جوزيف ستالين: سياسي وثوري وقائد للاتحاد السوفيتي

من هو جوزيف ستالين؟

• كان جوزيف ستالين، واسمه الأصلي يوسف فيساريونوفيتش دجوغاشفيلي، ثورياً وزعيماً سياسياً سوفياتياً، وحكَمَ الاتحاد السوفيتي من منتصف عشرينيات القرن العشرين حتى وفاته عام 1953.
• اشتُهر ستالين بكونه دكتاتوراً قاسياً، ومسؤولاً عن الموتى بالملايين من خلال المجاعات وحملات التطهير السياسي، ولكنَّه أدى أيضاً دوراً رئيساً في تصنيع الاتحاد السوفيتي وهزيمة ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
• نشأ ستالين في جورجيا في ظلِّ ظروف صعبة، وانضمَّ إلى الحزب الشيوعي في سِنٍّ مبكرة، وبرز بصفته قائداً ثورياً خلال الثورة الروسية عام 1917.
• بعد وفاة فلاديمير لينين عام 1924، نافس ستالين على السلطة وتغلَّب على خصومه ليصبح زعيماً مطلقاً للاتحاد السوفيتي، وخلال حكمه نفَّذَ ستالين خططاً صناعية طموحة أدَّت إلى نمو اقتصادي سريع، ولكنَّها تسبَّبت أيضاً في معاناة هائلة لملايين الأشخاص.
• قاوم ستالين ببسالة الغزو النازي، وقاد الاتحاد السوفيتي إلى النصر في الحرب العالمية الثانية، وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبح ستالين زعيماً لقوة عظمى وأدى دوراً رئيساً في الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.

طفولة جوزيف ستالين ونشأته:

• وُلِدَ يوسف فيساريونوفيتش دزوجاشفيلي، الذي عُرفَ لاحقاً باسم جوزيف ستالين، في 18 ديسمبر 1879 في مدينة غوري بجورجيا، التي كانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية الروسية.
• نشأ ستالين في بيئة فقيرة، فكان والده بيسوإسكافياً صانع أحذية، وأمه إيكاترينا فلاحة.
• كان ستالين الابن الثالث للعائلة، والوحيد الذي نجا من طفولته بعد وفاة شقيقيه الآخرين بسبب المرض.
• كانت طفولة ستالين صعبة، فعانى من عنف والده الذي كان مدمناً على الكحول، وترك والده العائلة في النهاية، وهذا زاد من صعوبة حياة ستالين وأمه.
• أنهى ستالين دراسته الابتدائية وأرسلته أمه إلى مدرسة مسيحية أرثوذكسية في مدينة تفليس لدراسة الدين، ولكنَّه طُرِد من المدرسة بسبب غيابه المتكرر وتأخُّره عن الامتحانات.
• اتَّجه ستالين للقراءة واهتم بكتب مختلفة عن تلك التي كانت تختارها له أمه، وركَّز على الروايات المحظورة والكتب الثورية وخاصة الماركسية، ووجد في أفكار كارل ماركس وفلاديمير لينين تعبيراً عن ميوله الثورية ورغبته في التغيير والتمرُّد على نظام المجتمع.

السيرة الذاتية لجوزيف ستالين:

• نشأ في بيئة فقيرة، وواجه صعوبات في طفولته، ومن ذلك مرض الجدري وحادث سير.
• أرادت والدته أن يصبح كاهناً، فالتحق بمدرسة دينية، لكنَّه انجذب لاحقاً إلى الأفكار الثورية.
• انضمَّ ستالين إلى الحركة الثورية في سِنٍّ مبكِّرة، وتأثر في أفكار كارل ماركس وفلاديمير لينين.
• برز بصفته منظِّماً فعالاً وناشطاً ثورياً، وتميَّز بمهاراته في التخطيط وجمع الأموال.
• واجه عدة اعتقالات ونفي خلال مسيرته الثورية.
• لم يهتم ستالين بالوظائف التقليدية، بسبب طموحاته السياسية الكبيرة، ولكنَّه عمل في بداية حياته كاتباً في مركز الأرصاد الجوية في تفليس.
• لم تكن وظيفة ستالين في مركز الأرصاد الجوية سوى محطة مؤقتة في رحلته، فقد انخرط في النشاطات الثورية، وانضمَّ إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي في عام 1903 وبرز بصفته قائداً ثورياً، وأدى دوراً هاماً في الثورة الروسية عام 1917.
• بعد ثورة 1917، برز ستالين بصفته شخصية مؤثرة في الحزب الشيوعي.
• أصبح أميناً عاماً للحزب عام 1922، ومنحته هذه المكانة سلطة هائلة.
• استغلَّ ستالين موقعه للتخلص من خصومه السياسيين، وتوطيد سيطرته على الحزب والدولة.
• بعد وفاة فلاديمير لينين عام 1924 نافس ستالين على السلطة، وتغلَّب على خصومه ليصبح زعيماً مطلقاً للاتحاد السوفيتي.
• فرض ستالين نظاماً ديكتاتورياً قمعياً، وشنَّ حملات تطهير واسعة ضد معارضيه.
• أرسل الملايين من معارضيه إلى معسكرات العمل القاسية في سيبيريا.
• تزوَّج جوزيف ستالين مرتين، الزواج الأول من إيكاترينا سفانيدز عام 1903 وأنجبا ابناً واحداً هو ياكوف، لكنَّ إيكاترينا توفيت بعد فترة قصيرة من ولادة ابنها بسبب مرض التيفود.
• الزواج الثاني من نادِيجْدا أَلِيلُويِيفَا عام 1919 وأنجبا ثلاثة أطفال: فاسيلي، الذي أصبح ضابطاً في الجيش الأحمر ولكنَّه توفي لاحقاً بسبب إدمان الكحول، سفيتلانا، التي هربت من الاتحاد السوفيتي في عام 1961 وعاشت في المنفى حتى وفاتها، وأرتيم، الذي انتحر في سِنٍّ صغيرة.

معتقدات ستالين:

• وُلِدَ ستالين لعائلة مسيحية أرثوذكسية، لكنَّه تخلَّى عن الدين في شبابه.
• انضمَّ ستالين إلى الحزب الشيوعي، الذي كان ملحداً في ذلك الوقت.
• لم يُظهر ستالين أي اهتمام علني بالدين خلال حكمه، وقَمَع بشدة أية مظاهر دينية في الاتحاد السوفيتي.

السيرة المهنية لجوزيف ستالين:

• أدى جيش ستالين الأحمر دوراً حاسماً في هزيمة ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
• قاد ستالين الاتحاد السوفيتي خلال الحرب، وبرز بصفته قائداً عسكرياً بارعاً.
• عززت الحرب من مكانة ستالين وسلطته داخل الاتحاد السوفيتي وعلى الصعيد الدولي.

إنجازات جوزيف ستالين:

• عام 1928، أطلق ستالين الخطط الخمسية، وهي خطط اقتصادية طموحة هدفت إلى تحديث الاتحاد السوفيتي بسرعة.
• أدت هذه الخطط إلى نمو اقتصادي هائل، وتصنيع سريع، وتحول الاتحاد السوفيتي إلى قوة عالمية.
• كانت التكلفة باهظة، ومات ملايين الأشخاص بسبب المجاعة ومعسكرات العمل.
• وقَّع ستالين معاهدة عدم الاعتداء مع هتلر عام 1939، وهذا سمح لألمانيا بغزو بولندا دون تدخل سوفيتي، ولكن هاجمت ألمانيا الاتحاد السوفيتي عام 1941، وهذا أدى إلى حرب مدمِّرة.
• قاد ستالين الجيش الأحمر إلى النصر، وأدى دوراً رئيساً في هزيمة ألمانيا النازية.
• تعززت مكانة ستالين بصفته زعيماً عالمياً بعد الحرب.
• بعد الحرب العالمية الثانية، دخل الاتحاد السوفيتي في صراع مع الولايات المتحدة، ما يُعرف بالحرب الباردة.
• واصلَ ستالين تعزيز قوته في أوروبا الشرقية، ودَعَمَ الحركات الشيوعية في جميع أنحاء العالم.
• توفي ستالين عام 1953 تاركاً وراءه إرثاً معقداً.

التحديات التي واجهت جوزيف ستالين:

• مرضت زوجته الأولى روزا بالسل، قبل قيام الثورة بعشر سنوات وتحديداً في عام 1907 ولكنَّه لم يمتلك المال الكافي لمعالجتها فقد أنفقه على الحزب، فتوفيت.
• ابنه الأكبر ياكوف حاول الانتحار ونجا، وعندما التحق بالجيش تعرَّض للأسر من القوات الألمانية، ورفض ستالين أن يُميَّز في تبادل الأسرى، فحاوَلَ الهرب ولكنَّه قُتل.
• تزوَّج ستالين مرة ثانية من ناديا وأنجبت له طفلين، لكنَّها انتحرت بالرصاص بسبب خلافاتها معه، ولا سيَّما بسبب كثرة علاقاته العاطفية وأُعلن أنَّ سبب وفاتها كان التهاب الصفاق.
• فقد الثقة بكلِّ مَن حوله بعد أن قتل معظم رفاقه، وكان يتوقَّع أن يُغتال، فخصص ثمانية غرف نوم تُغلق جميعها بإحكام، دون أن يُخبِر أي أحد في أي حجرة سوف يبيت، ولم يكن يتذوق الطعام الذي يُعدُّ لأجله إلاَّ بعد أن يتذوقه الطباخ أولاً، خوفاً من أن يكون قد دُسَّ له السم.

تأثير جوزيف ستالين:

• حكَمَ ستالين الاتحاد السوفييتي أكثر من عقدين، وساهم في تحويل روسيا من دولة رجعية إلى قوة عظمى، وساهم ستالين في هزيمة النازية، ورفع الوتيرة الصناعة رفعاً أضرَّ بالبيئة كثيراً، واستولى على أراضي الفلاحين وفرض قسراً نظام تعامل زراعي ظالم.
• تحالف مع الغرب بعد أن خانه هتلر الذي وقَّع معه معاهدة عدم اللجوء للعنف، وكان سبباً في نشوء الناتو "منظمة حلف شمال الأطلسي" والتي كان سبب نشوئها الرئيس، هو مواجهة التوسع الشيوعي لستالين في أوروبا.

أهم الأقوال والاقتباسات المأثورة لجوزيف ستالين:

• من يصوِّتون لا يقرِّرون شيئاً، أمَّا من يحصون الأصوات فيقرِّرون كل شيء.
• لم تَعُدْ لي ثقة في أي إنسان.
• التعليم سلاح يعتمد تأثيره على من يمسك به وإلى من يوجَّه.
• عندما نشنق الرأسماليين، سيقومون ببيعنا الحبل الذي سنستخدمه.
• لا أثق بأحد، حتى نفسي.
• البابا؟ كم من أقسام لديه؟
• لا يمكنك إشعال ثورة بقفازات حرير.
• يظهر التاريخ أنَّه لا توجد جيوش لا تقهر.
• الكاتب هو مهندس النفس البشرية.
• تخرج القوة الحقيقية من بندقية طويلة فقط.
• وفاة واحد مأساة، وفاة مليون إحصاءات.
• إنَّ السياسي الصادق مثل الماء الجاف أو الحديد الخشبي.
• البهجة هي السمة الأكثر تمييزاً في الاتحاد السوفيتي.
• أؤمن بشيء واحد فقط، قوة إرادة الشعب.
• الموت هو الحلُّ لكل المشكلات، ودون بني آدم لا يوجد مشكلات.
• يفرض كل شخص نظامه بقدر ما يستطيع جيشه الوصول.

الجوائز والتكريمات التي حصل عليها جوزيف ستالين:

• على الرغم من تعدُّد الآراء عن ستالين وتفاوته، بين وصفه بالبطل أو المجرم الجزار، إلَّا أنَّ الجميع يتَّفق على كونه سبباً في زهق كثير من الأرواح، والمفارقة تكمن في ترشيح اسم جوزيف ستالين لنيل جائزة نوبل للسلام، لكنَّه لم يحصل عليها في المرتين.
• رُشِّح اسم جوزيف ستالين أول مرة لجائزة نوبل للسلام عام 1945، والمرة الثانية عام 1948.
• كان سبب ترشيح ستالين للجائزة، هو دوره وجهوده في إنهاء الحرب العالمية الثانية.
• سبب بقاء ستالين بصفته مرشحاً للجائزة، وليس فائزاً بها، هو حصاره لبرلين الذي سبَّب موت 65 ألف شخص من المدنيين وإعدام 25 آلاف أسيراً بولندياً، إضافة إلى تنظيم عمليات الإرهاب الكبير القائمة على القمع في الاتحاد السوفييتي.

حقائق غير معروفة عن جوزيف ستالين:

• كان ستالين عاشقاً للأفلام إلى حدٍّ كبير، وقيل إنَّ جميع المنازل التي امتلكها احتوت على قاعة مخصصة للسينما.
• كان لجوزيف ستالين أُذُن موسيقية، وكانت العازفة الموسيقية الأثيرة بالنسبة إليه هي عازفة البيانو ماريا يودينا Maria Yudina .
• تسبَّب جوزيف ستالين بموت أكثر من 20 مليون شخص، بسبب الحرب العالمية الثانية وسياساته القمعية والظالمة.
• المذكَّرات السياسية التي نُشرت لـ “مولوتوف” عام 1993، تقول إنَّ الوزير بيريا عمد إلى دسِّ السُمِّ لستالين بهدف قتله، في حين أنَّ المصادر الرسمية قد علَّلت سبب وفاته نتيجة جلطة دماغية.