فاللغة هي مفتاح كل باب، لكن التحدي يكمن في المدة التي تستغرقها لإتمام هذه المهمة والنجاح فيها، فإذا كنت بالفعل تحمل رغبة حقيقة في تعلم لغة جديدة في ثلاثة أشهر فإن مقالنا اليوم يمثل الخطوة الأولى لك لبدء هذا التحدي، حيث سنقدم لك خطة جيدة وأساليب مناسبة لتجاوز العقبات المحتملة في طريقك لتعلم لغة جديدة والمحافظة على الدافع دون وقوعك في الملل.
دليلك لتعلم لغة جديدة في ثلاثة أشهر: خطة عملية لتحقيق هدفك بسرعة
1. المناهج المسجلة
إذا كنت لا ترغب في الالتحاق بإحدى دورات تعلم اللغة وترغب في التعلم داخل منزلك يمكنك اختيار المناهج المسجلة لتعلم اللغات والتي تتضمن خيارات مختلفة التكلفة.
حيث يمكنك اختيار المنهج المناسب لوضعك المادي، هذه المناهج تحتاج إلى إرادة قوية لتحقيق النجاح، فأي برنامج غالي الثمن هو عديم القيمة والنفع ما لم تستخدمه بشكل جيد.
ويجب الانتباه أيضاً إلى أن السعر المرتفع ليس مقياس الجودة، حاول البحث عن أفضل منهج مجرب في اللغة التي تريد تعلمها، وعلى أي حال ينبغي استخدام المنهج مقترناً بمواد تعليمية وأساليب أخرى.
2. الكتب الدراسية
توفر هذه الكتب هيكلاً دراسياً وقواعد اللغة، وتمارين تطبيقية، مما يساعد على فهم أساسيات اللغة وتطبيقها بشكل فعّال، ويفضل شراء الكتب التي تعلم اللغة المنطوقة أي الحوار والمحادثة، بالإضافة إلى ذلك فإن فكرة شراء كتب تعليمية تتناول المجال أو الموضوعات التي تعمل فيها سيعلمك الكثير عن اللغة التي تحتاج إلى الإلمام بها.
3. القواميس
يفضل أن تقتني قاموسين؛ الأول صغير لحمله في الجيب، بينما يكون الثاني أكبر وذو جودة عالية لترجمة معظم النصوص وتقديم معلومات شاملة عن كل كلمة، يجب أن يكون القاموس مزدوج اللغة، لغتك الأم واللغة التي تحاول تعلمها.
4. كتب العبارات
كتب العبارات أداة مفيدة تحتوي على مجموعة من العبارات الشائعة والتعبيرات المستخدمة في المواقف اليومية، تساعد هذه الكتب في تحسين المفردات العامة وتعلم الجمل الاصطلاحية، مما يُمكن المتعلم من التحدث بطلاقة في مواقف متنوعة.
5. الاسطوانات المضغوطة وملفات الصوت الرقمية
توفر هذه الوسائل السمعية فرصة للاستماع إلى النطق الصحيح وتحسين مهارات الاستماع والفهم اللغوي، ويمكنها أيضاً نقل اللكنة والإيقاع اللغوي بشكل أفضل من الكتب، مما يساعد المتعلم في تحسين تلك المهارات الحيوية.
6. الصحف والمجلات اليومية او الأسبوعية
يمكنك اختيار المجلات والصحف التي تصدر باللغة التي ترغب في تعلمها والتركيز على قراءتها بانتظام، من خلال هذه القراءة، ستتعرف على مفردات جديدة وتعبيرات شائعة في اللغة المستهدفة، وستتعلم كيفية استخدامها في سياقات مختلفة، كما ستتمكن من متابعة الأحداث الجارية والثقافة المحلية للبلد الذي تتعلم لغته، مما يساعد في تعميق فهمك للغة وتطوير مهاراتك اللغوية بشكل شامل.
شاهد بالفديو: 6 أسباب تجعلك تتعلّم أكثر من لغة
7. الإذاعة والتلفزيون
من خلال الاستماع ومشاهدة برامج وأفلام باللغة المستهدفة، يمكنك تحسين مهارات الاستماع، الفهم، والتحدث بشكل طبيعي، من الجيد أيضاً تسجيل البرامج الصوتية أو التلفزيونية والاستماع إليها مرة أخرى لاحقاً لتكرار الاستماع وتحسين فهمك ونطقك للغة، باستمرارية هذه العملية، ستلاحظ تقدمك السريع في تعلم اللغة وتحسين مهاراتك اللغوية.
8. الإنترنت
الإنترنت أداة قوية لتعلم اللغة بسرعة، تتيح مواقع اللغات، التطبيقات، ومقاطع الفيديو الدراسية فرصاً متنوعة لتحسين المفردات، والقراءة، والاستماع، مع إمكانية التفاعل مع متحدثين أصليين.
9. بطاقات التعلم
تستخدم بطاقات التعلم لتحفيز الذاكرة وتعزيز التحفيظ. يمكن كتابة كلمات أو جمل على البطاقات مع توضيحاتها أو صور، مما يسهم في تعزيز مهارات الحفظ والاسترجاع بشكل فعّال.
10. الكتب والأغاني المسموعة
يمكن تعلم اللغة بسرعة من خلال استخدام الكتب والأغاني المسموعة، الكتب توفر مصادر غنية للمفردات والقواعد اللغوية، بينما الأغاني المسموعة تساعد في تعلم اللهجة والاستماع للنطق الصحيح بطريقة ممتعة وشيقة.
11. الدفاتر
يجب عليك شراء أكثر من دفتر عند رغبتك في تعلم لغة جديدة، حيث يمكن استخدامها لتنظيم مواضيع مختلفة أو لنوع محدد من المهارات مثل القواعد، الكلمات، والمحادثات، كما أن استخدام دفاتر مختلفة يجعل عملية المراجعة أكثر هيكلة وفعالية، حيث يمكنك الرجوع إلى دفتر معين لاستعراض موضوع محدد.
12. طبق قاعدة باريتو 80 /20
قاعدة باريتو، هي مبدأ يقول إن 80% من النتائج تأتي من 20% من وقتنا وجهدنا، يمكن استخدام هذه القاعدة في تعلم اللغة حيث أن 20% من الكلمات الأساسية تمكنك بالفعل امتلاك 80% من الجمل المهمة في اللغة الجديدة.
13. حفز نفسك
للحفاظ على الانضباط الذاتي والبقاء على الطريق الصحيح نحو تحقيق الأهداف في تعلم لغة جديدة في ثلاث أشهر ، يُوصى بتحفيز النفس، يمكنك تحديد أهداف يومية محددة، على سبيل المثال، تحديد الدروس التي تريد إتمامها في الكتاب الدراسي.
بعد ذلك، يجب عليك تقديم وعد لنفسك بمكافأة في حال تحقيقك لهذه الأهداف، كما يُنصح بوضع خطة طوارئ للأيام التي تشعر فيها بانخفاض الحماس، فقد يكون من النافع اللجوء إلى استراتيجيات محفزة مثل الاستماع إلى الموسيقى أو الأشرطة التعليمية أثناء أداء المهام اليومية مثل الأعمال المنزلية أو القيادة.
14. استغلال الوقت والفرص الضائعة
الوقت والفرص الضائعة تشمل الوقت الذي نقضيه في الانتظار في العديد من المواقف، مثل الانتظار في محطات القطار أو الحافلة، أو أثناء انتظارنا في طوابير المتاجر أو البنوك، بالإضافة إلى الوقت الذي نقضيه في انتظار الرد على المكالمات الهاتفية أو على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعتبر هذا الوقت فرصة ذهبية يمكن استغلالها بشكل فعّال، يمكنك خلال هذه اللحظات أن نقوم بأنشطة مثل المراجعة، أو استخدام دفتر الملاحظات أو بطاقات تحفيز الذاكرة السريعة للتعلم.
15. استقطاع جزء من وقت الأنشطة الأخرى
استقطاع الوقت من الأنشطة الأخرى هو أسلوب فعّال في تعلم لغة جديدة في ثلاثة أشهر، يتضمن هذا الأسلوب تخصيص جزء من الوقت الذي كنت تقضيه في الأنشطة اليومية لتعلم اللغة بدلاً من استخدامه في أمور أخرى.
على سبيل المثال، بدلاً من الاستماع إلى الموسيقى أثناء القيادة في السيارة، يمكنك الاستماع إلى دروس صوتية تعليمية باللغة الجديدة، وبدلاً من أن تستغرق ساعة كاملة في غسل الأطباق يمكنك اقتطاع 10 دقائق لمراجعة المفردات أو تعلم جملة جديدة.
16. التعلم في محيط العمل أو من خلال الأصدقاء
في حال كان لديك زملاء عمل يُتحدثون بلغة أجنبية التي ترغب في تعلمها، فهذه فرصة كبيرة لتعلم هذه اللغة، وإذا كنت تتعلم لغة معينة وتمتلك أصدقاء يتحدثون بها، فهذا يُعتبر فرصة إضافية للتطبيق والتحسين.
وفي حال كنت تعمل مع أشخاص يتحدثون بلغات أخرى كلغة أم، جرب استفادة منهم في تعلم اللغة عن طريق التواصل والمحادثات اليومية، دون الحاجة إلى تخصيص وقت إضافي خارج ساعات العمل.
17. اعتمد على القراءات الخفيفة
من الضروري أن يكون لديك مجموعة متنوعة من المواد القرائية الشيقة في متناول يدك للاستمتاع بها في أي وقت، مثل الكتب المصورة، والروايات الفكاهية، والأعمال الخيالية العلمية، والروايات الواقعية.
بالإضافة إلى قراءة الصحف والمجلات، وتصفح صفحات الويب المكتوبة باللغة التي أتعلمها، تلك المواد القرائية الخفيفة تساهم في تحسين مهارات اللغة وزيادة المتعة والراحة أثناء عملية التعلم.
شاهد بالفديو: وفقاً للباحث النفسي كريس لونسيدل" كيف تتعلم لغة جديدة بطلاقة في 6 أشهر؟"
18. التحدث مع الأشخاص وحضور المناسبات الاجتماعية
التحدث مع الأشخاص هو واحدة من أهم الطرق لتعلم لغة جديدة في فترة قصيرة، هذه الطريقة تساعد في تحسين مهارات التحدث والاستماع، وتعزز الثقة في استخدام اللغة الجديدة، يمكن القيام بذلك من خلال ممارسة المحادثات مع الناطقين الأصليين باللغة المستهدفة أو مع أشخاص آخرين يتعلمون نفس اللغة.
على سبيل المثال، يمكنك الانضمام إلى مجموعة دراسية أو مجموعة من الأصدقاء الذين يتحدثون اللغة المستهدفة لتبادل الحوارات وممارسة المحادثة، كما يمكنك البحث عن فرص للمشاركة في فعاليات اجتماعية أو ثقافية حيث يتم استخدام اللغة المستهدفة، مثل الندوات أو الورش العمل أو حتى المناسبات الاجتماعية.
19. قم بزيارة البلد الذي تتعلم لغته
زيارة البلد الذي تتعلم لغته هي واحدة من أسرع الطرق لتعلم اللغة، من خلال الانغماس في بيئة حيث يتحدث الناس باللغة المستهدفة، ستكون عرضة للتعلم والتطبيق المباشر للغة في الحياة اليومية.
حيث ستتاح لك الفرصة للتفاعل مع الناطقين الأصليين باللغة في المحادثات اليومية، وسوف تتعرف على التعابير والمفردات الشائعة بشكل طبيعي، كما ستتعرف على الثقافة المحلية وهذا يساعد في توسيع فهمك واكتساب المهارات بسرعة أكبر.
20. قم بزيارة الجاليات المحلية
زيارة الجاليات المحلية هي طريقة فعّالة لتعلم اللغة بسرعة، من خلال التفاعل مع الناطقين الأصليين باللغة في المجتمع، يمكنك التعرف على التعابير والثقافة والتقاليد بشكل عميق.
كما يمكنك ممارسة المحادثات وتطبيق مهاراتك اللغوية في الحياة اليومية، مما يساهم في تعزيز فهمك وثقتك في استخدام اللغة.
21. استخدم تطبيقات تعلم اللغات الحديثة
هذه التطبيقات توفر مجموعة متنوعة من الموارد التعليمية مثل دروس متكاملة، وألعاب تعليمية، واختبارات لتقييم تقدمك، كما توفر بيئة تفاعلية تمكنك من ممارسة المحادثات وتحسين مهارات التحدث والاستماع وتتيح أيضاً إمكانية الوصول إلى المحتوى في أي وقت وفي أي مكان، مما يسهل عليك تكرار التعلم وتعزيز الاستيعاب.
بالإضافة إلى ذلك، توفر بعض التطبيقات ميزات التعلم الشخصي المخصصة لاحتياجاتك الفردية، مما يجعل عملية التعلم أكثر ملاءمة، من أمثة تلك التطبيقات: Duolingo ،Rosetta Stone ،Babbel ،Busuu.
إقرأ أيضاً: تطبيقات تعلم اللغات: كيف تستفيد إلى أقصى حد؟
22. درب عقلك على المحادثة
درب عقلك على المحادثة يعني تمرين عقلك وعضلات لسانك وأساليب التفكير اللغوي على المحادثة بشكل متكرر ومنتظم، يمكن أن يتضمن ذلك ممارسة المحادثات اليومية مع نفسك، أو الاستماع إلى المحادثات بين الناطقين الأصليين باللغة المستهدفة، أو حتى تكوين شراكات للمحادثة مع متحدثين أصليين، من خلال هذه الممارسات، سيتم تعزيز قدرتك على التعبير بسلاسة وثقة وفهم المحادثات بشكل أفضل.
في الختام
إن تعلم لغة جديدة في ثلاثة أشهر ليس مهمة مستحيلة بل هي ممكنة بالفعل باعتماد الأساليب والاستراتيجيات الصحيحة، من خلال الالتزام والممارسة الدائمة، واستخدام مجموعة متنوعة من الموارد التعليمية مثل الكتب، والتطبيقات، والمحادثات مع الناطقين الأصليين.
ويمكن لأي شخص تحقيق تقدم ملحوظ في تعلم اللغة في وقت قصير، يُشجع القراء على الالتزام بالتعلم المنتظم، والممارسة المستمرة، والاستمتاع بالرحلة نحو اكتساب مهارات جديدة في اللغة، والاستفادة القصوى من الفرص القائمة من حولهم لتطوير قدراتهم اللغوية، إذا كانت الإرادة موجودة والجهد مستمر، فإن تعلم اللغة الجديدة في ثلاثة أشهر ليس مجرد حلم بل هدف قابل للتحقيق.
المصادر +
- بيل هاندلي، تعلم لغة جديدة بسرعة وسهولة، 2017
أضف تعليقاً