كيف يمكن للمدير التعامل مع الموظفين الذين لا ينسجمون مع بعضهم؟
يواجه مدير الشركة مشكلة صعبة عندما يعمل شخصان غير منسجمين في المكتب نفسه، حيث يؤثِّر التوتر بين الموظفين في عملهم وكذلك في عمل الموظفين القريبين منهم، فقد يعاني هؤلاء من التوتر؛ لأنَّ مجرد القدوم إلى المكتب يشعرهم بعدم الارتياح.
من المُهم جداً أن يتدخل المدير مبكراً لحل هذا الخلاف، ففي أسوأ السيناريوهات، قد يكون الخلاف ناتجاً عن موظف واحد يسبب المشكلة، ولكن في أغلب الأحيان يتعلق الأمر بوجود شخصين لا ينسجمان معاً بشكلٍ جيد، وكلما تم التوصل إلى حل مبكراً، سَعِدَ الموظفون بالقدرة على المضي قدماً في وقت أسرع، وكذلك يشعر زملاؤهم في العمل بالارتياح لتخفيف التوترات في المكتب.
من مهامك كمدير أن لا تدع الصراع يتفاقم؛ لأنَّ الأمر سيزداد سوءاً وسيصبح تأثير النزاع أكثر انتشاراً وإزعاجاً للمشاركين ولجميع زملاء العمل والعملاء، وكلما طالت فترة الخلاف أو النزاع، أصبح حلَّه أكثر صعوبة.
ما الذي يمكِن لمديري الشركة فعله للتعامل مع الموظفين الذين لا ينسجمون مع بعضهم؟
تحديد المشكلة هي الخطوة الهامة، وللقيام بذلك، يحتاج المشرفون إلى المشاركة في الأنشطة التي تُقام يوميَّاً في مكان العمل والاطلاع عليها، وعندما تكون هناك أدلة على احتمال وجود مشكلة، يجب التدخل ومعالجة المشكلة، أمَّا ترك المشكلات تتفاقم على أمل أن تُحلَّ وحدها سيزيد الأمور سوءاً.
الأسباب المحتملة للخلافات:
قد تتضمن بعض الأسباب الكامنة وراء الخلافات -التي قد تجعل الموظفين يُحسُّون بعدم الانسجام- النقاط التالية:
- ألَّا يؤدي موظفٌ ما واجباته كاملة.
- انتشار النميمة بين الموظفين.
- الرواتب غير العادلة بين الموظفين.
- الغيرة.
- اختلاف الشخصيات.
- الضغط الكبير في مكان العمل.
- تمييز المدير أحد الموظفين عن الباقين.
- عدم المساواة في المسميات الوظيفية.
قد تحتاج إلى مساعدة خارجية عندما لا ينسجم الموظفون مع بعضهم:
قد يتطلب تحديد المشكلة مساعدة خارجية، وقد يتوجب على المدير إحضار شخص من قسم الموارد البشرية للمساعدة في هذا الموقف، حيث يمكِن لموظفي قسم الموارد البشرية النظر إلى الأشياء من وجهة نظر خارجية وتحديد ما لا يمكِن للمدير رؤيته لأنَّه قريبٌ جداً من المشكلة.
بمجرد أن تكون لديك فكرة جيدة عن ماهية المشكلة، اجلس مع مُفتعلي المشكلة، حيث نادراً ما يكون الموقف بسيطاً، ويكون هناك عادةً أكثر من شخص في الخلاف، وفي البداية، من الجيد أن تلتقي كل موظفٍ وحده، ويجب أيضاً أن يَحضر الاجتماع موظف من قسم الموارد البشرية للمساعدة في تخفيف أي توتر.
كيف نعالج مشكلة عدم الانسجام بين الموظفين؟
لنفترض مثلا أنَّ ثمَّة موظفتَين غير منسجمتَين اسمهما جين وهايدي، لنرى كيف يمكِن أن تجري محادثتك مع جين:
- المدير: جين، لقد لاحظتُ وجود توتر مستمر بينك وبين هايدي، فهل يمكِن أن تخبريني ما الذي يَحدث بينكما؟
- جين: هايدي تنتقدني دائماً وتتدخل بيني وبين عملائي.
- المدير: سأتحدث مع هايدي عن ذلك، لقد لاحظتُ أيضاً أنَّكِ تؤخرين إنجاز العمل حتى الدقائق الأخيرة، وهذا ما قد يفسر سبب مقاطعة هايدي لك في كثير من الأحيان. سأمنع هايدي من مقاطعة وقتك ويمكِنك زيادة الأوقات المخصصة لتأدية مهامك حتى لا يكون هناك أيَّة مجازفة في فقدان الموعد النهائي، فهل ترغبين في المساعدة في تعديل جدول المواعيد؟
ولنرى كيف يمكِنك بدء النقاش مع هايدي:
- المدير: هايدي، لقد لاحظتُ وجود توتر بينك وبين جين، فهل يمكِنك إخباري بما حدث؟
- هايدي: جين دائماً تتهرب من العمل، وأنا دائماً مضطرة للقيام بعملها.
- المدير: لماذا تقومين بعملها؟
- هايدي: لأنَّني إذا لم أقم به، فلن يُنجَز العمل.
- المدير: إنَّ وظيفتي هي التأكد من أنَّ عمل جين يُنجَز وليس عملك؛ لذلك أنا أعفيك من القلق بشأن عبء عمل جين، وإذا شعرتِ أنَّ جين بحاجة إلى مساعدتك، سأتصل بك، وأنتِ ركِّزي على عملائك ودعي جين تركِّز على عملائها، وإذا رأيتِ أنَّ مشكلة على وشك الحدوث، تعالي إليَّ قبل الذهاب إلى جين، وسأعالج الأمر.
متابعة الموظفين غير المنسجمين:
بعد تحديد المشكلة ومعالجتها مع الموظفين وإيجاد حل، ستحتاج إلى متابعة هؤلاء الموظفين، وقد يكون هذا أصعب جزء في التعامل مع الموظفين الذين لا ينسجمون.
إذا لم تتابع مع جين للتأكد من أنَّها تلتزم بالجداول الزمنية الجديدة، ولم توقِف هايدي في كل مرة تحاول فيها مقاطعتها، فلن تُحلَّ المشكلة، وسيستمر الخلاف بينهما، وسيكرهان بعضهما، ويكرهانك أيضاً، لأنَّهما ستريان أن تدخلك لا قيمة له، وإذا كنتَ ستحل مشكلة ما؛ فأنت بحاجة إلى القيام بالعمل لتنفيذها.
يكافح مدير العمل غالباً للتوصل إلى حلول لمشكلة مشاحنات الموظفين، ولكن إذا حددتَ ببساطة مشكلة السلوك الأساسية، وعالجتَها، ثمَّ تابعتَ في حلها، ستصبح مديراً ناجحاً.
في الختام:
يسمح الموظفون لعواطفهم بأن تتغلب على انضباطهم في معظم الأحيان، ويمكِن أن يساعد تدخلك ككوتش وموجِّه على تجاوز الجوانب العاطفية لحل المشكلة الحقيقية القائمة، بعد ذلك، سيتعاون موظفوك ويمكِنك إنشاء بيئة متناغمة في العمل.