لماذا يجب عليك أن تكون صارماً فيما يتعلق بعاداتك؟

عاداتك هي أساس نجاحك، فالأمور التي تقوم بها يومياً تُكوِّن شخصيتك وتخلق مستقبلك وتحدد نمط الحياة التي تعيشها.



إذا قررت تعديل شيئاً ما في حياتك ليصبح بالطريقة التي تريدها، عليك أن تعمل على تغيير عاداتك؛ وبمجرد أن تقوم بإجراء تغيير ما - كالبدء بسلوك جديد، أو التخلي عن سلوك قديم، أو استبدال عادة سيئة بأخرى جيدة - فأنت بحاجة إلى الالتزام به.

عليك أن تحافظ على استمراريتك، فلا تسمح للظروف الخارجية بأن تُعيدَك إلى سلوكك القديم، لذا يجب أن تضع في اعتبارك دائماً أنَّك لم تكن راضياً عن الشخص الذي كنت عليه في أثناء القيام بتلك العادة، وأنَّك حاربت مخاوفك وفعلت كلَّ ما يتطلبه الأمر للتخلص منها، وأنَّك قد تجاوزت الأمر الآن؛ أي بعبارة أخرى، عليك أن تكون صارماً في التعامل مع عاداتك؛ لذا سنقدم لك فيما يلي 3 نصائح للقيام بذلك:

1. لا تتواصل كثيراً مع الأشخاص الذين لديهم تأثير سيء عليك:

على سبيل المثال، يجب ألا يقضي الشخص الذي تغلب على إدمان المخدرات وقتاً طويلاً مع أصدقائه القدامى الذين ما زالوا يتعاطونها.

ينطبق هذا أيضاً على أبسط المواقف وأكثرها شيوعاً في الحياة اليومية، فإذا أصبحت أكثر ثقة بنفسك، لا يجب أن تعود إلى البيئة أو الأشخاص الذين يجعلونك تشعر بالنقص ويشككون في قدراتك.

إقرأ أيضاً: 10 شخصيات سامة يجب عليك تجنبها

2. ابدأ بالأولويات:

تُعد بعض الأمور التي تفعلها يومياً أكثرَ أهمية من غيرها، سواء حوَّلتها إلى عادات ناجحة أم لا، فربما تساعدك في كسب لقمة العيش، أو تجلب لك السعادة والشعور بالسيطرة، أو تمنحك الرضا؛ لذا أنت بحاجة إلى الاستمرار في فعلها مهما حدث، وأفضل طريقة لفعل ذلك هي وضعها على رأس قائمة مهامك.

فإذا كان عملك أهم أولوياتك، يمكنك أن تنجزه صباحاً؛ استيقظ مبكراً وخصص أكثر الأوقات إنتاجية له، وصبَّ جل تركيزك عليه حتى تنهيه، مع أخذ فترات استراحة كل فترة.

قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لاكتشاف الأمور الأكثر أهمية في حياتك، لكنَّها طريقة فعالة جداً، حيث تمكِّنك من تحديد ما يناسبنك ويهمك فعلياً دون الحاجة للتفكير في أي أمر مرة أخرى، وستشعرُ بالرضا بالتأكيد بعد التركيز في العمل عليها وإنجاز ما تريد إنجازه.

ربما من الأفضل أن تكون حازماً، فلا تسمح لأي شيء أو أي شخص أن يمنعك من القيام بعملك، فإذا طلب منك أحدهم الخروج، وكان لديك أعمال هامة، يمكنك أن تعتذر منه بلباقة، وتعده بأنَّك ستعيد التواصل معه حين تنهي عملك، فتكون بذلك حراً في فعل أي شيء آخر.

قد يجد الشخص الآخر صعوبة في قبول هذا الرفض، ولكن هذه هي الطريقة التي يقوم بها "الشخص الحازم" الذي يعرف تماماً ما يريد في الحياة ويصل إلى ذلك خطوة بخطوة.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب "ابدأ بالأهم ولو كان صعباً" لبرايان تريسي (التهم هذا الضفدع)

3. خطط لأعمالك مسبقاً:

يُعد التحضير المسبق أمراً أساسياً إذا كنت تهدف إلى تحقيق معدل نجاح بنسبة 70-80٪ على الأقل، فالحصول على نتائج مثالية ليس هدفاً واقعياً عندما يتعلق الأمر بتطوير الشخصية.

فإذا كنت تحاول تغيير عاداتك الغذائية، مثل التوقف عن تناول عشاء عائلي أسبوعي يتضمن كمية كبيرة من الطعام اللذيذ والشهي، يمكنُك الآن فعل شيء لتغير ذلك:

  • أخبر المستضيفين (والديك على الأرجح) أنَّك تحاول التقليل من طعامك أو تتجنب أنواعاً معينة من الطعام حتى يتوقفوا عن تقديمها لك وقت العشاء.
  • اشرب كمية من الماء قبل البدء بالعشاء.
  • تناول الطعام في منزلك قبل أن تذهب للعشاء.
  • ركِّز على تناول السلطات والأطعمة منخفضة السعرات الحرارية.
  • دع هذا اليوم الوحيد من الأسبوع الذي يمكنك فيه تناول ما تريد من الطعام.
  • مارس التمارين الرياضية المكثفة في هذا اليوم.

أو إذا كنت تحاول اكتساب عادة شرب 2-3 لتر من الماء يومياً، خُذ زجاجة مياه معك أينما تذهب، وابدأ بشرب كوبٍ من الماء بعد الاستيقاظ مباشرة.

كل هذه أشياء بسيطة يمكننا القيام بها، ولكنَّها تتطلب التفكير المسبق والتنظيم، وهنا يجب ألا تُظهِر أي شفقة، فلا ترحم ولا تغفر لنفسك.

سيتوقف الأشخاص الآخرون بهذه الطريقة عن محاولة عرقلة تطورك، وهكذا يمكنك تطبيقها في مجالات أخرى من حياتك كوقتك وحريتك وأموالك وأحلامك.

حينما تتوقف عن السماح للآخرين والعوامل الخارجية بتحديد ما تفعله وكيف تفعله وما تشعر به حيال ذلك، ستتوقف أيضاً عن إلقاء اللوم وإبداء الأعذار، وبالتالي تتحمل مسؤولية كل ما يحدث في حياتك؛ وتمتلك الثقة والقدرة كي تحقق كل ما تريد.

 

المصدر




مقالات مرتبطة