وسط التغييرات العديدة التي تشهدها المنظمات، يواجه قسم الموارد البشرية تحدياً كبيراً وهو إدارة المواهب؛ إذ يأتي الموظفون ويغادرون، وتتغير الإدارات، وتُنشَأ أدوار جديدة، والكثير من الأمور التي يجب التعامل معها داخلياً، ولكن، كيف تحافظ المؤسسة على سير الأمور بسلاسة مع حدوث الكثير من التغييرات؟
بصرف النظر عن الإجابة، توجد الكثير من الأمور التي يجب التعامل معها خارجياً؛ فبعد ظهور نشاط الاندماج والاستحواذ، ستتأثر العلامة التجارية لرب العمل الخاص بك، وقد يبدو مستقبل الشركة غير مستقر، والأشخاص المحترفون ليسوا متأكدين ممَّا تعنيه التغييرات بالنسبة إلى المنظمة والموظفين، كما أنَّ تسريح العمال سيؤثر سلباً في المنظمة ككل.
إذاً، كيف يمكنك إعادة علامة رب العمل التجارية إلى المسار الصحيح؟ وكيف تُظهِر للأشخاص الباحثين عن عمل الأمور التي تهمك؟ إليك بعض الطرائق:
تحديث المعلومات:
بعد نشاط الاندماج والاستحواذ، ستتغير الأمور، فقد يصبح للشركة اسم جديد يعكس الأجزاء المدمجة أو الأقسام الجديدة أو المهام والرؤى والقيم المتغيرة.
ذكر 61% من الموظفين في "أمريكا الشمالية" (North American) الذين شملهم استطلاع أجرته شركة "أتشيفرز" (Achievers) أنَّهم لا يعرفون مهمة شركتهم، ويحتاج الأشخاص الباحثون عن عمل إلى فكرة واضحة عن ثقافة الشركة، وما الذي تمثله العلامة التجارية، وما هو نوع العمل الذي يمكنهم توقُّع القيام به.
يرغب الباحثون عن عمل في معرفة كيف سيكون شكل العمل في الشركة، عندما يطَّلعون على موقعك الإلكتروني، ومن بين الأشخاص الباحثين عن عمل في "الولايات المتحدة" (U.S) الذين شملهم استطلاع أجراه موقع "كارير بيلدر" (CareerBuilder)، ذكر 42% أنَّهم يزورون صفحات الوظائف للعثور على وظائف والتقدم إليها، وقد كان للمعلومات المتاحة التأثير الأكبر في قرارهم بالتقدم إلى الوظائف.
إذا كان موقعك الإلكتروني غير مُحدَّث بمعلومات دقيقة بعد عمليات الاندماج والاستحواذ، فكيف سيعرف الباحثون عن عمل ما هي مهمة الشركة، وما إذا كانوا يريدون العمل فيها.
بعد نشاط الاندماج والاستحواذ، قد تتغير مهمة ورؤية وقيم وثقافة الشركة؛ لهذا السبب، حدِّث الموقع الإلكتروني الخاص بالوظيفة، وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي ومنشورات الوظائف، وغيرها من الأدوات المرتبطة بالعلامة التجارية لرب العمل؛ وذلك لإيصال هذه التغييرات إلى الباحثين عن عمل.
فأنت تريد أن يحظوا بفكرة دقيقة عمَّا تمثله شركتك، وما هي طبيعة العمل فيها، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يعرف الباحثون عن عمل أنَّ رب العمل هو المشرف على التغييرات، ويتعامل مع التحولات بسهولة.
توضيح ثقافة الشركة:
يمكن بسهولة تغيير الموقع الإلكتروني للشركة ومنشورات الوظائف لتعكس التغييرات في مهمة الشركة ورؤيتها بعد نشاط الاندماج والاستحواذ، لكن يصعب شرح التغييرات في ثقافة الشركة.
لقد وجد استطلاع أُجري على موقع "لينكد إن" (LinkedIn)، الذي شمل أكثر من 10000 مهني غيَّروا وظائفهم، أنَّ 49% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنَّ أكبر عقبة في البحث عن وظيفة هي عدم معرفة طبيعة العمل في مؤسسة ما؛ فبعد عمليات الدمج والاستحواذ، قد تصبح صورة المنظمة ضبابيةً أكثر.
وضِّح ثقافتك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وانشر صوراً لفعاليات الشركة على موقع "فيسبوك" (Facebook)، واحتفِ بإنجازات الفريق على "تويتر" (Twitter)، وحمِّل مقاطع فيديو لإجراء جولات على المكاتب على "يوتيوب" (YouTube)، وإذا كانت توجد تغييرات، فأشر إليها، وأظهِر ما الذي يجعل الثقافة فريدة من نوعها، وما الذي يجب أن يتوقعه الباحثون عن عمل من بيئة العمل.
شاهد بالفديو: 5 قواعد ذهبية لبناء العلامة التجارية الشخصية
السماح للموظفين بالتحدث عن أنفسهم:
سيكتسب نشاط الاندماج والاستحواذ سمعةً سيئةً عندما يتعلق الأمر بإدارة المواهب، لكن من منظور آخر، قد يظن الأشخاص الباحثون عن عمل أنَّ الموظفين مستاؤون وقلقون من أنَّ وظائفهم في خطر، لا سيَّما بعد تسريح العمال، وترك الموظفين للشركة بحثاً عن وظائف جديدة.
لقد أُجريت دراسة من قِبل شركة "كارير آرك" (CareerArc) للباحثين عن عمل والمتخصصين في الموارد البشرية، ووجدت أنَّ 38% من الموظفين السابقين أو المُسرَّحين يشاركون مراجعات سلبية لرب العمل عبر الإنترنت.
ليس هذا فحسب؛ إذ إنَّ 54% ممَّن شملهم الاستطلاع من الذين فُصِلوا مرةً واحدةً على الأقل في حياتهم المهنية، قد ذكروا أنَّ التسريح أو إنهاء التعاقد أثَّر سلباً في تصوُّرهم لرب العمل، لذا يمكن أن تؤثر هذه المراجعات والتصورات السلبية في الأشخاص الباحثين عن عمل؛ وهذا يدفعهم إلى إعادة التفكير في العمل لدى المؤسسات بعد نشاطات الاندماج والاستحواذ الأساسية.
كافِح هذه الآراء السلبية مع سفراء العلامة التجارية، وحدِّد عدداً قليلاً من الموظفين الحاليين لمشاركة آرائهم عن مكان العمل، وروِّج للوظائف المفتوحة على وسائل التواصل الاجتماعي، وشارك آراء الموظفين على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى موقع الشركة الإلكتروني. واسمح للموظفين بالتحدث عن أنفسهم؛ إذ لا توجد طريقة أفضل من ذلك لتهدئة مشاعر القلق التي قد يشعر بها الباحثون عن عمل بعد عمليات الاندماج والاستحواذ.
الإجابة عن الأسئلة:
حتى بعد تحديث المعلومات ومشاركة الصور واستعمال سفراء العلامة التجارية، ستبقى لدى الأشخاص الباحثين عن عمل أسئلة عن التغييرات الحاصلة في الشركة وبيئة العمل.
لذا أجب عن هذه الأسئلة وجهاً لوجه، وعن التعليقات على "فيسبوك" (Facebook)، أو التغريدات والمحادثات على "تويتر" (Twitter)، وأجب عن كل الأسئلة في وقت واحد، وشاركها على موقع التوظيف الخاص بك، وعلى المنصات الاجتماعية.
أضف تعليقاً