1- تعزيز صحّة القلب:
يُعزّز السفر النشاط البدني سواءً من خلال التوجه إلى المطارات، أو التجوّل في شوارع مدنٌ غريبة، أو تسلّق الجبال، وذلك بدوره يقلل نشاط الجسم ضغط الدم ويبعد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
ووفقاً لمعلوماتٍ موجودة في دراسةٍ بارزة بدأَتْ في عام 1948 واستمرَّتْ 20 عاماً ازداد احتمال إصابة النساء اللواتي لم يسافرن إلَّا كل ست سنوات أو أكثر بأمراض القلب أو التعرض لنوباتٍ قلبية 8 مرات تقريباً مقارنةً بالنساء اللواتي سافرْن مرتين في العام على الأقل.
2- الحفاظ على قوّة الذهن:
يستطيع السفر أن يُعزّز أيضاً صحّة الدماغ ويحافظ على نشاطه، إذ حينما يخوض الدماغ تجارب جديدة ويتعرف إلى بيئاتٍ جديدة (وهذا أساساً ما يحدث في أثناء السفر) يشعر بالإثارة ويعزز قوة الخلايا مما يبعد خطر التعرض للانتكاسات المرضية المحتملة، وهذا يعزز القدرات الإدراكية إذ تبيَّن أنَّ التعرف على أشياء جديدة يقوي الذاكرة ويزيد القدرة على التركيز لا سيما عند الأشخاص الذين يعانون من الخرف. حينما تسافر ستتفاعل مع مصادر تحفيز جديدة على شكل أشخاصٍ جديدين، وثقافاتٍ، ومواقف، وتجارب جديدة وهذا يمكن أن يساهم في إبعاد خطر الإصابة بأيَّة انتكاسات مرضية.
ملاحظة: على الرغم من أنَّ البعض قد يُفضّلون ارتياد الأماكن نفسها كل عام، إلَّا أنَّ زيارة أماكن جديدة يتيح للدماغ الحصول على الفوائد التي تقدمها ممارسة أنشطة وارتياد مواقع جديدة.
شاهد بالفيديو: 5 نصائح ذهبيّة لتعزيز طاقة الدماغ
3- زيادة الإبداع:
لقد تبيَّن أنَّ لدى الكُتَّاب أسباباً وجيهةً تدفعهم إلى السفر إلى بلدانٍ مختلفةٍ عند تأليف كتبهم بحثاً عن الإلهام والتحفيز، إذ تتأثر المسالك العصبية الموجودة في الدماغ بالبيئة والتجارب (قدرة الدماغ على التكيف تُعرَف أيضاً باسم اللدونة العصبية) وهذا دفع الباحثين إلى الاعتقاد بأنَّ السفر يمكن أن يثير المشابك العصبية (synapses) الموجودة في الدماغ ويعزز الإبداع.
وقد وجدت دراسة أُجريَتْ عام 2012 نشرتها مجلة (Journal of Personality and Social Psychology) أنَّ ثمَّة علاقةً قويةً بين الإبداع وتعرف المسافرين على ثقافاتٍ مختلفةٍ عن ثقافاتهم، ووفقاً للدراسة كلما كُنْتَ أبرع في التفاعل مع الثقافات الجديدة والتكيف معها ازدَدْتَ إبداعاً وحققت نجاحاتٍ مهنيةً أكبر. من أجل تعزيز الإبداع فعلاً يؤكد مُعِدُّ الدراسة على أهمية التعمق في التعرف إلى ثقافاتٍ جديدةٍ بدلاً من الاكتفاء بنقل الجسد من مكانٍ إلى آخر.
4- تخفيف الضغط وتعزيز الصحة الذهنية:
يُعَدُّ انحفاض الشعور بالضغط أحد أهم فوائد السفر، ووفقاً لاستطلاعٍ أجراه موقع (Expedia) وجد 89% من الأشخاص الذي يواظبون على السفر أنَّهم تخلصوا من الضغط وتمكَّنوا من الاسترخاء بعد يومٍ أو يومين من رحلتهم فقط. يعيد الابتعاد عن روتين الحياة اليومية والتعرف إلى أجواء جديدة الحيوية إلى كلٍّ من العقل والجسم مما يؤدي إلى تخفيف الشعور بالضغط بشكلٍ كبير.
ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة كانساس في عام 2009 تستطيع أنشطة الترفيه كالسفر أن تقلل مستويات الاكتئاب وتعزز الوظائف النفسية، حتى التخطيط للرحلة يمكن أن يجعلك تشعر بالسعادة (قبل ثمانية أسابيع من الانطلاق إلى وجهتك). إنَّ وجود شيء في حياتك تتطلع إلى تحقيقه حتى لو كان رحلةً مدتها يومان يمكن أن يجعلك تشعر بالرضا. ويشعر الأشخاص الذين يواظبون على السفر أن مزاجهم العام ونظرتهم العامة للمستقبل أصبحا أقل توتراً وأنَّهم يُحِسُّون بمزيدٍ من الرضا بعد العودة من السفر موازنةً مع الأشخاص الذين لا يسافرون.
5- النظر إلى الأمور بطريقةٍ مختلفة:
يجعل السفر الزاوية التي يرى منها الإنسان العالم ونفسه أكثر اتساعاً، إذ حينما تسافر ستواجه مواقف لم تكن ستواجهها لولا السفر وستضطر لمواجهة واقع الخروج من منطقة الراحة، وهذا، على الرغم من كونه أمراً مزعجاً، يمنحك فرصة النظر إلى الأمور بطريقةٍ مختلفة. ويذْكُر علماء النفس أنَّ الناس يفهمون الأمور بشكلٍ أفضل في أثناء السفر لأنَّهم يكونون قادرين على النظر إليها من زاويةٍ أكثر حياداً.
إنَّ الاقتراب من الناس ومتابعتهم وهم يعيشون حياتهم يمكنه أن يجعلك ترى العالم أيضاً من زاويةٍ أوسع، مثلما يحصل تقريباً حينما نرى العالم بعيون الآخرين. إنَّ مشاهدة طريقة حياة الأشخاص الذين ينتمون إلى ثقافاتٍ أخرى يمكن أن يجعلك تعيد النظر في الافتراضات الموجودة لديك وتمنح عقلك حرية التفكير في اتباع طرائق عيش بديلة.
شاهد بالفيديو: 7 تغييرات إيجابية يحدثها السفر في حياتك
6- تمتين روابط الشخص مع الآخرين ومع نفسه:
يمنحك السفر فرصة مقابلة أشخاص جديدين لم تكن ستسنح لك فرصة التواصل معهم لولا السفر، إذ حينما تضطر للخروج من منطقة الراحة عند التواجد في بلدٍ مختلف قد تضطر للجوء إلى أشخاصٍ آخرين طلباً للمساعدة مما قد يولد إحساساً بالترابط بينكم. وسواءً شعرت بإحساس الترابط هذا من خلال التواصل مع السكان المحليين، أو مسافرين آخرين، أو مع أولئك الذين يشاركونك الرحلة نفسها يمكن أن يعزز بناء روابط اجتماعية أو تعميق الروابط الموجودة سابقاً صحتك الذهنية والبدنية.
وعلاوةً على ذلك تستطيع الجوانب الاجتماعية الموجودة في السفر تعزيز إحساس الإنسان بذاته، إذ أظهر أحد الأبحاث أنَّك حينما تخرج من محيطك الاجتماعي الذي تشعر عادةً بالارتياح عند العيش فيه، وتتعرف إلى ثقافاتٍ مختلفةٍ عن ثقافتك تتعزز هويتك الشخصية التي تتضمن قيمك ومعتقداتك وتزداد ثقتك بنفسك.
أضف تعليقاً