في هذا المقال، نبدأ في استكشاف العواقب التي غالباً ما يتم تجاهلها بعد الإصابة بنزلات البرد، ونكشف النقاب عن مجموعة متنوعة من الأمراض التي تنشأ أو تشتد خلال هذا الموسم؛ بدءاً من تحدِّيات الجهاز التنفسي وحتى التأثيرات الجهازية، فإنَّنا سنتعمَّق في المشهد الدقيق للمخاطر الصحية المرتبطة بنزلات البرد، ونزوِّدك بالمعرفة اللازمة للتنقل بين آثار الشتاء وحماية صحتك من نزلات البرد.
تعريف نزلات البرد:
نزلات البرد، والتي يُشار إليها عادة باسم عدوى الجهاز التنفسي العلوي، هي مرض فيروسي تسببه فيروسات مختلفة، في الغالب الفيروسات الأنفية، ويتميز بأعراض مثل سيلان أو انسداد الأنف، والعطس، والسعال، والتهاب الحلق، وأحياناً الحمى، وتنتشر هذه الحالة المُعدية في المقام الأول من خلال الرذاذ التنفسي عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب، أو عن طريق لَمس الأسطح الملوثة بالفيروس.
تصيب الفيروسات المسؤولة عن نزلات البرد الأنف والحنجرة، وهذا يؤدي إلى التهاب الأغشية المخاطية، إنَّ البرد بحد ذاته مرض خفيف وينتهي بشكل عام، لكن قد يكون مزعجاً بسبب تأثيره في النشاطات اليومية والإنتاجية، ومن الهام أن نلاحظ أنَّ المضادات الحيوية غير فعالة ضد نزلات البرد لأنَّها تسببها الفيروسات، وليس البكتيريا، وتتضمن الإدارة عادةً الراحة والبقاء رطباً والأدوية المتاحة دون وصفة طبية لتخفيف الأعراض.
ما هي أسباب إصابات البرد؟
1. درجات الحرارة القصوى:
التعرض لدرجات حرارة شديدة البرودة، خاصة في ظروف التجمد، يطغى على قدرة الجسم على الحفاظ على درجة حرارة طبيعية.
2. برودة الرياح:
تزيد الرياح من فقدان الحرارة من الجسم، وهذا يؤدي إلى تفاقم تأثير درجات الحرارة الباردة، وتعد برودة الرياح عاملاً حاسماً في تطور إصابات البرد.
3. الملابس المبللة:
تعمل الملابس الرطبة أو المبللة على تسريع فقدان الحرارة بشكل كبير، وهذا أمر خطير بشكل خاص في البيئات الباردة، فتقوم الملابس المبللة بنقل الحرارة بعيداً عن الجسم بكفاءة أكبر من الملابس الجافة.
4. الملابس غير المناسبة:
تزيد الملابس غير الكافية أو غير المناسبة للطقس البارد من خطر التعرض لإصابات البرد، وتعد الطبقات المناسبة ومعدات الحماية ضرورية لمنع فقدان الحرارة.
5. الغمر في الماء البارد:
التعرض لفترات طويلة للماء البارد، سواء من خلال الغمر أم في الظروف الرطبة، يؤدي إلى فقدان الحرارة بسرعة ويزيد من خطر الإصابات الباردة.
6. ضعف الدورة الدموية:
تساهم الحالات التي تضعف الدورة الدموية، مثل مرض الشريان المحيطي أو الملابس الضيقة التي تحد من تدفق الدم، في تعرض أجزاء معينة من الجسم لإصابات البرد.
7. تعاطي الكحول والتبغ:
يسبب استهلاك الكحول توسع الأوعية، وهذا يؤدي إلى زيادة فقدان الحرارة، ويؤدي التدخين أيضاً إلى إضعاف الدورة الدموية، وهذا يجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالبرد.
ما هي أعراض إصابات البرد؟
1. الخدر والوخز:
قد تعاني المناطق المصابة من الخدر أو الإحساس بالوخز بسبب ضعف وظيفة العصب الناتج عن التعرض للبرد.
2. تغيُّر لون الجلد:
قد يتحول لون الجلد إلى شاحب أو يتحول إلى اللون الأزرق أو الرمادي، وهذا يشير إلى انخفاض تدفق الدم والأوكسجين إلى المناطق المصابة.
3. الجلد الصلب أو الشمعي:
في الحالات الشديدة، يصبح الجلد صلباً وشمعياً عند اللمس نتيجة لتشكُّل بلورات الثلج داخل الأنسجة.
4. تصلُّب المفاصل والعضلات:
تؤدي الإصابات الباردة إلى تصلُّب المفاصل والعضلات، وهذا يحد من الحركة في المناطق المصابة.
5. الألم أو الوجع:
قد يعاني الأفراد من الألم أو الوجع في المناطق المعرضة للبرد، وهذا يعكس تلف الأنسجة والالتهاب.
6. التورم:
قد يحدث التورم بسبب تراكم السوائل في الأنسجة المصابة بوصفه رد فعل للإصابة الناجمة عن البرد.
7.البثور:
في المراحل الأكثر تقدُّماً من الصقيع، قد تظهر بثور مملوءة بالسوائل على الجلد، ومن الهام عدم فرقعة هذه البثور؛ لأنَّها طبقة واقية.
ما هو علاج الإصابة بالبرد؟
1. الانتقال إلى بيئة دافئة:
الخطوة الأولى لعلاج الإصابة بالبرد هي نقل الفرد إلى بيئة دافئة لمنع تعرضه لمزيد من درجات الحرارة الباردة.
2. إزالة الملابس المبللة:
تؤدي الملابس المبللة إلى تفاقم فقدان الحرارة، وتعد إزالة الملابس المبللة واستبدالها بملابس جافة أمراً ضرورياً لمنع التعرض الإضافي للبرد.
3. إعادة التدفئة التدريجية:
من الضروري إعادة تدفئة المناطق المتضررة تدريجياً، فإنَّ غمر الأجزاء المصابة في الماء الدافئ (وليس الساخن) أو استخدام الكمادات الدافئة يساعد في عملية إعادة التدفئة البطيئة.
4. تجنُّب الحرارة المباشرة:
الامتناع عن استخدام مصادر الحرارة المباشرة، مثل السخانات أو زجاجات الماء الساخن؛ لأنَّها تسبب حروقاً في الأنسجة الباردة وغير الحساسة.
5. إدارة الألم:
تساعد مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين، على إدارة الألم وتقليل الالتهاب.
6. تجنُّب الفرك أو التدليك:
يؤدي فرك أو تدليك المناطق المصابة بالصقيع إلى مزيد من الضرر للأنسجة المتضررة بالفعل؛ ويعد التعامل اللطيف أمراً هاماً جداً.
7. رفع المنطقة المصابة:
رفع الطرف المصاب يساعد على تقليل التورم وتحسين تدفق الدم، وهذا يعزز عملية الشفاء.
شاهد بالفيديو: 11 طريقة غير متوقعة للوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا
متى نلجأ للطبيب عند الإصابة بالبرد؟
1. الأعراض عند الرضع:
بالنسبة إلى الرضع الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر والذين تظهر عليهم أعراض البرد، يوصى بتقييم الطبيب لاستبعاد التهابات الجهاز التنفسي الشديدة.
2. التهاب الحلق المستمر:
إذا استمر التهاب الحلق لأكثر من أسبوع، أو إذا كان شديداً ومصحوباً بصعوبة في البلع أو التنفس، فمن المستحسن التدخل الطبي.
3. المضاعفات في الحمل:
يجب على النساء الحوامل اللواتي يعانين من أعراض البرد استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بهن؛ لأنَّ بعض الأدوية قد لا تكون مناسبة في أثناء الحمل، كما يتأثر الجهاز المناعي بالتغيرات الهرمونية.
4. تفاقم الأعراض لدى الأفراد المعرضين للخطر:
يجب على الأفراد الذين يعانون من حالات صحية كامنة، مثل مشكلات الجهاز التنفسي أو ضعف جهاز المناعة، استشارة الطبيب إذا تفاقمت أعراض البرد بسبب زيادة خطر حدوث مضاعفات.
5. ألم الأذن أو الإفرازات:
قد يشير ألم الأذن المستمر أو الإفرازات أو الشعور بالامتلاء في الأذنين إلى وجود عدوى في الأذن، وهذا يتطلب تقييماً طبياً.
6. الجفاف:
تؤدي أعراض البرد الشديدة، خاصة عندما تكون مصحوبة بالقيء أو الإسهال، إلى الجفاف؛ لذا تعد العناية الطبية أمراً هاماً جداً في حالة ظهور علامات الجفاف، مثل البول الداكن والدوخة.
7. ارتفاع درجة الحرارة:
إذا كان البرد مصحوباً بحمى شديدة مستمرة (أعلى من 100.4 درجة فهرنهايت أو 38 درجة مئوية)، خاصة عند الأطفال، فإنَّ طلب المشورة الطبية أمر ضروري لاستبعاد حالات العدوى الأكثر خطورة.
ما هو تأثير الإصابة بالبرد في الأطفال الرضع؟
1. الضائقة التنفسية:
تساهم إصابات البرد في ضيق التنفس عند الرضع، ويمكن للهواء البارد أن يهيج المسالك الهوائية، وهذا قد يؤدي إلى انقباض القصبات الهوائية أو زيادة إنتاج المخاط، خاصة عند الأشخاص المعرضين لأمراض الجهاز التنفسي.
2. انخفاض الاستجابة المناعية:
قد يضعف التعرض للبرد الاستجابة المناعية لدى الرضع، وهذا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وغيرها من الأمراض.
3. التأثير في التغذية:
تؤثر درجات الحرارة الباردة في قدرة الرضيع على الرضاعة بشكل مريح، وقد تؤدي الأيدي الباردة أو البيئة الباردة إلى انخفاض كفاءة التغذية، وهذا يؤثر في التغذية والنمو العام.
تعرف إلى الأمراض التي قد تصيبك بسبب البرد:
1. التهاب الجيوب الأنفية:
يحدث التهاب الجيوب الأنفية بوصفه عدوى ثانوية، وهذا يسبب أعراضاً مثل آلام الوجه والاحتقان.
2. التهاب الشعب الهوائية:
تؤثر فيروسات البرد في الجهاز التنفسي، وهذا يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية والسعال.
3. الالتهاب الرئوي:
في بعض الحالات، يمكن لفيروس البرد أن يمهد الطريق للإصابة بالالتهاب الرئوي الجرثومي، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
4. التهابات الأذن:
تنتشر الفيروسات الناتجة عن نزلات البرد إلى الأذن الوسطى، وهذا يسبب التهابات وألماً في الأذن، خاصة عند الأطفال.
5. التهاب الحلق العقدي:
على الرغم من أنَّ سبب التهاب الحلق العقدي هو البكتيريا في المقام الأول، إلا أنَّ نزلة البرد تضعف دفاعات الحلق، وهذا يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية.
6. تفاقم الربو:
قد يعاني الأفراد المصابون بالربو من تفاقم الأعراض في أثناء نزلات البرد، فيصبح الجهاز التنفسي أكثر حساسية.
7. تفاقم الحالات المزمنة:
قد يؤدي الضغط الناجم عن البرد على الجسم إلى تفاقم الحالات المزمنة الموجودة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض السكري.
إقرأ أيضاً: 10 طرق للتخلص من آثار نزلات البرد بسرعة
8. المضاعفات لدى الأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة:
أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل مرضى فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز، أو الأفراد الذين يخضعون للعلاجات المثبطة للمناعة، قد يواجهون مضاعفات أكثر خطورة من فيروسات البرد الشائعة.
إقرأ أيضاً: 9 علاجات سريعة لنزلات البرد
في الختام:
بينما نختتم هذه الرحلة عن الأمراض التي قد تصاحب نزلات البرد، فمن الهام أن ندرك أهمية الوعي والتدابير الصحية الواجب مراعاتها لتفادي نزلات البرد، فإلى جانب السعال والعطس، يمكن لنزلات البرد أن تمهد الطريق لمشكلات الجهاز التنفسي، والمضاعفات الجهازية، والتحديات التي يواجهها الأفراد الذين يعانون من حالات موجودة مسبقاً.
أضف تعليقاً