كيف يمكن حماية البيانات الشخصية في عالم متصل بشكل دائم؟
تتعرض أجهزتنا الرقمية لمجموعة من المخاطر، مثل الأعطال الفنية، وفقدان البيانات، والسرقة، والاختراق؛ لهذا السبب يجب علينا اعتماد ممارسات أمان صحيحة ووضع خطة لحماية المستندات، فعسى أن تساعدنا على تأمينها، ومن الضروري التعرف إلى الأمان السيبراني والتحديات والحلول في عصر التكنولوجيا، ولكن قبل ذلك سنتحدَّث عن كيفية حماية البيانات الشخصية؛ وذلك من خلال:
أولاً: تأمين الأجهزة والشبكات
من أكثر الموضوعات أهمية هو تأمين الأجهزة والشبكات؛ ولذلك من أجل حماية البيانات الشخصية، يجب إجراء عدة أمور، وهي:
1. الأمان المادي:
يُقصَد به تأمين الجهاز والشبكة بشكل مدفوع ومنع أي شخص من الوصول المباشر لها، فتحدُّ من إمكانية توصيل قرص خارجي بالحاسوب لنسخ محرك الأقراص الثابتة بالكامل، أو نقل البرامج الضارة التي تمكِّن اللص من الوصول إلى شبكتك وبياناتك.
2. تحديثات البرامج:
يساعد تحديث نظام التشغيل والتطبيقات على تصحيح المشكلات والثغرات دورياً وتشغيل التحديثات التلقائية لحماية أنظمتنا وتطبيقاتنا، الذي يساهم في تأمين وتقليل نقاط ضعف النظام،وهذا يسمى الأمان السيبراني، أو الأمان الإلكتروني.
3. مكافحة البرامج الخبيثة:
بحكم الاتصال الدائم بالإنترنت ومشاركة بياناتنا عبر مواقع أو تطبيقات مختلفة، نواجه احتمالية تعرُّض أجهزتنا للاختراق من خلال برامج ضارة، فيصبح من الضروري تجهيز الأجهزة بأدوات مكافحة الفيروسات واللصوص، مثل برامج مكافحة الفيروسات.
تتمتع هذه البرامج بالقدرة على كشف الفيروسات والدخلاء ومنعها من التسبب بتلف الأجهزة؛ لذلك من الضروري القيام بفحص الأجهزة باستخدام برامج مكافحة الفيروسات وبرامج مكافحة التجسس.
4. تفعيل خاصية إدارة الجهاز والمسح عن بُعد:
تتيح هذه الميزة للمستخدم إمكانية الوصول للجهاز عن بُعد، والقدرة على تحديد موقع الأجهزة في حالة السرقة ومسحها وقفلها، مثل Find my iPhone الموجود في أنظمة الـ IOS.
ثانياً: أخذ نسخة احتياطية للبيانات
يعد أخذ نسخة احتياطية للبيانات عملية أساسية في مجال الأمان السيبراني وحماية المعلومات، فتتيح هذه العملية للمستخدم إنشاء نسخة من معلوماته، والرجوع إليها في حالة تعرَّض الجهاز للتلف، أو فقدانه، أو سرقته، أو حتى اختراقه، ويمكن تنفيذ هذه العملية بوسائل متعددة منها:
1. النسخ الاحتياطي غير المتصل:
تعد هذه الطريقة عملية إجراء نسخ احتياطي للبيانات على جهاز خارجي مثل المحرك الخارجي للأقراص، أو الفلاشة، وتخزينها في مكان آمن.
2. النسخ الاحتياطي السحابية على الإنترنت:
يعد هذا النوع من النسخ الاحتياطي الحل الأمثل نظراً للميزات القيمة التي يقدمها، مثل سهولة الاستخدام، وسهولة الوصول، والقدرة على نقل البيانات إلى مكان بعيد، ومع ذلك، يجب مراعاة أنَّ هذه الخدمات هدف للصوص؛ لذلك من الضروري تطبيق ممارسات أمنية احتياطية مثل تشفير البيانات، واستخدام كلمات مرور قوية، وتفعيل ميزة المصادقة المتعددة.
من الممكن أن تكون هذه الخدمات مجانية أو بمقابل اشتراك، وتقدَّم هذه الخدمات من قبل عدة شركات مثل (آي كلاود)، و(غوغل درايف)، و(ون درايف)، و(أمازون) وغيرها.
ثالثاً: حماية البيانات
من الضروري التركيز على تأمين الأجهزة والشبكات، ووضع خطة نسخ احتياطي لحماية البيانات، فتعمل هذه الإجراءات على زيادة مستوى الأمان وتقليل مخاطر فقدان أو تعرُّض البيانات للتلاعب، ومع ذلك، يجب أن تتلقى حماية البيانات الهامة جداً اهتماماً خاصاً من جهتك، فيتطلب تخزين البيانات في مكان آمن على الجهاز أو وحدة تخزين خارجية أو حتى على السحابة الإلكترونية اهتماماً مستمراً، كما يجب أن يتم فهم أنَّ هذه الخطوات لا تعني منع التسرب أو الاختراق المحتمل.
تحتاج حماية المعلومات إلى مستويات إضافية من الحماية مثل:
1. تشفير البيانات:
يمنح هذا النوع مستوى إضافياً من الأمان السيبراني وحماية المعلومات، فيتم من خلال تشفير محرك الأقراص الثابتة المحلي أو أجهزة التخزين الخارجية أو البيانات المخزنة على السحابة، وهذا الإجراء يحمي بياناتك حتى لو تمت سرقتها أو الوصول إليها دون إذن.
2. منح الحد الأدنى من إمكانية الوصول:
حين تشارك حاسوبك أو معلوماتك مع آخرين امنحهم الحدَّ الأدنى الذي يحتاجون إليه من إمكانية الوصول إلى مستند أو تطبيق معيَّن لأداء المهمَّة الموكلة إليهم، فهذا يمنعهم من تغيير المستندات التي لا ينبغي لهم الوصول إليها أو التلاعب بها.
3. مسح جهازك القديم:
تعد هذه الطريقة من الإجراءات الواجب القيام بها عند إبدال الهاتف القديم، فمن الضروري التخلص من البيانات القديمة والتأكد من إفراغ الذاكرة من خلال القيام بإعادة ضبط المصنع، ولكن على الرغم من ذلك من الممكن استرجاع البيانات باستخدام المهارات والأدوات المناسبة، ولمنع استعادة الملفات القديمة، يجب إدخال بيانات خاطئة جديدة، وتحرير الملف القديم والحفظ مرة أخرى.
أحدث التقنيات والاستراتيجيات للأمان السيبراني:
شهد العالم في الفترات الأخيرة عدة هجمات على البنية التحتية الحيوية مثل قطاعات الرعاية الصحية وأنظمة المياه وشبكات الكهرباء، ومع تقدُّم التقنيات الجديدة التي تمكِّن من اختراق الأنظمة والشبكات بسرعة، فتعمل الخبرات على تقديم أحدث التقنيات والاستراتيجيات للأمان السيبراني.
1. الذكاء الاصطناعي والتعلُّم العميق:
كَثُرَ الحديث في الفترات الأخيرة عن الذكاء الاصطناعي، فمن الممكن وصف هذا التطبيق بأنَّه يعمل بطريقة مشابهة لعملية المصادقة الثنائية، وتعتمد المصادقة الثنائية على التأكُّد من هوية المستخدم من خلال استخدام معلومات مميزة تكون معروفة فقط من قبل المستخدِمين، إضافة إلى ذلك، يُستخدَم الذكاء الاصطناعي لإضافة لمسات وأفكار إضافية؛ وذلك من خلال التحليل والمعلومات في عملية التحقق والتدقيق، ويتم ذلك اعتماداً على استخدام تقنيات التعلم العميق لتحليل البيانات بالسجلات والمعاملات والتفاعلات في الوقت الفعلي لاكتشاف التهديدات أو النشاطات غير العادية.
2. التحليلات السلوكية:
تساعد تحليلات السلوك على تحديد أنواع النظام ونشاطات الشبكة لاكتشاف التهديدات السيبرانية المحتملة في الوقت الفعلي، على سبيل المثال، قد تدل الزيادة غير العادية في نقل البيانات من جهاز معين إلى وجود مشكلة محتملة ذات صلة بالأمان السيبراني، وعلى الرغم من أنَّ تحليلات السلوك تُستخدَم عادة لتقييم الشبكات، إلا أنَّها شهدت تطبيقاً متزايداً في نظم المستخدمين وأجهزتهم.
3. مصادقة الأجهزة المضمنة:
لم يعد استخدام رقم التعريف الشخصي وكلمة المرور كافياً لتأمين الأجهزة بشكل مضمون، وتعد أدوات المصادقة المضمنة تطوراً جديداً في التأكد من هوية المستخدم المتصل.
لقد سجلت شركة إنتل تقدماً كبيراً في هذا المجال؛ من خلال تقديم شرائح vPro من الجيل السادس، فيتم دمج شرائح مصادقة المستخدم القوية هذه في الجهاز نفسه، وتم تصميم هذه الأنظمة لتحقيق ثورة في مجال (أمان المصادقة)، فتعتمد هذه الشرائح على مستويات وأساليب متعددة للتحقق من الهوية، وهذا يجعلها من أهم تقنيات الأمن السيبراني.
4. الأمن السيبراني Blockchain:
يعد الأمن السيبراني Blockchain من أحدث التقنيات للأمن السيبراني التي حققت شعبية وتقديراً من المستخدمين، فتعمل تقنية blockchain على مبدأ التعريف بين طرفي المعاملة، وبالمثل، يعمل الأمن السيبراني blockchain على مبدأ أساسيات شبكة نظير إلى نظير لتكنولوجيا الأمن السيبراني Blockchain.
يعد كل عضو في الأمن السيبراني Blockchain مسؤولاً عن التأكد من صحة البيانات المضافة، إضافة على ذلك، تعمل تقنية blockchain على إنشاء شبكة شبه منيعة للمتسللين، وهذا يجعلها من أفضل تقنيات الحماية في الوقت الحاضر لحماية البيانات من أي اختراق؛ ولذلك، عند استخدام الأمن السيبراني Blockchain مع الذكاء الاصطناعي يمكن أن ينشئ نظام تحقق قوياً لإبعاد التهديدات السيبرانية المحتملة.
5. نموذج انعدام الثقة:
يستعين هذا النمط للأمن السيبراني بافتراض أنَّ الشبكة معرضة للتهديدات بشكل كبير، وبالمعتقد بأنَّه من الضروري عدم الاعتماد على الشبكة بشكل كامل، فيتبين أنَّه يجب تعزيز الضمانات الداخلية والخارجية، ومن الضروري حماية الشبكات الداخلية والخارجية بنفس المستوى، ويتضمن ذلك تحديد البيانات عالية الأهمية للأعمال، ورسم خريطة لتدفق هذه البيانات، وتجزئتها بشكل منطقي ومادي، إضافة إلى تنفيذ السياسات والمراقبة المكثفة من خلال التشغيل التلقائي والمراقبة المستمرة.
في الختام:
لقد تحدَّثنا عن الأمان السيبراني وتحدياته وحلوله في عصر التكنولوجيا، وأدركنا أهمية الحفاظ على سلامة وخصوصية بياناتنا وأنظمتنا في وجه التهديدات المتزايدة، وأصبح الأمان السيبراني من الأمور الأساسية، وهو يتطلب جهداً مشتركاً من الأفراد والمؤسسات والحكومات، ونتمنى أن ينال المقال إعجابكم وأن يجيب عن جميع استفساراتكم عن هذا الموضوع.
أضف تعليقاً