نصائح علماء النفس للوصول إلى السعادة الحقيقية

السعادة؛ هذه الكلمة المكونة من سبعة أحرف، إلا أنَّها الحلم المنشود لكل شخص يعيش على ظهر هذا الكوكب، ويسعى للوصول إليها في حياته الاجتماعية والعائلية والمهنية، فتكاد لا تخلو أحاديث الناس اليومية من ذكر هذه الكلمة والحديث عنها وتمنِّيها، فما السعادة؟ وما نصائح علماء النفس للوصول إلى السعادة الحقيقية؟



السعادة حسب علماء النفس:

تُعرَّف "السعادة" حسب علم النفس:

  • بأنَّها شعور الفرد بالرضا الكامل عن حياته، وشعوره بالإشباع والطمأنينة.
  • ويُعرِّفها علم النفس من الناحية الانفعالية، بأنَّها شعور الفرد بمزاج مُعتدل.
  • وتختلف السعادة في علم النفس حسب طبيعة الفرد، وكيفية تعامله مع الظروف المحيطة به، والمواقف التي يمرُّ بها.

وإن عُدنا للسعادة كما رآها علماء النفس في القديم:

  • نجد أنَّ "أفلاطون" مثلاً، عدَّ السعادة من فضائل النفس، والتي كانت تشتمل عنده على الحكمة والشجاعة وغيرها. ونوَّه إلى عدم قدرة الإنسان على الوصول إلى السعادة الكاملة، إلا بانتقاله إلى العالم الآخر.
  • أمَّا "أرسطو" فقد رأى السعادة على أنَّها إحدى نعم الله وهباته للناس، وحدَّد في الوقت نفسه بعض الأمور التي تُبنى السعادة عليها (بحسب تقديره)؛ وهي: الصحة والعافية من الأمراض، المال، النجاح في العمل، تحقيق الأهداف، بالإضافة إلى سلامة العقل، والتمتع بالسمعة الحسنة بين الناس، وصحة الاعتقاد.
  • أمَّا الفيلسوف الألماني "نيتشه" فرأى السعادة على أنَّها المقاومة والإرادة؛ إذ بحسب رأيه تتولد السعادة لدى الناس عندما يُقاومون من أجل استرداد إرادتهم. ويقول أيضاً عن السعادة: "السعادة هي الشعور بأنَّ قوَّتك تزداد".
  • ورأى "سقراط" السعادة على أنَّها تنبع ممَّا يشعر به الإنسان من نجاح داخلي، وأنَّها لا تأتي كهدايا من الخارج. ويقول سقراط أيضاً: "سر السعادة ليس في السعي للحصول على المزيد، إنَّما بتنمية قدرتك على الاستمتاع بالقليل".
  • ووجد "الفارابي" أنَّ السعادة غاية في حد ذاتها، ما دامت تُطلب لذاتها بعيداً عن أي مصلحة.
  • ورأى الفيلسوف "جون ديوي" أنَّ السعادة تقترن بالأمن أو الهروب من الخطر، في عالم مليء بالمخاطر.
  • وانتقد الفيلسوف "ميشيل دي مونتين" الفلاسفة الذين وصفوا السعادة كوصفة جاهزة تنطبق على الجميع؛ إذ يرى "مونتين" أنَّ على كل إنسان أن يبحث عن السعادة الخاصة به، والتي تتوافق مع طبيعته هو.
  • وربط الفيلسوف "لونوار" السعادة بأن نجد معنى لحياتنا، ومعنى الحياة هذا، يختلف من شخص إلى آخر.
  • أمَّا علماء النفس في العصر الحديث، ومنهم خبير التنمية البشرية الدكتور "إبراهيم الفقي" فيقول عن السعادة: "لا يوجد إنسان تعيس، ولكنَّ السبب في الحزن أو التعاسة؛ هي الأفكار"، ويقول الدكتور الفقي أيضاً: "يظن بعضنا أنَّ النجاح سبب للسعادة، ولكنَّ النجاح هو نتيجة للسعادة، كما يظن بعضنا أنَّ السعادة في الشهرة، ولكنَّنا نجد عديداً من المشاهير قد انتحروا، في حين يعتقد بعضنا أنَّ السعادة هي المال، ولكن في المقابل نجد عديداً من الأغنياء ليسوا سُعداء".

شاهد بالفديو: 10 أشياء إن لم تتخلّ عنها لن تعرف طعم السعادة

نصائح علماء النفس للوصول إلى السعادة:

يُقدِّم علماء النفس وخبراء التنمية البشرية، مجموعة من النصائح، التي تُساعدك في الوصول إلى السعادة، وهي:

  1. أحِط نفسك بالحب: الحب هو الدواء الشافي لكل متاعبنا وأوجاعنا؛ لذا ينصح علماء النفس ببث طاقة الحب في كل من حولك من الأهل أو الأصدقاء أو الزملاء في العمل، وحتى الناس الذين تصادفهم في الشارع. وستعود إليك هذه الطاقة، بجرعة مُضاعفة من الحب والسعادة.
  2. لا تربط سعادتك بشيء: أهم نصيحة يُقدمها علماء النفس للوصول إلى السعادة، هي ألَّا يربط الإنسان سعادتة بشيء كالمال أو السفر، ولا بأحد سواء صديق أم حبيب، بل كن مكتملاً وسعيداً بذاتك، ولا تبحث عن سعادتك لدى الآخرين.
  3. ابتسم: الابتسامة هي الوصفة السحرية للسعادة، ينصح علماء النفس برسم الابتسامة على الوجه طوال الوقت، فقد أثبتت دراسة علمية تم إجراؤها عام 2011، طُلب فيها من مجموعة أشخاص أن يبتسموا بشكل مُزيف طوال الوقت، ولوحظ بعد فترة أنَّ هؤلاء الأشخاص قد أصبحوا أكثر سعادة بالفعل، لأنَّ الابتسامة أصبحت عادةً وطبيعة لديهم!
  4. اشتغل بنفسك وليس بالآخرين: توصَّل علماء النفس إلى أنَّ اشتغال الإنسان بغيره، يُبدد طاقته، ويُدخله في دوامة من الحزن والهم، نتيجة المقارنة بين حياته وحياة الآخرين؛ لذا اجعل تركيزك على نفسك، ولا تهتم لأمر الآخرين.
  5. كن ممتناً: الامتنان هو الشعور بالنعم التي لديك، والامتنان لوجودها، وهو مصدر طاقة إيجابية هائلة؛ لذا ينصح علماء النفس أن تقوم كل صباح، بكتابة قائمة بالنعم التي في حياتك (صحة، أهل، عمل، منزل، أولاد)، وستُلاحظ بعد فترة أنَّك أصبحت أكثر سعادة، وذلك لتركيزك على النعم التي تمتلكها وتجاهلك للمشاكل والنواقص.
  6. أكثِر من الإنجازات: يزداد شعور الإنسان بالسعادة، كلما شعر بالإنجاز؛ لذا ينصح علماء النفس بضرورة أن يضع الإنسان هدفاً لكل مرحلة في حياته، ويسعى لتحقيقه وإنجازه.
  7. حارب السلبية: يُعدُّ التفكير السلبي عدواً لدوداً للسعادة، فمن لا يرى إلا النواقص في الأمور، ويشتكي ويندب الظروف والقدر، يعش في تعاسة دائمة، ولن يرى السعادة مهما حصلت معه من أمور سعيدة؛ لذا اجعل تفكيرك إيجابياً دائماً، وانظر إلى النصف الممتلئ من الكأس، وفكِّر أنَّ ما من أمرٍ يستحق أن تحرق نفسك وسعادتك لأجله.
  8. تجنب الحقد والكراهية: من يترك نفسه للحقد والكراهية، لن يكون سعيداً أبداً، لأنَّها مشاعر سلبية تؤذي صاحبها وتحرمه السلام الداخلي وراحة البال.
  9. تحرر من الماضي: ينصح علماء النفس بالتحرر من الماضي كخطوة أولى في طريق السعادة، فالعيش مع الماضي وأحداثه الأليمة، لا يجلب إلا التعاسة والحزن؛ لذا فإنَّ الحكمة تكون بنسيان الماضي والنظر إليه كدروس تعلَّمها الشخص، والتركيز في الحاضر والمستقبل.
  10. استغِلَّ وقتك: لا يُمكنك أن تصل إلى السعادة، وأنت تهدر وقتك في أمور غير مُجدية، ولا تعود عليك بأي فائدة أو قيمة؛ ذلك لأنَّك حينها لن تصل إلى أحلامك التي ستوصلك بدورها إلى السعادة؛ لذا استغِلَّ وقتك في تعلُّم أو اكتساب ما يعود عليك بالنفع ولو بعد حين!
  11. تقبَّل فشلك: إن كنت تطمح للسعادة والنجاح، يجب أن تُؤمن بأنَّه لا نجاح من دون فشل، وأنَّ الفشل والأخطاء ما هي إلا فرص للتعلم، ولو نظرنا إلى أكبر علماء العالم، سنجدهم قد فشلوا في تجاربهم عدة مرات، حتى وصلوا إلى النجاح!
  12. عاشر الإيجابيين: وكما يُقال "السعادة مُعدية"؛ لذا عاشر الأشخاص السعداء الإيجابيين، الذين يدعونك إلى التفاؤل ويُشجعونك، ولا يسمحون للأمور السلبية أن تُحبطهم. وابتعد عن الأشخاص السلبيين، دائمي الشكوى والتذمر.
  13. واجه خوفك: من يخاف لن يعرف للسعادة عنوان، يبقى حبيس أفكاره ومخاوفه، ويُضيع الفرص على نفسه؛ لذا إن أردت السعادة والنجاح؛ واجه خوفك، واقضِ عليه، وتمتع بالشجاعة وروح المغامرة، فالفرص الكبيرة تنطوي على المخاطر، وكما يقول شكسبير :" إنَّ مخاوفك تُصبح عظيمة، إن أنت أغمضت عينك عنها".
  14. اكتسب المرونة والصبر: دائماً ما نجد كبار السن يتمتعون بالسعادة والهدوء مهما كانت حياتهم مضطربة، والسبب في ذلك هو تحلِّيهم بالمرونة والصبر؛ إذ إنَّهم يتعاملون مع الحياة ومشاكلها بصبر وحكمة؛ لذا ينصحك علماء النفس بتدريب نفسك على اكتساب المرونة والصبر في التعامل مع الحياة ومفاجآتها.
  15. اكسر الروتين: لحياة اكثر سعادة؛ ينصح علماء النفس بكسر الروتين ولو مرة في الشهر، كالسفر إلى مكان جديد، أو الخروج في رحلة مع الأصدقاء إلى البحر، أو التخييم في الغابة.
  16. غادر منطقة الراحة: يخاف الخروج من منطقة الراحة التي اعتادها في حياته، ويخشى التغيير، ممَّا يجعله يُعاني الملل والرتابة؛ لذا ينصح علماء النفس بالخروج من منطقة الراحة، والخوض في تجارب ومغامرات جديدة تُضفي على حياتنا التجديد والسعادة.
  17. كن قدرياً في بعض الأمور: هناك أمور تكون خارجة عن إرادة الإنسان، ولا يمكنه توقعها أو تغييرها، فلا تقضي وقتك بالتفكير فيها، وتجعل القلق يُسيطر عليك؛ كن قدرياً واتركها للقدر، وتفاءل بالخير دائماً.
  18. كُن سبباً في سعادة غيرك: تؤكد التجارب والأبحاث أنَّ مُساعدة الآخرين وإسعادهم، كالاشتراك في الأعمال التطوعية، تعود بالسعادة على من قام بها. فشعور الإنسان أنَّه أحدث فرقاً في حياة أحدهم، ورسم بسمة على وجهه، يجعله إنساناً سعيداً وراضياً عن نفسه.
  19. عليك بالعناق: ينصح علماء النفس بالعناق وتبادل الأحضان مع المقربين (الأبوين، الأولاد، الزوجين)؛ إذ أثبتت الدراسات مدى تأثير حاسة اللمس في تحسين الصحة النفسية للإنسان، ودعم مستويات هرمون الحب أو الأوكسيتوسين الذي يجعلنا أكثر سعادة.
  20. استمع إلى الموسيقى: يمنح الاستماع إلى الموسيقى المفضلة شعوراً بالسعادة؛ إذ وجد علماء في جامعة "ماكغيل" الكندية، أنَّ الاستماع إلى الموسيقى المُفضلة يؤدي إلى إفراز هرمون "الدوبامين" الذي يمنح شعوراً بالسعادة.
  21. ابحث عن صداقات جديدة: يُضيف التعرُّف إلى أشخاص جدد، ومشاركتهم نشاطات ومغامرات جديدة، مزيداً من الإثارة والتشويق إلى حياة الشخص؛ الأمر الذي يجعله أكثر سعادة.
  22. مارس التأمُّل: ينصح علماء النفس اليوم بممارسة التأمُّل وتمارين التنفس العميق، وذلك لفعَّاليتها في فتح مسارات جديدة في المخ، وتحفيز الشعور بالاسترخاء والسعادة.
  23. احصل على نوم كافٍ: أثبتت الدراسات أنَّ معدل النوم اللازم للبقاء في مزاج جيد؛ هو من 7 إلى 8 ساعات كل يوم؛ لذا يؤكد علماء النفس على ضرورة النوم الجيد.
  24. مارس الرياضة: أثبتت الدراسات فعَّالية المشي أو ممارسة الرياضة في تحسين الحالة المزاجية للإنسان، وتفريغ الطاقة السلبية؛ إذ تكفي ممارسة الرياضة أو المشي مدة ثلث ساعة يومياً، للحصول على الراحة والسعادة.
  25. اقتنِ حيواناً أليفاً: قد لا تقتنع بهذه النصيحة، لكنَّ التجارب التي أُجريت على أشخاص قاموا باقتناء حيوان أليف، أثبتت أنَّ الأمر يمنحهم بهجة وسعادة، خاصة في لحظات الكآبة والضيق.
  26. عليك بالتراب ورمل البحر: ينصح علماء النفس بمسك حفنة من التراب، ومسح يديك بها. لا تستغرب من هذه النصيحة، فقد أثبتت الأبحاث العلمية أنَّ التراب يحتوي على بكتيريا نافعة، تعمل كمضادات للاكتئاب؛ إذ تدخل أنسجة الجلد عندما يمسك الإنسان التراب، وتُحفز العقل لإفراز هرمون السعادة. ويُنصح أيضاً بالمشي الحافي على رمل البحر، لفعَّاليته في سحب الطاقة السلبية من الجسم.
إقرأ أيضاً: كيف تجذب الأفكار السعيدة وتدرب دماغك على السعادة؟

في الختام، السعادة قرار:

تُعدُّ هذه النصائح التي يُقدمها لنا علماء النفس والتنمية البشرية للسعادة، وسائل مُساعدة للوصول إلى السعادة، ولكن تبقى القاعدة الذهبية التي يجب أن تتذكرها دائماً، هي أنَّ "السعادة قرار" وسعادتك في يدك أنت؛ إمَّا أن تقرر أن تكون شخصاً سعيداً وإمَّا فلا!

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة