ما هي فوائد زيت السمك للرجال؟

يُعدُّ زيت السمك غذاءً صحياً معروفاً يناسب أيَّ نظام غذائي تقريباً؛ لذا يحاول غالبية الذين يرغبون في تحسين نظامهم الغذائي إدخال زيت السمك في استهلاكهم اليومي؛ لكن قد يتساءل بعض الأشخاص: ما هي فوائد زيت السمك للذكور؟ هل هو حقاً مفيد لصحة الرجل، أم أنَّ هناك ضرراً في تناوله؟

في هذا المقال، سنلقي نظرة شاملةً على سبب التوصية بزيت السمك، وخاصةً للرجال. لنبدأ بمصادر زيت السمك وكيف يمكن أن يكون مفيداً.

ما هي مصادر زيت السمك؟

يوجد زيت السمك ويُستخرج بشكل أساسي من أنواع الأسماك الزيتية، مثل السلمون والتونة والماكريل والسردين والرنجة والسلمون المرقط. ويحتوي على نوعين من الأحماض الدهنية أوميغا 3 عالية الفائدة للعديد من الحالات الصحية:

• حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA).
• حمض إيكوسابنتاينويك (EPA).

تكمن المشكلة في أنَّ جسم الإنسان غير قادرٍ على صنع أحماض أوميغا 3 الدهنية المتعددة غير المشبعة؛ حيث إنَّك تعتمد على مصادر الغذاء لمدِّك بهذه العناصر الغذائية الحيوية. ولكن لا بأس ما دام في إمكانك تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، مثل الأسماك الزيتية، أو تناول زيت السمك على شكل مكملات.

ويمكنك أيضاً العثور على نوع آخر من أحماض أوميغا 3 الدهنية يسمى حمض ألفا لينولينيك (ALA) في بعض المصادر النباتية، مثل الجوز وبذور الكتان وبذور اليقطين وبذور الشيا.

لا يمكنك العثور على حمض ألفا لينولينيك في زيت السمك، ومن المثير للاهتمام أنَّ جسمك يحوِّل حمض ألفا لينولينيك إلى حمض الدوكوساهيكسانويك وحمض إيكوسابنتاينويك، ولكن بكميات صغيرة جداً؛ لذلك، إن كنت ترغب في الحصول على أحماض أوميغا3 بكمياتٍ متوازنة، فسيتعين عليك استهلاك حمض الدوكوساهيكسانويك وحمض إيكوسابنتاينويك وحمض ألفا لينولينيك عبر مصادر الطعام أو المكملات الغذائية أو مزيج من الاثنين معاً.

هل يمكن لزيت السمك تحسين صحتك؟

توصي جمعية القلب الأمريكية (The American Heart Association) بتناول أسماك المياه الباردة الزيتية أو الدهنية مرتين في الأسبوع؛ حيث يُعدُّ السمك إحدى أفضل الطرائق للحصول على أحماض أوميغا 3 الدهنية، وجني فوائدها الصحية العديدة؛ إذ إنَّه مصدر ممتاز للبروتين، وبالمقارنة مع منتجات اللحوم الدهنية الأخرى، فهو يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة.

ومع ذلك، إذا كنت نباتياً أو لا تأكل السمك، يمكنك استشارة طبيبك بشأن البدائل الغذائية للأسماك وزيت السمك.

دعونا نلقي نظرة على بعض فوائد زيت السمك للرجال، على الرغم من أنَّ بعض هذه الفوائد تنطبق أيضاً على الجميع:

1. تعزيز خصوبة الذكور:

أشارت العديد من الدراسات البحثية إلى أنَّ أوميغا 3 يحسِّن جودة السائل المنوي، وحجمه، ووظيفة الانتصاب، بل ويقي حتى من سرطان البروستات.

وفي الآونة الأخيرة، أظهرت أول دراسة رصدية حول العلاقة بين تناول مكملات زيت السمك وتحسين وظيفة الخصية، أنَّ هذه المكملات مفيدة لصحة الرجال؛ حيث أُجريت الدراسة على 1700 شاباً دنماركياً يتمتع بصحة جيدة، وكان متوسط ​​أعمارهم حوالي تسعة عشر عاماً.

وقد أفاد أولئك الذين تناولوا مكملات زيت السمك، بازدياد كمية السائل المنوي وتحسين جودة الحيوانات المنوية. أمَّا أولئك الذين تناولوا مكملات أخرى، مثل الفيتامينات المتعددة، لم يُظهروا التأثيرات نفسها، ممَّا يشير إلى روابط محتملة بين مكملات زيت السمك وعدد الحيوانات المنوية الأفضل.

قالت الباحثة الرئيسة في الدراسة تينا كولد يانسن (Tina Kold Jensen)، أستاذة الطب البيئي في جامعة جنوب الدنمارك (University of Southern Denmark)، والتي نشطت في هذا المجال البحثي أكثر من 25 عاماً، إنَّ هذه العوامل التناسلية للذكور، يجب أن تؤدي إلى تحسين الخصوبة عند الرجال الذين يتناولون زيت السمك.

كانت يانسن متفائلة أيضاً بأنَّ نتائج بحثها سيكون لها التأثير نفسه في الرجال الأكبر سناً الذين يتناولون مكملات زيت السمك؛ لذا نصحت بمكملات زيت السمك للرجال الذين يرغبون في تحسين الخصوبة لديهم. ومع ذلك، فقد أضافت أنَّ أفضل خياراتك هي زيادة تناول الأسماك مثل سمك القد، واتباع النصائح الغذائية لطبيبك.

كما وجدت دراسات أخرى روابط إيجابية بين مكملات زيت السمك ونوعية الحيوانات المنوية. وفي حين أنَّ هذه النتائج كانت بالتأكيد مشجعة، إلا أنَّ نتائج هذه الدراسات القائمة على الملاحظة تحتاج إلى دعم بتجارب سريرية عشوائية أكثر جدية؛ لذلك، يُنصَح المرضى بمناقشة حالاتهم الفردية مع أطبائهم، لضمان السلامة وتحقيق أقصى استفادة من مكملات زيت السمك.

2. المساعدة في الحفاظ على صحة القلب:

تُعدُّ أمراض القلب السبب الرئيس للوفاة بين الرجال، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (Centers for Disease Control and Prevention). وبشكل عام، تُعَدُّ أمراض القلب سبباً في واحدةٍ من كل أربع وفيات في أمريكا كل عام.

يُعدُّ زيت السمك من العناصر الغذائية المفيدة للقلب؛ ذلك لأنَّه مصدر جيد لأحماض أوميغا 3 الدهنية، فضلاً عن أنَّه يحمي القلب عن طريق تقليل العديد من عوامل الخطر لأمراض القلب. تتضمن بعض فوائد زيت السمك ما يأتي:

• خفض مستويات الشحوم الثلاثية.
• خفض ضغط الدم.
• تقليل نسبة الكوليسترول الضار.
• منع الدم من التخثر.
• إبطاء أو إعاقة تكوين اللويحات في الشرايين.
• تقليل مخاطر عدم انتظام ضربات القلب.
• تقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية.

هناك أيضاً بحث يشير إلى أنَّ مكملات زيت السمك تقلل من المواقف العصيبة، مثل دخول المستشفى والوفاة لدى الأشخاص المصابين بقصور القلب.

توصي جمعية القلب الأمريكية (AHA) الأشخاص غير المصابين بأمراض القلب، بتناول حصتين على الأقل من الأسماك أسبوعياً، وذلك لتقليل المشكلات المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية. وتقترح تناول مجموعة متنوعة من الأسماك البحرية، مثل التونة والماكريل والسلمون والسردين، ذات المستويات العالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية.

لكن لا توصي جمعية القلب الأمريكية بمكملات أوميغا 3 للأشخاص الذين ليس لديهم مخاطر عالية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، إن كنت تعاني من أمراض القلب، فمن الأفضل استشارة طبيبك قبل أن تقرر تناول مكملات زيت السمك؛ إذ إنَّه اعتماداً على حالتك، قد تُنصح بتناول المزيد من الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية و/أو تناول مكمل زيت السمك المعتمد من إدارة الغذاء والدواء.

وفي بعض الأحيان، يتم وصف جرعات أعلى من أوميغا 3 لتقليل الدهون الثلاثية، على أن يتم ذلك تحت رعاية الطبيب بشكل منتظم؛ وذلك لأنَّه يمكن أن تسبب مضاعفات مثل النزيف وتؤثر في جهاز المناعة.

3. تعزيز وضوح الرؤية وتركيزها:

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب العين (The American Academy of Ophthalmology) بزيت السمك لتحسين صحة عينيك. وفي حين أنَّ هناك بعض التقارير المتضاربة، إلا أنَّ بعض النتائج تُظهر كيف يساعد زيت السمك على علاج أمراض العين، مثل الجفاف والتنكس البقعي المرتبط بالسن (age-related macular degeneration).

ثم إنَّ هناك دراسة حديثة في العام 2019، دعمت النتائج التي تفيد بأنَّ الأشخاص الذين تناولوا الفواكه الطازجة والخضروات والأسماك، كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض العين من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.

وتشير دراسة أخرى نُشِرَت في مجلة طب العين الاستقصائي والعلوم البصرية (Investigative Ophthalmology & Visual Science) إلى أنَّ أحماض أوميغا 3 الدهنية من نوع الدوكوساهيكسانويك تحمي الرؤية. كما وجدت دراسات مختلفة نتائج مماثلة لأعراض جفاف العين الأقل عند أولئك الذين تناولوا زيت السمك.

وقد حسَّنت أحماض أوميغا 3 الدهنية في زيت السمك طبقة زيت العين التي تنتجها غدد ميبوميان الموجودة على حافة الجفن. وقد أثبتت دراسات أخرى أنَّ زيت السمك يقلل الألم والتورم، ممَّا يجعله علاجاً فعَّالاً لجفاف العين.

4. التمتع بصحة عامة جيدة:

يبدو أنَّ زيت السمك عنصر غذائي متعدد الاستخدامات؛ إذ إنَّه يساهم في فوائد صحيةٍ أخرى عدة تشمل:

• تقليل الاكتئاب.
• تقوية الذاكرة.
• منع الالتهابات المسببة للأمراض مع تعزيز نشاط الخلايا البائية أو خلايا الدم البيضاء.
• إنقاص الوزن.
• منح بشرة أكثر صحة عن طريق إزالة حب الشباب والصدفية.

لماذا تحتاج إلى توخي الحذر بشأن زيت السمك؟

يمكن أن يكون لتناول زيت السمك بعض المخاطر المحتملة؛ إذ إنَّ له آثاراً جانبية مؤقتة شائعة، مثل الطعم الكريه والرائحة والتجشؤ وحرقة المعدة ونزيف الأنف والطفح الجلدي والغثيان وانتفاخ البطن والإسهال.

وفي حين أنَّ زيت السمك يمكن أن يمنع سرطان البروستات، غير أنَّ الاستهلاك الزائد يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات عالي الدرجة، ناهيك عن أنَّ تناول زيت السمك بجرعات عالية يمكن أن يتسبب في حدوث نزيف، ويؤثِّر في جهازك المناعي، ويقلل من قدرة الجسم على مقاومة العدوى.

وإضافة إلى ما ذُكِرَ آنفاً، يمكن أن تسبب مجموعات معيَّنة من الأدوية مخاطر صحية خطيرة عند تناولها بانتظام مع زيت السمك؛ لذا، سيكون من الأفضل أن تناقش الأمر مع الطبيب بدايةً، حول تناول زيت السمك مع الأدوية الموصوفة لك.

وبينما يُفضَّل أخذ زيت السمك من المصدر الطبيعي، فإنَّ بعض لحوم الأسماك عرضة للتلوث بالزئبق والمواد الكيميائية الصناعية والبيئية السامة الأخرى. ويمكن أن تسبب لحوم الأسماك الملوثة بالزئبق العمى وتلف الدماغ والتخلف العقلي عند الأطفال.

الخلاصة:

فوائد زيت السمك للرجال والنساء تفوق بكثير المخاطر، خاصةً بالنسبة إلى الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن الذين يتبعون التوصيات؛ لذا اجعل زيت السمك جزءاً من نظامك الغذائي عن طريق:

• اختيار مصادر الغذاء الطبيعي أكثر من المكملات.
• اتباع توصية جمعية القلب الأمريكية بتناول حصة إلى حصتين من الأسماك غير المقلية أسبوعياً.
• تناول مجموعة متنوعة من الأسماك التي تحتوي على نسبة أعلى من حمض إيكوسابنتاينويك وحمض الدوكوساهيكسانويك، ونسبة أقل من ميثيل الزئبق، لتقليل الآثار الضارة المحتملة بسبب الملوثات البيئية.
• تناول الأسماك إلى جانب العناصر الأخرى الضرورية للحصول على نظام غذائي صحي، مثل الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان والحبوب الكاملة التي تضمن أحماض أوميغا متوازنة.
• الحصول على موافقة طبيبك ووصفة تبيِّن حاجتك إلى مكملات زيت السمك، واتباع التعليمات.
• اتباع توصيات جمعية القلب الأمريكية بتناول ما لا يزيد عن 3 جرامات من مكملات زيت السمك يومياً؛ حيث إن تناول المزيد قد يؤدي إلى حدوث نزيف.
• تناول مكملات زيت السمك على جرعتين في الصباح والمساء، لتقليل الآثار الجانبية.
• تناول مكملات زيت السمك مع الطعام لزيادة الامتصاص وتقليل الآثار الجانبية.
• تجميدها واستهلاكها لتقليل الآثار الجانبية.
• اتباع الإرشادات والتوصيات بشأن المأكولات البحرية للنساء الحوامل والمرضعات؛ حيث تشمل خيارات الأسماك الآمنة للنساء الحوامل والمرضعات كلاً من السردين والسلمون والسلمون المرقط والرنجة والأنشوجة، بسبب ارتفاع حمض إيكوسابنتاينويك وحمض الدوكوساهيكسانويك وانخفاض الزئبق.

إنَّ صحتك بين يديك، فاختر بحكمة، واستخدم زيت السمك لفوائده الصحية في الوقت الحاضر. لكن استشر بدايةً طبيبك للحصول على المشورة الطبية اللازمة، قبل اتخاذ قرار مدروس بشأن زيت السمك واتخاذ الإجراءات اللازمة.

المصدر