نصائح مهمة لتكون أكثر سعادة في الحياة

هناك العديد من الدراسات التي تناولت موضوع السعادة وأهميتها في حياة الإنسان ودورها في نجاحهِ وتقدمهِ في الحياة، فالسعادة شعور جميل ينتاب الإنسان ويؤثر بشكلٍ إيجابي على مختلف نواحي حياتهِ الخاصة والعامة والعمليّة، فيما يلي سنتحدّث أكثر عن موضوع السعادة، وسنقدم لك بعض النصائح الفعّالة التي يجب أن تتقيّد بها لتكون أكثر سعادة في الحياة.



أولًا: مفهوم السعادة عند الفلاسفة

مفهوم السعادة عند الفارابي:

يرى الفارابي بأنّ السعادة الحقيقيّة تكون سعادة جماعيّة وليست شخصيّة، لذلك فهو يبحث دائمًا عن الأشياء التي يستطيع من خلالها أن يُحقق السعادة لأهل المدن كافةً، والسعادة عند الفارابي هي غاية بحد ذاتها، ما دامت تُطلب بعيدًا عن أي نوع من المصلحة الشخصيّة، وذلك لأنّهُ يرى بأنّ السعادة لا ترتبط بالجسد، ولا تُطلب لإشباع لذةٍ ما، وأنّ السعادة غير موجودة في عام الحس، وأنّ الإنسان لا يُولد سعيدًا، إنّما تتولّد في التفكير، والفهم، والوعي العميق لكل الأشياء التي تدور حول الإنسان.

مفهوم السعادة عند أرسطو:

أمّا أرسطو فيجد بأنّ السعادة ترتبط بشكلٍ وثيق بالخير، وبأنّها عبارة عن مسألة جماعيّة وليست مسألة فرديّة تخص الإنسان فقط، ويُصنف أرسطو السعادة إلى أنواعٍ عديدة منها: السعادة المرتبطة باللذة الحسيّة وتكون هذهِ في نظرهِ عند السواد الأعظم من الإنسان الأكثر غلظةً وقساوة، والنوع الآخر هو الذي يُقيّم السعادة على أساس التأمل، ويرى أرسطو أيضًا بأنّهُ من الصعب الإقرار بمدى سعادة الفرد بعد موتهِ، إذ أنّ ذريتهُ قد تشقى بعد موتهِ، وبالتالي فإنّ السعادة هي مسألة حكمة وتريّث وعقل وفكر، خاصةً في الجانب المتعلف من الفرد.

مفهوم السعادة عند فريدريك نيتشه:

يقول الفيلسوف فريدريك نيتشة، بأنّ السعادة هي شعور الإنسان بأنّ قوتهُ تزدادُ يومًا بعد يوم، فعندما يُقاوم الناس يستعيدون إرادتهم، وهذا ما يُولد في داخلهم شعورًا يتحوّلُ لسعادةً كبيرة، ويقول هذا الفيلسوف أيضًا بأنّ السعادة تأتي من سلطة لدى الفرد على كل الأشياء التي حوله.

مفهوم السعادة عند سقراط:

يقول الفيلسوف العالمي الشهير سقراط، بأنّ سر السعادة الأساسي ليس في الحصول على المزيد، إنّما بتنمية قدرة الإنسان على الاستمتاع بكل الأشياء البسيطة والقليلة التي يمتلكها، كما ويقول بأنّ السعادة لا تأتي من المكافآت الخارجيّة التي يحصل عليها الفرد، إنّما تأتي من النجاح الدّاخلي الخاص بالإنسان.

مفهوم السعادة عند جون ستيورات ميل:

أمّا هذا الفيلسوف الشهير فيقول بأنّهُ تعلّم السعادة من الحد من رغباتهِ، بدلًا من إشباعها كلها، حيث أنّه تبنى مفهوم أو حكمة اليونان القُدامى عن السعادة، وآمن بالمنطق النفعي للوصول إلى الشعور بالسعادة، وآمن باستخدام الأشياء لغاية ما، وكل الأشياء التي لم تكن لها أي فائدة أو استخدام قرر التخلّي عنها من حياتهِ.

مفهوم السعادة عند سورين كيركجارد:

يرى هذا الفيلسوف الشهير بأنّ الحياة ليست مشكلة تحتاج إلى حل، إنّما هي عبارة عن واقع نعيشه، والسعادة لا تأتي فقط من خلال الانغماس بعيش الحاضر، والاستمتاع برحلة الحياة اليوميّة، ونستطيع عيش السعادة والشعور بالرضى بمجرد أن قمنا بالتوقّف عن تحويل الظروف التي تدور حولنا إلى مشاكل تحتاج لحل، والإدراك بأنّ هذهِ الظروف هي عبارة عن خبرات بحاجة أن نعيشها.

إقرأ أيضاً: تعرّف على أهمية السعادة في حياة كل شخص

ثانيًا: تأثير السعادة على الصحّة النفسيّة والجسديّة للإنسان

تأثير السعادة على الصحة النفسيّة للإنسان:

  1. إنّ السعادة تزرع داخل الإنسان شعورًا بالتفاؤل والإيجابيّة بعيدًا عن كل مشاكل السلبيّة والتشاؤم.
  2. السعادة تولّد داخل الإنسان شعورًا بالحيوية والنشاط الذي يجعله يقوم بمختلف الأعمال دون أن يشعر بأي نوع من الكسل أو الملل.
  3. إنّ السعادة تولّدُ رغبةً داخل الإنسان بالتواجد مع الآخرين، والدخول في علاقاتٍ اجتماعيّةٍ مثمرة، وتُبعد عنه رغبة الانعزال والوحدة.
  4. السعادة تمنح الإنسان المزيد من الاسترخاء والراحة، وتبعده عن التوتر وكل الأشياء التي تسيئ لصحّته النفسيّة.
  5. السعادة تُبعد الإنسان عن الإصابة بالأمراض النفسيّة التي تؤدي لتدمير الحياة، كمرض الاكتئاب النفسي الذي يُعتبر من أخطر الأمراض النفسيّة في عصرنا الحالي.

تأثير السعادة على الصحّة الجسديّة للإنسان:

  1. إنّ السعادة تساعد على تعزيز عمل الجهاز المناعي في جسم الإنسان، لوقايته من الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة والمعدية.
  2. إنّ شعور الإنسان بالسعادة والراحة يحميهِ من الإصابة بالعديد من الأمراض القلبيّة الخطيرة، والتجلطات الدمويّة القاتلة.
  3. تلعب السعادة دورًا أساسيًا في وقاية الإنسان من التعرّض لمشاكل اضطرابات الضغط، وسكر الدّم، وتحافظ على استقرار عمل جهاز البنكرياس في الجسم.
  4. تُعزّز السعادة من قوة العمليّة الجنسيّة لدى كل من الرجال والنساء، وتجعلها قويةً طوال العمر.
  5. تساعد السعادة في الحفاظ على مستوى إنتاج البشرة لعنصر الكولاجين، للحفاظ على شباب البشرة، ووقايتها من الإصابة بالشيخوخة المبكرة والتجاعيد.

ثالثًا: عادات تؤثر سلبًا على حياة الإنسان وتسلبه سعادته

  1. التركيز بشكلٍ مبالغ فيه على حياة الآخرين الخاصة ومشاكلهم، بدلًا من التركيز على الحياة الخاصة والبحث وراء تطويرها وتحسينها.
  2. تركيز الإنسان على الغرق في المثاليّة، والعيش ضمن حياة مليئة بالمثاليّة، وهذا ما يجعله يشعر بالإرهاق النفسي وعدم القدرة على التأقلم مع الحياة، واستغلال الجوانب السعيدة فيها.
  3. السماح لمشاعر الكراهيّة بأن تسيطر على قلب الإنسان وعقلهِ، وحرمان نفسهِ من مشاعر الحب والصادق الذي يُولّد السعادة والمتعة داخل الإنسان.
  4. غرق الإنسان بكمٍ كبير من المخاوف والهموم، واستسلامهِ لها بدلًامن محاولته التخلّص منها.
  5. مرافقة الإنسان للأشخاص السلبيين الذين يؤثرون عليهِ بطاقتهم السلبيّة وأفكارهم المأساوية.
  6. غرق الإنسان في مشاغل الحياة والأعمال التي لا تنتهي، وحرمان نفسهِ من الراحة والترفيه.
إقرأ أيضاً: السعادة لحياة أفضل

رابعًا: نصائح مهمة لتكون أكثر سعادة في الحياة

1- النظرة الإيجابيّة للذات والحياة:

إنّ السعادة تكمُن بنوع نظرتك لذاتك وللحياة التي تعيشها، فإذا كانت هذهِ النظرة سلبيّة فإنّ حياتك ستتحول لجحيمٍ لا يُطاق وستمتلئ بالتعاسة والحزن، أمّا في حال كانت نظرتك لحياتك وذاتك إيجابيّة فإنّ حياتك ستتحول لحديقةٍ كبيرة مليئة بأزهار السعادة والفرح.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح ذهبية لتنمية حب الذات

2- الذكريات الجميلة:

يُمكنك أن تحصل على السعادة المطلقة في الحياة، عن طريق تطبيقك لبعض القواعد والعمليّات البسيطة بشكلٍ يومي ودائم، كأن تسترجع مثلًا كل الذكريات الجميلة والأيّام المميزة التي سبق وعشتها في الماضي، وذلك لأنّ هذهِ الطريقة تساهمُ في تخليصك من كل النقاط المزعجة والسلبيّة المختزنة في داخلك وعقلك والتي تتسببُ في حزنك وإحباطكَ.

3- التسامح:

لا شيئ من الممكن أن يمنحك السعادة في الحياة أكثر من قدرتك على التسامح مع نفسك ومع الأخرين، ويكون هذا عن طريق التخلّص من كل أشكال الشكوى والتذمّر، وعن طريق الغفران للآخرين وعدم التفكير بكل الأخطاء التي ارتكبوها بحقك، بالإضافة للتسامح مع نفسك وعدم معاقبتها على أخطاء الماضي.

إقرأ أيضاً: 7 أمور تساعدك لكي تسامح الآخرين بصدق

4- التحدّث مع الأصدقاء:

إنّ الأصدقاء يلعبون دورًا مهمًا في الحياة، ويؤثرون على مقدار السعادة التي تعيشها، لهذا عليك أن تحيط نفسك بمجموعةٍ من الأصدقاء الأوفياء، وأن تتحدث معهم بمختلف أمور وجوانب الحياة، وأن تستغل فرص الإجازات والعطل الرسميّة للاجتماع معهم، والذهب في رحلاتٍ ترفيهيّة مميزة.

5- الاستمتاع بالحاضر:

لكي تشعر بالمزيد من السعادة في الحياة، عليك ان تتعلّم كيف تستمتع باليوم الحاضر الذي تعيشه، وأن تستغل كل النقاط الإيجابيّة فيهِ، بدلًا من التفكير بالماضي المزعج، أو حتّى التفكير المبالغ فيهِ بالمستقبل.

6- التقرّب من الله سبحانه وتعالى:

إنّ التقرّب من الله سبحانه وتعالى، والانخراط بأداء العبادات اليوميّة، يُساهم وبشكلٍ كبير في غرس مبادئ السعادة والراحة النفسيّة في حياة الإنسان، وذلك لأنّ التقرب من الله يجعل الإنسان يشعر بالأمان الذي لا نهاية لهُ، ويُبعدهُ عن كل مشاعر الخوف الذي يولّد الحزن في حياتهِ.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح لتقوِّي صلتك بالله سبحانه وتعالى

7- عدم الانغراس بالعمل بشكلٍ مبالغ:

إنّ انغراس الإنسان في عمله بشكلٍ مبالغ فيهِ، يؤثر سلبًا على راحتهِ النفسيّة وسعادتهِ، لهذا عليك أن تعمل بشكلٍ معتدل وألّا تكرس حياتك كلها فقط للعمل، ويكون هذا عن طريق استغلال العطل الصيفيّة والإجازات الإسبوعيّة لتقضيها مع أفراد عائلتك أو أصدقائك، ولتمارس فيها العديد من النشاطات التي تجعلك تشعر بالمتعة والسعادة.

8- التحلّي بصفة القناعة:

من الضروري جدًا أن تتحلّى بصفة القناعة والرضى عن الذات وعن كل ما منحك إياهُ الله سبحانه وتعالى، وذلك لكي تشعر بالسعادة المطلقة في الحياة، وتذكر بأنّ عدم القناعة سيجعلك تشعر دائمًا بالاستياء والإحباط الذي سيولّدُ لك شعورًا بالحزن والتعاسة مع الأيّام.

9- ممارسة التمارين الرياضيّة:

إنّ ممارسة التمارين الرياضيّة اليوميّة يُساهمُ وبشكلٍ فعّالة في تنشيط الدورة الدمويّة في الجسم ودماغ الإنسان، مما يمنحهُ شعورًا بالسعادة والراحة، لهذا عليك أن تواظب على ممارسة التمارين الرياضيّة اليوميّة، بالإضافة لممارسة تمارين اليوجا والاسترخاء بشكلٍ يومي.

10- الابتعاد عن المقارنة:

لتعيش حياتكَ بسعادةٍ وراحة بعيدًا عن الحزن والتعاسة، عليك أن تبتعد عن مقارنة نفسك بالآخرين، وأن تؤمن بفكرةٍ مهمة وهي أنّ لكل إنسان قدراتهِ الخاصة التي لا تتشابهِ مع غيرهِ.

11- الاقتناع بوجود حل لكل مشكلة:

إنّ شعور السعادة يبدأ بالظهور داخل الإنسان، كلما اقتنع بفكرةٍ في غاية الأهميّة، وهي أنّ لكل مشكلة في هذا العالم لها حل مناسب وكفيل بأن يُنهيها بشكلٍ سريع وفي الوقت المناسب، لهذا عليك أن تعمل على إيجاد الحلول المناسبة لمشاكلك للتخلّص منها، بدلًا من السماح لها بأن تكبر لتؤثر على حياتك وسعادتك.

إقرأ أيضاً: السعادة: "الغاية التي ينشدها الجميع"، كيف نصل إليها؟

خامسًا: أقوال وحكم عن السعادة

  • الدّهر يومان، يومٌ لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فلا تضجر.
  • النّقود لا تحقّق السعادة، إنّها فقط تهدّئ الأعصاب أحيانًا.
  • كثيرون يبحثون عن السعادة فيما هو أعلى من الإنسان، وآخرون فيما هو أوطى منه، لكن السعادة بطول قامة الإنسان.
  • السعادة تعتمد علينا نحن.
  • من يخسر كل مصادر سعادته، لا يهمه في أي هُوَّة سقط.
  • السعادة ليست بمقدار ما نملك من الأشياء، بل بمقدار ما نستمتع به في حياتنا بما نملكه، فهذه هي السعادة الحقيقية.
  • حتّى إذا امتلك الإنسان المال وتمتع بالصحة لن يتوقف عن التساؤل إن كان سعيدًا أم لا.
  • كثير من الناس لديهم فكرة خاطئة عن السعادة، لن تتحقق من خلال تلبية الرغبات، ولكن بالتضحية من أجل هدف نبيل.
  • يظن الناس أنّ الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح ولكن العكس هو صحيح النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة.
  • السعادة شيء يدخل في حياتنا من أبواب لا نتذكر حتى أنّنا تركناها مفتوحة.
  • تكمن السعادة الحقيقية في المشاركة.
  • السعادة تعتمد على نوعية أفكارك.
  • ليست السعادة بالأموال ولا القصور ولكن بسعادة القلب، وإن أقرب طريق إلى سعادة القلب أن تُدخل السعادة على قلوب الناس، وإنّ أكبر اللذات لذة الإحسان.
  • إنّ السعادة تكمن في متعة الانجاز ونشوة المجهود المبدع.
  • القناعة أهم أسباب السعادة، لأنّها تجعلك ترى الحياة جميلة.


المصادر:

  1. مفهوم السعادة.. رحلة في أروقة التاريخ والفلسفة
  2. ٧ عادات تبعد السعادة عنك
  3. سر السعادة مع أعظم الفلاسفة
  4. كيفية أن تصبح أكثر سعادة
  5. أقوال الفلاسفة عن السعادة



مقالات مرتبطة