة؛ بل من خلال أسلوب الحياة المُنظَّم والذي يخدم أهدافك، فإنَّ اللياقة البدنية التي تُكتسب دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية هي في صميمها تجربة شخصية، وأسلوب حياة.

تحتاج إلى فهم احتياجات وإمكانات جسمك، وتبنِّي موقف ذهني يهدف إلى تطوير الذات، مع كل ما يتطلبه الأمر من عادات صحية تعزز من جودة حياتك عموماً، فقد لا تكون هذه النصائح هي الوحيدة من نوعها في هذا المجال، لكنَّها كافية لتحقيق هدفك المتمثِّل بجعل اللياقة البدنية هدفاً يمكن الوصول إليه بعملية ممتعة، ومرنة لا تتطلب بالضرورة الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية.