التّعامل مع ردّك الأوّلي:
إنّ الرّدّ الفوري الخاصّ بك هو الأكثر أهميّة - فهو يتمتّع بحسمٍ أوسع لجعل الأمور أسوأ أو أفضل. وإليك نهجنا الموصى به للتّغلّب على الرّغبة الطبيعية للتّعبير عن الغضب أو الانفعال.
الخطوة 1، ابقَ هادئاً:
أوّل شيءٍ يجب فعله هو أن تظلّ هادئاً، سواءً أكانت الصّفعة الخطابيّة تأتي من زميلٍ أم من رئيس. يمكن للنّقد السّلبي أن يثير الغضب أو الاستفزاز، ولكن التّعبير عن هذه المشاعر لن يؤدّي إلّا إلى زيادة الحَفْرِ في الحُفْرَة، ويعطي منتقدك همّةً عالية. عندما يبدأ الهجوم، قم بالرّدّ بلطف - وتوقّف مؤقّتاً. ستساعد بضع أنفاسٍ عميقة وهادئة في الاستقرار.
الخطوة 2، اطلب منه أن يكرّر النّقطة:
لا تضغط على نفسك للتّفكير في الإجابة المثاليّة على الفور، ربّما لن تحتاج إلى أن تفعل ذلك. بدلاً من ذلك، جرِّب أن: تكرّر ببساطةٍ وبهدوءٍ شكوى النّاقد، للتّأكد من أنّك قد فهمته بشكلٍ صحيح. قم بالنّظر في عينيه باستمرار وبنبرةٍ غير عدوانيّة، قل: "إذن، ما تقوله هو..."، وأعد الانتقاد بكلماتك الخاصّة. الهدف هنا هو توجيه التّركيز بعيداً عن أيّ صراعٍ شخصيّ، وتركيزه بشكلٍ مباشرٍ على القضايا الجوهريّة.
وإذا كان ما يقوله سخيفاً حقّاً، فقد تضيء هذا الطّريقة بقسوة على نقده. كن حذراً جدّاً في أن تكون واقعياً وتجنّب إغراء المبالغة. إذا ادّعى أن استراتيجيّة المبيعات الخاصّة بك ستحقّق نتائج متواضعة، فلا تقل: "إذن ما تقوله، ستؤدّي استراتيجيّة المبيعات الخاصّة بي إلى انخفاض الشّركة". من خلال المبالغة في قضيّته، سوف تبدو كشخصٍ دفاعيٍّ وبالتالي سيبحث هو عن قتالٍ - بدلاً من أن تكون شخصاً منطقيّاً يبحث بصدق للوصول إلى حلٍّ للأمر.
إذا تمكّنت من إنجاز ذلك، فقد طبّقت سياسة إدارة الخدّ الآخر. قد يكون النّاقد عدوانيّاً حقّاً ويرغب في دفعك إلى القتال، أو على الأقلّ جعلك تشعر بالغضب. أو ربّما يتوقع منك أن تستسلم، وتقبل انتقاداته، وتنهزم. بدلاً من ذلك، ما تفعله هو إزالة التّركيز عن ردّ فعلك وإعادته مرّةً أخرى على انتقاداته - دون قبولها أو إنكارها.
الخطوة 3، تفهّم كلا المنظورين:
قد يؤدّي تكتيك التّكرار الموضوعي إلى إرباك الطّرف الآخر وإلهامه للتّراجع. إذا كان الأمر كذلك، فقد حان الوقت الآن لفتح نقاشٍ حقيقيٍّ للنّقد. إذا اخترت هذا الطّريق، فسيكون التّكتيك الذّكيّ هو الرّدّ بلغةٍ مثل: "من وجهة نظري"، أو: "أستطيع أن أرى كيف يمكنك التّفكير بهذه الطّريقة، لكنّني ربما لم أوضح ذلك بشكلٍ صحيح". هذا يحدّد الاحترام كعنصرٍ أساسيٍّ في المحادثة. سوف تظهر أنّك على استعدادٍ للنّظر إلى الأشياء من منظوره، ويمكنك أن ترى كيف أنّه قد استخلص استنتاجاته بشكلٍ معقول. الآن سوف تعطيه الفرصة للردّ المناسب لموقفك.
الخطوة 4، المضيّ قدماً بتهذيب:
من ناحية أخرى، إذا كان ناقدك ثابتاً حتّى بعد تكرار شكواه بكلماته الخاصّة، فستحتاج إلى بعض الوقت لتطوير استجابةٍ جيّدة. لقد أظهرْتَ أنّك فهمت "من أين أتى نقده"، ونأمل أن تكون قد فعلت ذلك دون الرّضوخ للغضب أو الخوف. الآن حان الوقت لإنهاء الموضوع برشاقة. يمكنك أن تقول: "من المؤكّد أنّه أمرٌ يجب أن نفكّر فيه للمضي قدماً، وأنا أقدّر رأيك". يجعلك هذا الموقف تبدو كشخصٍ يحاول حقّاً القيام بأفضل وظيفةٍ ممكنةٍ - ويضع التّركيز على التّفاعلات المستقبليّة.
الرّد على نقد الزّملاء:
حسناً، من المؤكّد أنّك حصلت على شيءٍ لتّفكّر به، وقد كسبت الآن بعض الوقت. يعتمد أفضل ردٍّ ممكنٍ بطبيعة الحال على ما إذا كان النّاقد زميلاً أو رئيساً.
إذا كان زميلاً، فإنّ أوّل ما عليك فعله هو أخذ النّصيحة الثّابتة عبر الزّمن: "فكّر في المصدر". هل هو صوتٌ محترمٌ داخل الشّركة، أم شخصٌ ينتقد الآخرين في محاولة يائسة لدعم سمعته المتقلّبة؟ إذا كان هذا هو الأخير، فربّما تكون قد حُلّت المشكلة بالفعل عن طريق تكرار انتقاداته بهدوءٍ أثناء الاجتماع. "ها هو يعيد الكرّة مرّة أخرى" قد يكون هذا ما يجول في أذهان أعضاء الفريق الآخرين.
ومع ذلك، إذا كان رأي النّاقد يحمل وزناً داخل الشّركة، فإنّ الموضوع يستحقّ القيام بفعلٍ ما للحدّ من الضّرر. قد تكون إحدى الأفكار الجيّدة هي أن تقترح إجراء اجتماعٍ لتقريب وجهات النّظر. حتّى إذا وجدت أن نقده غير مجدٍ، فلا تقلّل من فرصة حصولك على شيءٍ لتتعلّم منه. قد تتوصّلان معاً إلى استراتيجيّةٍ معدلة، وستخرج من الموقف بسمعةٍ طيّبةٍ كجزءٍ من فريقٍ يسعى لتحقيق أفضل المصالح للشّركة.
لذا إذا كنت تعتقد أنّه مخطئ، فكن منفتحاً ولكن حَذِرَاً في نفس الوقت.
إذا استمرّ في النّقد وكنت مقتنعاً بأنّه مخطئ، فقد تفكّر في البحث عن دعم من أحد الرّؤساء. احرص على عدم شنّ هجومٍ شخصيٍّ - صوّر بدقة وجهتي النّظر، واشرح أنّك تفهم وجهة نظره، لكنّ جانبك أفضل. مرّةً أخرى حتّى لو انحاز رئيسك إلى نقّادك، فسوف تظهر كشخصٍ يبحث بنشاطٍ عن مصلحة الشّركة.
الصّراع مع الرّؤساء:
ماذا لو كان ناقدك رئيسك في العمل؟ هذه مشكلةٌ معقّدة. أوّلاً، حدد موعداً للاجتماع به، واستمع إليه. هل أنت متأكّدٌ من أنّ انتقاده غير صحيح؟ إذا كان كلامه عقلانيّاً، فمن المنطقيّ أن تتنازل عن حجّتك، وتضبط نهجك بما يتوافق مع توجّهه.
إذا كنت لا تزال مقتنعاً بأنّ انتقاداته تتعدّى المنطق، وهو مصرٌّ عليها، حاول بلطفٍ وهدوءٍ من خلال لقاءاتٍ فرديّة، أن تقنعه بوجهة نظرك. إذا تعذّر ذلك، فقد تطلب عقد اجتماعٍ مع شخصٍ أعلى سلطةً. عند القيام بذلك أدرك أنّك تخاطر بتقويض مركزك أكثر. مرّةً أخرى، تابع قضيتك بهدوءٍ وعقلانيّةٍ قدر الإمكان.
عندما تضع أنت ورئيسك في الاعتبار أهداف الفريق، بدلاً من الخلافات الشّخصيّة أو المهنيّة، يجب أن تكونا قادرين على الاتّفاق على طريقةٍ إيجابيّةٍ للمضيّ قدماً.
الخطاب العقلانيّ هو حقّاً أفضل ترياق للنّقد الجائر. في أكثر الأحيان هو الفائز في عالم الشّركات، شريطة أن يكون الأشخاص المعنيّون منفتحون ومستعدّون لإيجاد أفضل مسار.
الحفاظ على احترام الذّات الخاصّ بك:
إنّ التّعرّض للنّقد غير العادل يمكن بسهولةٍ أن يكون تجربةً راضّة، ومع ذلك فأنت تتعامل مع منتقدك. لذلك من المهمّ ألّا تدع التّجربة تدمّر احترامك لذاتك أو ثقتك بنفسك.
الشّيء الرّئيسيّ الّذي يجب تذكّره هو أنّنا نتحدّث عن النّقد غير العادل هنا بدلاً من الملاحظات البنّاءة. في بعض الأحيان يكون النّقد غير عادلٍ لأنّه ببساطةٍ غير صحيح. وفي حالاتٍ أخرى يكون غير عادلٍ لأنّه يتعلّق بشيءٍ لا يؤثّر على كيفيّة قيامك بعملك. في كلتا الحالتين، تذكّر أنّه يشير إلى أوجه القصور في النّاقد وليس فيك أنت.
إذا وجدت أنّك تواصل الحديث عن ذلك، فاستعمل تقنيّات الوعي الذّهني والتّفكير العقلانيّ والتفكير الإيجابيّ لتستوعب أنّك بمهاراتك وأفعالك لا تستحقّ النّقد الذي تلقّيته.
المصدر: موقع مايند تولز
أضف تعليقاً