مرض الأكزيما: أسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه

مرض الأكزيما أو ما يسمى أيضاً بـ "التهاب الجلد التأتبي" أو "النَّملة" أو "الربو الجلدي"؛ ما هذا المرض؟ ما أسبابه، وأعراضه؟ وما طرائق علاجه، والوقاية منه؟ هذا ما سنقدِّمه لكم أعزاءنا القرَّاء في هذا المقال؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.



ما هو مرض الأكزيما؟

هي حالة مرضية غير معدية، تحدث فيها حكة واحمرار للبشرة، وجفاف الجلد وللأكزيما أنواع عدة، ويمكن أن يصاب المريض بأكثر من نوع في وقتٍ واحد، ولا يوجد سبب محدد واضح ودقيق لحدوث الأكزيما، ولكن يُعتقد أنَّها تنشأ نتيجة مجموعة من العوامل البيئية والوراثية، ومن الجدير بالذكر، أنَّ الأكزيما تصيب جميع الفئات العمرية، وغالباً ما تصيب الأطفال.

أعراض الإصابة بالأكزيما:

تختلف أعراض مرض الأكزيما من مريضٍ إلى آخر، ولكنَّ أهم هذه الأعراض عموماً تتضمن الآتي: 

  1. تهيُّج الجلد واحمراره، وظهور بقع يميل لونها إلى الرمادي، وخاصةً في مناطق: القدمين، واليدين، والمعصمين، والكاحلين، وأعلى الصدر، والعنق، وداخل ثني الركبتين والمرفقين، ويمكن أن تظهر عند الأطفال الرضَّع في فروة الرأس، والوجه.
  2. جفاف الجلد.
  3. الحكة الشديدة خاصةً في الليل، وقد تؤدي إلى ظهور تقرحات وجروح.
  4. يصبح الجلد سميكاً ومشققاً.
  5. نتوءات بارزة صغيرة الحجم، تُشكِّل قشرة عند خدشها، ويمكن أن تُفرز مادة سائلة.
  6. حدوث تورُّم لبعض المناطق بسبب الخدش.

ماهي أسباب الإصابة بمرض الأكزيما؟

ترتبط الأكزيما بمجموعة محددة من الجينات، تكون مسؤولة عن جعل الجلد عند بعض الأشخاص حساساً للغاية، بالإضافة إلى مجموعة من العوامل البيئية والاجتماعية المعيَّنة، ويمكن للضغط النفسي أن يثير ويحفز الإصابة بالأكزيما، وقد تكون المواد المستخدمة يومياً من العوامل المحفزة للإصابة بالأكزيما؛ حيث نذكر لكم من هذه المواد:

  • بعض أنواع الصابون أو المنظفات الأخرى التي تسبب جفاف الجلد.
  • الأقمشة الصناعية والصوف.
  • جفاف الجلد.
  • التعرض لدرجات الحرارة العالية، والتعرق.
  • يمكن أن يُصاب الأطفال بالأكزيما نتيجة حساسيتهم لبعض الأطعمة.

شاهد بالفديو: 8 أسباب تؤدي لجفاف البشرة وتشققها

ما مضاعفات الإصابة بمرض الأكزيما؟

تشتمل مضاعفات مرض الأكزيما على الآتي:

1. حدوث الالتهابات الجلدية:

يمكن أن تؤدي الحكة الشديدة والمستمرة للجلد، إلى إصابته بالتشققات والقروح؛ الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالعدوى الناجمة عن الفيروسات، أو البكتيريا، وخاصةً فيروس الهربس البسيط.

2. الربو وحمَّى القش:

إنَّ أكثر من نصف الأطفال المرضى بالأكزيما، يمكن أن يصابوا بحمَّى القش والربو عند بلوغهم الـ 13 عاماً.

3. التهاب جلد اليدين التهيجي:

يُصيب التهاب جلد اليدين التهيجي، الأفراد الذين تتطلب ظروف عملهم التعقيم الشديد، أو بلل الأيدي وتعرُّضها لأنواع المنظفات المختلفة.

4. تقشُّر الجلد وحكة مزمنة:

عندما يقوم المريض بحك المنطقة المصابة بالأكزيما، فإنَّ ذلك يحفز الحك باستمرار، ومع مرور الوقت، يصبح ذلك نوعاً من العادة لديه؛ الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بـ "الحزاز البسيط المزمن"، والذي يسمى أيضاً: "الالتهاب الجلدي العصبي"؛ حيث يتغير لون الجلد، ويصبح سميكاً وقاسي الملمس.

5. التهاب الجلد التماسي الأرجي:

يعاني معظم الأشخاص المصابين بالأكزيما من التهاب الجلد التماسي الأرجي.

6. اضطرابات النوم:

إنَّ الإصابة بالأكزيما تثير الحكة؛ الأمر الذي يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بالخدش، وكل ذلك يؤثر في قدرة المريض على النوم جيداً.

كيف تتم الوقاية من الإصابة بالأكزيما؟

توجد بعض النصائح التي تساهم مساهمة فعَّالة في الحد من نوبات الأكزيما، وفيما يلي أهم هذه النصائح نذكرها لكم:

1. اعرف المواد التي تُحفز الأكزيما لدى المريض ليتجنَّبها:

توجد مهيجات عدة تحفز الأكزيما؛ أهمها: بعض أنواع الصابون والمنظفات، التعرق، الغبار، حبوب الطلع، الإجهاد، السمنة؛ لذا يجب على المريض تجنبها قدر المستطاع.

ويمكن أن تُحفَّز الأكزيما عند الأطفال الرضع، نتيجة حساسيتهم تجاه بعض الأطعمة؛ مثلاً: القمح، أو البيض، أو فول الصويا ومنتجاته، أو الحليب، ويمكن لطبيب الأطفال الخاص بالعائلة، أن يساعد الأبوين على تحديد الأطعمة التي تسبب الحساسية للطفل.

2. قلِّل وقت الاستحمام:

يجب على من يعاني من الأكزيما تقليل الوقت المستغرق في الاستحمام، سواءً بالمغطس أم بدش الاستحمام؛ حيث يجب ألَّا تتجاوز مدته الـ 10 إلى 15 دقيقة فقط، كما يجب الحرص على تجنب استخدام المياه الساخنة في أثناء الاستحمام.

إقرأ أيضاً: 7 فوائد للاستحمام بالماء البارد

3. استخدم الصابون المناسب:

يمكن للأشخاص الذين يُعانون من الأكزيما، استخدام الصابون الخفيف الذي لا يحتوي على عطور أو صبغات؛ حيث إنَّ الصابون المضاد للبكتيريا، والصابون المزيل للعرق، يمكن أن يتسببا في جفاف البشرة، بسبب إزالة الزيوت الطبيعية التي يفرزها الجلد، والتي تساعد على ترطيب البشرة.

4. رطِّب بشرتك:

تساهم المراهم والكريمات المرطبة في الحفاظ على رطوبة البشرة؛ لذا يُنصح بانتقاء الأنواع التي تناسب البشرة، واستخدامها مرتين يومياً، ويُعدُّ الفازلين من أفضل الأنواع التي يمكن استخدامها بالنسبة إلى الأطفال.

5. جفِّف الجلد:

بعد الاستحمام، يجب تجفيف الجلد برفق وعناية باستخدام منشفة ناعمة الملمس، كما يجب الحرص على وضع المرطب المناسب لنوع البشرة مباشرةً؛ حيث تكون البشرة ما زالت رطبة.

6. استخدم الضمادات:

إنَّ تغطية مناطق الجلد المصابة بالأكزيما يمكن أن تساهم في حماية الجلد، ووقايته من الخدش.

7. ارتدِ الملابس المناسبة:

إنَّ ارتداء الملابس ذات النسيج الناعم، وتجنُّب ارتداء تلك الضيقة، أو الخشنة، أو الخادشة، يساعد على الوقاية والحد من تهيج الأكزيما، خاصةً عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة، وعند ممارسة التمرينات الرياضية، يجب أن يكون اللباس مناسباً للوقاية من التعرق المفرط.

8. عالِج القلق والتوتر:

يُعدُّ التوتر والقلق وغيرها من الاضطرابات الانفعالية، عواملاً تزيد من تهيج الأكزيما؛ لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من مرض الأكزيما أن يحسِّنوا من صحتهم النفسية، ولا يتركوا أنفسهم ضحيةً للانفعالات والغضب.

إقرأ أيضاً: أمراض الجلد الأكثر شيوعاً في الصيف وطرق الوقاية منها

كيف يُعالج مرض الأكزيما؟

يمكن أن تكون الأكزيما مستديمة، ويتطلب الشفاء منها أنواعاً مختلفة من العلاجات، تستمر مدة أشهر أو سنوات تبعاً للحالة، ومن الممكن للطبيب المعالج أن يقترح واحداً أو أكثر من أنواع العلاجات أدناه:

1. عقاقير مكافحة العدوى:

في حال كان جلد المريض يُعاني من قرحٍ مفتوحٍ، أو عدوى بكتيرية، أو شقوق، عندها يمكن أن يصف الطبيب المعالج مضاداً حيوياً بشكل كريم، أو مضادات حيوية فموية تؤخذ فترةً قصيرةً، لمعالجة الالتهابات.

2. الكريمات المضادة للحكة والمرممة للبشرة:

من الكريمات التي يمكن أن يصفها الطبيب المعالج، نذكر لكم:

  • مرهم الكورتيكوستيرويد أو الكريم منه؛ يجب استخدامه وتطبيقه بعد ترطيب البشرة، وتبعاً لتوجيهات الطبيب، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ كثرة استخدام هذا الدواء تؤدي إلى أعراضٍ جانبيةٍ كثيرة أهمها: ترقق الجلد.
  • الكريمات التي تحتوي على مثبطات الكالسينورين، مثل: بيميكروليموس (إليديل)، وتاكروليموس (بروتوبيك)؛ حيث تساعد هذه الأدوية على السيطرة على رد فعل الجلد، غير أنَّ لهذه الكريمات تأثيراً في الجهاز المناعي للمريض؛ لذا لا يجب استخدامها لمن هم دون عمر السنتين، كما لا يجب استخدامها من دون استشارة الطبيب واتباع توجيهاته، وعند تطبيقها يجب أن تكون البشرة رطبة، بالإضافة إلى تجنب التعرض لأشعة الشمس القوية.

3. الأدوية الفموية المضادة للالتهاب:

في حال كانت نوبة الأكزيما شديدة وحادة جداً، يمكن أن يقوم الطبيب المعالج بوصف أدوية الكورتيكوستيرويدات الفموية، مثل: بريدنيزون، ولكن من الجدير بالذكر هنا، أنَّه على الرغم من فعَّالية هذه الأدوية في معالجة الأكزيما، إلا أنَّ الأعراض الجانبية المحتملة لها خطيرة جداً.

4. العلاج بالضوء:

وتكون آلية العلاج بالضوء كالآتي: يُعرَّض الجلد لكميات من ضوء الشمس الطبيعي الخاضعة للسيطرة، أو باستخدام الأشعة البنفسجية ذات النطاق الضيق "ب"، أو الأشعة فوق البنفسجية الصناعية "أ"، إمَّا بمفردها، وإمَّا مترافقة مع تناول الأدوية التي يصفها الطبيب المعالج، علماً أنَّ هذا النوع من العلاج لا يمكن تطبيقه إلا على الأشخاص الذين يُصابون بالالتهابات سريعاً بعد أخذ العلاج، أو على الأشخاص الذين لم يلاحظوا أي تحسن بعد أخذهم العلاج الموضعي، وعلى الرغم من فعَّالية هذه الطريقة في العلاج، إلا أنَّها تتصف بمخاطر كثيرة؛ لذا لا يمكن تطبيقها على الأطفال الصغار، والرضَّع، ومن أهم هذه المخاطر:

5. استخدام الضمادات المُبللة:

وتكون آلية العلاج بالضمادات المبللة كالآتي: تُغطى المنطقة المصابة بـالكورتيكوستيرويدات الموضعية، وضماداتٍ مبللة، ويتطلب هذا الإجراء خبرة تمريضية؛ لذا غالباً ما يتم ذلك في المستشفى، خاصةً للمرضى الذين يعانون من الأكزيما الواسعة الانتشار، كما يمكن تطبيق هذه الطريقة في المنزل بعد تعلُّمها.

وبذلك أعزاءنا القرَّاء، نكون قد قدَّمنا لكم أهم المعلومات عن مرض الأكزيما؛ أسبابه، وأعراضه، وطرائق علاجه.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة