ما هو الأوريجانو؟
الأوريجانو - المعروف أيضاً باسم "الزعتر البري"، أو "المردقوش الإقريطي" - هو نبات عطري ينتمي إلى فصيلة الشفوية، ويتميَّز برائحته القويَّة، ونكهته الدافئة، مع القليل من طعم الحمضيات، وهذا يجعله إضافة مميَّزة للعديد من الأطباق.
أنواع الأوريجانو
للأوريجانو أنواع عديدة، منها:
1. الأوريجانو اليوناني
هو النوع الأكثر شيوعاً، ويُستخدَم في العديد من الأطباق الإيطالية واليونانية، وهو عشبة عطرية تنتمي إلى عائلة النعناع، وينمو طبيعياً في المناطق المتوسطية، ويُستخدَم على نطاق واسع في المأكولات المتوسطية؛ وذلك بفضل نكهته الدافئة المميَّزة، ورائحته العطرية القوية.
يتميَّز الأوريجانو اليوناني بميزات عديدة منها:
- نكهته الغنية، يُضفي الأوريجانو اليوناني نكهةً مميَّزة على مختلف الأطباق، من اللحوم إلى المأكولات البحرية، ومن الخضروات إلى اليخنات والحساء.
- سهولة استخدامه، يتوفَّر الأوريجانو اليوناني بسهولة في العديد من المتاجر، طازجاً كان أم مجففاً أم زيتاً، ويمكن إضافته بسهولة إلى مجموعة متنوعة من الأطباق، من خلال رشِّه على الطعام، أو استخدامه في تحضير التتبيلات والصلصات، كما يمكن تناوله بصفته مكمِّلاً غذائياً؛ للاستفادة من فوائده الصحية.
2. الأوريجانو التركي
يتميَّز بنكهة أكثر حدَّة من الأوريجانو اليوناني، وسنشرح في السطور الآتية أسباب تسميته بهذا الاسم:
2.1. الموطن الأصلي
ينمو الأوريجانو التركي نموَّاً طبيعياً في المناطق المتوسطية، وتحديداً في بلدان مثل تركيا واليونان وإيطاليا وإسبانيا؛ لذلك يُطلَق عليه اسم "تركي"، لارتباطه الوثيق بمنطقة الأناضول في تركيا، ويُعدُّ من الأعشاب المُستخدمة بكثرة في المطبخ التركي.
2.2. الاستخدامات
اشتهر الأوريجانو التركي في المطبخ التركي؛ بفضل نكهته القوية المميَّزة، ورائحته العطرية الدافئة، ويُستخدَم بكثرة في تحضير الأطباق التركية التقليدية، مثل الكباب واللحم المشوي واليخنات والحساء، كما يُستخدَم في تحضير التتبيلات والصلصات، وتنكيهها أيضاً، وتوجد عدَّة أنواع من الأوريجانو، ولكن ما يميِّز الأوريجانو التركي هو نكهته القوية التي تُضفي مذاقاً طيِّباً على الطعام، كما يُعدُّ هذا النوع من الأوريجانو أكثر حدَّة من الأنواع الأخرى، مثل الأوريجانو اليوناني، وهذا يجعله مفضَّلاً لدى كثير من محبي الطعام التركي.
2.3. الثقافة التركية
أدَّت العوامل الثقافية دوراً هاماً في تسمية الأوريجانو التركي بهذا الاسم، ويُعدُّ الأوريجانو في تركيا من الأعشاب الأساسية في المطبخ والثقافة؛ لذلك يرتبط اسمه ارتباطاً وثيقاً بالهوية التركية.
3. الأوريجانو المكسيكي
يُعرَف أيضاً باسم "أوريجانو البرقوق"، وله نكهة تشبه اليانسون.
إليك هذه المعلومات عن كيفية استخدام الأوريجانو المكسيكي في المأكولات:
3.1. الأطباق المكسيكية
يُستخدَم الأوريجانو المكسيكي استخداماً تقليدياً في تحضير العديد من الأطباق المكسيكية الشهيرة، مثل "التاكو"، و"البوريتو"، و"السالسا"، و"الجواكامولي"، و"الكيشاديلا"، و"الإنشيلادا"، ويُضاف إلى اللحم المفروم أو الدجاج أو الفول؛ لإضفاء نكهة مميَّزة، كما يمكن رشُّه على الطعام قبل التقديم، أو استخدامه في تحضير التتبيلات والصلصات.
3.2. اللحوم
يتناسب الأوريجانو المكسيكي تناسباً ممتازاً مع اللحوم المشوية أو المحمَّصة، مثل لحم الضأن ولحم البقر والدجاج، ويُمكن إضافته إلى التتبيلات أو رشُّه على اللحم قبل الطهو؛ لإضفاء نكهة غنيَّة ولذيذة.
3.3. المأكولات البحرية
يُضفي الأوريجانو المكسيكي نكهة مميَّزة على المأكولات البحرية، مثل السمك والروبيان والجمبري، ويمكن إضافته إلى التتبيلات أو رشُّه على المأكولات البحرية قبل الطهو، أو استخدامه في تحضير صلصة المأكولات البحرية.
3.4. الحساء واليخنات
يُمكن إضافة الأوريجانو المكسيكي إلى الحساء واليخنات؛ لإضفاء نكهة دافئة وعميقة، ويُضاف عادةً في بداية الطهو؛ ليُطلق نكهته بالكامل.
3.5. السلَطات
تُضفي رشَّة من الأوريجانو المكسيكي نكهة مميَّزة على السلطات الخضراء، وخاصَّةً السلطات التي تحتوي على الطماطم، أو الفاصولياء، أو الأفوكادو.
3.6. البيض
يمكن إضافة الأوريجانو المكسيكي إلى البيض المقلي، أو المسلوق، أو المخفوق؛ لإضفاء نكهة مميَّزة.
3.7. المخبوزات
يمكن إضافة الأوريجانو المكسيكي إلى الخبز المُحمص، أو البيتزا، أو الكعك؛ لإضفاء نكهة مميَّزة.
خصائص نبات الأوريجانو
يتمتَّع كلُّ جزء من أجزاء الأوريجانو بخصائص مميَّزة له، وهي:
- الأوراق: خضراء صغيرة، مدبَّبة الشكل، ذات حواف غير منتظمة.
- الزهور: وردية أو أرجوانية، تتجمَّع في عناقيد.
- الرائحة: قويَّة، دافئة، خشبية، مع لمسة من الحمضيات.
- الطعم: حار، لاذع، مع مرارة خفيفة.
الفرق بين الزعتر والأوريجانو
يختلف الأوريجانو عن الزعتر في عدَّة أمور، سنفصِّلها في السطور الآتية:
١. النشأة والتاريخ
- الزعتر: يعود تاريخه إلى آلاف السنين، واستخدمه المصريون القدماء في التحنيط، وعدَّه الإغريق رمزاً للشجاعة.
- الأوريجانو: ينحدر من اليونان القديمة، واستُخدِم كبخور في المعابد، واعتقد الرومان أنَّه يزيد من القوَّة الجسدية.
٢. المذاق والنكهة
- الزعتر: يتميَّز بنكهة ترابية وخشبية، مع لمسة من الحمضيات، ويُضفي لمسة دافئة على الأطباق المتوسطية، مثل اليخنات، والبيتزا، والسلطات.
- الأوريجانو: يتميَّز بنكهة قوية ودافئة، ويُعدُّ مكوِّناً أساسياً في المطبخين الإيطالي والمكسيكي، ويُستخدَم في صلصة الطماطم، والبيتزا، واللحوم.
٣. الفائدة الصحية
- الزعتر: يُستخدَم لعلاج مختلف الاضطرابات الصحية، مثل آلام المعدة، ونزلات البرد، والتهاب الحلق، فهو غنيٌّ بمضادات الأكسدة، وله خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للميكروبات.
- الأوريجانو: قد يساعد على تحسين صحَّة الجهاز الهضمي، وتعزيز صحَّة المناعة، فهو غنيٌّ بمضادات الأكسدة، وله خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للميكروبات، وتشير بعض الدراسات إلى فوائده المحتملة على الصحَّة الإنجابية والدماغ.
4. بعض المميزات
هذه بعض الأمور التي تساعدك على التمييز بين الزعتر والأوريجانو:
- الشكل: أوراق الزعتر أصغر وأكثر نحافة من أوراق الأوريجانو.
- اللون: أوراق الزعتر ذات لون أخضر رمادي، بينما أوراق الأوريجانو ذات لون أخضر داكن.
- النكهة: نكهة الزعتر ترابية وخشبية، مع القليل من طعم الحمضيات، بينما نكهة الأوريجانو قويَّة ودافئة.
- الرائحة: رائحة الزعتر أكثر نعومة من رائحة الأوريجانو.
فوائد الأوريجانو
إليك أبرز الفوائد التي ستحصل عليها من هذا النبات المدهش:
1. غني بمضادات الأكسدة
يحتوي الأوريجانو على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، مثل "الثيمول" و"الكارفاكرول"، والتي تساعد على حماية الجسم من الجذور الحرَّة، وترتبط الجذور الحرَّة بتلف الخلايا، وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل السرطان وأمراض القلب.
2. مضاد للالتهابات
أظهرت الدراسات أنَّ الأوريجانو قد يمتلك خصائص مضادة للالتهابات؛ وذلك بفضل محتواه من مركَّبات، مثل "الثيمول" و"الكارفاكرول" و"حمض الروزمارينيك"، ويساعد ذلك على تخفيف آلام المفاصل والعضلات، والتهاب الحلق، والتهابات أخرى.
3. مضاد للميكروبات
قد يساعد الأوريجانو على مكافحة بعض أنواع البكتيريا والفطريات، وأظهرت الدراسات أنَّ زيت الأوريجانو فعَّال ضد سلالات مختلفة من البكتيريا، ومنها البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
4. تعزيز صحَّة الجهاز الهضمي
قد يساعد الأوريجانو على تحسين صحَّة الجهاز الهضمي عن طريق تعزيز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، ومكافحة نمو البكتيريا الضارة، وتخفيف أعراض عسر الهضم والانتفاخ.
5. دعم صحَّة المناعة
قد يساعد الأوريجانو على دعم صحة المناعة؛ بفضل محتواه من مضادات الأكسدة والمضادات الحيوية.
6. تحسين الخصوبة عند الرجال
ذلك من خلال:
- زيادة عدد الحيوانات المنوية: أظهرت بعض الدراسات أنَّ تناول مكمِّلات الأوريجانو قد يؤدي إلى زيادة عدد الحيوانات المنوية، وتحسين حركتها.
- تحسين جودة الحيوانات المنوية: قد يساعد الأوريجانو على تحسين جودة الحمض النووي للحيوانات المنوية، وهذا قد يقلِّل من خطر حدوث تشوُّهات الجنين.
7. تخفيف أعراض متلازمة تكيس المبايض (PCOS) عند النساء
ذلك من خلال:
- تنظيم الدورة الشهرية: قد يساعد الأوريجانو على تنظيم الدورة الشهرية لدى النساء المصابات بمتلازمة "تكيُّس المبايض".
- تحسين حساسية الأنسولين: قد يساعد الأوريجانو على تحسين حساسية الأنسولين لدى النساء المصابات بمتلازمة "تكيُّس المبايض"، وهذا يساعد على تنظيم مستويات الهرمونات.
8. تعزيز صحَّة بطانة الرحم
ذلك من خلال:
- تقليل الالتهاب: يساعد الأوريجانو على تقليل الالتهاب في بطانة الرحم، وهذا قد يخفِّف من أعراض آلام الدورة الشهرية.
- تحسين نوعية بطانة الرحم: يساعد الأوريجانو على تحسين نوعية بطانة الرحم، وهذا قد يزيد من فرص الحمل.
9. تحسين الذاكرة والوظائف الإدراكية
ذلك من خلال:
- زيادة مستويات عامل النمو العصبي BDNF: أظهرَت الدراسات أنَّ الأوريجانو قد يساعد على زيادة مستويات عامل النمو العصبي BDNF؛ وهو بروتين هام لنمو الخلايا العصبية والتعلُّم والذاكرة.
- تحسين وظائف المخ: قد يساعد الأوريجانو على تحسين وظائف المخ، مثل الانتباه والتركيز والتعلُّم.
10. الحماية من أمراض التنكُّس العصبي،
مثل:
- مرض ألزهايمر: أظهرت بعض الدراسات أنَّ الأوريجانو قد يساعد على حماية الدماغ من مرض ألزهايمر؛ وذلك بفضل محتواه من مضادات الأكسدة التي تساعد على تقليل تلف الخلايا العصبية.
- مرض باركنسون: قد يساعد الأوريجانو على حماية الدماغ من مرض باركنسون؛ بفضل محتواه من المركَّبات المضادة للالتهابات، والتي تساعد على تقليل الالتهاب في الدماغ.
شاهد بالفيديو: 8 أمراض مستعصية يُحاربها زيت الزّيتون
استخدامات الأوريجانو
توجد عدَّة طرائق لاستخدام الأوريجانو، وأبرزها:
- بهار، يُستخدَم الأوريجانو المجفَّف أو الطازج؛ لإضافة نكهة مميَّزة للعديد من الأطباق، خاصَّةً تلك التي من المطابخ الإيطالية واليونانية والمكسيكية.
- البيتزا، يُعدُّ الأوريجانو مكوِّناً أساسياً في صلصة الطماطم المُستخدَمة في البيتزا
- المعكرونة، يُضاف الأوريجانو إلى "صلصة المارينارا" أو "صلصة البيستو"؛ لإضفاء نكهة غنيَّة.
- الدجاج، يتناسب الأوريجانو تناسباً مثالياً مع أطباق الدجاج المشويَّة أو المقليَّة.
- اللحوم، يُستخدَم الأوريجانو؛ لتتبيل اللحوم الحمراء أو البيضاء قبل الشواء أو الطهو.
- السلطات، يمكن إضافة الأوريجانو الطازج إلى السلطات الخضراء، أو سلطة اليقطين؛ لتعزيز نكهتها.
- الحساء، يُضاف الأوريجانو إلى حساء العدس، أو حساء الخضار؛ لإضفاء نكهة دافئة.
كيفيَّة استخدام الأوريجانو
يمكن استخدام الأوريجانو طازجاً أو مجفَّفاً أو زيتاً، وذلك كما يأتي:
- طازجاً: يمكن إضافة الأوراق الطازجة إلى السلطات، أو اليخنات، أو المعكرونة، أو البيتزا.
- مجفَّفاً: يمكن استخدام الأوريجانو المجفَّف؛ لفرك اللحوم، أو إضافة نكهة إلى الحساء، أو الصلصات، أو المخلَّلات.
- زيت الأوريجانو: يمكن استخدام زيت الأوريجانو العطري؛ لعلاج آلام العضلات والمفاصل، أو مضافاً إلى حمَّامات الاسترخاء.
أضرار الاستخدام للأوريجانو
يتمتَّع الأوريجانو بفوائد كثيرة - ذكرناها آنفاً - ولكنَّ عدم استخدامه استخداماً صحيحاً قد يلحق بالإنسان أضراراً محدَّدة، مثل:
1. تهيُّج الجهاز الهضمي، مثل:
- الحرقة: قد يؤدي الاستخدام المفرط للأوريجانو - خاصَّةً زيت الأوريجانو - إلى تهيُّج المعدة والأمعاء، وهذا قد يسبِّب حرقة المعدة، وعسر الهضم.
- الإسهال: قد يؤدي الاستخدام المفرط للأوريجانو إلى الإسهال، خاصَّةً لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاهه.
2. الحساسيَّة
مثل:
- ردود فعل تحسسية: قد يعاني بعض الأشخاص من ردود فعل تحسسية تجاه الأوريجانو، وتشمل: الطفح الجلدي، والحكَّة، والتورُّم، وصعوبة التنفُّس.
- "التهاب الجلد التماسي": قد يؤدي الاستخدام الموضعي لزيت الأوريجانو إلى "التهاب الجلد التماسي"، وهذا يُسبِّب احمراراً وتورُّماً وتهيُّجاً في الجلد.
3. تفاعلات الأدوية
مثل:
- التفاعل مع مميِّعات الدم: قد يتفاعل الأوريجانو مع مميِّعات الدم، مثل "الوارفارين"، وهذا يزيد من خطر النزيف.
- التفاعل مع أدوية السكَّري: قد يتفاعل الأوريجانو مع أدوية السكَّري، وهذا يسبِّب انخفاضاً حاداً في مستويات السكَّر في الدم.
- الحمل والرضاعة: لا يُنصَح باستخدام الأوريجانو بكميَّات كبيرة للنساء الحوامل أو المرضعات؛ لعدم وجود معلومات كافية عن سلامته.
- جراحة الرئة: قد يتفاعل الأوريجانو مع التخدير المستخدم في جراحة الرئة، وهذا يسبِّب مضاعفات خطيرة.
كيفيَّة إعطاء نبات الأوريجانو للأطفال
يجب مراعاة التعليمات الآتية عند إعطاء الأوريجانو للأطفال:
- الأطفال الصغار (أقل من 2 سنة): لا يُنصَح بإعطاء زيت الأوريجانو للأطفال الصغار، ويجب استشارة الطبيب بشأن استخدام كميات صغيرة من شاي الأوريجانو المخفَّف.
- الأطفال الأكبر سناً (2 سنة فأكثر): يمكن إعطاء الأطفال الأكبر سناً شاي الأوريجانو المخفَّف، أو إضافته إلى الطعام بكميات صغيرة.
في الختام
يتَّضح مع استمرار العلم الحديث في استكشاف الفوائد الصحية للأوريجانو والتحقُّق من صحتها، أنَّ هذه العشبة المتواضعة هي أكثر بكثير من مجرد مُحسِّن للنكهة. إنَّ تاريخ الأوريجانو الغني، إلى جانب خصائصه العلاجية المتنوعة، يضعانه بصفته عنصراً قيِّماً في كل من الممارسات الصحية التقليدية والمعاصرة، ويظلُّ الأوريجانو نباتاً قويَّاً، ومتعدِّد الأوجه، ويُثري حياتنا بطرائق عديدة، سواء استُخدِم طازجاً أم مجفَّفاً أم زيتاً.
أضف تعليقاً