يعود تاريخ زراعة الكاكاو واستهلاكه إلى آلاف السنين، حيث كان يستخدم كطعام مغذٍ يساعد على الشفاء؛ فقد وُصِفَ الكاكاو في النصوص القديمة باعتباره طعاماً مقدساً، إذ سُمِّيَ باسم "طعام الآلهة"، لذلك استخدمه القدماء في الطقوس والاحتفالات القديمة. أما اليوم، ومع كثرة الأبحاث العلمية، فقد ثبت أنَّ الكاكاو يتمتع بالعديد من الفوائد لجسمك وعقلك وروحك. ولعلَّ الكاكاو قد يكون هو الطعام الخارق الذي لن تندم أبداً على إضافته إلى نظامك الغذائي. لذا تعرف معنا في السطور القادمة على فوائد هذا الطعام.
1. مضاد للأكسدة:
إنَّ مضادات الأكسدة عبارة عن مغذيات -توجد في الكثير من الأغذية- تعمل على إيقاف أو إبطاء تلف خلايا جسمك؛ وذلك عن طريق الحد من عملية الأكسدة في الخلايا وحمايتها من أضرار الجذور الحرة. توجد مضادات الأكسدة في المقام الأول في الأطعمة النباتية المصدر؛ التي تُعرف باسم الأطعمة الخارقة (ٍSuperfoods).
أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت على الشوكولاته الداكنة التي تحتوي على نسبة %70 أو أكثر من الكاكاو، أنَّ للكاكاو قدرة امتصاصية عالية للجذر الحر للأوكسجين، أو ما يعرف بـ (الأوراك - ORAC)؛ وهو مقياس يستخدم لقياس فعالية مضادات الأكسدة في الطعام.
2. يُعزّز صحّة الدماغ:
هل تعلم أنَّك حين كنت تلتهم قطعة من الشوكولاتة الداكنة بعد يوم عمل طويل ومرهق، أو لمجرد مساعدتك على التركيز بشكل أفضل؛ كان أمراً مفيداً لدماغك؟ فقد توصلت الدراسات العلمية إلى أنَّ الكاكاو لا يحسن الوظيفة الإدراكية والمزاجية فحسب، بل يساعد أيضاً في خفض التوتر وتقليل التهاب المخ وتعزيز الذاكرة.
ورغم أنَّ هذه المعلومات مفيدة؛ إلا أنَّه يوجد المزيد من الأبحاث التي تهدف لمعرفة العلاقة السببية التي تفسر سلوك الدماغ تجاه التركيز العالي للكاكاو.
3. يُعزّز المناعة:
بِتَّ تعلم الآن أنَّ الكاكاو غني جداً بمضادات الأكسدة؛ لكن هل تعلم كيف تؤثر مضادات الأكسدة على نظامك المناعي؟
أشارت إحدى الدراسات إلى أنَّه بعد تناول الكاكاو، كانت هناك زيادة في الخلايا التائية، مما يدل على أنَّ الشوكولاتة الداكنة تعزز نظامك المناعي بشكل مباشر، وذلك من خلال خواصها المضادة للالتهابات الجهازية، وخواصها المضادة للالتهابات المعوية. لذلك تم ربط الكاكاو بتعزيز نضوج الخلايا التائية؛ وهي الخلايا الليمفاوية التي تشارك بنشاط في الاستجابة المناعية.
لذا في المرة القادمة التي تشعر فيها بالمرض وتتناول حساء الدجاج وفيتامين (C)، لا تنس أن تضيف الكاكاو إلى حميتك الغذائية تلك.
4. يُحسّن حساسية الجسم للأنسولين:
تشير الأبحاث إلى أنَّ الكاكاو قد يقلل من حساسية الأنسولين ومقاومة الأنسولين؛ وبالتالي من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. والجدير بالذكر أنَّ احتواء الكاكاو على نسبة عالية من الفلافانول، يظهر أنَّه يقلل من مقاومة الأنسولين عند استخدامه بانتظام على مدار عدة أسابيع متتالية.
كما تَبَيَّنَ أيضاً أنَّ الفلافانول يُقلّل من التأكسد ويغير أيض الجلوكوز. إذ تبين إحدى الدراسات ذلك مع مجموعتين منفصلتين من الناس. أعطيت المجموعة الأولى شوكولاتة داكنة عالية الفلافانول؛ وأعطيت المجموعة الثانية شوكولاتة بيضاء منخفضة الفلافانول. فأظهرت النتائج تحسناً كبيراً في حساسية الأنسولين مع تناول المجموعة الأولى للشوكولاتة الداكنة.
5. مادة طبيعية تزيد من الإثارة الجنسية:
يقال إنَّ حاكم الأزتك الشهير "مونتيزوما" هو أحد أوائل المستفيدين من قدرة الكاكاو على إثارة الشهوة الجنسية. فقد عرف عنه أنَّه يستمتع بالكاكاو كمشروب متبل بالفلفل الحار أو الفانيليا أو البهارات، وقيل إنَّ هذا المشروب كان "بهجة البلاط الملكي". لكن لنترك الماضي ونتحدث عن الحاضر.
تصف إحدى الدراسات الشوكولاتة الداكنة بأنَّها "ملكة المواد الطبيعية التي تثير الشهوة الجنسية"؛ إذ تحتوي الشوكولاتة الداكنة على مادة الأنانداميد (المادة الكيميائية التي تبعث على الشعور بالسعادة)، وعلى مركب الفينيثيلامين؛ وهو مركب كيميائي للحب يتشكل أثناء الوصول إلى الرعشة الجنسية من خلال إفراز الدوبامين في مراكز المتعة في الدماغ.
كما تعد الشوكولاتة النقية مصدراً غنياً بالأرجينين المعروف باسم "الفياجرا الطبيعية"، وهو حمض أميني يزيد من القدرة الجنسية لدى الرجال والنساء.
ما هي الطريقة الأمثل للاستمتاع بالكاكاو؟
- إنَّ حبيبات الكاكاو الخام هي إضافة رائعة إلى العصائر والمرطبات والحلويات.
- يُعد مسحوق الشوكولاتة الخام بديلاً رائعاً للشوكولاتة الساخنة. يخلط مع القليل من العسل أو سكر جوز الهند أو يضاف إلى الحلوى.
- ولن يُخَيِّبَ لوح من الشوكولاتة الداكنة عالية الجودة أملك أبداً؛ إذ يحتوي على نسبة عالية من الكاكاو ونسبة منخفضة من السكر.
- اختر الكاكاو العضوي المنشأ متى ما أمكنك ذلك.
لقد أثبت الكاكاو جدارته باعتباره غذاءً خارقاً؛ لذا دلل نفسك -جسداً وروحاً وعقلاً- ببعض الكاكاو عالي الجودة، أو الشوكولاته الداكنة؛ واشعر بأثر ذلك بنفسك!
أضف تعليقاً