فهم طبيعة حياتك وجوانبها الستة:
بعد أن تفني نفسك في عملك لتقديم المزيد من الإنتاجية، قد تصل إلى نقطة يمنحك فيها جسدك وعقلك إشارات واضحة كي تتوقف؛ فعندما تضطرب صحتك الجسدية والنفسية شيئاً فشيئاً، ربما تفقد طاقتك ودافعك لمواصلة مسيرتك وربما تتراجع كل من ثقتك بنفسك وإنتاجيتك وإبداعك.
ليس الأمر سيئاً بمجمله، فربما تكون لحظات التراجع هذه بمثابة نداءٍ للصحوة، فتدرك أنَّ بذل أقصى جهودك لن يكون أمراً مستداماً، وأنَّ النجاح والصحة والسعادة تتطلب عيش حياة متوازنة من جميع النواحي؛ وهذا ما يدفعنا إلى ذكر جوانب الحياة الستة التي عليك أن توازن بينها وتأخذها على محمل الجد كي تكون حياتك مثالية وطبيعية.
سوف نشرح كل واحدة من هذه الجوانب على حدة، كما سندرج بعض النصائح التي تمكِّنك من تحقيق الأفضل في كل منها، بما في ذلك كيفية الاستفادة من المهارات الأساسية لعيش حياة أفضل بجميع أبعادها.
1. الصحة البدنية:
تخيَّل أن تمتلك مخزوناً من الطاقة والتحفيز للعمل على تحقيق أهدافك ورغباتك باستمرار! يمكنك أن تجعل هذا الافتراض حقيقة إذا قضيت فترات قصيرة ومنتظمة لتعمل على تعزيز صحتك البدنية والحفاظ عليها، وذلك من خلال إجراء تغييرات بسيطة في حياتك، مثل: تحسين نظامك الغذائي وممارسة التمرينات الرياضية والتأمل؛ وعندها ستحقق مكاسب في جميع مجالات حياتك دون أدنى شك.
كيف تحسِّن جانب الصحة البدنية في حياتك؟
كي تكتسب حيوية متجددة، يجب أن تواظب على تناول الطعام الصحي وممارسة التمرينات الرياضية والنوم جيداً، فهذا سيمكِّنك من الحفاظ على طاقتك في أعلى مستوياتها على الدوام.
2. الأسرة والعلاقات:
تعد العلاقات السعيدة والصحية مع أصدقائك وأسرتك وزملائك إحدى أسس النجاح والعافية في حياتك أيضاً؛ فالعلاقات المتناغمة هامة للغاية؛ لذا يُنصح بالحد من الوقت الذي تقضيه مع الأشخاص السامين والسلبيين، وقضاء المزيد من الوقت مع الأشخاص المبدعين والمتحمسين والداعمين، وبذلك سوف تضمن مواكبة النجاح دائماً.
نحن لا نقترح هنا أن تقطع علاقاتك مع أصدقائك وأفراد عائلتك السلبيين بصورة نهائية، ولكن سيفيدك أن تقلل الوقت الذي تقضيه معهم.
كيف تحسِّن جانب الأسرة والعلاقات في حياتك؟
تعلَّم كيف تتحكم بعواطفك، فهذا سيمكِّنك من التناغم مع الجميع تقريباً، كما ستضمن التأقلم مع ظروف الحياة المتغيرة.
3. العمل والمهنة:
يعد العمل من أهم الأولويات في حياة معظم الناس، وهذا أمر منطقي؛ حيث إنَّنا نقضي وسطياً قرابة 1800 ساعة سنوياً في العمل، كما أنَّه مصدر الدخل الرئيس لغالبية الناس.
يعد التركيز على تطوير حياتك المهنية أمراً إيجابياً للغاية كونه يمنحك غايةً تهدف لتحقيقها؛ حيث تشير الأبحاث إلى أنَّ السعي نحو الأهداف يجعل الناس أكثر سعادة عموماً.
كيف تحسِّن جانب العمل والمهنة في حياتك؟
تعلَّم فن التحكم في الذات؛ حيث يمكنك القيام بذلك من خلال تبنِّي عادات إيجابية جديدة تدعم أهدافك وتطلعاتك.
شاهد بالفيديو: 6 طرق لتطوير حياتك المهنية
4. تحقيق الثروة والاستقرار المالي:
يُقال إنَّ المال هو أصل الشرور؛ لكنَّ ذلك غير دقيق في واقع الأمر؛ فمن الطبيعي أن تسعى للحصول على ما يكفي من المال كي تلبِّي احتياجات عائلتك، بما فيها أجور السكن والتنقل والطعام والرفاهية، ومع ذلك لا تضع جلَّ تركيزك على المال؛ بل على تقديم خدمة أو منتج ما؛ فإذا كانت هذه الخدمة أو المنتج شيئاً يحتاجه الناس ويريدونه، ستتقاضى حينئد أجراً عادلاً مقابل ذلك بكل تأكيد.
كيف تحسِّن جانب تحقيق الثروة والاستقرار المالي في حياتك؟
امتلك الكفاءة والمهارات اللازمة؛ فمن خلال ذلك ستكتسب الثقة كي تكون من ذوي الدخل العالي؛ كما ستكون قادراً على إنفاق المال بحكمة على الضروريات والرفاهيات على حد سواء، فنحن جميعنا بحاجة إلى الاستجمام من حين إلى آخر.
5. الصحة الروحية:
مهما كنت شخصاً منطقياً، فلا يتوجب أن يكون كل قرار تتخذه وكل عمل تنجزه مبنياً على الحقائق والأرقام فحسب؛ إذ عليك اتباع حدسك وما يمليه عليه قلبك أحياناً.
تعد الممارسات الروحية كالتأمل وتمارين التنفس والغناء وسيلة رائعة تساعد على الانخراط في عالم يتجاوز حدود المنطق، والجدير بالذكر هنا أنَّ الأبحاث تُبيِّن أنَّ الأشخاص المؤمنين يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة ورضا عن الحياة من الآخرين.
كيف تحسِّن جانب الصحة الروحية في حياتك؟
ابحث عن الروابط العميقة؛ حيث يشمل هذا التناغم مع الآخرين وممارسة طقوس تبعث على الرضا والاستقرار النفسي والروحي.
6. القوة الذهنية:
من السهل أن تعرف فيما إذا كان أحدهم يمتلك قدرات ذهنية محدودة؛ حيث سيكون عديم التركيز والانضباط ويفتقر إلى مهارات الإقناع والقيادة؛ وهذا يناقض الشخص القوي ذهنياً، فهو شخص ديناميكي ذو هدف، ومشارك في الحياة ومبهر في طريقة معالجة وإتمام الأمور.
كيف تحسِّن جانب القوة الذهنية في حياتك؟
أتقن فنَّ التركيز، فهذا سيمكِّنك من إنجاز الأمور بأكثر الطرائق فاعلية وكفاءة، وبامتلاكك هذه القدرة ستكتسب الوقت والطاقة اللازمَيْن لتطوير قوتك الذهنية.
ومن الوصايا التي عليك محاولة تنفيذها هي التفكير ملياً في مجالات الحياة التي ذُكِرت آنفاً، والسعي لتحسين جميع المجالات وإيجاد التوازن بينها، وعندها فقط ستعمل وتعيش بذكاء أكثر من أي وقت مضى، وتُطوِّر زخماً لا يمكن إيقافه والذي سيأخذك حيثما تريد في الحياة.
الخلاصة:
بعد أن علمت مفاتيح عيش الحياة الشاملة، يجب عليك اتخاذ الإجراءات والبدء في موازنة جوانب الحياة، وذلك بتطبيق النصائح التي ذكرناها آنفاً.
يلخص المتزلج الأميركي المحترف غريتشن بليلر (Gretchen Bleiler) هذا النهج بقوله: "لقد تعلمت قبل بضع سنوات أنَّ التوازن هو مفتاح حياة سعيدة وناجحة؛ إذ يتمحور جزء كبير من تحقيق هذا التوازن حول تبنِّي العادات في حياتك اليومية، مثل اتباع نظام غذائي متوازن ومغذٍ، وممارسة التمرينات الرياضية اليومية، وقضاء الوقت مع ذاتك في التأمل والقراءة وكتابة يومياتك وممارسة اليوغا والتفكير في يومك وتحديد أهداف غدِك".
أضف تعليقاً