تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة:
تعود تسمية الإمارات العربية المتحدة بهذا الاسم إلى اتحاد كلٍّ من الإمارات السبع: إمارة أبو ظبي، وإمارة دبي، وعجمان، والشارقة، ورأس الخيمة، وأم القيوين، والفجيرة؛ والتي شكَّلت اتحاداً فيما بينها، إلَّا أنَّ تاريخ الدولة لا يقتصر على بداية اتحاد الإمارات السبع وتكوين دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي كان بالرغم من ذلك خطوةً تاريخيَّةً لمنطقة الساحل المتصالح، وقدَّم دولة الإمارات العربية المتحدة للمُجتمع الدولي كدولةٍ حديثة؛ فقد أثبتت العديد من الدراسات أنَّ دولة الإمارات دولةٌ تاريخية، مُستَنِدَةً في ذلك إلى الوثائق القديمة والآثار التي اكْتُشِفت على أرض الإمارات، إذ ليس هناك اختلافٌ على حقيقة وجود أقوامٍ آخرين كانوا يعيشون في هذه المنطقة منذ حقبٍ أبعد بكثير.
- العصر الحجري: تمتد هذه الحقبة التاريخية ما بين 6000 إلى 3500 ق.م، وقد كان يسكنها جماعاتٌ بدويَّةٌ تعتمد في معيشتها على الصيد وجمع النباتات، كما تميَّزت أيضاً بصناعة الأواني الفخاريَّة، وذلك بحسب ما كشفت عنه الحفريات الأثريَّة، والتي يُعتقَد أنَّها تعود إلى فترة العبيد التي تُعدُّ جزءاً من العصر الحجري، أي: فترة الألفيَّة السادسة ق.م.
- العصر الحجري الحديث: تتميَّز هذه الحقبة بالمناخ الرطب والمُناسب، والذي ساعد السُكَّان على العيش في أجزاءٍ مختلفةٍ من المنطقة، سواءً في الساحل أم الداخل؛ وقد اعتمدوا في معيشتهم على صيد الحيوانات والأسماك، وعلى الزراعة ورعي الماشية؛ إلَّا أنَّ سوء الأحوال الجويَّة والجفاف، مهَّدا فيما بعد لتلاشي حقبة العصر الحجري الحديث بعد 4000 ق.م.
- العصر البرونزي: تقع هذه الحقبة التاريخية ما بين 3200 إلى 1300 ق.م، وتتكوَّن من ثلاث فتراتٍ رئيسة، وهي: فترة جبل حفيت، وذلك نظراً إلى كثرة المقابر التي وُجِدت في المنطقة؛ وفترة أمِّ النار؛ وفترة وادي سوق، وذلك نسبةً إلى أحد المواقع الأثرية في وادي سوق.
- العصر الحديدي: تقع هذه الحقبة التاريخية ما بين 1300 إلى 300 ق.م، وخلالها اعتُمِدَ على تقنيةٍ جديدةٍ للرّيّ ساهمت في استخراج المياه الجوفية، ومرور الماء من الجبال إلى الواحات المُنخفضة لسدِّ احتياجات الزراعة في المستوطنات. كما استَخدَم السُكَّان المعادن والسيراميك والبرونز والذهب، والقطع الأثرية وقطع المجوهرات من الخرز والذهب والحجارة، وكذلك أحجار الزينة والخناجر والسهام والسيوف، وغيرها.
- عصر الإسلام: بدأت الدعوة الإسلاميَّة في المنطقة بعد فتح مكَّة سنة 630م، عندما أرسل الرسول -عليه الصلاة والسلام- أصحابه لدعوة ملوك ورؤساء القبائل إلى اعتناق الدين الإسلامي، وبهذا بدأت المنطقة حقبةً جديدةً من العصور. وقد ازدهرت الحضارة الإسلامية بشكلٍ ملحوظٍ في منطقة الجزيرة العربيَّة والأقاليم المُجاورة خلال الخلافة الأمويَّة من (661م إلى 750م)، والخلافة العباسيَّة (750م إلى 1258م).
- العهد البرتغالي: كان البرتغاليون من أوائل الأوروبيين الذين وصلوا إلى شبه الجزيرة العربية في عام 1498م، وذلك بعد الرحلة البحرية التي قام بها البحَّار البرتغالي "فاسكو دي غاما" حول طريق رأس الرجاء الصالح. وقد تحكَّم البرتغاليون بمنطقة الخليج العربي لما يقارب القرن ونصف، ومن ثمَّ بدأت قوَّتهم بالتراجُع خلال القرن السابع عشر، وقد شهد هذا القرن بروز قوات اليعاربة التي أطاحت بالوجود البرتغالي.
- العهد الهولندي: بدأ الهولنديون والإنجليز الدخول إلى أسواق الشرق الأوسط بعد خسارة القوَّة البرتغالية لمضيق هرمز سنة 1622م؛ وبحلول القرن السابع عشر، أصبح الهولنديون القوَّة البحريَّة المسيطرة في المحيط الهندي والخليج العربي، وقد ضعفت سيطرة الهولنديين في عام 1750م، وذلك بسبب الحرب الثلاثية مع كلٍّ من الإنجليز والفرنسيين، كما لقوا مقاومةً من السُكَّان العرب المحلِّيين الذين ثاروا ضدَّهم وأخرجوهم من جزيرة خرج في عام 1766م.
- العهد البريطاني: نَمَت الأنشطة التجارية البريطانية في منطقة الخليج بحلول عام 1720م، وكان هدف البريطانيين الرئيس: تعزيز قوَّتهم البحرية بهدف حماية المنافذ التجارية مع الهند، واستبعاد المُنافسين الأوروبيين؛ وفي عام 1820م تمكَّن البريطانيون من هزيمة القواسم، كما وقَّعوا سلسلةً من الاتفاقيات من عام 1820م، وحتَّى عام 1853م، وذلك مع شيوخ كلِّ إمارة، والتي تنصُّ على ضَمَان الأمن والسلامة في البحر، والامتناع عن بناء السفن الكبيرة، وإنشاء التحصينات على طول الساحل. وفي عام 1892م جرى التوقيع على معاهداتٍ خاصَّةٍ تَعهَّد الشيوخ خلالها بعدم إجراء اتصالاتٍ أو الدخول في اتفاقياتٍ مع أيِّ قوَّةٍ أو دولةٍ أُخرى عدا الحكومة البريطانيَّة، وتعهَّد البريطانيون في المُقابل بتحمُّل مسؤوليَّة الدفاع عن المنطقة ضدَّ أيِّ عدوانٍ خارجي، وساهمت هذه الاتفاقيَّات بالمُحافظة على سلامة الطريق البحري، كما مهَّدت لقيام إمارات الساحل المتصالح. وفي بداية عام 1968م، أعلنت الحكومة البريطانيّة نيَّتها الانسحابَ من الخليج العربي مع نهاية عام 1971م.
قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة:
عَمِد حاكم إمارة أبو ظبي "الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" حالَ تولِّيه حُكم الإمارة في عام 1966م إلى التحرُّك سريعاً لتعزيز الروابط مع إمارات الساحل، وإنشاء الاتحاد كنواةٍ للوحدة العربية؛ وقد اجتمع في الثامن عشر من شباط عام 1968م بالشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي آنذاك. وفي الفترة من 25 إلى 27 فبراير 1968م، اجتمع حكَّام الإمارات المُتصالحة في دُبي بدعوةٍ مُوجَّهةٍ من حاكمَي أبو ظبي ودُبي، وجرى الاتفاق على قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة.
الإعلان التاريخي للاتحاد:
في 18 يوليو من عام 1971م، قرَّر حُكَّام ست إماراتٍ من الإمارات المُتصالحة، وهي: أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة - تكوينَ دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي 2 ديسمبر 1971م أُعلِنَ رسميّاً عن تأسيس دولةٍ اتحاديةٍ مُستقلةٍ وذات سيادة، وفي 10 فبراير 1972م انضمَّت رأس الخيمة إلى الاتحاد ليكتمل اتحاد الدول السبع.
مؤسِّس دولة الإمارات العربية المتحدة:
وُلِدَ مؤسِّس دولة الإمارات العربية المتحدة "الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" -رحمه الله- في مدينة العين عام 1918م، وهو ابن الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الذي حَكَمَ أبو ظبي بين عامي 1922م و1926م؛ وقد تولَّى الشيخ زايد حُكم إمارة أبو ظبي في أغسطس عام 1966م، وساهَم بوضعها على طريق النموّ المُستدام والتنمية.
في عام 1971م، بذل الشيخ زايد جهداً كبيراً في سبيل إنشاء دولة الاتحاد، وذلك بالتعاوُن مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم -حاكم إمارة دُبي آنذاك- وقد تكلَّلت جهوده بالنجاح عندما أُعلِنَ عن تأسيس دولة الاتحاد في ديسمبر عام 1971م في ظلِّ ظروفٍ صعبةٍ للغاية. وقد اختار حُكَّام الإمارات الشيخ زايد لرئاسة دولة الإمارات العربيَّة المتحدة، ليُصبح بذلك أوَّل رئيسٍ للدولة، وهو المنصب الذي أكسبهُ لَقَب "الأب المؤسِّس".
توفِّيَ الشيخ زايد -رحمه الله- في الثاني من نوفمبر عام 2004م، لتنتقل من بعده رئاسة الدولة وحُكم إمارة أبو ظبي إلى ابنه الأكبر "الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان"، ولي عهد أبو ظبي آنذاك.
الرموز الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة:
تحمل هذه الرموز في طيَّاتها رسالة دولة الإمارات وأهدافها، وتعكس هويَّة الدولة ووحدتها، وهي:
1. علم دولة الإمارات العربية المتحدة:
من الرموز الوطنيَّة الهامَّة لدولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة، وقد اعتُمِد في 2 ديسمبر عام 1971م -من قِبَل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- عَلَمَاً لدولة الإمارات المتحدة كدولةٍ مُستقلةٍ ذات سيادة، ويحتوي العلم الوطني على مجموعةٍ من الألوان وهي: الأحمر والأخضر والأبيض والأسود، والتي ترمز إلى الوحدة العربية؛ وقد صُمِّم من قِبَل شابٍّ إماراتي اسمه "عبد الله محمد المعينة"، الذي تقدَّم برسمه للعلم ضمن ستَّة عروضٍ فائزةٍ في مُسابقةٍ لتصميم العلم شارك فيها المئات من الفنانين والرسَّامين.
وقد استند الشاب في تصميمه إلى ألوان الوحدة العربيَّة التي تتمثَّل ببيتي الشعر الشهيرين للشاعر صفيّ الدين الحلي، وتصف: الصنائع (أعمال البر والمعروف والخير)، والوقائع (المعارك الدامية)، والمرابع (الأراضي الواسعة الخضراء)، والمواضي (السيوف المُحمرَّة بسبب تلطُّخها بدماء الأعداء).
يُحتَفَل بيوم العَلَم الإماراتي كلَّ عامٍ في الثالث من شهر نوفمبر.
2. النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة:
قام المُلحِّن المصري "سعد عبد الوهاب" بتنظيم ألحان النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي عام 1986م جرى تكليف الشاعر "عارف الشيخ عبد الله حسن" بتأليف كلمات النشيد الوطني الإماراتي، وقد أُعلِن هذا النشيد عبر أثير إذاعة دبي لأوَّل مرَّةٍ للمواطنين في عام 1986م، وذلك بعد اعتماد كلمات الشاعر نشيداً رسميَّاً لدولة الإمارات العربية المتحدة.
3. شعار دولة الإمارات العربية المتحدة:
اعتُمِد شعار دولة الإمارات العربية المتحدة يوم 9 ديسمبر عام 1971م، وقد جرى اختياره من بين مئات الرسوم المُقدَّمة، وذلك ضمن مُسابقةٍ شارك فيها العديد من الإماراتيين والوافدين إلى الدولة؛ وهو عبارةٌ عن صقرٍ يتوسَّط صدره قرصٌ أحمر يُظهِر سفينة البوم الشراعية العربية على مياه الخليج، وقد رَسَمَت هذا الشعار المواطنة الإماراتيَّة "ظبية خميس"، والتي فازت في المسابقة.
في 23 مارس 2008، تغيَّر الشعار الرسمي لدولة الإمارات بناءً على مُوافقة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وقد اعتُمِد الشعار الجديد الذي يُشبه الشعار القديم بالتصميم مع إدخال بعض التعديلات عليه، حيث توسَّط الشعارَ الجديد علمُ الإمارات وعليه طوقٌ تُزيِّنه سبع نجومٍ تُمثِّل الإمارات السبع، وذلك بدلاً من السفينة في الشعار القديم؛ كما جرى تغيير بعض الخطوط المكوِّنة لجناحي الصقر، وشملت التغييرات أيضاً رسم منقار وعين الصقر بشكلٍ بارزٍ أكثر، ولُوِّن الصقر الجديد باللون الذهبي بدلاً من الأصفر.
شعار دولة الإمارات المعتمد اليوم هو الصقر، والذي يتوسَّط صدره علم الإمارات، وتُمسك مخالبه بقاعدةٍ تحمل اسم دولة الإمارات العربية المتحدة.
4. الدرهم الإماراتي (عملة دولة الإمارات العربية المتحدة):
يُصنَّف الدرهم في المرتبة الخامسة بين أكثر العملات تنافسيَّةً من حيث القوَّة الشرائيَّة، وقد اعتُمِد الدرهم كعملةٍ رسميَّةٍ لدولة الإمارات العربية المتحدة في 1973م، حيث اقترح حاكم اﻻتحاد ومجلس العُملَات تصميماتٍ للدرهم الورقي من فئات 1 و5 و10 و50 و100 درهم.
العطل الرسمية لعام 2020 في الإمارات العربية المتحدة:
بحسب ما أقرَّ مجلس الوزراء الإماراتي هذا العام للجهات الحكوميَّة والعامَّة والمدارس والجامعات وشركات القطَّاع الخاص، فإنَّ العطل الرسميَّة في الإمارات العربية المتحدة لعام 2020 هي:
- الأربعاء، 1 يناير: إجازة رأس السنة الميلادية 2020.
- الأحد، 24 مايو: عيد الفطر.
- الخميس، 30 يوليو: يوم عرفة.
- الجمعة، 31 يوليو: عيد الأضحى.
- الأحد، 23 أغسطس: رأس السنة الهجرية.
- الخميس، 29 أكتوبر: إجازة المولد النبوي 2020.
- الثلاثاء، 1 ديسمبر: يوم الشهيد الإماراتي.
- الأربعاء والخميس، 2 و3 ديسمبر: إجازة العيد الوطني 2020.
مع العلم أنَّه قد يحدث تعديلٌ على هذه التواريخ، وسيُعلَن عن هذه التغييرات بشكلٍ رسمي.
أضف تعليقاً