ما هي الحازوقة عند الجنين؟
تُعرَف الحازوقة عند الجنين بأنَّها رد فعل طبيعي للجسم في معظم حالات حدوثها، وهي جزء من الحمل، وغالباً لا تستطيع الحامل التعرُّف إليها فتعتقد أنَّها ركلة الجنين لشعورها بحركة غريبة في رحمها تشبه تحركات الجنين وركله، ويتم رصد الحازوقة عند الجنين بطريقة دقيقة جداً عبر الموجات فوق الصوتية حتى قبل أن تشعر الحامل بها.
ما هو الفرق بين ركلة الجنين والحازوقة؟
يمكن للحامل التفريق بين ركل الجنين وحدوث الحازوقة من خلال تتبع حركة الجنين بشكل يومي؛ فإنَّ الجنين يركل نتيجة تحفيز حواسه؛ فمثلاً قد يركل الجنين عند بقائه في وضعية غير مريحة بالنسبة إليه نتيجة لوضعية جلوس الحامل أو نتيجة تحركها بحركات غير آمنة، أو مثلاً عندما تقوم الحامل بتناول أطعمة أو مشروبات شديدة السخونة أو شديدة البرودة أو أطعمة سكرية، وتشعر الحامل بركلة جنينها في أجزاء مختلفة من بطنها في الجوانب أو في الأعلى أو في الأسفل؛ أي لا يوجد مكان محدد لذلك، وغالباً عندما تقوم الحامل بتغيير وضعيتها يتوقف الجنين عن الركل.
أما الحازوقة عند الجنين فتشعر بها الحامل عندما تجلس بشكل ثابت فتبدو على شكل رعشات منتظمة الإيقاع أو النبض، كما أنَّ هذا الإحساس يأتي من منطقة محددة في البطن، ومن ثمَّ يمكنها أن تميز بين الحازوقة وبين ركلة الجنين، فقد تظهر لها الحازوقة في بداية حدوثها كركلة خفيفة ولكنَّها ستحدث مراراً وتكراراً بشكل منتظم، فإن ركزت الحامل فسوف تدرك أنَّها ذات إيقاع مشابه لحازوقة البالغين، ومن ثمَّ هذه التحركات ليست ركلاً؛ إنَّما هي الحازوقة.
سبب الصوت الذي يصاحب الحازوقة عند الجنين:
تحدث الحازوقة عند الجنين عندما ينقبض الحجاب الحاجز الذي يوجد بين البطن والصدر وطبعاً هذا الانقباض غير إرادي، وبعد الانقباض تُغلَق الحبال الصوتية بسرعة؛ لذلك يصدر الصوت المرافق للحازوقة بشكل مشابه للصوت الذي يحدث عند البالغين.
متى تحدث حازوقة الجنين؟
من الجدير بالذكر أنَّ الحازوقة قد لا تحدث إطلاقاً عند الجنين ولا تشعر الأم بها طيلة الحمل، وفي نفس الوقت يوجد أجنة تعاني من حدوثها مرات عدَّة في اليوم الواحد، ومن ثمَّ إنَّ السبب الدقيق وراء حدوثها غير مفهوم حتى الآن، فلا توجد قاعدة عامة لحدوثها، بالإضافة إلى ذلك توجد بعض النظريات التي تقول إنَّ الحازوقة عند الجنين لها دور في اكتمال نمو رئتيه، فيتم تصنيفها على أنَّها علامة جيدة؛ إذ تشير إلى نمو جهاز الجنين العصبي المركزي الذي يقوم بإرسال الإشارات إلى الدماغ لشد الحجاب الحاجز لديه من أجل أن يبدأ الجنين بالتنفس.
تبدأ الحامل بالشعور بحازوقة الجنين غالباً في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل؛ أي لا يوجد وقت محدد لظهورها وهذا الأمر ينطبق أيضاً على ركلات الجنين وحركاته، فقد تبدأ عند الجنين في وقت مبكر من الأسبوع السادس عشر وقد تظهر في وقت متأخر في الأسبوع العشرين إلى الأسبوع الرابع والعشرين؛ وهذا يجعل الحامل لا تلاحظ حدوثها أحياناً، ويمكن القول إنَّ معظم الحوامل تشعر بالحازوقة عند جنينها بدرجة أكبر عندما يقترب موعد الولادة المتوقع.
أسباب حدوث الحازوقة عند الجنين:
كما ذكرنا آنفاً، فإنَّ العلماء لم يجدوا السبب الدقيق وراء حدوث الحازوقة عند الجنين؛ إنَّما توجد نظريات عدة تم التوصل إليها لمعرفة أسباب حدوثها تتمثل فيما يأتي:
1. ضغط السائل الأمنيوسي:
تساعد الحازوقة على التحكم في كمية السائل في الكيس الأمنيوسي؛ لذلك إنَّ ارتفاع الضغط الناتج عن ارتفاع السائل الأمنيوسي يحث الجنين على الحازوقة.
2. نمو رئتي الجنين:
فيحدث تقلص للحجاب الحاجز عنده كرد فعل طبيعي على تنفسه للسائل الأمنيوسي داخل الكيس الأمنيوسي؛ وذلك لأنَّ الحجاب الحاجز يسمح للجنين بممارسة التنفس فيبتلع السائل الأمنيوسي، وبعد تطور الجهاز العصبي المركزي عند الجنين يتدفق الحمض الأمنيوسي داخل وخارج الرئتين فينقبض الحجاب الحاجز لديه بشكل تلقائي.
3. التفاف الحبل السري:
ويُعَدُّ من أخطر الحالات الطبية التي تسبب حدوث الحازوقة عند الجنين؛ وذلك لأنَّه يهدد حياته؛ إذ إنَّ الحبل السري يلتف حول عنقه ويضغط عليه، ومن ثمَّ يتسبب غالباً في موته، وغالباً يحدث الالتفاف في الثلث الثاني أو الثلث الثالث من الحمل.
4. رد فعل طبيعي للجنين:
وبعيداً عن تنفس الجنين فقد يتدرب الجنين في أثناء وجوده في رحم أمه على الرضاعة التي سيقوم بها لاحقاً؛ فيقوم ببعض النشاطات مثل مص الإبهام، وبالإضافة إلى ذلك يقوم بالتثاؤب، وكل هذه النشاطات قد تكون سبباً بحدوث الحازوقة عند الجنين.
كيف يمكن إيقاف حدوث الحازوقة عند الجنين؟
على الرغم من أنَّ حدوثها غير مسبب للألم عند الحامل، ولكنَّ تكرار الحازوقة لمدة 15 دقيقة مثلاً قد يتسبب في تشتيت تركيز الحامل وبشكل أخص إن كانت تعمل في عمل يحتاج إلى دقة وانتباه، ومن ثمَّ ستكون حازوقة جنينها أمراً مزعجاً بالنسبة إليها تمنعها عن التركيز في عملها، لكن لم يتوصل العلماء إلى طريقة محددة لمنع حدوث الحازوقة عند الجنين؛ إنَّما توجد بعض الاقتراحات التي توصل إليها الأطباء تقوم بها الحامل تساعدها على التخفيف من حازوقة الجنين، وسنذكر منها ما يأتي:
- الحصول الحامل على قسطٍ كافٍ من النوم.
- الاستلقاء الحامل على جانبها الأيسر خلال فترة النوم.
- الحرص على اتباع نظام غذائي متنوع وغني بكافة المعادن والفيتامينات الضرورية للجسم خلال فترة الحمل، والتركيز على الأطعمة الغنية بالبروتينات؛ وذلك لأنَّها قد تساهم في تقليل الحازوقة عند الجنين لأنَّ البروتينات تساعد على استرخائه.
- المحافظة على رطوبة الجسم؛ وذلك من خلال شرب الحامل للكثير من الماء؛ وذلك لأنَّ بعض الأجنة قد يعاني من حدوث الحازوقة نتيجة لنقص السوائل في الجسم.
- ممارسة التمرينات الرياضية المناسبة للحامل وبشكل معتدل وآمن بالنسبة إلى الجنين، ويفضل قبل ممارسة التمرينات الرياضية إخبار طبيبك المتخصص بذلك.
- تنظيم الوقت جيداً والالتزام بمواعيد محددة للنوم ليلاً، بالإضافة إلى موعد محدد للقيلولة خلال النهار؛ وذلك بحسب الضرورة والعادات المتبعة يومياً.
- استخدام الوسائد التي تدعم البطن وتخفف من الضغط الحاصل على العمود الفقري للحامل، ومن ثمَّ تساعد على تأمين وضعية جلوس ونوم مريحة لها وللجنين؛ وهذا يقلل من حدوث الحازوقة لديه.
شاهد بالفديو: 7 أشياء يتعلّمها الجنين قبل أن يولد!
متى تُعَدُّ الحازوقة عند الجنين أمراً خطيراً؟
على الرغم من أنَّ الحازوقة هي غالباً أمر طبيعي ولا تدل على مؤشرات خطيرة، إلا أنَّ الأطباء المتخصصين يرون أنَّها إن كانت مستمرة ومتكررة في المرحلة الأخيرة من الحمل، فهي مؤشر خطير يدل على مشكلة في الحبل السري؛ إذ يترتب على انضغاط الحبل السري نتائج خطيرة على الجنين نذكر منها ما يأتي:
- حدوث تلف في دماغ الجنين.
- حدوث تغيرات في معدل ضربات قلبه.
- حدوث تغيرات في ضغط دم الجنين.
- حدوث تراكم في غاز ثاني أوكسيد الكربون في دم الجنين.
- ولادة الطفل مفارقاً للحياة.
لذلك يجب على الحامل ألا تهمل أمر الحازوقة وتقوم بمراجعة الطبيب المتخصص عند حدوث تغيرات مفاجئة في الحازوقة عند جنينها؛ وذلك يكون بعد الأسبوع 28 من الحمل، فإن استمرت الحازوقة في الحدوث بشكل يومي وأصبحت أقوى من السابق، كما يمكن أن تصبح بعد الأسبوع 32 من الحمل على شكل نوبات لمدة 15 دقيقة على الأقل، أو إذا كان الجنين يعاني من حدوث الحازوقة نحو 3 نوبات أو أكثر من ذلك خلال اليوم الواحد ولمدة أطول من المعتاد وقد يصاحب الحازوقة أيضاً زيادة حركة الجنين، فلا بد من معرفة السبب تلافياً للنتائج المترتبة على ذلك.
هل تستمر الحازوقة عند الجنين بعد الولادة؟
نعم، تحدث الحازوقة عن الأطفال حديثي الولادة أيضاً؛ أي لا تقتصر على الجنين في رحم أمه؛ إنَّما تحدث لدى الجميع، وتُعَدُّ حالة طبيعية جداً لا تخيف، وتنتج الحازوقة لديه عن أسباب مختلفة عن أسباب حدوثها عند الأجنة مثل:
- الإكثار من الرضاعة يؤدي إلى انتفاخ بطن الطفل ثم سيتسبب ذلك في حثِّ الحجاب الحاجز؛ وهذا يجبره على الانقباضات المفاجئة مسبباً حدوث الحازوقة.
- ابتلاع الطفل للهواء دفعة واحدة الذي يعاني منه الأطفال ممن يرضعون الحليب من الزجاجات، فيؤدي تدفق الهواء الزائد إلى الانتفاخ فيُجبر الحجاب الحاجز على التقلص المفاجئ.
- وجود مهيجات في الهواء المحيط بالطفل؛ وذلك لأنَّ الأطفال حديثي الولادة يمتلكون قصبة هوائية حساسة جداً، فوجود مواد كيميائية في الهواء مثل الروائح العطرية المركزة أو الغبار تتسبب لهم بالسعال المستمر أحياناً، فيؤدي ذلك إلى تقلصات الحجاب الحاجز ثم حدوث الحازوقة.
- مرض الربو الذي تؤدي مضاعفاته إلى حدوث الحازوقة عند الطفل.
- ردود الفعل التحسسية التي تصيب أنبوب الطعام عند الطفل فتؤدي إلى تفاعل الحجاب الحاجز معه فيتقلص بسرعة مسبباً لحدوث الحازوقة عند الطفل.
- حدوث تغيرات في درجات الحرارة في منطقة المعدة للطفل، كما يحدث عند إرضاعه الحليب البارد بعد إطعامه الطعام الساخن؛ وهذا يؤدي إلى تشنج عضلات الحجاب الحاجز ثم حدوث الحازوقة.
- الارتجاع المعدي المريئي؛ أي رجوع محتويات المعدة إلى أنبوب الطعام؛ وهذا يتسبب في تحفيز الحجاب الحاجز لدى الطفل على الانقباض السريع فتحدث الحازوقة.
في الختام:
إن استمرت الحازوقة في الحدوث أكثر من ثلاث مرات في اليوم الواحد على شكل نوبات لمدة نصف ساعة، فهذا دليل على أنَّ الطفل يعاني من حالة مرضية، ولا بد من مراجعة الطبيب المتخصص وقد تكون ناتجة عن نقص الأكسجة الذي حدث في الرحم.
فيجب أن تهتم المرأة اهتماماً أكبر من المعتاد في نفسها خلال مرحلة الحمل لتلافي الأعراض التي تعاني منها النساء الأخريات ولإنجاب طفل سليم، فتلجأ في الكثير من الأحيان إلى قراءة الكتب الصحية أو إلى البحث في المواقع التثقيفية حول نصائح للحامل، وغالباً هذه النصائح ترشدها لاتباع نظام صحي متكامل، والحصول على النوم الكافي، والابتعاد عن التدخين، وممارسة التمرينات الرياضية المناسبة، ومراجعة الطبيب المتخصص لضمان حمل آمن ومن ثم الإنجاب بعيداً عن المشكلات الصحية المتوقعة.
أضف تعليقاً