مهارات الذكاء العاطفي: ما هي، وما دورها في تطوير المسار الوظيفي؟

يُعرَّف الذكاء العاطفي: بأنَّه قدرة الشخص على مراقبة المشاعر والعواطف التي يحملها هو، والتي يحملها الآخرون من أجل التمييز بينها واستخدام المعلومات التي يصل إليها لتوجيه تفكيره وأفعاله؛ فالذكاء العاطفي هو بشكلٍ أساسي: مجموعة من المهارات الذهنية والعاطفية، ومن ثمَّ فإنَّ كل ما تحتاج إلى القيام به لتتدرب على اكتساب الذكاء العاطفي هو أن تُدرِّب عقلك على اكتساب تلك المهارات.



الذكاء العاطفي (الوجداني):

يختلف مفهوم الذكاء الوجداني (العاطفي) عن مفهوم الذكاء العادي الذي نعرفه، إذ يمنح الذكاء الوجداني صاحبه قدرة على فهم مشاعر الآخرين، وطريقة تفكيرهم وأساليب تعبيرهم، ومرد هذه القدرة تعود إلى فهم الشخص ذاته لنفسه ومشاعره بما فيها من انفعالات وردود أفعال، فيقوم بإسقاط ما يثير مشاعره على الآخرين، فيفهم رغباتهم ودوافعهم وميولهم وذلك اعتمادا على الروابط الإنسانية المشتركة.

ويتميز أصحاب الذكاء الوجداني بقدرتهم على التعاطف مع الآخرين، ويعود هذا التعاطف إلى رؤية المواقف على حقيقتها، إذ ينظرون إلى الأسباب والدوافع التي سوّغت للآخرين القيام بسلوكياتهم، وبالتالي يستطيعون فهم مواقف الآخرين والتعاطف معهم أيضاً.

مكونات الذكاء العاطفي:

يتألف الذكاء العاطفي من مجموع هذه المكونات:

1. الوعي الذاتي:

يعرف الوعي الذاتي بأنه قدرة الفرد على معرفة عواطفه وفهمها، ولكي يعرف الواحد منا أهمية هذا المكون عليه أن يدرك أن الإنسان متى ما أدرك عواطفه، أدرك تباعا مدى تأثير تلك العواطف على تصرفاته، بل ويمتد أثر هذا الإدراك ليستطيع الفرد إدراك معنى تصرف الآخرين، والتكهن بعواطفهم الكامنة.

إن الشخص الذي يمتلك مهارات في الذكاء العاطفي يستطيع أن يعرّف كل شعور من مشاعره، كما يمكنه التمييز بينها وفصل بعضها عن بعض، ولذا تجده متمكنا من التحكم بتصرفاته متجرداً من انفعالاته الشخصية.

2. التنظيم الذاتي:

إن الشخص الذي يمتلك مهارات الذكاء العاطفي، لديه قدرة على إدارة نفسه وضبط مشاعره في أكثر الأوقات صعوبة، ولمعرفة أهمية التنظيم الذاتي، يجب أن تعرف أنه المسؤول عن استبدال الحالة الانفعالية بالاستجابة، وبالتالي يقي المرء نفسه من وقوعه اسيرا لانفعالاته التي قد يندم عليها لاحقا.

إن من أهم ما يميز الأشخاص الذي لديهم مهارة التنظيم الذاتي هو امتلاكهم للمرونة العالية التي تساعدهم على تقبل المواقف المفاجئة والتروي في تحليل الأحداث، والمساعدة على تحمل المسؤولية بشكل كامل.

3. التحفيز:

يمتاز أصحاب الذكاء العاطفي بامتلاكهم الدوافع الداخلية التي دائما ما تحفزهم نحو المزيد من القيام بالأعمال وتحقيق النجاحات، وإن هذا النموذج من الأشخاص لا يتأثرون بالدوافع والمحفزات الخارجية مثل المال والشهرة، إذ إنهم يستمدون متعتهم من عملهم الذي يحقق شغفهم.

4. التعاطف:

إن أصحاب الذكاء العاطفي لديهم قدرة على فهم مشاعر الآخرين، من خلال وضع أنفسهم مكان الآخرين ليشعروا بما يشعره الآخرون، ولذا هم يمتلكون مهارات عالية في التعاطف مع الآخرين، مما ينعكس على سلوكياتهم عند تعاملهم مع الآخرين والتواصل معهم وحل الخلافات الناشبة.

5. المهارات الاجتماعية:

إن الأشخاص الذين يمتلكون مهارات في الذكاء العاطفي لديهم فرصة كبيرة في إيجاد علاقات اجتماعية مميزة، وكل ذلك يعود أساسا إلى مهارات الذكاء العاطفي التي لديهم، والتي تمكنهم  من فهم مشاعر الآخرين وتوقع سلوكياتهم، الأمر الذي يساعدهم على رسم حدود علاقاتهم بذكاء وحكمة، وإن مثل هؤلاء الأشخاص هم الأجدر بالقيادة وتولي المناصب القيادية في مختلف الأصعدة.

شاهد بالفيديو: 10 علامات تدل على الذكاء العاطفي العالي

قوة الذكاء العاطفي:

ثمَّة عديدٌ من الفوائد التي يمنحك إياها الذكاء العاطفي؛ ففي عالم الأعمال على سبيل المثال، ثمَّة ثلاث فوائد جلية يمنحك إياها الذكاء العاطفي:

  • أوَّلها: أنَّ الذكاء العاطفي مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بجودة الأداء الوظيفي، فقد أظهرت الدراسات أنَّ الكفاءات العاطفية تَحمل ضعفي الأهمية التي تحملها الكفاءات الإدراكية عند القيام بالأعمال المميزة، حتى عند المهندسين.
  • ثانيها: إنَّ القادة والمديرين الذين يتمتعون بمهارات الذكاء العاطفي فاعلون أكثر من القادة أو المديرين الذين ينخفض لديهم مستوى الذكاء العاطفي.
  • وأخيراً: يهيئ الذكاء العاطفي الظروف للحصول على السعادة الشخصية، حيث يُعَدُّ الموظفون السعيدون كنزاً ثميناً؛ لأنَّهم يعملون بشكلٍ أفضل ضمن المجموعات، ويقدِّمون خدمةً أفضل للزبائن (والزبائن السعيدون يعودون لدفع مزيدٍ من الأموال)، ويُعَدُّون بشكلٍ عام أكثر كفاءةً وإنتاجاً.

مميزات الذكاء العاطفي:

ثمَّة أيضاً فوائد جليةٌ أخرى يقدِّمها لك الذكاء العاطفي على الصعيد الشخصي، حيث تتوزع أبرز هذه الفوائد على أصنافٍ ثلاثة: هدوء الذهن وصفائه، والمرونة، والعلاقات التي تَبعث على مزيدٍ من الرضا:

  • أولاً: يجعلك الذكاء العاطفي ماهراً في تهدئة جسدك وعقلك، ويساعدك على رؤية الأشياء بوضوحٍ وموضوعية حتى عندما تعترضك حالاتٍ صعبة، فقد أظهرَت دراساتٌ أنَّ قضاء أسابيع قليلة في التدرُّب على الوعي التام يمكِن أن يثبِّط نشاط الجزء المرتبط بالخوف والهلع في الدماغ والذي يُدعى اللوزة المخية، وثمَّة أيضاً دراسة مثيرة أُجريت في العام 2014 أظهرَت أنَّه من خلال ممارسة التأمل خلال 15 دقيقة يمكِن البدء بتجاوز الانحياز المعرفي عند اتخاذ القرارات.
  • ثانياً: عندما تصبح بشكلٍ تدريجي ماهراً في الحفاظ على الهدوء والوضوح؛ ستصبح مرناً أيضاً بشكلٍ تدريجي في التصدي لصعوبات الحياة، فمثلما أنَّ مقاتل الكونج فو يمكِنه هزيمة خصومه الأقوى منه حينما يصبح أمهر في الفنون القتالية، فأنت أيضاً بالطريقة نفسها يمكِنك إدارة مشكلات الحياة بسهولةٍ ومتعةٍ أكبر عندما تصبح أكثر تمرساً.
  • ثالثاً: ستَشعُر بأنَّك أصبحتَ ألطف، وسترى أنَّ الجميع أصبحوا ألطف ونتيجةً لذلك ستشعر بمزيدٍ من الرضا عن العلاقات، ومع اللطافة ستصبح العلاقات السعيدة أكثر سعادة، وستصبح العلاقات الحيادية علاقاتٍ سعيدة، وسيصبح التحكم بالعلاقات غير السعيدة أكثر سهولة.

سلبيات الذكاء العاطفي:

على الرغم من مزايا الذكاء العاطفي وفوائده الكبيرة على مختلف أصعدة الحياة، إلا أنّ استخدام البعض لمهارات الذكاء العاطفي بطريقة لا أخلاقية ينجم عنه مجموعة من المساوئ والسلبيات التي يمكن أن نشير إلى بعض منها:

  • يمتلك الأشخاص الذين يتقنون مهارات الذكاء العاطفي قدرة على إخفاء مشاعرهم الحقيقية، وضبط انفعالاتهم، الأمر الذي يؤدي إلى امتلاكهم مقدرة على تصنّع الاستجابات وردود الأفعال عند تعاملهم مع الآخرين، مما يعني أنّ كل تعاملاتهم وتواصلهم مع من حولهم لا يكون إلا من وراء أقنعة مزيفة لا تعكس شخصيتهم الحقيقية
  • إن الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات الذكاء العاطفي، لديهم قدرة على فهم طريقة تفكير الآخرين، وبالتالي هم يمتلكون مفاتيح إقناعهم؛ لذا قد يلجأ بعض أولئك الأشخاص إلى استخدام مهاراتهم في الذكاء العاطفي من أجل التأثير في الآخرين، وتأليب الآراء وجعلها في صفهم بما يخدم مصالحهم الشخصية فقط.
  • إن الأشخاص الذين يمتلكون مهارات الذكاء العاطفي، ويشغلون مناصب قيادية في ذات الوقت، يستخدمون عن قصد خلال خطاباتهم الموجهة للجماهير كلمات وجمل تؤجج الجانب الوجداني والعاطفي في نفوس المستمعين، الأمر الذي ينعكس سلبا عليهم؛ إذ تقل مهارات الجمهور المستمع في النقد والتحليل لأنهم يتأثرون بما يسمعون من دون أي إعمال للفكر وتمحيص لكم الكلمات والعبارات التي ينصتون إليها.
إقرأ أيضاً: سلبيات الذكاء العاطفي (الجانب المظلم للذكاء العاطفي)

ما هي مهارات الذكاء العاطفي؟

إنّ الذكاء العاطفي يمنح الفرد الذي يتمتع به العديد من المهارات التي تساعده على النجاح والتفوق في حياته المهنية والاجتماعية وحتى العاطفية. وذلك لأن مهارات الذكاء العاطفي قابلة للتطبيق والاستخدام على جميع الأصعدة وفي جميع مجالات الحياة. ولعلّ أول مهارة يمنحها الذكاء العاطفي للفرد المتصف به هي مهارة فهم ذاته والوعي لها، فيكون أعرف الناس بنفسه، وأدراهم بما يزعجه وما يسعده، فيفعل ما يبهج نفسه ويكافئها على إنجازاتها وجهودها، ويبتعد عما يغضبها، والمهارة الأخرى هي مهارة إدارة الذات، لأن الذكاء العاطفي يساعد الفرد على التحكم بنفسه وشعوره ودوافعه وطريقة تعامله مع الآخرين، لذا فإن الأشخاص الأذكياء عاطفياً ماهرون في بناء علاقات اجتماعية واضحة ومتينة، تحققه لهم نوع التواصل الذي يرتضونه.

نضيف إلى ذلك بأن الذكاء العاطفي يمنح الأفراد القدرة على تحفيز ذواتهم وتشجيعها، فنراهم يحققون النجاح تلو الآخر، وينالون الترقية تلو الأخرى، لأنهم بارعون في رسم أهدافهم وتنظيم طريق الوصول إليها دون الالتفات إلى المشتتات على الطريق. وإن من المهارات التي يمنحها الذكاء العاطفي مهارة التعاطف مع الآخرين، والنظر إليهم على أنهم تراكم التجارب واستجابات المشاعر، فلا يطلق الذكي عاطفياً الأحكام جزافاً ولا يقيم الآخر تقييماً سطحياً، بل إنه يبرر له ويتفهم ظروفه ويتعاطف معه.

مهارات الذكاء العاطفي وفق جولمان:

حدد جولمان مهارات الذكاء العاطفي بما يلي:

  1. الوعي بالذات: وهو معرفة الشخص لعواطفه ومشاعره والإحساس بها وتسخيرها للوصول إلى القرارات المناسبة.
  2. تحفيز الذات: وتعني اعتماد الفرد على دوافعه الداخلية للوصول إلى أهدافه.
  3. التعاطف: وهو قدرة الفرد على إدراك مشاعر الآخرين وأحاسيسهم.
  4. إدارة الانفعال: وهي قدرة الفرد على إدارة أفكاره وأفعاله ومشاعره والتحكم بها بمرونة مهما صعبت المواقف.
  5. التفاعل مع الآخرين: عن طريق بناء علاقات اجتماعية فعالة فيما بينهم.
إقرأ أيضاً: الذكاء العاطفي -دانييل جولمان

مهارات الذكاء العاطفي في العمل:

يضمن الذكاء العاطفي في العمل النجاح المهني والارتقاء في السلم الوظيفي ونيل ثقة الزملاء وتقدير المدراء، وذلك لأنه:

  • يساعد الفرد على خلق بيئة عمل مريحة تضمن تركيزه في أداء مهامه بعيداً عن المشتتات.
  • يساهم في خلق علاقات وطيدة ومتينة مع الزملاء تخدم العمل وتضيف لجوه المرونة والمتعة.
  • يساعد على تنمية مهارة حل المشكلات.
  • يحسن من مهارات التواصل مع الزملاء ويطور مهارات الإدارة.
  • يرفع سوية الكفاءة في سير العمل.
  • يزيد من فرص الإبداع ويخلق فرصاً لأفكار جديدة.

المهارات العاطفية التي يحتاجها الموظف:

لا بد من ذكر مجموعة المهارات العاطفية يحتاجها الموظف لكي يتثنى لك تحويل ساعات عملك إلى قيم مضافة لك، وتحافظ على فرصك الوظيفية:

  • اعرف نفسك: قدم لنفسك تعريفاً مفصّلاً عن نفسك، عن نقاط قوتك ونقاط ضعفك، عما يثير انفعالك ومشاعرك، عن كيفية تحكمك بنفسك وطرق تعاطفك مع الآخرين. إن كل هذه النقاط تساعدك على التصرف بما يحافظ على هدوئك واتزانك وتقدمك.
  • كوّن علاقاتك: إن البشر مخلوقات اجتماعية بطبعها، لذا فإن تكوين العلاقات يخلق فرصاً جديدة دائماً نحو التطور والارتقاء.
  • كن مستمعاً جيداً: إن إنصاتك إلى محدثك وتلهّفك لسماع كلماته بلغة جسدك يجعل هذا الحوار فعّالاً، ويزيد من فرص فهمك للحوار وتخلق بين وبين محدثك مشاعر الثقة والاحترام.
  • أظهر تعاطفك: إن التعاطف هو من سمات البشر اللطيفة والمحببة، والتي تميز بين الإنسان والآلة، فإذا ما تعاطفت مع زملائك وقدرت ظروفهم كسبت احترامهم وثقتهم.
  • قدم مقترحاتك: إن تقديمك للاقتراحات يبرز حرصك ويبدي اهتمامك، لذا لا بخل بتقديم اقتراحاتك المنطقية المدروسة.
  • سيطر على توترك: لأن التوتر من شأنه أن يضع العصي في عجلة تقدم العمل، كما أنه يمكن أن ينتقل إلى من حولك. لذا احرص على السيطرة على قلقك وتفريغه بطريقة صحية لا تؤثر على سير العمل، وحاول امتصاص توتر فريقك وإضفاء جو من المرح على بيئة العمل الخاصة بكم، لأن ذلك من شأنه أن يرفع من سوية العمل ويحسن الأداء.

ما أثر تنمية مهارات الذكاء العاطفي على تطوير المسار الوظيفي؟

إن تنمية مهارات الذكاء العاطفي تؤثر على تطوير المسار الوظيفي بشكل كبير، وذلك للأسباب التالية:

  • إن تنمية مهارات الذكاء العاطفي تساعد الفرد على وعي ذاته، وبالتالي معرفة مكامن قوته ونقاط ضعفه، لذا فهو يحسن استغلالها أفضل استغلال في عمله فيثبت نفسه بجدارة.
  • إن مهارات الذكاء العاطفي تمكن الفرد من إدراك ذاته، بالتالي يسيطر على أفعاله ويتصرف بحكمة، فيبتعد بذلك عن التصرفات الناجمة عن غيرة من أحد الزملاء أو أي دوافع سلبية أخرى تضر بمسيرته المهنية.
  • إن تنمية مهارات الذكاء العاطفي تخلق لدى الأفراد التحفيز الداخلي الذي يدفعهم إلى وضع أهداف خاصة بهم والسعي لتحقيقها، مما يدعمهم كل فترة بمهارات وخبرات إضافية تساعدهم في ارتقاء السلم الوظيفي.
  • إن الذكاء العاطفي يساعد الفرد على التعاطف مع الآخرين وإدراك مشاعرهم، وتحفيزهم وشحذ هممهم مما يمكّن من استغلال طاقتهم الكامنة وتوجيهها لتصب في مصلحة العمل، فينال قائد الفريق العلاوات والترقيات.
  • الذكاء العاطفي وعن طريق مهارة التفاعل مع الآخرين يمكّن الفرد من استخدام المفردات التي تؤثر في السامعين، فتنشأ العلاقات في وسط العمل والتي تكون في كثير من الأحيان سبباً في تحسين المسار الوظيفي.

شاهد بالفيديو: الذكاء العاطفي في العمل مفتاح النجاح المهني

كيفية تنمية مهارات الذكاء العاطفي:

وضح كتاب "ابحث في نفسك" (Search Inside Yourself) ذلك من خلال ثلاث مهارات (خطوات):

1. التدرُّب على الانتباه:

يُعدُّ الانتباه أساس جميع القدرات الإدراكية والعاطفية العالية؛ فالفكرة هنا على وجه التحديد هي أن تُدرِّب الانتباه عندك من أجل الوصول إلى عقلٍ ذي طبيعة هادئة ونقية في الوقت نفسه، فطبيعة العقل تشكِّل أساس الذكاء العاطفي.

2. معرفة الذات والتحكم بها:

استخدِم حدة الانتباه التي تتمتع بها لتكوين فهمٍ دقيق للعمليات الإدراكية والعاطفية، وبذلك تصبح قادراً على مراقبة أفكارك وعواطفك بوضوحٍ تام وبشكلٍ موضوعي، وعندما تصبح قادراً على القيام بذلك ستصل إلى ذلك النوع من المعرفة العميقة للذات، والتي تمكِّنك تدريجياً من الوصول إلى التحكم بالذات.

3. بناء عاداتٍ ذهنيةٍ اجتماعية:

إنَّ صفاتٍ كاللطافة أو الشفقة يمكِن أن تنشأ بوصفها عاداتٍ ذهنية، تخيَّل على سبيل المثال أن يكون أول ما تفكِّر فيه بشكلٍ اعتيادي كلَّما التقيتَ بشخصٍ ما: "أتمنى أن يكون هذا الشخص سعيداً". هذه هي العادة الذهنية التي تدعى اللطافة والتي يمكِن التدرُّب عليها بسهولة بالطريقة نفسها التي تتدرب فيها على العادات الذهنية الأخرى.

إقرأ أيضاً: الذكاء العاطفي وأهميته في العلاقات مع الآخرين

أمثلة على الذكاء العاطفي في العمل:

إن طرق تطبيق مهارات الذكاء العاطفي في العمل عديدة وكثيرة، وجميعها تصب في مصلحة الموظف المتمتع بهذه المهارات، والتي سوف يحصد نتائجها في وقت قريب:

  • إن استخدام مهارات التواصل الخاصة بالذكاء العاطفي يساعد الموظف على تكوين علاقات ودية مع زملائه، بعيدة عن الغيرة والأذى، فيكسب بذلك الموظف محبة زملائه ويسود فريق العمل جو من التعاون والمنافسة الشريفة.
  • إن استخدام مهارات الذكاء العاطفي في العمل من قبل المدير يقرّبه من موظفيه ويحببهم به وبالعمل، فهو يتواصل معهم بطريقة تحفيزية فعّالة، ويتفهم مشاعرهم ويتعاطف معهم، كما أنه يدرك ذواتهم انعكاساً لخبرته في إدراك ذاته، فيبدع في ابتكار السبل التي تشحذ هممهم وتدفعه إلى المزيد من العمل.
  • إن استخدام مهارات الذكاء العاطفي في العمل يساعد الموظف والمدير على حد سواء في تكوين شبكة من العلاقات قد تكون بوابات عبور نحو مستقبل أفضل.
  • كما أن مهارات الذكاء العاطفي في العمل تساعد على التحفيز الذاتي وخلق الدوافع الداخلية لإتمام العمل، لما ينطوي عليه هذا الإنجاز من تحقيق لأهداف مادية أو معنوية.
  • تساعد مهارات الذكاء العاطفي على التعامل مع الانفعالات بحكمة وروية، والقيام بالاستجابة المنطقية القائمة على محاكمة العقل.

كتب عن مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي:

صدر العديد من الكتب عن مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي ونذكر منها:

  • الذكاء العاطفي لـ دانييل جولمان.
  • سر التحكم في حياتك وتحويلها لـ ماكسويل مالتز.
  • عادات للناس الأكثر فعالية لـ ستيفن ر كوفي.
  • بوصلة الملاحين العاطفيين لـ إلسا بونتس.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7




مقالات مرتبطة