انتقال الطفل من الروضة إلى المدرسة:
مرحلة التعليم الابتدائي أو الأساسي كما يسميها البعض من أهم المراحل الدراسية، حيث يتلقّى فيها الطفل العلوم بشكل مبسط، وخلالها يتم تأسيسه بشكل جيّد ما يساعده في وقت لاحق على التأهل للمرحلة الثانوية، وهنا يتساءل البعض كيف نهيئ الطفل للانتقال من الروضة إلى المدرسة؟
1- التحدّث مع الطفل عن المدرسة:
أول خطوة يجب أن يقوم بها الآباء هو التحدّث مع الطفل عن المدرسة، تعريفه بها، أهدافها، أهميتها في حياته، وظيفتها في المجتمع، مع الحرص على إبراز الجوانب الإيجابية التي سيحصل عليها الطفل عند دخوله إلى المدرسة، هذه الأمور ستشجعه على الذهاب إلى مدرسته وهو في قمة الحماس.
2- تعليم الطفل أن يندمج مع محيطه الاجتماعي:
يتوجب على الأهل تعليم الطفل أن يندمج مع محيطه الاجتماعي قبل أن يذهب إلى المدرسة لأول مرة، وذلك من خلال تشجيعه على اللعب مع أطفال الأقارب والجيران، واصطحابه للحديقة حتى يلعب مع الأطفال الآخرين، سيمنحه هذا الخبرة في تكوين علاقات الصداقة ما يجعله أكثر استعدادًا للذهاب إلى المدرسة.
3- تعريف الطفل بمدرسته الجديدة:
من الجيّد أن تصطحب طفلك قبل بدء العام الدراسي ليتعرّف على مدرسته الجديدة، اطلب من المشرف المسؤول أن يرافقه في جولة على مرافق المدرسة، القاعات، والملاعب، والمسرح وغيره، وقم بتعريفه على أساتذته، كل هذا سيجعله على دراية بما سينتظره في المدرسة ما يُخفّف من قلقه وتوتره.
4- اختر مدرسة يرتادها أطفال يعرفهم طفلك:
أكثر ما يثير رعب الطفل من المدرسة أنّه لا يعرف أحد بها وسيكون وحيداً طوال الوقت، لذا من الجيّد أن تختار مدرسة يرتادها أطفال أقاربك، أو أصدقائك، أو جيرانك، أو أي أحد من معارفك، سيشعره هذا في البداية بالأمان، وسيتشجع أكثر على الذهاب إلى المدرسة، ومع الوقت سينجح في تكوين علاقات صداقة جديدة.
5- اسمح له بأن يختار مستلزماته المدرسية:
من أكثر الطرق التي تساعد على تهيئة الطفل للذهاب إلى المدرسة اصطحابه إلى مركز التسوق، والتجول بين المحال التجارية ليختار مستلزمات المدرسة بما يتوافق من ذوقه الشخصي، لا تتدخل في خياراته وامنحه الحرية في شراء كل ما يحتاجه، سيعزّز هذا ثقته بنفسه وسيشعر بالحماس للذهاب إلى المدرسة.
شاهد بالفيديو: 7 معايير أساسية لاختيار المدرسة الأنسب لطفلك
مهارات يمكن أن يتعلّمها الطفل قبل سن المدرسة:
يرى خبراء علم النفس أنّه من الضروري جدًا أن يتعلم الطفل بعض المهارات قبل الدخول إلى مرحلة التعليم الابتدائي، فهذه المهارات ستساعد على تهيئته للمرحلة القادمة، وستعمل في الوقت نفسه على تطوير قدراته ومواهبه الشخصية، لذا احرص على تعليم طفلك المهارات التالي:
1- مهارات التفكير المنطقي:
هناك مجموعة من الألعاب العقلية التي تعلّم الطفل التمييز بين الصور المختلفة، والمقارنة بين الأشياء، وترتيب الأشكال وفقًا لألوانها وأحجامها ووزنها، وهذا ما يساعد على تنمية مهارة الاستنتاج عنده للتوصل إلى الحلول، الجدير بالذكر أنّ هذه المهارات من أساسيات علم الحساب والرياضيات.
2- مهارات لغوية:
طبعاً لا نقصد هنا أن يتعلّم الطفل كل الحروف الأبجدية لكن لا بأس من تعلّم بعض الحروف باللغة العربية، وبعض الكلمات البسيطة من اللغة الفرنسية أو الإنكليزية، سيساعد هذا على تكوين خلفية لغوية لا بأس بها ما يجعله أكثر استعدادًا لدخول المدرسة الابتدائية.
3- مهارات عدّ الأرقام:
من المهم جدًا أن يعلّم الأبوين الطفل مهارة عدّ الأرقام قبل الدخول إلى المدرسة، ابدأ أولًا بتعليمه من الرقم 1 حتى الرقم 5 ومن ثم إلى الرقم عشرة وهكذا بحسب استيعاب الطفل، ولتسهل عملية الحفظ استخدام الألعاب التي تساعد على حفظ الأرقام، بذلك سيكون أكثر استعدادًا لفهم العلم النظري للرياضيات.
4- مهارة تعلّم الأشكال الهندسية:
من المهارات التي يفضل أن يتعلمها الطفل قبل دخوله إلى المدرسة مهارة تعلّم الأشكال الهندسية، أي علمه أن البيضة بيضاوية الشكل، وأن بيوت القرى تتخذ شكلًا مثلثًا، والكرة الأرضية دائرية، استعن بالصور التوضيحية لشرح هذه الأمور، كل ما سبق سيؤهله لدراسة الفيزياء في المراحل المتقدمة.
فحوصات طبية للطفل قبل الدخول للمدرسة:
لضمان سلامة طفلك وللحفاظ على صحته لا بد من أن تجري له بعض الفحوصات الطبية قبل دخوله للمدرسة:
1- فحص الأسنان: في عمر المدرسة تكون الأسنان في حالة تبدّل مستمر حيث تسقط الأسنان اللبنية وتظهر الأسنان الأساسية، كما أنّ الحلويات التي يتناولها الأطفال تلحق التسوّس بأسنانهم، لذا يفضل أن تجري فحص طبي لأسنان طفلك قبل دخوله المدرسة.
2- اللقاحات: اطّلع على الجدول الخاص بجميع اللقاحات المدونة في دفتر التطعيم من قبل منظمة الصحة العالمية للتأكد من أنّ طفلك قد أخذها جميعها، سيجنبه هذا التعرّض لأي عدوى خطيرة قد تؤثر على حياته وحياة غيره من الأطفال في المدرسة.
3- فحص العظام: من الفحوصات التي يتوجب إجراءها للطفل قبل دخوله للمدرسة فحص العظام عند الطبيب المختص للتأكد من أنه لا يعاني من أي مشكلة صحيّة في العظام، اتّبع تعليمات السلامة عند شراء الحقيبة المدرسية حتى لا يتعرّض طفلك لانحناء الظهر.
4- فحص النمو: يقصد بفحص النمو متابعة وزن وطول الطفل بصفة دورية ومقارنة الوزن مع الطول للتأكد من مدى مناسبته مع عمره، سيساعد هذا الفحص على معرفة التطوّر الطبيعي لنموّه وسينذر بشكل واضح على وجود خلل ما.
5- فحص البصر: أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أنّ الأطفال يتعرّضون إلى ضعف في الجهاز البصري في السن المبكرة بنسبة 3-5%، لذلك من المهم جدًا أن تفحص نظر طفلك كل 6 أشهر عند طبيب العيون وإجراء الفحص قبل دخوله للمدرسة.
إجراءات السلامة في باص المدرسة:
لضمان سلامة طفلك، وتجنبًا لوقوع الحوادث، لا بد من تخبر طفلك بعض التعليمات التي يجب أن يلتزم بها خلال تواجده في باص المدرسة هي:
- انتظار الحافلة حتى تقف تمامًا عندها يمكن الصعود أو النزول منها.
- عدم إخراج اليد أو الرأس خارج نافذة الحافلة.
- انتظار الدور خلال النزول والصعود إلى الباص.
- الحفاظ على الهدوء، وعدم إزعاج السائق أو التشويش عليه.
- تجنب الوقوف أو السير في الحافلة أثناء سيرها.
- الجلوس في المقعد المخصص، وعدم وضع الأرجل على المقاعد الأخرى.
مخاطر قد يتعرض لها الطفل في المدرسة:
1- الاختلاط بأصدقاء السوء: يتواجد في المدرسة أصدقاء من مختلف البيئات والأجناس، وهذا ما يجعل الاختلاط مع الأصدقاء السيئين أمر وارد وهنا يجب على الأهل تحذير الطفل من ضرورة تجنب التعامل معهم.
2- التدافع أثناء الخروج من الصف: يتعرّض الطفل للوقوع والدهس نتيجة التدافع خلال الانصراف من المدرسة، لذلك أخبر طفلك أن ينتبه لهذا الأمر، وأن يتأنى قليلًا لحين تهدئ الفوضى حتى ينزل من صفه.
3- التسمّم الكيماوي من أدوات المخبر: من المهم أن تخبر طفلك أنّ الأدوات المستخدمة في المخبر لا يجوز أن يتناولها، وفي حال لمسها في يده يجب عليه أن يغسلها مباشرة لحمايته من مخاطر التعرّض للتسمم الكيماوي.
4- تجنّب اللعب العنيف خلال فترة الاستراحة: يتوجب على الأهل تحذير الطفل من مخاطر اللعب العنيف فهو يلحق الأذى بمن حولهم، كما يعرضهم للإصابة بالجروح والكدمات، فالأفضل لهم أن يمارسوا الألعاب الهادئة كالمسابقات الرياضية والغنائية.
شاهد بالفيديو: الإجراءات الوقائية الواجبة في المدارس في ظل وباء كورونا
تغذية الطفل في المدرسة:
التغذية الصحية تضمن الحفاظ على سلامة الطفل من الأمراض، وتعمل على تغذية الدماغ، وتقوية الذاكرة، وزيادة القدرة على التركيز ما يدعم العملية التعليمية، فيما يلي سنستعرض نصائح غذائية للطفل في المدرسة.
- تشجيع الطفل على شرب كميات كبيرة من المياه، حيث تعمل المياه على ترطيب خلايا جسمه ما يجعله يشعر بالانتعاش والحيوية.
- تحضير السندويتشات المنزلية المصنوعة من الحبوب الكاملة والتي تحتوي على الجبن، أو زبدة الفستق السوداني، أو اللانشون.
- وضع الخضروات والفاكهة الطازجة في علبة الطعام المدرسية، ويفضل أن تكون مقطعة إلى قطع صغيرة حتى يسهل عليه تناولها.
- وضع حفنة من المكسرات كالكاجو والبندق واللوز والفستق، إضافة إلى قطع الشوكولا فهي ستمنحه الطاقة والنشاط.
- الاعتماد على العصائر الطبيعية بدلًا من العصائر المحلاة مثلًا يفضل أن يشرب عصير البرتقال، الجزر، الليمون، الجوّافة.
- أضف بعض العناصر المحببة لطفلك كرقائق البطاطس المعدة منزليًا، الفشار، قطع الكيك، بعض المخبوزات المحشية بالخضروات الورقية.
الحفاظ على صحّة الطفل في المدرسة:
تواجد الطفل بين أعداد كبيرة من الأطفال في مكان مغلق يجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية الفيروسية والبكتيريا، لذلك لا بد من أن تعلّمه كيف يحافظ على صحته في المدرسة، فيما يلي سنقدم بعض الإرشادات التي تساعده على هذا.
- قدّم لطفلك مطهر الأيدي الكحولي (تاتش) لاستخدامه قبل تناول الوجبات الخفيفة أو الغداء، ولاستخدامه أيضًا بعد استعمال الأشياء المشتركة مع غيره من الطلبة، كذلك يمكنك أن تعطيه مناديل مبلّلة معقّمة فهي سهلة الاستخدام أكثر من المطهّر.
- علّم طفلك أن يغطي أنفه وفمه بالمناديل الورقية عند السعال أو العطس وإلقائها بعد الانتهاء في سلّة القمامة، سيحدّ هذا من انتشار العدوى بين زملائه، وامنحه مجموعة من المناديل ليحتفظ بها في مكتبه أو في حقيبة الظهر.
- بعض أنواع العدوى تنتقل من خلال الأغشية المخاطية في الجسم لذا علّم طفلك أن يبقي اليدين بعيدًا عن العينين وخارج الفم، مع ضرورة غسل اليدين بالمياه والصابون بشكل جيّد قبل وبعد تناول الطعام.
- حذّر طفلك من مشاركة زجاجات المياه أو الطعام أو المتعلّقات الشخصية الخاصة بالأطفال الآخرين، وعلّمه قاعدة النظافة التي تقول عندما تضع أي شيء في فمك احتفظ به لنفسك، سيحدّ هذا من احتمال انتقال العدوى إليه.
- علّم الطفل ضرورة غسل اليدين بشكل متكرّر وخاصة بعد استخدام المرحاض، أو تنظيف أنفه، أو اللعب بالخارج، وأخبره أنه يتوجب عليه غسل اليدين لمدة لا تقل عن 5 ثواني حتى يتمكن الصابون من قتل كل الجراثيم العالقة على يديه.
- حذّر الطفل من مخاطر تناول الأطعمة المكشوفة لأنها ملوّثة وقد تعرّضه للإصابة بالتسمّم الغذائي، ونبّهه على ضرورة تناول كل الأطعمة المغذية الموضوعة في علبة الطعام الخاصة به، فهي ستضمن الحفاظ على صحته الجسدية.
أطفالنا أمانة في أعناقنا ومساعدتهم على التأقلم مع محيطهم الجديد من واجبنا كآباء وأمهات، فاحرص عزيزي على الاستفادة من المعلومات الواردة في المقال فهي ستساعدك على تهيئة طفلك بشكل أفضل للدخول إلى المدرسة.
المصادر:
أضف تعليقاً