ما هي المهارات التي تحتاجها لتصبح صانع محتوى ناجح؟

جميع مبادرات التسويق الرقمي الحالية مبنية على أساس إنتاج المحتوى، والذي يُعرَّف بأنَّه عملية إجراء البحث، والتوصُّل إلى أفكار استراتيجية، وتحويل تلك الأفكار إلى مواد عالية القيمة، ثم الإعلان عنها لجمهور معيَّن.



حيث تُعدُّ صفحات الويب والمدونات والرسوم البيانية والأفلام ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعية، كلها أمثلة على المحتوى الرقمي الذي يولِّد تسويقه ثلاثة أضعاف عدد العملاء المحتملين مقابل التسويق التقليدي، بينما تكلفته أقل بنسبة 62%.

كل محتوى له هدف واحد: التواصل مع الجمهور، لجلب عملاء محتملين جدد وعودة المستهلكين السابقين؛ لذا يعتقد المبتدئون أنَّ إنشاء المحتوى يبدأ بأفكارك وما ترغب في توضيحه؛ ومع ذلك، فإنَّ معرفة الجمهور؛ أي تخيُّل ما يقدِّرونه، وما يعجبهم، وما الموضوعات السابقة التي نالت إعجابهم؛ هي في الواقع الخطوة الحيوية الأولى في عملية العصف الذهني.

وعلى الرغم من حقيقة أنَّ العالم الرقمي يتغير دائماً، إلا أنَّ هناك طريقة لإنشاء المحتوى، فإذا اتبعت المبادئ الواردة أدناه، فسوف تثبت سريعاً أنَّك رائدٌ في مجال المحتوى، وتجذب عملاء محتملين مؤهلين ومستعدين لحل مشكلاتهم:

1. تحسين محركات البحث:

يجب أن تجعل المحتوى الخاص بك جذاباً لمحركات البحث في ساحة التسويق اليوم، قد يساعدك صقل قدراتك الكتابية بالتأكيد، ولكن أيضاً استخدام أدوات تحسين محركات البحث (SEO)، سوف يساعدك على الحصول على أقصى استفادة من المحتوى؛ لذا يجب أن يكون كُتَّاب المحتوى على دراية جيدة بأساسيات تحسين محركات البحث وتطبيقها في عملهم، وهي ليست مهارة لمؤلفي الإعلانات ومحرريها فحسب، بل تساعد الصور المُحسَّنة والفيديوهات المنسقة بشكل صحيح على منح المحتوى مرتبةً أعلى ممَّا لو كان الأمر بخلاف ذلك.

هناك طريقة أخرى رائعة لتتعلم كيف يتحدث الجمهور عن موضوع ما، وهي إجراء بحث عن الكلمات المفتاحية؛ الأمر الذي يساعد أيضاً على تحديد خيارات المحتوى الجديدة، التي ربما لم تكتشفها بطريقة أخرى.

2. البحث:

يحتاج التنظيم الجيد للمحتوى إلى عرض كمٍّ كبيرٍ من المعلومات والبيانات بأكثر الطرائق المفيدة للقارئ والملائمة له، ويوفر لك البحث قدرة التحدث عن الموضوعات بطريقة ملائمة ووثيقة الصلة بمجال العمل، كما أنَّه يساعدك على تطوير قدراتك الكتابية وجعلها أقوى وأكثر مرونة من خلال منحك الثقة والوضوح.

يحدث التغيير بسرعة في أي عمل تقريباً؛ لذا فإنَّ البحث - بما في ذلك قراءة أعمال الآخرين بلا كلل - يساعدك على البقاء على اطلاع دائم؛ حيث إنَّ أعظم مطوري المحتوى فضوليون، ويبحثون بلا كلل عن الموضوعات التي من المحتمل أن يهتم بها جمهورهم المستهدف.

شاهد بالفديو: 7 نصائح لكتابة محتوى ناجح

3. المثابرة:

كلما زاد المحتوى الذي تقدمه، زاد عدد زوار موقعك على الويب؛ لذا إن كنت تريد أن تكون أفضل ناشر في مجال عملك، فيجب أن تلتزم بتقديم المحتوى الذي يهتم به القرَّاء بانتظام، فهو ليس شيئاً تفعله ببساطة عندما يكون لديك وقت فراغ، ولا حتى هواية، إنَّما عليك عدُّه مثل عملك الأساسي، ومن أجل تحقيق ذلك؛ يحتاج إنتاج المحتوى الرقمي إلى التفاني والمثابرة، وتذكَّر أنَّ "البعيد عن العين بعيدٌ عن القلب"، فواظب على النشر.

إقرأ أيضاً: دليل المبتدئين للتعرُّف على استراتيجية المحتوى

4. التعرُّف إلى الجمهور:

إذا تعمقت بما فيه الكفاية في اهتمامات وأنماط الجمهور، فسوف تكتشف أفكاراً جديدة ربما لم تكن لتتعرف إليها لولا ذلك؛ إذ قد تقطع البيانات الديموغرافية الأساسية مثل العمر والاهتمامات والتعليم والموقع وأنماط الشراء، شوطاً طويلاً في المساعدة على تنظيم نوع الأفكار التي تحتاج إليها.

وبما أنَّ فهم المستهلك هو التزامك الأول كصانع محتوى؛ لذلك، في أثناء العصف الذهني لمفاهيم جديدة، ضع في حسبانك ما قد يجده ممتعاً أو مثيراً للاهتمام أو مفيداً، ثم كيف يمكن لهذه الأفكار أن تتناسب مع استراتيجية المحتوى.

5. تحليل العلامة التجارية:

يجب أخذ شخصية العلامة التجارية وصوتها، واستراتيجية التصميم، ونقاط القوة ونقاط الضعف، وتكتيكات المنافسين واستراتيجيات المحتوى الفعَّالة ذات القيمة الأعلى، بالحسبان عند تنسيق المحتوى؛ إذ لن ينجح المحتوى إلا إذا رُبط بصورة العلامة التجارية، ونقل الرسالة بشكل صحيح؛ لذا فإنَّ تحليل العلامة التجارية أمر بالغ الأهمية، ويساعد أيضاً على توقُّع عائد الاستثمار للمحتوى.

إقرأ أيضاً: هرم العلامة التجارية: بناء الوفاء لدى الزبون

6. الانتباه للتغذية الراجعة:

اطلب التغذية الراجعة على المحتوى من طرف ثالث، للتحقق ممَّا إذا كنت لا تزال تفكر في جمهورك الأساسي، وما إذا كنت على الطريق الصحيح الذي يؤدي إلى إحراز أهداف تسويق المحتوى المحددة في بداية المشروع.

يمكن أن يساعد طلب التغذية الراجعة من المستهلكين ثم مراجعتها، على تحديد الأسئلة التي لم تُجِب عنها حول منتج أو مجال ربما لم تفكر فيه، ثم إنَّ المواد التي أنشأتها رداً على هذه الاستفسارات، سيكون لها تأثير مباشر ومهم في قاعدة المستهلكين الحالية.

من الصعب والممتع في الوقت نفسه العمل في إنشاء المحتوى؛ حيث إنَّ معظمنا قد تكون لديه القدرة على تنظيم بعض أشكال المحتوى، غير أنَّ جعله يصل إلى الجماهير، ومن ثم تحقيق النجاح من خلال استراتيجية المحتوى، هي لعبة مختلفة تماماً؛ لذا عند محاولة تحقيق التميز في هذا المجال، تذكَّر خدمة العملاء والإبداع والمثابرة، وعندها تصبح صانع محتوى جيد.

المصدر




مقالات مرتبطة