فعلى الرغم من صعوبة الحياة قديماً إلا أنَّنا لا نختلف على أنَّ تربية الأطفال كانت قديماً أبسط بكثير مما هي عليه في وقتنا الحالي، ولهذا سنتعرف معاً في هذا المقال إلى كيفية مواجهة تحديات تربية الأطفال في عصر التكنولوجيا الحديثة لنسهل هذا الأمر على الجميع.
نصائح لتربية الأطفال في عصر التكنولوجيا الحديثة:
أحد أصعب المواقف التي تواجه الآباء اليوم هو كيف يبعدون أطفالهم بطريقة غير مباشرة عن استخدام التكنولوجيا الحديثة دون إجبارهم أو قمعهم كي لا ينعكس الأمر سلباً فيؤدي إلى فجوة كبيرة بين الأهل والطفل ويزيد الأمر صعوبة عليهم، لهذا إليك ونقلاً عن خبراء نفسيين نصائح لتربية الأطفال في عصر التكنولوجيا الحديثة:
1. اضبط عدد ساعات استخدام التكنولوجيا وفق اتفاق مسبق:
عندما يقول الوالدان كلمة صارمة تجاه ضبط عدد ساعات استخدام التكنولوجيا وفق اتفاق مسبق بينهم وبين الطفل، يسهم الأمر في الحد بشكل كبير من إدمان الطفل على هذه التقنيات واختيار مهام منزلية أخرى أيضاً بالاتفاق وليس بالعنف ليقوم بها الطفل، فهذا يزيد من إحساس وشعور المسؤولية عنده، إضافة إلى أنَّها تشغل وقته فتنسيه قليلاً من إدمانه على الألعاب والفيديوهات وغير ذلك.
كما يجب الحرص على أن تكون قدوته، فلا تجلس أمام التلفاز لتناول الطعام؛ بل اجعل وقت الطعام مع العائلة مقدساً، وعوِّد أولادك التجمع معاً وتبادل الأحاديث وإطفاء التلفاز نهائياً، ولا تسمح لطفلك بالدراسة إلى جانب التلفاز أيضاً لئلا يتشتت ويتعلم قلة التركيز.
2. امنع التكنولوجيا الحديثة نهائياً خلال عمر معين:
ينمو دماغ طفلك بشكل سريع جداً خلال سنواته الثلاث الأولى، وهذا يجعل منع التكنولوجيا الحديثة نهائياً خلال عمر معين كهذا أمراً هاماً جداً يسهم في تنمية المهارات اللغوية والحركية لدى الطفل، ويزيد من وعيه وذكائه الاجتماعي والعاطفي.
لهذا ومن أجل مواجهة تحديات تربية الأطفال في عصر التكنولوجيا الحديثة؛ امنع عنه استخدامها نهائياً في عمر كهذا، وبدلاً من تعويد الطفل الجلوس لمشاهدة برامج الأطفال، أحضر له ألعاباً حقيقة وألواناً ودعه يتحسسهم ويشعر بهم لتزيد ثقته بنفسه مع الوقت.
3. كن قدوة لأطفالك:
كما ذكرنا آنفاً فإنَّك تواجه أحد أكبر تحديات تربية الأطفال في عصر التكنولوجيا الحديثة بأن تكون قدوة لأطفالك، فالأهل هم أول مربٍّ ومعلم للولد، فكن شخصاً يقتدى به، لهذا احرص على الحدِّ من استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي خاصة أمام أطفالك، وتجنَّب القيام بسلوكات غير صحيحة أمامهم، كأن ترسل لصديقك رسالة نصية أو صوتية أو تتصفح الإنترنت خلال القيادة، وأغلق هاتفك بشكل كامل عند تناول الطعام مع العائلة؛ فأنت بذلك ستعلم أطفالك أنَّ الأسرة هي الأهم، وهذا سيجعلهم يتصرفون تلقائياً على هذا الأساس.
4. لا تحاول تهدئتهم باستخدام التكنولوجيا:
تعلو أصوات الأطفال عندما يصابون بنوبة غضب أو فرط حركة بسبب الملل والجلوس في المنزل لفترة طويلة، فيصاب الأهل بالضيق ويسارعون لشغلهم بالتلفاز أو الهواتف والألعاب، ولكن يعد هذا الخطأ سبباً من أسباب تحديات تربية الأطفال في عصر التكنولوجيا الحديثة.
لا تحاول تهدئتهم باستخدام التكنولوجيا الحديثة، فهذا الأمر له تأثير سلبي وكبير جداً في سلوكهم، وسيضعك أمام تغيرات كبيرة في تصرفاتهم، فيلجؤون إلى افتعال الغضب والصراخ لتعطيهم الموبايل أو تسمح لهم بمشاهدة التلفاز.
عندما تضيق من تصرفات طفلك، يمكنك أخذه للحديقة أو لزيارة بيت جده أو الذهاب لسوبر ماركت قريب، سيجعله هذا الأمر يهدأ وينشغل فيتوقف عن إزعاجك مباشرة.
5. قوِّ روابط التواصل بينك وبين طفلك:
اعمل دوماً على سدِّ فجوة سوء التفاهم التي قد تحصل بينكما، واجعل تقوية الروابط بينك وبين طفلك من أولوياتك، فحاول ألا تتواصل معه عن بُعد بشكل دائم، واسعَ لتكون معه في نفس المكان خلال طفولته في حال كنت تعمل بالخارج.
لا يغلب تحديات تربية الأطفال في عصر التكنولوجيا الحديثة إلا التواصل معهم وجهاً لوجه؛ لأنَّك بذلك ستقوي قدراته اللغوية وتزيد من ثقته بك وتعزز شكل العلاقة بينكما، وإذا ارتكب طفلك ذنباً أو خطأ ما، فتجنب حله عن طريق الهاتف إذا كنت بالعمل، وانتظر لتصل إلى المنزل وتحدَّث معه بهدوء وكن قريباً منه أكثر.
6. شارك طفلك اهتماماته وحثه على ممارسة الرياضة:
تسمع كثيراً من النصائح عن مشاركة طفلك اهتماماته وحثه على ممارسة الرياضة، ولكن لا تعلم مدى أهمية هذه الخطوة في مواجهة تحديات تربية الأطفال في عصر التكنولوجيا الحديثة، لهذا سنشرح لك الأمر أكثر.
مثلاً الجلوس مع طفلك والاهتمام بما يشاهده ومشاهدته معه هو طريقة ممتازة لبناء جسر من التواصل بينكما؛ لأنَّك من خلال هذه الطريقة ستعرف اهتمامات طفلك وما يشغل تفكيره وتجيبه عن جميع تساؤلاته، كما يمكنك أن تبحث على الإنترنت عن شيء يهمك ويهم طفلك، كأن تتعرفوا إلى لاعب يحبه وتتابعوا أحداث حياته أو أي شيء آخر.
لكن انتبه من أن يقضي طفلك وقتاً طويلاً جالساً أمام التلفاز أو يلعب الألعاب الإلكترونية، لأنَّ ذلك سيؤثر سلباً في حركته ونشاطه البدني، فحثه دوماً على ممارسة الرياضة واللعب بالخارج في مكان آمن مع أطفال من عمره.
إذا كان وقتك يسمح، فيمكنك مشاركته الألعاب التي يحبها، واللعب معه بها، كلعبة شد الحبل والغميضة والكرة والمضارب وغير ذلك، فسيساعده اللعب على العشب وتحت أشعة الشمس على تفريغ طاقته، والنوم بشكل هادئ، وحرق الدهون، وستبعده تلقائياً عن التكنولوجيا دون أن تجبره على ذلك.
شاهد بالفيديو: آثار سلبية للتكنولوجيا على الأطفال
أضرار التكنولوجيا الحديثة على تربية الأطفال:
بعد أن تعرفنا إلى كيفية مواجهة تحديات تربية الأطفال في عصر التكنولوجيا الحديثة، ما رأيك في أن تتعرف إلى القليل من أضرار التكنولوجيا الحديثة على تربية الأطفال، وما هي الآثار السلبية التي لم تكن لتتوقعها على صحة طفلك؛ العقلية والنفسية:
1. أضرار على صحة الطفل:
يعد هذا النوع من تحديات تربية الأطفال في عصر التكنولوجيا الحديثة هو الأصعب؛ إذ سيتعرض طفلك حتماً لمشكلات صحية بسبب قضائه وقت طويل أمام الحاسوب أو التلفاز، كأن يصاب الطفل بالبدانة بسبب شراهته للأكل وقلة نشاطه البدني، خاصة عند اختياره للأطعمة غير الصحية.
كما سيسبب أيضاً تراجع الرؤية عند الأطفال، ويحدث أذى في العينين أو أسوأ من ذلك بأن يعاني من آلام عند الحركة بسبب الجلوس الطويل أمام التلفاز وعدم ممارسة الرياضة.
2. معاناة الطفل من مشكلات اجتماعية:
الأمر ليس مقتصراً على الأطفال فحسب، فقد غيرت التكنولوجيا الحديثة من طرائق تعاملنا مع بعضنا بشكل عام، ولكن عندما يقضي طفلك وقتاً طويلاً منعزلاً ولا يتحدث كثيراً أو يشارك في مناسبات اجتماعية، سيؤثر ذلك سلباً في سلوكه وتواصله مع الآخرين، وقد تجعله عرضة للتنمر إذا لم تراقب وتتحكم بساعات استخدامه التكنولوجيا الحديثة.
3. إصابة الطفل بالاكتئاب:
عندما يستخدم أطفالك التكنولوجيا استخداماً مفرطاً يتعرضون إلى جانب المشكلات الصحية والنفسية لإصابتهم بالاكتئاب؛ وذلك وفقاً لرأي كثير من أطباء الطب النفسي للأطفال.
الدور الإيجابي للتكنولوجيا الحديثة في تربية الأطفال:
بالرغم من جميع الجوانب السلبية وتحديات تربية الأطفال في عصر التكنولوجيا الحديثة، لكن لا يمكن أن ننكر الدور الإيجابي للتكنولوجيا الحديثة في تربية الأطفال فيما لو استُخدِمَت استخداماً صحيحاً، وإليك بعض هذه الفوائد:
1. زيادة مستوى الذكاء عند الطفل:
وفقاً لدراسة أجريت في أميركا على مجموعة من طلاب المدارس، تبيَّن أنَّ مستوى الذكاء لأطفال الجيل الحالي أعلى من الجيل السابق بكثير، وهذا التأثير سببه حث عقل الطفل بشكل دائم على التعلم وإتقان الألعاب، وغير ذلك طبعاً ضمن حدود مضبوطة ومراقبة من قبل الأهل.
2. تحسين الذاكرة التصويرية عند الطفل:
من خلال مشاهدة البرامج التعليمية كأن يرمز لحرف معين بشكل معين وربطه بأغنية معينة ستحسن من مستوى ذاكرة الطفل وذكائه؛ لذلك اختر لطفلك ألعاباً تتحدى العقل بدلاً من ألعاب العنف والسيارات.
3. تمثِّل دور المنقذ في حالات الطوارئ:
إذا علَّمت طفلك كيفية استخدام الهاتف للوصول إليك في حال تعرَّض لموقف طارئ، فستكون التكنولوجيا الحديثة بمنزلة المنقذ الحقيقي لك، ولكن يمكنك بهذه الحالة اختيار الساعة الذكية أو الهاتف الذي لا يحمل ألعاباً ليبقى مع الطفل فيمكنه التواصل معك عند الضرورة.
في الختام:
ستتعلَّم كيفية مواجهة تحديات تربية الأطفال في عصر التكنولوجيا الحديثة من خلال تجاربك مع أطفالك؛ لذا علِّمهم دوماً أنَّ التكنولوجيا موجودة لتطوير القدرات وليست فقط للعب وإضاعة الوقت، وكما قلنا كن أنت دائماً القدوة الحسنة.
أضف تعليقاً