كيفية بناء العلاقات وخلق الفرص

حتى لو احتسيت القهوة 50 مرة مع شخص ما، فلن تكون علاقتك معه وطيدة كتلك العلاقة التي تكوِّنها مع شخص التقيته في جزيرة نائية، ولقد حصل هذا معي؛ لذا بدأت إنشاء رحلات جماعية لا تُنسى، وتوفِّر المجال لمشاركة الخبرات وتنمية العلاقات، فبدأت في تنظيم رحلات في الجامعة، وعندما دخلت سوق العمل، بدأت في تنظيم رحلات عن تعلُّم مهارات جديدة، أو التواصل المتعلق بموضوعات محددة، أو خوض تجارب لا تُنسى؛ وهدفي هو التعرف إلى أشخاص مهنيين من خلال الرحلات التي تقوِّي التواصل وتعزِّز التعاون.



 ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الخبيرة في السفر "ساشا هوفمان" (Sasha Hoffman)، وتُحدِّثنا فيه عن كيفية بناء العلاقات وخلق الفرص.

إذا كنت تحب الرحلات لكن ليس لديك الوقت، فأدعوك إلى إعادة التفكير في الأمر، فهذه الرحلات ليست مجرد إجازات، إنَّها فرص لتعلُّم شيء جديد وبناء علاقات أعمق والتفكير والراحة والاستثمار في نجاحك المستقبلي، فالرحلات الجماعية هي وسيلة للتعامل مع الأشخاص لفترات أطول والتواصل معهم فيما يتعلق بموضوعات خارج العمل، وبالإضافة إلى ذلك يمكنك التخطيط لعديد من الأمور الرائعة، وهي ذات فائدة كبيرة.

كيف تشجِّع الرحلات الجماعية التفكير الذاتي والفرص الجديدة والنمو؟

لقد حضرت لسنوات الحدث السنوي "مارس" (MARS)، لرجل الأعمال "جيف بيزوس" (Jeff Bezos)، وفي هذا الحدث يجتمع كبار الخبراء في التعلم الآلي والأتمتة والروبوتات والفضاء للاستماع إلى محاضرات تحفِّز التفكير في مستقبل التكنولوجيا، والمشاركة في نشاطات، مثل المشي لمسافات طويلة، وفنون الدفاع عن النفس، وفي غضون أيام قليلة، يلتقي الأشخاص الذين لديهم اهتمامات مهنية مماثلة ويشكِّلون روابط طويلة الأمد.

هذه النشاطات هي بعض من أكثر اجتماعات العمل إنتاجية التي حضرتها، فلقد منحوني الوقت للتفكير في عملي الخاص، والتعلُّم من قادة الفكر، وتحويل زملاء العمل إلى أصدقاء، وبعد كل حدث تنشأ أعمال جديدة، فهذه النشاطات ممتعة وناجحة؛ إذ تؤدي إلى أفكار جديدة وشراكات قوية ونمو، ويشبه حدث مارس عديداً من الرحلات التي كنت أقوم بها منذ 15 عاماً.

فيما يأتي 5 مكونات رئيسة لتنجح رحلتك:

1. التنظيم:

نظِّم مجموعة بناءً على قاسم مشترك، كالأشخاص الذي يمارسون التأمُّل، أو المديرين التنفيذيين الذين يسعون إلى النهوض بشركاتهم، وما إلى ذلك، ويجب اختيار المزيج المناسب من الأشخاص للتأكُّد من حصولهم على شيء قيِّم من الرحلة.

إقرأ أيضاً: الأخطاء الأكثر شيوعاً في العلاقات العامة

2. الهدف:

يجب أن يكون ثمَّة هدف واضح للرحلة، فعلى سبيل المثال إذا كنت ترغب في استضافة حدث لممارسة التأمُّل، فيجب أن تخطِّط لقضاء ثلاث ساعات كل يوم في التأمل ودعوة خبراء التأمل، ويمكنك استخدام ما تبقى من الوقت للترابط والنشاطات الجماعية.

3. طول الرحلة:

يجب أن تستغرق الرحلة ثلاثة أيام ونصف على الأقل لمنح الأشخاص الوقت لبناء روابط مفيدة.

4. العدد:

إذا كانت الرحلة تستغرق 3-5 أيام، يفضَّل دعوة 20 شخصاً فقط، لكن إذا كنت ترغب في مضاعفة جهودك، فيمكنك دعوة ما يصل إلى 100 شخص.

5. وقت للراحة:

يجب أن تخصِّص وقتاً للراحة كل يوم لاستعادة النشاط، وتشجيع المشاركين على التواصل.

شاهد بالفديو: 8 طرق لبناء الثقة في العلاقات

ليس من الصعب التخطيط للرحلات الجماعية كما قد تظن:

تذكَّر أنَّ الرحلات الجماعية هي استثمار في نجاحك في المستقبل، ولجعلها أجدى من ناحية التخطيط، إليك 3 نصائح عن الرحلات:

1. اجعل هدف رحلتك تعلُّم مهارة جديدة لتطوير الذات:

كل شخص لديه رغبة في تعلُّم الهوايات والمهارات؛ لذا استخدمها بوصفها فرصة للجمع بين الناس والتواصل مع أشخاص مهنيين، فعلى سبيل المثال في فترة ما قبل الجائحة، ذهبت مجموعة من روَّاد الأعمال في "وادي السيليكون" (Silicon Valley) في رحلات ركوب الأمواج الشراعي السنوية حول العالم؛ لذا استعن بشركة تقوم برحلات مخصَّصة لتعلُّم شيء جديد، مثل تسلق الجبال، أو الإبحار، أو الطهي، وستحدِّد هذه الشركات سعراً معيَّناً، وبعدها سينظِّمون كل شيء بمجرد أن تصل إلى وجهتك، فكل ما عليك فعله هو حجز رحلة.

لقد نظمتُ رحلة فتيات لأربعة أشخاص إلى جزيرة "بولينيزيا الفرنسية" (French Polynesia)، وأمضينا أسبوعاً في التعلم والحصول على شهادات في الإبحار، ولقد كانت واحدة من أكثر الرحلات متعة التي قمت بها، فلقد درسنا جميعاً معاً لإجراء الاختبارات، ومارسنا مهاراتنا في قيادة القوارب، فقد ربطنا هدفاً مشتركاً.

لقد استمتعنا أيضاً بالسباحة مع أسماك القرش، وطهي الوجبات معاً في القارب، والإبحار حول جزيرة "بورا بورا" (Bora Bora)، وما زلنا نتراسل دائماً ونتحدث عن تلك التجربة، ونبحث عن مزيد من الطرائق لاستخدام شهادتنا.

2. اجعل الرحلات المخطط لها مسبقاً وسيلة للقاء أشخاص جدد:

تقدِّم معظم الشركات رحلات مذهلة بمواعيد وأسعار محددة؛ إذ يمكنك السفر بسعر أفضل من خلال دعوة أشخاص محددين ترغب في التعرف إليهم في هذه الرحلات، فمهارات التواصل هي أعظم قوة بالنسبة إليك بصفتك رائد أعمال، فعليك أن تتحدث بطريقة مناسبة عند التواصل وبناء الفرق والتحدث مع المستثمرين؛ إذ يؤدي الذهاب في رحلة جماعية إلى توسيع دائرة معارفك المهنية، ويسمح لك بمواجهة مواقف اجتماعية جديدة يمكن أن تنمِّي قدرتك على التواصل مع الآخرين.

إقرأ أيضاً: 4 نصائح ذهبية لتكوين انطباع جيّد عنك في اللقاء الأول

3. احجز مكاناً تتوفَّر فيه عدة نشاطات اجتماعية:

ابحث عن المنازل التي فيها بوَّاب أو موظفين؛ إذ يمكن لهؤلاء الأفراد مساعدتك على مسؤوليات، مثل الطهي، أو التنظيف، أو نشاطات الحجز، لإزالة تلك الضغوطات اليومية حتى تتمكَّن من التركيز على التفاعل مع الأشخاص الذين تسافر معهم.

لقد نظَّمتُ رحلة مدتها خمس ليالٍ إلى "جزر كايمان" (Cayman Islands) مع 20 شخصاً اخترناهم بعناية، وبقينا جميعاً في نفس المنزل، ولقد قمنا بالتجديف الليلي في خليج مضيء، والإبحار، وممارسة اليوغا الجماعية، ولم يعرف معظم الأشخاص في الرحلة بعضهم بعضاً، لكنَّهم كانوا جميعاً محترفين في مجال التكنولوجيا، وعزز هذا العنصر المشترك فرصة للأشخاص لإجراء محادثات لمدة ساعات.

في أثناء رحلتنا علَّمنا أحد الأفراد درساً في ممارسة اليوغا، وعلَّم آخر جميع الموجودين لغة الجسد، وألقى ثالث محاضرة عن التوجهات في صناعة التكنولوجيا، فمن خلال التخطيط للأحداث اليومية، فإنَّك تشجِّع الناس على الانفتاح والتفكير وتبادُل الخبرات.

في الختام:

قد يبدو تخصيص وقت للسفر الجماعي، ناهيك عن التعامل مع الخدمات اللوجستية، أمراً شاقاً بالنسبة إليك، لكنَّك ستكون سعيداً إذا قمت بهذا النشاط، فالنمو الذي ستختبره سيكون أروع ممَّا تظن.

How to Build Connections and Create Boundless Opportunities




مقالات مرتبطة