تزداد مع التنكُّس البُقَعي صعوبة القراءة، والكتابة، والقيادة، والتعرف إلى الوجوه، بيد أنَّ جانبيّ الصورة التي يراها المريض بعينيه تتيح له مجالاً كافياً لممارسة أنشطة أخرى خلال حياته اليومية ومن غير المحتمل أن يفقد بصره بشكلٍ كامل. يصيب المرض كبار السن ويُعَدُّ سبباً أساسيَّاً لإصابة الأشخاص الذين يبلغون من العمر 50 عاماً أو أكثر بالعمى الجزئي.
أوَّلاً: أنواع التنكُّس البُقَعي
يوجد نوعان من التنكُّس البُقَعي هما التنكُّس البُقَعي الجاف والتنكُّس البُقَعي الرطب:
1. التنكُّس البُقَعي الجاف:
يتطور هذا النوع بشكلٍ تدريجي ولا علاج له. ثمَّة بعض الأمور التي يستطيع المريض القيام بها للتأقلم مع المرض، ويُشكِّل التنكُّس البُقَعي الجاف 85-90% من مُجمَل حالات الإصابة بالتنكُّس البُقَعي.
2. التنكُّس البُقَعي الرطب:
يحدث هذا النوع من التنكُّس البُقَعي حينما تظهر أوعية دموية جديدة تحت البقعة الصفراء (macula) ويتسرَّب الدم وتتسرب السوائل منها. يُعَدُّ التنكُّس البُقَعي الرطب أخطر من نظيره الجاف وقد ينتج عنه فقدانٌ شديدٌ للبصر، وقد تسوء حالة المصابين به بسرعة لذلك من الضروري إذا ظهرت أعراض المرض تلقي العلاج اللازم في الحال.
ثانياً: أسباب التنكُّس البُقَعي
لا يُعرَف السبب المباشر للتنكُّس البُقَعي لكنَّه يُعَدُّ مرتبطاً بعددٍ من العوامل الخطيرة من ضمنها:
- زيادة الوزن.
- وارتفاع ضغط الدم.
- والتدخين.
- والعامل الوراثي.
ثالثاً: العوامل التي قد تسبب الإصابة بالتنكُّس البُقَعي
تُظهر إحصاءاتٌ نُشِرَتْ في الولايات المتحدة عام 2010 أنَّ التنكُّس البُقَعي أصاب 2.1% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 40 عاماً. ترتفع هذه النسبة لدى الأشخاص ذوي البشرة البيضاء لتصل إلى 2.5% بشكلٍ عام و14% لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر أكثر من 80 عاماً، بينما تنخفض هذه النِسَب لدى الأشخاص الذين ينتمون إلى أعراقٍ أخرى. قد يُصاب الشُبَّان بالتنكُّس البُقَعي في حالاتٍ نادرة حيث تُعرَف هذه الحالة باسم "التنكُّس البُقَعي الشبابي" وتشمل أمراضاً مثل مرض ستارغاردت (Stargardt's disease) ومرض بيست (Best's disease) ويكون سببه وراثيَّاً عادةً.
وفقاً للأكاديمية الأميركية لطب العيون يبدو أنَّ من ضمن العوامل الأساسية التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض:
- السن: يزداد خطر الإصابة بالمرض بعد سن الستين.
- العِرْق: يُعَدُّ الأشخاص الذين ينتمون إلى العرق القوقازي الأبيض (Caucasians) أكثر عُرضةً من غيرهم للإصابة بالتنكُّس البُقَعي.
- العامل الوراثي: لدى حوالي 15-20% من الأشخاص المصابين بالتنكُّس البُقَعي أقرباءٌ مصابون بالمرض.
- التدخين: قد يزداد خطر إصابة الأشخاص المدخنين حالياً بمرض التنكُّس البُقَعي أربعة أضعافٍ موازنةً بالأشخاص الذين لم يدخِّنوا أبداً في حياتهم.
- البدانة: تبيَّن أنَّ زيادة الوزن أو البدانة إلى جانب عوامل أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول تزيد خطر الإصابة بالتنكُّس البُقَعي.
يتقاسم كلٌّ من التنكُّس البُقَعي وأمراض القلب والأوعية الدموية بعض العوامل المُسبِّبة نفسها، وقد تساهم بعض الخيارات التي يتخذها الشخص في أثناء حياته لتجنُّب خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل الامتناع عن التدخين والحد من تناول الدهون الغذائية، في تقليل خطر الإصابة بالتنكُّس البُقعي.
من ضمن العوامل الأخرى التي قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بالمرض:
- الدهون الغذائية: تشير الدراسات إلى أنَّ الأشخاص الذين يستهلكون الكثير من الدهون المشبعة يزداد خطر إصابتهم بالتنكُّس البُقعي.
- التعرض للضوء: تشير الدراسات إلى أنَّ الأضواء القوية والأشعة فوق البنفسجية، التي من ضمنها تلك التي نتعرض لها عند الوقوف في أشعة الشمس، قد تكون من العوامل المساهمة في الإصابة بالتنكُّس البُقَعي، بيد أنَّ دراساتٍ أخرى لا تشير إلى ذلك، وقد استنتج بحثٌ نُشِرَ في مجلة (JAMA Ophthalmology) عام 2001 أنَّ التعرض إلى الضوء لا علاقة له بالإصابة بالتنكُّس البُقَعي، بيد أنَّ معظم أطباء العيون يوصون بارتداء نظاراتٍ شمسية تقي العينين من التعرض إلى الأشعة فوق البنفسجية.
رابعاً: أعراض التنكُّس البُقَعي
تَحْدُث التغيرات التي تصيب الإنسان نتيجة تعرُّضه للتنكس البُقَعي بشكلٍ تدريجيّ، ولا يُحِسُّ العديد من الناس بحدوث تلك التغيرات إلَّا في مراحل متأخرة حينما يبدؤون يفقدون أبصارهم. العَرَض الأساسي للتنكُّس البُقَعي هو ضبابية مركز الصورة التي يراها الشخص بعينيه، بينما لا يتأثر بهذا المرض جانِبَا هذه الصّورة. يبقى مركز الصورة التي يراها الشخص المُصاب بالمرض بعينيه ضبابياً حتى لو ارتدى نظارات.
1. أعراض التنكُّس البُقَعي الجاف:
قد لا تظهر أعراض التنكُّس البُقَعي الجاف إلَّا بعد الإصابة به بـ 10 سنوات، وقد تتجاوز المدة 10 سنوات إذا أصاب التنكُّس البُقَعي عيناً واحدةً فقط.
إذا ظهرت أعراض المرض قد يكون من بينها:
- الحاجة إلى ضوءٍ أسطع في أثناء القراءة.
- ظهور النصوص المكتوبة أو المطبوعة بشكلٍ مشوَّش.
- بطء تعافي الوظيفة البصرية بعد التعرض إلى ضوءٍ ساطع.
- ظهور الألوان أقلَّ زُهوَّاً من السابق.
- ازدياد صعوبة التعرف إلى وجوه الأشخاص.
- ازدياد ضبابية الرؤية وانخفاض درجة الوضوح فيها.
2. أعراض التنكُّس البُقَعي الرطب:
قد تظهر لدى الأشخاص المصابين بالتنكُّس البُقَعي الرطب جميع أعراض التنكُّس البُقَعي الجاف إضافةً إلى العرضَيْن الآتيَيْن:
- تشوه المرئيات (metamorphopsia)، وهو اضطرابٌ تبدو فيه الخطوط المستقيمة ملتويةً أو مُموَّجة.
- نُقَط عمياء في مركز الصورة التي يراها الشخص بعينيه يزداد حجمها مع مرور الوقت ولا علاج لها.
تظهر أعراض هذا النوع وتشتد بسرعةٍ أكبر من أعراض النوع الجاف، ووفقاً للمعهد الوطني للعيون ليس من الضروري أن تتطورّ المراحل الأولى للتنكُّس البُقَعي إلى مراحل متقدّمة. إذ من بين كل 20 شخص بدأت إحدى عيونهم تدخل المراحل الأولى من المرض، يُصاب شخصٌ واحدٌ فقط بالتنكُّس البُقَعي بعد 10 سنوات. ويصل حوالي 14% من الأشخاص الذين أُصيبوا بالمراحل الأولى من المرض في كِلتا عينيهم إلى مراحل المرض المتقدمة في إحدى عينيهم أو كِلتيهما بعد 10 سنوات.
يساعد فحص العيون بشكلٍ منتظم في الكشف المبكر عن التنكُّس البُقَعي وحينئذٍ يمكن اتخاذ خطوات لإبعاد خطر تفاقم المرض.
خامساً: تشخيص التنكّس البُقَعي
إذا بدأت مشاكل البصر بالظهور من المهم أن تراجع طبيب العيون من أجل أن يفحص عينيك، لا سيما الجزء الخلفي منهما حيث توجد الشبكية والبقعة الصفراء. ثمَّة سلسلة من الفحوصات التي يمكن إجراؤها للتحقق من إصابة الشخص بالتنكُّس البقعي:
- شبكة آمسلر: يُحدِّق المريض في شبكةٍ خاصةٍ تتألف من خطوطٍ أفقيةٍ وعامودية، وفي حال كان الشخص مصاباً بالتنكُّس البُقَعي قد تبدو الخطوط مُشوَّهةً، أو مُتكسِّرةً، أو شاحبة. تُعطي نتيجة الاختبار الطبيب فكرةً أفضل عن مقدار الضرر الذي لحق بعيني المُصاب إذ يجد معظم الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة بشكلٍ واضح الخطوط القريبة من مركز الشبكة إمَّا مُشوَّهةً، وإمَّا باهتةً، وإمَّا مُتكسِّرة.
- تصوير الأوعية باستخدام الفلوريسيئين (Fluorescein angiography): يُستخدَم هذا الاختبار للتحقق من نوع التنكُّس البُقَعي الذي يعاني منه الشخص ويُجرى عادةً إذا كان الطبيب يشتبه في إصابة الشخص بالتنكُّس البُقَعي الرطب. يحقن الطبيب ذراع المريض بصبغٍ خاص ثمَّ يراقب عينيه بجهازٍ مُكبِّر خاص ويلتقط لهما سلسلةٍ من الصور يتحقق من خلالها من وجود تسرُّب في الأوعية الدموية الموجودة في اللطخة الصفراء، وهذا في حال حدوثه يَدُلُّ على الإصابة بالتنكُّس البُقَعي الرطب.
- تصوير مقطعي للترابط البصري: تُسلَّط في هذا الفحص أشعة خاصة على الشبكية وتُلتقََط لها الصور. تمنح هذه الصور الأخصائيين مزيداً من المعلومات عن البقعة الصفراء، إذ إنَّ أي تغيُّر يصيبها من ازديادٍ في الثخانة أو نقصٍ فيها يمكن أن يظهر في الصور.
سادساً: علاج التنكُّس البُقَعي
يُنصَح بإجراء فحوصات دورية للعين للكشف عن التنكُّس البُقَعي قبل أن يبدأ فقدان البصر، إذ على الرغم من أنَّ العلاج لا يعيد البصر إلَّا أنَّه يمكن أن يؤخر فقدانه.
1. علاج التنكُّس البُقَعي الجاف:
لا ينتج عن التنكُّس البُقَعي الجاف عادةً فقدانٌ كلِّيٌّ للبصر وتبقى جوانب الصورتين اللتين يراهما المُصاب بعينيه طبيعيةً. إنَّ تلقي المصاب الدعم واتباعه أسلوب حياةٍ يهيئ له التكيف مع المرض يهوِّن عليه فقدان البصر ويتيح له الاستفادة من الجزء المتبقي له من حاسة البصر. من النصائح التي من المفيد أن يتَّبعها المصاب:
- استعمال عدسات مُكبِّرة.
- استعمال كُتب مطبوعة بخطٍّ كبير.
- استعمال أضواء ساطعة أثناء القراءة.
2. علاج التنكُّس البُقَعي الرطب:
بعض العلاجات يمكنها أن توقف تفاقم الإصابة بالتنكُّس البُقَعي الرطب، لكنَّ العلاج يجب أن يُؤخَذ فوراً حتى يكون فعالاً لأنَّه من الصعب استعادة حاسة البصر عند فقدانها.
- الدواء المُضاد لعامل النمو البطاني الوعائي (Anti-VEGF medication):
عامل النمو البطاني الوعائي هو مادة كيميائية تساهم في تشكُّل أوعية دموية جديدة في عيون الأشخاص المصابين بالتنكُّس البُقَعي الرطب. تمنع الأدوية المُضادة لعامل النمو البطاني الوعائي إفراز هذه المادة الكيميائية حتى لا تتشكل أي أوعية دموية جديدة، من هذه الأدوية "رانيبيزوماب" (ranibizumab) المعروف تجارياً باسم "لوسينتس" (Lucentis)، و"بيفاسيزوماب" (bevacizumab) المعروف تجارياً باسم "افاستين" (Avastin). يُخدِّر الطبيب المُصاب ثم يحقن الدواء في عينيه بإبرةٍ ناعمةٍ جدَّاً وتُكرَّر العملية كل بضعة أسابيع.
استعاد الأشخاص الذين حُقِنوا بالدواء المُضاد لعامل النمو البطاني الوعائي في بعض الحالات جزءاً من حاسة البصر، لكنَّ ذلك يعتمد على الفرد وعلى الأعراض التي يعاني منها. ليس للدواء المُضاد لعامل النمو البطاني الوعائي عادةً أيّ آثار جانبية لكن بعد الحقنة قد يشعر المريض بألمٍ، وقد ينتفخ مكانها ويحمَر، وقد يفقد وضوح الرؤية. وفي حالاتٍ نادرةٍ جدَّاً قد يؤدي العلاج إلى مضاعفات كتضرر الشبكية، وتأذِّي عدسات العيون، والتلوث.
- العلاج الضوئي الديناميكي:
الفيرتابورفين (Verteporfin) هو دواءٌ حساسٌ للضوء يُحقَن في ذراع الشخص. يلتصق الفيرتابورفين بالبروتينات الموجودة في الأوردة ويستطيع كشف الأوعية الدموية غير الطبيعية الموجودة في البقعة الصفراء. يُسلَّط الليزر على العين مدة دقيقةٍ واحدة، وحينما يتنشَّط الفيرتابورفين بفعل الليزر تُزال جميع الأوعية الدموية غير الطبيعية الموجودة في البقعة الصفراء دون إلحاق أي ضرر بأنسجة العين المحيطة. إذا أُزيلَت الأوعية الدموية لن يسيل منها الدم أو الماء ولن تتأذى اللطخة الصفراء بعد ذلك.
يحتاج بعض المرضى إلى العلاج الضوئي الديناميكي كل بضعة أشهر، ويعتمد قرار علاج المريض بهذه الطريقة على مكان وجود الأوعية الدموية المُستهدفة ومدى سوء تأثُّر البقعة الصفراء بها. يُعَدُّ هذا العلاج أقلَّ انتشاراً من العلاج بالدواء المُضاد لعامل النمو البطاني الوعائي.
- العلاج بالليزر:
يستخدم طبيب العيون الليزر في بعض الأحيان لإزالة الأوعية الدموية غير الطبيعية من البقعة الصفراء. لا يُستخدَم هذا العلاج دائماً مثل العلاجات الأخرى لكنَّه قد يكون مناسباً في بعض الأحيان.
3. العلاجات المنزلية:
يذكر أحد الأبحاث أنَّ بعض المُكمِّلات قد تؤخر تفاقم الإصابة بالتنكِّس البُقَعي:
3. 1. الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة:
أظهرت الدراسات أنَّ الحصول العناصر المُغذِّية الآتية قد يكون مفيداً أثناء مراحل الإصابة المتوسطة والمتأخرة:
- فيتامين C (500 ملليغرام).
- فيتامين E (400 وحدة دولية).
- أوكسيد الزنك (80 ملليغرام).
- أوكسيد النحاس (أوكسيد النحاس الثنائي 2 ملليغرام).
- اللوتين (10 ملليغرام).
- الزيكسانثين (2 ملليغرام).
يمكن شراء هذه المُكمِّلات، التي تُعرَف أيضاً باسم المكمِّلات المرتبطة بدراسات أمراض العين المتعلّقة بالعمر (AREDS وAREDS1)، دون الحاجة إلى وصفة طبية، لكن يجب على المرضى أن يخبروا أطبائهم أولاً ويتأكدوا من أنَّهم اختاروا النوع المناسب. الفيتامينات لا تعالج التنكُّس البُقَعي لكنَّها قد تؤخِّر تفاقمه.
3. 2. الأحماض الدهنية أوميغا3:
أظهر تحليلٌ إحصائيٌّ نُشِر عام 2008 أنَّ ثمَّة علاقةً بين استهلاك الأحماض الدهنية أوميغا 3 عن طريق أطعمةٍ مثل بذور الكتان وزيت السمك من جهة وانخفاض مستويات الإصابة بالتنكُّس البُقَعي من جهةٍ أخرى، بيد أنَّ الباحثين يقولون أنَّ الدليل ليس قويَّاً بما يكفي لإثبات أنَّ استعمال مكمِّلات الأوميغا 3 يمكن أن يقي من الإصابة بالمرض. من ناحيةٍ أخرى استنتج بحثٌ آخر نُشِر عام 2015 أن لا علاقة لأحد هذين الأمرين بالآخر.
3. 3. العلاج باستخدام الخلايا الجذعية:
تذْكُر الدراسات أنَّ الخلايا الجذعية للبشر قد تمكِّن الشبكية من ترميم نفسها، إذ في آذار عام 2018 نشرت مجلة (The BMJ) تقريراً يذْكُر أنَّ الأشخاص الذين يعانون من التنكُّس البُقَعي الرطب شديد الخطورة استعادوا بصرهم بعد العلاج بالخلايا الجذعية.
3. 4. التلسكوب القابل للزرع:
وجد بحثٌ آخر أنَّ التلسكوب الصغير القابل للزرع قد يُحسِّن رؤية الأشخاص الذين بلغوا مراحل متقدمةً من الإصابة بالتنكُّس البُقَعي. من الفوائد التي يقدمها التلسكوب القابل للزراعة استعادة جزءٍ من حاسة البصر ومنح المصاب قدراً أكبر من الاستقلالية، بيد أنَّ هذا التلسكوب يُضيِّق مجال الرؤية ولن يكون الشخص قادراً على قيادة السيارة حتى لو ارتداه.
سابعاً: المضاعفات
قد يسبب التنكُّس البُقَعي عدداً من المضاعفات منها:
- صعوبة التأقلم مع فقدان البصر: قد يكون التأقلم مع فقدان البصر أمراً صعباً لا سيما حينما يصبح أداء المهام التي كانت بسيطةً -كالقراءة- أمراً شاقَّاً. يمكن أن يؤدي هذا إلى الإحساس بالضغط، والاكتئاب، والقلق وقد يكون من المفيد حينئذٍ أن يتحدث المصاب مع أخصائيٍّ صحي للبحث عن طرق جديدة للتعامل مع المرض.
- قيادة السيارة: يمكن أن تؤثر إصابة الشخص بالتنكُّس البُقَعي في قدرته على القيادة، وفي إمكان المصاب أن يستشير طبيب العيون ليعرف منه إن كانت التغيرات التي أصابت حاسة البصر لديه تؤثر في قدرته على القيادة.
- خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية: يتشارك التنكُّس البُقَعي بعض عوامل الخطر مع أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد وجدت الدراسات أنَّ الأشخاص المصابين بالتنكُّس البُقَعي أكثر عُرضةً للإصابة بأعراض أمراض القلب والأوعية الدموية.
- تخيُّل أشياء لا وجود لها: يتأثر بعض الناس نفسيَّاً إذ تدهورت قدرتهم على الرؤية بشكلٍ كبير، قد يكون سبب ذلك أنَّ الدماغ يستعيض عن البيانات التي كان يتلقاها عن طريق حاسة البصر برسم صور خيالية مصدرها الذاكرة غالباً. قد يخشى بعض المرضى الحديث عن ذلك لأنَّهم يخافون من أن يكون مؤشراً على إصابتهم بمرضٍ عقلي. من المهم أن تعلم أنَّ هذه الهلوسات ناجمةٌ عن الإصابة بمشاكل بصرية ولا تعكس الحالة الذهنية للشخص.
كانت هذه أبرز المعلومات عن التنكُّس البُقَعي، حيث تعرفنا معاً على أنواعه، وأبرز أعراضه، والطرق المستخدمة لعلاجه.
أضف تعليقاً